الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غياب الضبط والتنظيم في ساحات الأدب العربي

عبد الرزاق عوده الغالبي

2017 / 4 / 24
الادب والفن


غياب الضبط والتنظيم في ساحات الأدب العربي
(مشروع ادبي يستحق الوقوف والتأمل والإصلاح)

عبد الرزاق عوده الغالبي

وتمرد الرمز الشعري المستل من التراث والتاريخ والشكل الاجتماعي والأعراف ، بظلال الآونة الأخيرة من القرن المنصرم ، وبقصد التخصيص ، بعيداً عن التعميم ، فالبعض من شعرائنا ارتدوا السريالية بدلة أنيقة وربطة عنق ، وأغرقوا القصيدة الحرة بهوس الغموض وألبسوها ثوباً مهلهلاً من الإبهام ، و انتزعوا المعنى منها انتزاعاً قسرياً ، حين غاصوا في أركان القصيدة الشعرية بشكل كفيف ، هدف يسعى إليه الشاعر بحثاً وزحفاً وتوقاً نحو الفوضى وعن هالة الإشهار المستعجل المنزلق من الواقع والحقيقة ، حتى أمست القصيدة إطاراً جافاً لا روح فيه ، ومجموعة من الألغاز والطلاسم ليس لها حل ، امتص منها المحتوى ، ضفدع في فم افعى ـ ونجحت في نقل المتلقي من حيز الخيال المفترض باتجاه صحراء قاحلة من الاحتمالات الجامدة ، بجفاء عن تركيب المعنى الهادف في تلك القصيدة ، و فقد الشعر إمكانيته الحسية في صيد الانتباه ، وخسر الشاعر رسالته الإنسانية وقضيته الفكرية حين سقطت عناصره المترعة بالاحساس في بركة الافك و التمرد والجمود و الغموض الآسنة ، فأصبحت القصيدة عمياء والشاعر بصير ....!

تقيدت القصيدة الحرة بسلاسل الغموض ، وكسرت ارجلها الأثنتين وهي في ريعان الصبا و الشباب ، وظلت تتلمس أجزاءها المبعثرة بغياب المعنى والإحساس ، وهي تشكو الوحدة بعد موت والدها القريض، و أوصدت أبواب القصيدة بموت الاب وعجز الابن ، وكسى الصدأ ذوق المتذوق ، و أصبح الشعر كتلة سجينة عمياء خاوية ، لا تتميز طريقها في ظلام دامس ، مجموعة من الكلمات المتناثرة هنا وهناك ، ميتة لا روح فيها ، وبدأ العزوف يطرق أبواب القراء ، وانحسر النهم بالقراءة مع اطراد إصدارات ألفية من هذا النوع باتجاه سلال الإهمال ورفوف المكتبات.....!؟ ولا ندري لما يفعل أهلنا ذلك ، هو الكلام ما نحسن فحسب...!؟... وميض أسود يلوح بيده لظهور مدرسة جديدة لزرع القباحة والغموض والإسفاف بديلاً للجمالية والعمق الخيالي والرمزي والسباحة في بحار السهل الممتنع والاحساس المرهف الملائكي و السيابي والنزاري والرعيل الخليلي....!!

