الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد

بشير الحامدي

2017 / 4 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


في معنى معارك السيادة على الثروات والموارد
ــــــــــــــــــــــ
لا يجب أن نخطئ العنوان لبهرج في الشعار.
المعركة ليست في تطاوين فقط والسيادة على الموارد والثروات ليست "من أجل تنمية متوازنة أو تمييز إيجابي للجهات المحرومة".
السيادة على الموارد والثروات هي معركة الجماهير المنهوبة منذ عهد الأمان إلى اليوم.
معركة السيادة على الثروات والموارد هي معركة المحاسبة محاسبة المجرمين والنهابة والسراق ومن استباحوا الثروات عقودا وعقودا.
معركة بهذه الجذرية تتطلب حركة جذرية وانخراطا جذريا من أصحاب الحق بشكل مستقل عن كل العملاء.
الذين سكتوا عن المحاسبة السياسية سوف لن نصدقهم لما يتشدقون بالسيادة على الموارد والثروات.
الذي كان أخرسا مرتبطا عميلا لما كان في قصر قرطاج سوف لن نصدقه ولن نصدق أتباعه حين يتحدث ويتحدثون عن السيادة عن الموارد والثروات.
الذي في الحكومة وباع واشترى ورهن وتداين كما شاء سوف لن نصدقه ولن نصدّق أتباعه حين يتحدث ويتحدثون عن السيادة عن الموارد والثروات.
السيادة على الموارد والثروات عنوان بعيد عن سياسات الارتباط والعمالة كلها. السيادة على الموارد عنوان لأسئلة أبعد من مجرد تنمية متوازنة أو تمييز إيجابي
السيادة على الموارد أسئلة حارقة لا تقبل التمويه :
من يستغل ثرواتنا ومواردنا ؟
ثرواتنا ومواردنا بيد من ومنذ متى ؟
من ينهب خيراتنا منذ عقود ومن تواطأ في كل ذلك ؟
سؤال الثروات والموارد هو سؤال المحاسبة .
سؤال الثروات والموارد هو من سيستفيد من هذه الثروات والموارد؟
والاجابة تأتيك سريعا:
التأميم!
من سيؤمم ولصالح من سيؤمم؟
هنا بالتحديد أوهام الشعار تؤدي إلى أوهام الحل.
التأميم في البترول ومنذ قرن لم ينتج غير بيروقراطيات ولوبيات مهيمنة في الدولة صارت شيئا فشيئا أكبر الفئات ارتباطا بتروست الشركات المستثمرة في النفط و الطاقة وتحولت إلى مافيات اقتصادية.
منذ انتصب فخ العولمة لم يعد هناك ذكر كبير للدولة في الاقتصاد.
ديكتاتوية الأسواق أنهت اشتغال الدولة في الاقتصاد وحولتها إلى آلة بجهازين عملاقين يحتاجهما رأس المال بشكل حيوي:
جيش البيروقراطية الادارية وجيش القمع والمخابرات.
الأول لتحضير بيئة الاستثمار والربح والثاني لحراسة جيش المنتجين والمرتبطين بهم كي يظلوا عند الحدود التي رسمت لهم.
إنها المسخرة أن نخرج من احتكار العائلات المافيوزية إلى احتكار البيروقراطيات المافيوزية باسم التأميم .
الحديث عن التأميم هو بالضبط قبر المسألة نهائيا.
قد يعتقد البعض أنه بالتأميم سترتفع الأجور وتنخفض الأسعار وتحل مشكلة مليون معطل عن العمل ...يا للأوهام...
تحقيق هذه المهمات يتطلب إنجاز مهمة إنهاء التبعية والاطاحة بالنظام الرأسمالي وليس إقرار التأميم .
التأميم لعبة برجوازية سخيفة.
التأميم ليس السيادة التامة على الموارد والثروات.
الثروات والموارد كما التخطيط كما العمل كما الانتاج هذه مهام تتطلب أن تضع الأغلبية عليها يديها أي أن تصبح تحت سيادتها وقبل ذلك لابد من السيادة على القرار لذاك ففرض السيادة على الموارد والثروة يتطلب الاستقلال السياسي والتنظيمي للأغلبية التي لا تملك والاقتحام الحازم لرأس المال المحلي ومحاسبة فئة الكمبرادور الفاسدة وخوض صراع "وجه لوجه" مع الشركات المستثمرة وليس مجرد الدفع في اتجاه تعبئات أقصى ما يمكن أن تحققه هو أن تحول المهمة إلى ورقة ضغط من أجل تصفية حسابات سياسية واقتصادية لصالح كتلة ضد كتلة أخرى من نفس الطغمة المتنفذة اقتصاديا وسياسيا وعسكريا ومخابراتيا.
لذلك فالمعركة ليست في تطاوين فقط إنها في كل جهة من تونس من شمالها إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها ... معارك السيادة على القرار وعلى الثروات والموارد والتخطيط والعمل ووو تنتظرنا في كل المجالات وفي كل الأنشطة وتمتد من المعمل إلى الضيعة إلى المدرسة إلى الكلية فقط لنخضها على قاعدة مستقلة قاعدة مصالح الأغلبية التي تساوم.
ـــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
24 أفريل 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيتزا المنسف-.. صيحة أردنية جديدة


.. تفاصيل حزمة المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل وأوكرانيا




.. سيلين ديون عن مرضها -لم أنتصر عليه بعد


.. معلومات عن الأسلحة التي ستقدمها واشنطن لكييف




.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE