الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


- العلمانيّة - جاهليّة العصر الحديث

الأسعد بنرحومة

2017 / 4 / 24
ملف : ظاهرة البغاء والمتاجرة بالجنس


في العصر الجاهلي وقبل الاسلام كانت المرأة تعيش أسوء لحظات حياتها,فهي المذمومة المرفوضة وليدة وصاحبة وزوجة.وكان مظهر احتقارها واضحا جليا في نوعين من السلوك:أحدهما أن يمسكها أبوها وهي وليدة على هون ومذلة,والثاني أن يدسها في التراب.وقد أبرز القرآن هذه الصورة الجلية في قوله تعالى"واذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم,يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب,ألا ساء ما يحكمون".
ولكن المرأة اليوم تعيش أتعس أيامها بل أسوأ مما كانت عليه في العصر الجاهلي القديم..ففي ظل العلمانية وعقيدة فصل الدين عن الحياة أصبحت المرأة مجرد حالة جسدية ليس غير وتعبير جنسي ,فلا عقلية ولا نفسية خاوية من المشاعر والأحاسيس ,جسد بلا روح ,وقد نزعوا عنها شخصيتها ,فهي فقط موضع الشهوة وأداة الاثارة ورمز الجنس :فمن المدير الى صحاب المصنع ورجل الأعمال اذا أرد واحد منهم مسؤولة مكتب"سكريتيرة" أو أراد تسويق بضاعة كاسدة فهو يبحث عن صاحبة السيقان الطويلة والنهد الكعاب والفتاة الخريدة ,لأنها وحدها المؤهلات المطلوبة .
بل حتى ما بقي من بعض دفء وعشرة يمكن أن يتوفّر بين المرأة والرجل تحت سقف الحياة الزوجية وأواصر روباط العائلة وما تكتنفه العلاقة العائلية والأسرية من مصاحبة وتعاون وحبّ ,فانّ العلمانية الحديثة قد نسفته نسفا وقصفته قصفا تحت عناوين مبتذلة مثل " العلاقة الجنسية الحرّة بدل الزواج وعوض العائلة , فأصبحت جميع العلاقات قوامها البرود والجمود والنفاق والخداع , الى جانب التفكّك والتدمّر وغياب الثقة...
والأخطر أنّ العلمانية ,جاهلية العصر الحديث ,أقنعت المرأة نفسها وفي غفلة من عقلها أنها مجرد جسد لا يصلح الا للمتعة والاثارة ,من ابتسامة وقبلة ومداعبة سرعان ما تنتج طفلا مخنوقا في كيس زبالة أو ملقى على قارعة الطريق حاملا عبر السنون ان عاش آثام العائلة والمجتمع ..
هذه النظرة الحيوانية المجردة للمرأة في العصر الحديث لم تأت من فراغ ولا هي نتيجة الكبت الجنسي عند العرب عبر التاريخ كما يروجون,بل نظرة صنعتها عقيدة فصل الدين عن الحياة وصقلتها العلمانية ,جاهلية الحداثة والتقدمية المزعومةحتى استهوت الرجال واستسلمت لها المرأة فظهر هذا الاستسلام في سلوكها اليومي قبل الخروج الى العمل أو التبضع ,فهي تهتم بمفاتنها ومحاسنها ومكامن الاثارة من جسدها قبل الاهتمام بشيء آخر.وأصبحت مفاتنها وحدها أداة للتواصل مع غيرها بديلا عن اللغة والكلام.
في الحقيقة ونظرة موضوعية لفلسفة "الحرية"في أدبيات "الديمقراطية "وفصل الدين عن الحياة ومنه فصل الدين عن الدولة وفصل الدين عن السياسة نجد أن المرأة في ظل العلمانية قد وئدت مرتين:فهي موؤودة بعد أن مسخوها وحولوها لمجرد آلة للجنس والمتعة,وهي موؤودة مرة ثانية اذ جعلوها آلة للانتاج الصناعي بثمن بخس ,تثري جيوب رجال الأعمال وأصحاب السلطة.
لقد قتلت المرأة في العصر الجاهلي القديم مرة ,وقتلت في العصر الحديث مرتين باسم الحداثة والتقدمية وتحت شعارات"الديمقراطية"و"العلمانية"
"واذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت"








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كاميرات مراقبة ترصد فيل سيرك هارب يتجول في الشوارع.. شاهد ما


.. عبر روسيا.. إيران تبلغ إسرائيل أنها لا تريد التصعيد




.. إيران..عمليات في عقر الدار | #غرفة_الأخبار


.. بعد تأكيد التزامِها بدعم التهدئة في المنطقة.. واشنطن تتنصل م




.. الدوحة تضيق بحماس .. هل يغادر قادة الحركة؟ | #غرفة_الأخبار