الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تونس : نادي رؤية الثقافي يصنع الحدث

الأسعد بنرحومة

2017 / 4 / 22
التربية والتعليم والبحث العلمي


بسم الله الرحمان الرحيم
التّعريف بالنّادي

نظرا لما تشهده الجامعة من تراجع على مستوى التكوين العلمي , ونظرا لما يشهده الطّالب من تدنّ على صعيد الوعي الفكري ممّا أثّر على المنظومة القيميّة .
وايمانا منّا بدور الجامعة عموما , والطّالب خصوصا في الرقيّ بالبلاد تمّ تأسيس نادي رؤية الثقافي , والذي يعمل على الارتقاء بوعي الطّالب والخروج به من مربّع الاستهلاك السّلبي عن طريق طرح راق لمشكل الجامعة وهموم الطّالب بشكل يكون فيه التّعبير الصّادق لمعاناته مع طرح حلول جذريّة بعيدة عن كلّ محاولات التّرقيع والتزييف, منبثقة من حضارة هذا الشعب الكريم , ومن حضارته ومفاهيمه عن الحياة , ومستمدّة من قيمه بشكل يعيد للطّالب وضعه الطّبيعي واشعاعه المعهود باعتباره طرفا مهمّا في صياغة مستقبل أفضل للبلاد .
التعليم في تونس : سنوات من الفشل ... وطريق المعالجة " كلمة رئيس نادي رؤية الثقافي بتاريخ 19أفريل 2017 في كلية العلوم بقفصة "


