الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة أقرب الى خاطرة حزينة

غازي الصوراني
مفكر وباحث فلسطيني

2017 / 4 / 22
مواضيع وابحاث سياسية



أحزاب وفصائل اليسار العربي يعترفون باستمرار الأوضاع المأزومة عموما، والفكرية شبه المرتدة عن الماركسية ومنهجها خصوصا في أحزابهم، دونما توفر المقومات المطلوبة في نشر وتعميم الثقافة الديمقراطية العقلانية التنويرية الحداثية داخل هذه الأحزاب للخروج من الأزمة صوب النهوض. وهذا يعني أن الجميع يتحمل المسئولية أمام هذا العجز أو القصور أو الإهمال.
لذلك أقول لهم - مخاطبا ذاتي-….أما وقد مضى وقت طويل بين الإقرار بحال الأزمة، وبين اللحظة التي نعيشها الآن، ولم نتقدم على طريق حل الأزمة، فإن ذلك يؤشر على عدم نضج الوعي المعرفي العلمي المادي الجدلي أولا، وعدم نضج الوعي بتفاصيل الواقع المعاش ثانيا، واستمرار تغييب الوعي العميق بالديمقراطية ثالثا.
في مثل هذه الأوضاع يكون من الطبيعي انتشار أحزاب وتيارات اليمين الليبرالي الرث وحركات الإسلام السياسي بصور غير مسبوقة في تاريخنا الحديث والمعاصر، بسبب استمرار تخلف أو عدم نضوج أو توفر الأوضاع الذاتية - في أحزاب اليسار- القادرة على تقديم الحلول المناسبة للأزمة ببعديها المعرفي والمجتمعي/الطبقي، رغم أن الأزمة نفسها قد نضجت كفاية وأصبحت تراكماتها تنذر إلى أن تصبح - أو انها أصبحت فعلا - أزمة بنيوية شاملة.
وإذ يقضي المنطق البسيط أن لكل أزمة حلا، ولم يؤخذ به، فإن من واجب كل كادر وكل عضو (في هذه الأحزاب والفصائل) أن يطرح سؤالاً مباشراً حول الأسباب التي حالت وتحول دون معالجة الأزمة والخروج منها، لينتقل بعد ذلك إلى مناقشة السؤال المنهجي الأهم، وهو كيفية مواجهة العوامل أو التهديدات الداخلية التي أبقت حال الأزمة وأعادت إنتاجها، وحالت حتى اللحظة دون تقديم حلول لها، مما أدى إلى استمرار مظاهر الهبوط الفكري النقيض للماركسية، الى جانب الهبوط في التعاطي مع القضايا السياسية عموما والمجتمعية المطلبية الطبقية للجماهير الفقيرة خصوصا، في ظل استمرار تراكمات ضحالة الوعي أو غيابه، وهي تراكمات تعزز بالضرورة وجود مراكز القوى الانتهازية والتحريفية واليمينية والتكتلات الشللية، وضعف قوة وهيبة مركز هذا الحزب أو الفصيل أو ذاك، وضعف وحدة القرار فيه، واستمرار ظاهرة عدم الوضوح بالنسبة لماهية الحزب وفكره الماركسي ومنهجه العلمي الذي نريد، وغياب القدوة والمثل الأعلى في الهيئات القيادية، مع استمرار تزايد الفجوة بينهم وبين المجتمع عموما والشرائح الفقيرة خصوصا -وهي الأغلبية العظمى.
أخيراً .. يبدو أن أحزاب وفصائل اليسار العربي –بدرجات متفاوتة- أصبحت أو كادت تصبح في مساحة هامة من علاقاتها الداخلية ومواقفها الأقرب الى الصمت والمهادنة لهذا النظام أو ذاك، صورة مشوهة عن واقع التخلف الاجتماعي السائد في مجتمعاتها، الأمر الذي يفسر بوضوح ساطع أسباب تراجع وعزلة قوى اليسار العربي وانحدارها.
ان الصمت على تراكم عوامل الأزمة والمرض هو نوع من الصمت على الموت البطىء لهذه الأحزاب/الفصائل …لكنه لا يعني مطلقا موت الأفكار والمبادىء والتضحيات العظيمة التي انطلقت من أجلها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل بدأ العد العكسي لعملية رفح؟ | #التاسعة


.. إيران وإسرائيل .. روسيا تدخل على خط التهدئة | #غرفة_الأخبار




.. فيتو أميركي .. وتنديد وخيبة أمل فلسطينية | #غرفة_الأخبار


.. بعد غلقه بسبب الحرب الإسرائيلية.. مخبز العجور إلى العمل في غ




.. تعرف على أصفهان الإيرانية وأهم مواقعها النووية والعسكرية