ويصرخ النقد العاجز بأعلى صوته ، يستنهض أهل القبور من أصحاب كلم وقلم ، ليأخذ كل منهم دوره الأدبي لمواجهة الأوضاع المنحرفة ، ومع ذلك ثمل الأحياء منهم بخمرة الغموض وسهولة التنصيص طلباً لشهرة ساعة او يوم ، فالكل يكتب والإسفاف الفكري والموسيقي ينقر الدفوف فرحاً ويصفق ، اربعة كلمات اسموها ومضة ، أعادوا الأقصوصة وجعلوها ،حبكة خاوية من الجمال الادبي وقرونها ب (جداً ) ، خرج البعض الكبير من بيت الادب العربي الواسع هرباً من رنة (قفا) وبإتجاه الباب ثم الى الفراغ المبهم والفوضى والغموض ....
بدأ الكل يتطارح الدهاء والتصاق القرادي بالسريالية اليابسة ، والسرد التائه ،السارح في أخيلة صحراوية خالية من الحياة ، حتى نسوا وتناسوا مخاطبة الإنسان العربي البسيط، المثخن بجراح البؤس والوجع والفقر والعوز والظلم ، كل منهم يفتح مجموعة على التواصل الاجتماعي ويغذي نفسه الالقاب ، شاعر ...أديب ....كاتب ... ولايستحي من تكرار قال الشاعر في ادبياته المفترضة ، وسقطت رسالة الادب الشريفة من يد الثلة الباقية ، فالاغلبية دوماً ، تضع اليد الثقيلة فوق يد الاقلية ، والكل محلق في غياهب الخيال كما يدعونه هم ، اصحاب تلك المدرسة الجديدة مدرسة(التحليق) في الفراغ ، وتسلل النقد خجلاً من تلك الساحة الزاخرة بالتمرد ، وغياب العراب عن توعيته الانسان بواقعه المر الخانق، وحرموا النص الادبي الرسالي من أداء واجبه الإنساني والاجتماعي ، حين قيدوه و رموه في بئرالنقد الإنشائي المتعالي و المدلل والمتشدق بالمصطلحات والرطانة الجافة الرنانة، والرموز والطلاسم المقفلة في غرف الغموض المظلمة، حتى اشمئز الذوق وشاح بوجهه عنهم نحو قصيدة الشعر الشعبي ، وهجر القراءة والقاء تلك الاصدارات في سلال المهملات وعلى الرفوف ....
واتسعت الهوة بين القراء البسطاء من الناس وادبائنا المجددين والمعاصرين ، حين أخذ العزوف مكانته المرموقة في أذهان المتلقي ودق إسفيناً اسمنتياً بينه ونصوصهم التي تستدعي كل قواميس و معاجم الأرض لفك أسرارها وطلاسمها السريالية المقفلة ، وانطلاقا من مبدا مصيبة قوم عند قوم فوائد ، فقد أخذت القصيدة الشعبية واجب الشعر الحر ، ( و القريض الذي ذاب فيه الجزء في الكل) المهمل عن قصد وترفع ، لملامستها الواقع الإنساني فينا وقربها من ذهن المهمش البسيط المسحوق ، الذي حمل الادب ،الراية والرسالة للدفاع عنه...لقد خذله وخذلنا الادباء.....!؟.. وعتب الوطن ثقيل ولسان حاله يقول جزى الله النوائب ألف خير فقد علمتني عدوي من صديقي.....لعن الله التجديد والغموض والسريالية ، هم سرطان ينخر جسد الكلمة الطيبة.... والكلمة الطيبة افضل الصدقات.. !؟
لا تخلو السماء من غيوم حبلى تلوح في الافق ، فهي ممطرة لا محالة ، سترشنا بمزن خير و رذاذ عافية ، وهي تسوق الأصلاح بحركة صادقة وهيبة ووقار مخلص ، هو محور الشرفاء والخير المغناطيسي الذي سيجمع ذرات الادب المتناثرة في محور جاذب منتج.... وأظن اننا سنلحق من ضاع ، ونعالج من مرض وبالله نستعين....أبناء جديدة من اجناس رائعة تنتظر التجنيس ، واُخرى كبرت وتخرجت من مدارسها وجامعاتها ،وهي تنتظر التوظيف ، ومنها من شاخ وينتظر الموت والدفن ، وهل نترك تلك الساحة المترعة في فوضاها العارمة ونصمت .....!؟ سؤال مفتوح النهاية ينتظر الإجابة..............منها :
1- السرد التعبيري
2- القص المقالي
3- الهمسة الأنثوية
4- الهايكو العربي
5- والمكثف المنعوت بالقصير
6- الخاسرة وتمييزها عن السرد التعبيري والموضة الشعرية والقصيدة النثرية
7- الموضة الشعرية وتميزها عن الهايكو
8- الأقصوصة وتميزها عن القص القصير جدا والمكثف
9- ماهية الحدود بين القص القصير والقصير جدا.
10- التجنيس وهوية الجنس الأدبي المفقودة
اعتقد آن ذاك جزء من مشروع يستحق الوقوف من المعنيين بالأدب العربي والنهوض به0000








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شراكة أميركية جزائرية في اللغة الانكليزية


.. نهال عنبر ترد على شائعة اعتزالها الفن: سأظل فى التمثيل لآخر




.. أول ظهور للفنان أحمد عبد العزيز مع شاب ذوى الهمم صاحب واقعة


.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي




.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة