الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السير وراء أميركا تحت شعارها - الحرب على الارهاب - هو الارهاب عينه

الأسعد بنرحومة

2017 / 4 / 23
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


عندما زار وزير الخارجية الأميركية جون كيري الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي في 18فيفري 2014قال " انّ اهتمامنا كأمريكيين بالمنطقة هو القضاء على الشكل الراديكالي للاسلام وليس الاسلام المعتدل " , وقبلها في أفريل 2013عندما قدم الجنرال الأميركي قائد الأركان في القيادة الأمريكية بافريقيا " أفريكوم " الى تونس انطلقت الشرارة الأولى لتفجيرات الشعانبي من ولاية القصرين .
ومن ذلك التاريخ تواتر تردّد السفير الأميركي وباقي القادة الأمريكان على المقرّات السيادية في تونس ,قلم تسلم منهم وزارة ولا ولاية ولم تنج بلدية ولا عمادة ,يعقدون الجلسات ويقرّرون ويأمرون وينهون , ووصلت أوامرهم داخل القصر الرئاسي وقصر الحكومة وحتى قبّة البرلمان .. وحتى المعارضة التي باتت تخوض كلّ أشكال الكفاح الرخيص فباتت تنتظر بقايا فتات من السفير أو رسالة شكر من جنرال أميركي أو دعوة للسفارة لاستكمال مشروع التآمر والغدر المقرّر طبعا في بنود ربيع أميركا .
الأمر بالنسبة لفنّ التآمر هذا والغدر , وجميع أطوار الخديعة ليس حكرا على تونس وحدها بل انّ كلّ ما تعرفه البلاد الاسلامية ,هذه المنطقة الحيوية من العالم ,من عنف وقتل وتفجير وحروب , وارقة للدماء يحدث من خلال تواطئ هؤلاء الحكام وتآمر أذنابهم من الانتهازيين والوصوليين , وكذلك أبواق الغرب الكفر المستعمر من بعض السياسيين والاعلاميين والمفكرين...
انّ كل هذه الجرائم المختلفة انما تتمّ وتحدث برعاية الغرب المستعمر تحت قيادة الولايات المتحدة الأمريكية الراعي الأول للارهاب في العالم , هذا الارهاب الذي تجلّى في أحلك صوره من خلال سفك دماء لاجئي ملجئ العامرية بالعراق وسجون أبو غريب وبوكا أومجازر تعرّض لها مسلمو سريبينيتشه في البوسنة , أو من خلال احتراق جثث الأبرياء داخل الحاويات الحديدية في أفغنستان , بل انّ جميع هذه الحروب وهذا القتل الفضيع الذي نراه اليوم من ليبيا الى سوريا واليمن والعرق انما يحدث برعاية مندوبي أميركا من مبعوثي الأمم المتحدة , وعن طريق أدواتها من بيادق عملاء لا فرق بين من يسمي نفسه عبد الله الثني أو من يسمي نفسه عمر الحاسي ان كان الأمر في ليبيا , وبين من يسمي نفسه منصور الهادي أو عبد الملك الحوثي كما في اليمن , أو من تسمى بالباجي السبسي أو منصف المرزوقي أو راشد الغنوشي كما في تونس..
ان كان ما يحدث اليوم هو مصاب واحد لا فرق بين تونس وليبيا ولا بين مصر وتونس أو بين سوريا واليمن أو العراق والسودان وفلسطين أو غيرها...
ان كان كل ذلك نتيجة تواطئ هؤلاء الحكام العملاء ومن تحالف معهم من الأذناب والأبواق والبيادق وبرعاية الغرب الكافر المستعمر لا فرق بين أميركا أو فرنسا أو غيرها ... فما فائدة أن يدعو البعض الى مسيرة تندد بالارهاب , ومن يحكم البلاد هم الارهابيون الحقيقيون وهم من ينظمون هذه المسيرة؟ وما فائدة أن يدعو البعض الى مؤتمر حول الارهاب ومن يشرف على هذا المؤتمر هم الارهابيون الحقيقيون؟.
بل كيف يقبل البعض أن يستمر في أسلوب الكفاح الرخيص فيسيرون سير العميان نحو حتفهم وهلاكهم اذ الغرب الكافر المستعمر وعلى رأسه أميركا هو نفسه من أعلنها صراحة فقال : " ان مهمتنا هي منع الاسلام من الحكم ومنع المسلمين من الوحدة" , ومن أجل ذلك رفع شعار "الحرب على الارهاب"هذا الشعار الذي سار فيه هؤلاء الحكام العملاءومن معهم من أذناب الغرب المستعمر وأبواقه...
أليس حينها ,والحال هذه , يكون السير وراء هذا الغرب بقيادة أميركا باسم "الحرب على الارهاب" هو الارهاب بعينه ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل