الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كان لروسيا تأثير فعلاً على انتخاب ترامب؟

ميشال يمين

2017 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


قام وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون في 11-12 أبريل نيسان بزيارة رسمية لموسكو. واجرى محادثات مع وزير الخارجية الروسي سرغي لافروف والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
هل إن كل شيء واضح في الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية الجديد تيلرسون وحامل وسام الصداقة بين الشعوب، الزيارة التي جرت، أساسا، "وراء أبواب مغلقة"، لدرجة أن لقاءه بالرئيس الروسي لم يجد له انعكاساً على الموقع الإلكتروني الرسمي للكرملين؟ الجانب الأمريكي راح ينشد أناشيد الفوز العظيم، بينما راحت روسيا تنشد أناشيدها هي على وقع هذا الفوز. ولا ننسَ هنا أن 12 أبريل نيسان هو يوم ذكرى الرحلة الفضائية ليوري غاغارين، تلك الرحلة التي أكدت بوضوح وعززت من خلال إطلاق أول قمر اصطناعي حول الأرض التفوق التكنولوجي لعلم الفضاء السوفياتي الروسي على علم الفضاء في الولايات المتحدة والتفوق الحضاري لروسيا على الغرب. وقد تم في وقت لاحق إبطال مفاعيل هذه الريادة رسميا تحت راية الهزيمة (الروسية) في "السباق إلى القمر" خلال سنوات حكم بريجنيف المتسم بالبلادة وأندروبوف المكتنَف بالغموض. لكن العيد بقي ولم تألُ الولايات المتحدة جهداً لإفساده على المحتفلين. لذلك، راحت وسائل الإعلام الغربية كلها تقريبا، وفي المقام الأول الأمريكية منها، تصم الآذان عشية زيارة تيلرسون حول أن وزير الخارجية سيحمل معه إلى موسكو إنذاراً سياسيا صارماً من شأنه أن يضع بوتين و"أمنيّيه" أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن تنضم روسيا إلى موقف الولايات المتحدة في الصراع السوري وإما أنها، إذا اختارت البقاء إلى جانب بشار الأسد الذي يصفه "الغرب الجماعي" بـ"الجزار الدموي" و"الحيوان المتوحش"، سوف تجرفها صواريخ الـ"توماهوك" سواء في سوريا أو بشكل عام في جميع أنحاء العالم.
ولكن ما الذي يمكن أن نراه بعد محادثات موسكو، عندما بدا لافروف في مؤتمر صحفي مع ذاك الأنيق تيلرسون. لقد بدا الأخير منقبضاً ومذهولاً، حتى أنه كان يسمح لنظيره بالإجابة على الأسئلة الموجهة إليه كوزير للخارجية الأمريكية. كان لافروف متشدداً في كلمته الافتتاحية إلى أقصى حدود التشدد في ما يخص الموقف الروسي من الصراع في سوريا والأسلحة الكيميائية التي زعموا أنها في أيدي قوات الأسد وكذلك الموقف من التشكيلات العسكرية الأخرى الحليفة لدمشق، ومن الوضع في أوكرانيا، والعقوبات، والاتفاقات بشأن أسلحة الدمار الشامل ووسائل إيصالها، الموجودة حسبما يزعمون في حوزة كوريا الديمقراطية. وما من أثر لتنفيذ أي "انذار" أو حتى أي حد أدنى من التنازلات من الجانب الروسي. الأحرى القول إن الحوار جرى في ظل هيمنة واضحة لموقف الكرملين على موقف البيت الابيض. ربما كانت قُدمت لتيلرسون أدلة على قدرة الأسلحة الروسية على التصدي بفعالية لصواريخ كروز الامريكية.
لكن هذا هو واحد من الاحتمالات فقط. فثمة احتمال آخر، أيا يكن الأمر غريباً، يمكن أن يتفق كل الاتفاق واتهام ترامب بالقرب من الاتحاد الروسي. فالاتصالات بين الرئيس الـ45 للولايات المتحدة مع ممثلي روسيا مدى عقود يبقى حقيقة ثابتة. كما هي حقيقة زياراته لموسكو من أجل تنظيم مسابقات الجمال. ولذلك، ربما ليس مجرد كذبة وتلفيق شريط الفيديو الذي مررته الاستخبارات البريطانية حيث كان شخص شبيه بترامب منشغلاً مع فتاتين في الشيء نفسه الذي كان منشغلا فيه في وقت ما "شخص شبيه بالنائب العام الروسي سكوراتوف". خصوصا أن هوى الجميلات السلافيات عند "دونالد الكبير" تؤكدته اثنتان من أصل الثلاث زيجات، بما في ذلك زواجه الحالي بالموديل السلوفينية ميلانيا كناوس التي أصبحت زوجة الرئيس الأجنبية الثانية فقط في التاريخ الأمريكي.
بعبارة أخرى، تميزت حملة ترامب الانتخابية حقاً بالتعاطف مع روسيا وزعيمها الحالي فلاديمير بوتين. ويمكن افتراض وجود احتمال كبير أن يكون هذا التفاعل قد تطور وتعزز في سياق الحملة الانتخابية، عندما كان الجنرال في الاستخبارات العسكرية لا من قبيل المصادفة يقيم اتصالات مع السفير الروسي، وقبل ذلك يسافر بناء على دعوة من قناة "روسيا اليوم" التلفزيونية إلى موسكو لقاء جعالة وفيرة للاحتفال بالذكرى السنوية لهذه الشركة . وإذا كانت وكالات الاستخبارات المتعددة قد "غاب عنها" ميل ترامب، كما ميل تيلرسون، إلى الجانب الروسي، فخلال زيارة هذا لبوتين أُخبِر كيف وبواسطة أي خطوات في السياسة الخارجية يمكنه أن ينجح أكثر في تمويه هذا الارتباط. ولن يمكن الحكم على مدى توافق هذه القصة مع الواقع إلا من خلال تصرفات ترامب في المستقبل القريب.

ألكسندر ناغورني – ترجمة ميشال يمين
زافترا في 20 نيسان أبريل 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هجوم إسرائيل -المحدود- داخل إيران.. هل يأتي مقابل سماح واشنط


.. الرد والرد المضاد.. كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟ و




.. روايات متضاربة حول مصدر الضربة الإسرائيلية لإيران تتحول لماد


.. بودكاست تك كاست | تسريبات وشائعات المنتجات.. الشركات تجس الن




.. إسرائيل تستهدف إيران…فماذا يوجد في اصفهان؟ | #التاسعة