الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفريقيا أفريقيا:

ياسين لمقدم

2017 / 4 / 24
الادب والفن



منذ مدة وهي تتحمس للتسجيل في أحد النوادي الرياضية المهمة، والذي ذاع صيته بين جاراتها وكل معارفها بسبب شهرته التي ترجع بالأساس إلى امتداد شبكة فروعه في كل أنحاء العالم.
في صباح ما، أنهت إجراءات التسجيل في النادي الرياضي الكبير والذي يسمح للمنخرطين فيه بممارسة جميع أنواع رياضات اللياقة البدنية وفنون القتال والسباحة. ثم التحقت بركن الرقص الشرقي لتمارس أول حصة رياضية لها في هذا النادي. ولكن راعها سن الفتيات اللواتي يمارسن هذه الرياضة. خلصت إلى أن أكبرهن أصغر بكثير من بنتها البكر.
حاولت في نفسيتها أن لا تجعل من فارق السن أول انتكاسة لها، فحاولت أن تدافع عنها إحباطها بالتواري في الصف الأخير من المجموعة النسوية. ولكن أبجديات التدريب تقتضي تقديم المنخرطات الحديثات إلى الصف الأول، فازدادت حرجا بعدما تناهت إلى مسمعها ضحكات مخنوقة للفتيات المتدربات. فأرجعت سبب ذلك إلى ترهل أردافها المثيرة للسخرية مقارنة مع رشاقة البنات حولها.
مرت الحصة التدريبية شاقة ومعقدة عكس ما كانت تظنه في ممارسة الرقص الشرقي...
بعد انتهاء الحصة التدريبية، وفي مخدع الملابس انخرطت الفتيات في حوارات صاخبة، تختلط فيها الضحكات بالهمس والوشاية بالغمز والإشارة باللكز، فيتحول كل ذلك إلى صخب لا تطيقه آذان السيدة الهرمة...
كل فتاة تكرر نفس الكلام عن دواعي اختيارها للرقص الشرقي دون غيره من الرياضات. قالت واحدة إنها تحسِّن أداءها في الرقص من أجل أن لا ينظر صديقها لغيرها من فتيات الملاهي...
وقالت أخرى إنها عازمة على السفر إلى روما حيث ستشتغل كفنانة رقص في المسارح...
فقاطعتها فتاة أخرى، أتقصدين المسارح الرومانية أم الكباريهات الإيطالية؟...
فانفجرن جميعا بالضحك...
كان لكل فتاة سببها المقنع في هذا الإختيار، وأما هي فتأخذ من الترهل الشديد الذي أصاب كل عضلات جسمها سببا معلَنا لإنخراطها في رياضة الرقص الشرقي. وأما في دواخلها، فلرغبتها في إظهار براعتها في الرقص في الأعراس والإحتفالات المختلفة.
في المساءات المتتالية، وجدت نفسها تهتم بالبرامج الحوارية التي تبشر بمستقبل زاخر في ظل علاقات متقدمة جدا مع الدول الأفريقية. وقد اقتنعت بما يبشر به هؤلاء الذي يسمون أنفسهم بالمحللين الإستراتيجيين، إذ يدعون المقاولات المواطنة والرأسماليين الكبار إلى التوجه نحو الإستثمار في القوة البشرية الأفريقية الفتية والمهولة...
في صباح ما، قررت الإنخراط في هذه الموجة الجديدة المتجهة نحو شمس أفريقيا، فتوقفت نهائيا عن ممارسة الرقص الشرقي، وانتقلت إلى ركن التداريب على رقصات "الأفروفايب"...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المخرج الاردني أمجد الرشيد من مهرجان مالمو فيلم إن شاء الله


.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس




.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني


.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء




.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في