الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مفوضية الانتخابات واستجوابها النيابي

سعيد ياسين موسى

2017 / 4 / 23
المجتمع المدني


شهد العراقيون وعبر اجهزة الاعلام والمنشورات المكتوبة والمرئية الاسبوع الماضي, استجواب نيابي من قبل عضو مجلس النواب د. ماجدة عبد اللطيف لمفوضية الانتخابات,وكان استجوابا موفقا مدعوما بالوثائق والادلة على التجاوزات حسب مهام المفوضية واداءها والتجاوزات المالية والادارية.
ابتداءا ان مخرجات مفوضية الانتخابات هو انتاج مجلس النواب ومجالس المحافظات,مما ترتب اساءة كبيرة للعملية السياسية وكذلك التلاعب بشرعيتها الدستورية لتمثيل الشعب وبالتالي اساءة كبيرة للشعب صاحب المصلحة كخيانة للامانة المناطة بها ,وهنا في حال الأقتناع بأجوبة المفوضية من قبل مجلس النواب فهذا يعني عدم الشرعية ,حتى لو ذهب من يذهب الى مدى التأثير على نتائج الانتخابات والتمثيل النيابي الاتحادي والمحلي,لان الاساس هو خيانة الامانة لما أستوثقوا به من مهام ,وهنا ايضا مفصلين.
أولا, الوفاء لتأسيس نظام سياسي ديمقراطي باجراء انتخابات حرة نزيهة مباشرة كمشاركة الشعب في الاختيار لممثليهم وايكالهم التمثيل الشرعي الشعبي في ادارة شؤونهم السياسية والمالية والاقتصادية والامنية والحقوقية والمساءلة والرقابة والتشريع وحسب الدستور, وهي من ملامح مبادئ الحكم الرشيد في ضمان المشاركة.
ثانيا, هو الذهاب على عدم الاقالة,وهنا موقف أخر يعكسه هذا الحرج السياسي لمجلس النواب ومدى شرعيته الدستورية امام الشعب والمحافظة على حقوقه ومتطلباته وحاجته الى نظام سياسي ديمقراطي كحق مكتسب دستوريا وانسانيا , الحقيقة كان الله في عون اصحاب القرار لما وضعوا فيه من حرج من مفوضية الانتخابات.
اما الفساد الاداري والمالي واستغلال النفوذ فهذه قصة تهون على ما سبق لأن تم ضرب أسس البناء المؤسساتي الدستوري .
عموما هنالك تساؤل, وفي أي حال من الأحوال فهل هذا يعفي من المساءلة القانونية لموارد الفساد المالي والاداري وخيانة الامانة ,عندها يجب احالة الملفات الى القضاء والادعاء العام ,كبديل عن المساءلة النيابية ولرفع الحرج السياسي.
شخصيا لا اتوقع اقالة مفوضية الانتخابات لما تترب تداعيات سياسية كبيرة ستعصف بالبلاد اقلها شرعية المؤسسات التمثيلية ,وكنتيجة منطقية للتركيبة السياسية المحاصصاتية التوافقية والبيع والشراء للمواقف والقرارات المصيرية .
والحقيقة الاخرى لا اعفي انفسنا كناشطين مدنيين من المسؤولية الرقابية والرصدية لمجريات ونتائج الانتخابات ولو هذه المسؤولية اخلاقية فعلينا مراجعة انفسنا وتنمية قدراتنا ,والايجابية التي يتمتعون بها في تقويم الاداء العام, منها الاداء السياسي التمثيلي ,مع ان الكثير من الناشطين المدنيين ادلوا بدلوهم منذ بداية تشكيل واختيار مفوضية الانتخابات وعدم استقلاليتها والعديد من الجلسات الحوارية والورش المتخصصة اكدت بضرورة التأسيس لمفوضية انتخابات مستقلة فعلا تعتمد على اليات حديثة في الأدارة الأنتخابية و العد والفرز واعلان النتائج فور انتهاء الانتخابات وفق برامج الكترونية,ولتلافي هكذا تصرفات غير أمينة الضمان هو في تشريع قانون انتخابات محلية واتحادية عامة يضمن تمثيل حقيقي مناطقي واضح مع وضع آلية نظام تمويل الحملات والدعائية الانتخابية قابلة للتطبيق والرصد والمعاقبة بالحرمان ,مع تحريم استخدام موارد الدولة في هذه الحملات الدعائية فعليا,وهنا تقتضي الضرورة الملحة في وضع لائحة سلوك انتخابي وتوقيعها من القوائم السياسية والمرشحين للانتخابات لضبط ايقاع الدعاية الانتخابية.
اقول للسيدة النائب د. ماجدة عبد اللطيف, لولا النظام السياسي الديمقراطي ووجود مجلس النواب ,لما تمكنت بحرية وحنكة ومهنية من ممارسة واجباتك الرقابية والمساءلة ,كنتِ جديراً بالثقة لتنوير الرأي العام بما قدمتيه من أداء نيابي منتج ,فلا تحزني في حال عدم اقالة المفوضية حسب المعادلة السياسية فقد أديت ما عليك من واجب,أما نحن كشعب علينا ان نكون اكثر نباهة ومسؤولية في اختيار ممثلينا لنضمن نظام سياسي ديمقراطي وايداع الامانة الى من لا يخون الأمانة في الدفاع عن حقوقنا ومؤازرتهم ومساءلتهم كمسؤولية ثانية لما بعد الاختيار والانتخاب.
بغداد في 23 نيسان 2017
سعيد ياسين موسى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف يعيش اللاجئون السودانيون في تونس؟


.. اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط




.. ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ا


.. مخاوف إسرائيلية من مغبة صدور أوامر اعتقال من محكمة العدل الد




.. أهالي الأسرى الإسرائيليين لدى -حماس- يغلقون طريقاً سريعاً في