السّيد عميد كلّية العلوم
السّادة الأساتذة
زملائي الطّلبة والطّالبات
انّه من نافلة القول أنّ الشعوب والأمم حتّى تصل الى المستوى اللّائق بها وتضمن بقائها فيه والاستمرار في الانتاج والعطاء الحضاري تحتاج لثروة من الأفكار ولطريقة تفكير منتجة . كما تحتاج لمن يحمل هذه الأفكار ومن يحسن استعمال طريقة التفكير هذه. وليس هناك من هو أهل لحملها والابداع في استعمالها غير الشباب ... الشباب الذّين هم نبع الحياة وسواعد البناء والتّشييد والانشاء... الشباب الذّين هم قوّة الحاضر وضمانة المستقبل... الشباب الذّين هم الحرّاس الأمناء على شعوبهم وأممهم.
فمتى فقدت الشعوب والأمم ثروتها الفكرية وطريقة تفكيرها وأُبعد الشباب عن مواطن الرّيادة ومواقع العمل ضعفت تلك الشعوب والأمم وخطت أولى خطواتها نحو الاندثار. فثقافة الشعوب والأمم وطاقاتها الشبابية هي الثروة الحقيقية لها ... هي الثّروة التّي يجب أن تُتّخذ للمحافظة عليها القراراتُ المصيريةُ. واذا ما فقدت هذه الشعوب والأمم ثرواتها المادية فانّها سرعان ما تستعيدها مجددا طالما أنّها محتفظة بثروتها الفكريّة وطاقاتها الشبابية : فالشباب هم العنصر الفاعل , وهم وقود التّغيير في كلّ زمان ومكان ... وانّه وان كانت الدّول لا تنشأ الّا بالفكر , ولكنّها لا تقوى ولا تستمرّ الّا بسواعد الشباب .
انّه من حقّنا نحن الشباب أن نحلم... ومن حقّ كلّ شاب وفتاة أن تكون لهما أحلام جميلة... ومن حقّنا جميعا أن نتطلّع الى مستوى أرقى وحال أفضل ممّا نحن عليه. وليس من حقّ أيّة جهة كانت , ولا من حقّ أيّ طرف على الأرض مهما قوي أن يحبس أنفاس أحلامنا وتطلّعاتنا ... نعم من حقّ الشباب أن يحلم ... ومن حقّه أن يتطلّع الى الأفضل ..
ولكنّ الحلم وحده لا يكفي ... ومجرّد التّطلّع لا يحقّق الغايات ولا يُصلح أيّ شيء من الوضع ... فالحلم والتطّلع وحدهما بدون فكر يسبقهما وعمل يُبنى عليهما من أجل غاية واضحة تُحدّد لهما هو ضرب من الخيال لا يختلف عن أساطير الأوّلين وفلسفة المدينة الفاضلة ... فالحلم والتّطلع حتى يتحوّلا الى واقع يُعاش لا بدّ لهما من الفكر والعمل ...فكر يحمله الشباب , وعمل يُنجز بسواعدهم من أجل غاية واضحة . وانّ طلائع هؤلاء الشّباب هم طلبة الجامعات ... هم نحن وأنتم أيّها الطّلبة .....أنتم أمل اليوم ... وقوّة الغد ... وعلى عاتقكم وبجهودكم تتحوّل الأحلام والآمال والتطلّعات الى وقائع حياتيّة تُعاش في مستقبل حقيقٌ بأن يكون أفضل من الحاضر...
انّ الجهود والأعمال تذهب سُدًى اذا كانت خالية من عمق التّفكير , سائرة بدون هدف محدّد : لذلك فانّ القاعدة الذهبية أيّها الطّلبة هي / العمق في التّفكير تُبنى عليه أعمال من أجل أهداف واضحة ومحدّدة. ذلك مع الوعي التام على القضايا المصيرية حتّى لا يقع توظيف جهود الطّلبة توظيفا سلبيّا وبالتّالي تُهدر طاقاتهم في أعمال لا هدف لها ...
السيّد العميد ... السّادة الأساتذة ... زملائي الطلبة :
انّنا اذا استعرضنا تاريخ الجامعة وبعض الحاضر فسيتراءى لنا كلّ تلك المحاولات التّي مُورست لتهميش الطّلبة وتهميش الجامعة ودورها في المجتمع وذلك من خلال عمليّات التوظيف السّلبي للجهود والتي تُقحم الطّلبة في صراعات هامشيّة بمستويات مختلفة من الكفاح الرّخيص فيدفعونهم الى صراعات فيما بينهم , أو بينهم وبين الادارة , وتصبح بالتالي قضية الأطراف مُختزلة في مشكلة مع عميد الكلّية , أو حادثة في الادارة , أو أكلة فاسدة , أو منحة أو غير ذلك من صغائر الأمور ... مع أنّ قضيّة الشّباب وفي طليعتهم طلبة الجامعات لا يمكن أن تُختزل في هذه المشاكل التّي يمكن حلّها بالنقاش الهادئ والرّصين . اذ القضيّة تتعلّق بالمنظومة التّعليميّة كلّها التّي يجب أن تكون قادرة وبالمنهج التّعليمي الذّي تتبنّاه على انتاج الشّخصيّات المنسجمة مع مجتمعها , شخصيّات قادرة على احداث التغيير النّوعي والشّامل بعيدا عن أشكال الكفاح الرّخيص من اضرابات واعتصامات والعنف والشّجار بين الطّلبة بما ينتج عن ذلك من سبّ وشتم وتكسير أغراض الكلّيّة التّي تمّ اقتناؤها من أموال أهالينا ...
ولقد تجاوزت محاولات التّهميش والتّوظيف السياسي السّلبي الطّلبة , وعمدت الى تهميش الجامعة , وحرفها عن دورها في المجتمع , بعد أن كانت وفي كلّ مراحلها البيئة الأولى التي تخرّج منها الحكّام والسياسيون والمثقفون والاعلاميون ومحتلف الكفاءات . غير أنّنا نرى اليوم محاولات عزلها عن محيطها الطبيعي , وذلك من خلال حصر النّشاط فيها تحت عنوان واحد هو " العمل النقابي " ومنع غيره من النّشاطات ومنها النشاط الفكري : مع أنّه لا يوجد في الحقيقة عمل نقابي وعمل فكري ثقافي وعمل سياسي لأنه كلّه سياسة اذ السياسة في واقعها ومضمونها هي رعاية الشؤون , وتتوقّف هذه الرعاية على المنظومة التي تطبّق , والتي بمقتضاها تتمّ رعاية الشؤون . وبالتالي فانّ السياسة ليست الكذب والخداع وحياكة المؤامرات,ولا هي الفوضى والعنف وثارة العداوة والصدام. لذلك فانّ جهود الجامعة بالتضامن مع جهود طلبتها يجب أن تنصبّ على فكّ عزلة الجامعة لتعود الى محيطها الطبيعي وهو المجتمع , ولتكون هي رائدة الفكر والثقافة والعلم , فلا يجب رفض العمل الثقافي الفكري داخلها , وانّما لا بدّ من تشجيعه ودعمه وصقله حتّى تنتهي مرحلة التّهريج والفوضى والتّوظيف السّلبي .
أيّها الزملاء
انّ ما يعانيه الطلبة اليوم هو هذه الشهادات العليا التي يتحصّل عليها ليحملها بيد وتبقى اليد الأخرى عاطلة عن العمل ويبقى هو عالة على مجتمعه... وانّ هذه الحالة يُنظر اليها بعين الرّيبة ويُعتقد أنّها سياسة ممنهجة يُقصد منها ضرب التّعليم في البلاد , وايجاد حالة من اليأس وعزوف عن مباشرة التعلّم ممّا يفرز حالة من التصحّر الفكري والثقافي ينتج عنه تهميشا للكفاءات في المجتمع الذّين غزاهم اليأس والانتكاس والاكتئاب وأضحوا عبءا ثقيلا على الشعب . وسبب ذلك هو غياب استراتيجية واضحة لتشغيل أفواج المتخرّجين من الطلبة رغم ادراك هذه السّلطة ومعرفتها المسبقة لعدد الطّلبة الذّين سيتخرّجون من الجامعات . وبذلك صارت شوارعنا ومقاهينا تعجّ بالكفاءات والعلماء وأصحاب الشهائد العليا الذين يضطرّ ضنك العيش بعضهم للعمل في مجالات لا علاقة لها بتخصّصهم وبأجور زهيدة , كما يضطرّ البعض الآخر منهم للبحث عن الهجرة لتُحرم منهم ومن خدماتهم البلاد التي سهرت على تكوينهم , وما تبقّى ممّن رفضوا الاغراءات وصبروا على وضعهم يكونون عرضة للاغتيال والتصفية , وما حادثة محمد الزواري عنّا ببعيدة...
زملائي الطلبة : اننا لا نقول هذا لزرع اليأس , بل لحفز الهمم حتى يتكوّن من طلبة الجامعات جيلا واثقا بنفسه قادرا على القيادة وافتكاك مكانه في الصفوف الأولى متحمّلا مسؤوليّته في ايجاد الحلول النّاجعة المستندة الى وجهة نظر شعبه وأمّته وتنفيذها حتّى يرسو بسفينة هذا الشعب على شاطئ السلامة.
زملائي الطلبة : انّ الفكر المستنير والوعي كالشهاب الملتهب النازل من السّماء , وطلائع الشباب الذّين هم الطلبة في انتظاره في الأرض فما هو الّا أن يتنزّل عليهم ويلامس مواطن الاعتقاد والقوّة فيهم ويتحوّل الى قناعات راسخة حتى يتأجّجوا ويلتهبوا ويهبّوا نحو العمل الجادّ .
زملائي الطلبة : انّ " نادي رؤية الثقافي " هو ناديكم أنتم , وهو الذّي بجهودكم وأعمالكم أنتم سيكون رائدا وقادرا على بثّ الوعي وارساء دعائم الفكر المستنير. وبذلك, وبذلك وحده تتحطّم صخور الجهل والتّبعية والعزلة , ونصل الى برّ الأمان...
ومن لم يرم صعود الجبال « « « يعش أبد الدّهر بين الحفر
عن نادي رؤية الثقافي
19 أفريل 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرد الإسرئيلي على إيران .. النووي في دائرة التصعيد |#غرفة_ا


.. المملكة الأردنية تؤكد على عدم السماح بتحويلها إلى ساحة حرب ب




.. استغاثة لعلاج طفلة مهددة بالشلل لإصابتها بشظية برأسها في غزة


.. إحدى المتضررات من تدمير الأجنة بعد قصف مركز للإخصاب: -إسرائي




.. 10 أفراد من عائلة كينيدي يعلنون تأييدهم لبايدن في الانتخابات