الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة سقيفة بني ساعدة هل هي حقيقية ؟؟؟

عمر سلام
(Omar Sallam)

2017 / 4 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


قصة سقيفة بني ساعدة هل هي حقيقية ؟؟؟
حسب الرواية الإسلامية، بعد وفاة محمد مسموما انقسم المسلمون الى ثلاث فئات قبل دفن نبيهم (حسب سيرة ابن هشام)، لتحديد القائد المقبل او الأمير
1- الأنصار بقيادة سعد بن عبادة (انْحَازَ هَذَا الْحَيُّ مِنْ الْأَنْصَارِ إلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ)
2- علي (وَاعْتَزَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالزُّبَيْرُ ابْن الْعَوَّامِ وَطَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ)
3- عمر وأبو بكر (وَانْحَازَ بَقِيَّةُ الْمُهَاجِرِينَ إلَى أَبِي بَكْرٍ)
بدأ الصراع قبل دفن النبي (وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِهِ لَمْ يُفْرَغْ مِنْ أَمْرِهِ قَدْ أَغْلَقَ دُونَهُ الْبَابَ أَهْلُهُ.)
هذه الانقسامات تدل على ان الدين الإسلامي لم يحدد طبيعة الحكم او كيفية انشاء نظام الحكم او مواصفات الحاكم وما هي الطريقة التي يحكم بها وما هي الأسس التي يجب ان تبنى عليها الدولة الإسلامية.
وهذه الانقسامات تدل انه من المستحيل ان تستمر الدولة بالطريقة التي سردت لنا في بداية الدولة الإسلامية حيث بدأت مع حروب الردة واستمرت بالفتوحات الى مدى خيالي وهي دولة لم تبنى على أسس سليمة وبدأت بالخلاف بين ثلاث فئات، وقبل دفن نبيهم.
في الرواية الإسلامية اعتبر علي وجماعته مستنكفين في بيت فاطمة، بينما الصراع الأساسي كان بين أبو بكر وعمر من جهة وسعد بن عبادة ممثل الأنصار والتي انتهت باغتياله في حوران جنوب سوريا الحالية. وتثبيت الحكم بإمارة أبو بكر وبدعم من عمر.
تحدثت في مقال سابق عن ان أبو بكر شخصية وهمية من نسج خيال كتاب السيرة.
وباعتبار ان الخلاف الرئيسي لقيادة المسلمين بعد وفاة نبيهم هي بين أبو بكر وسعد بن عبادة فهل الاخر هو شخصية وهمية. لنتصفح المكتبة الإسلامية لنقرا عن سعد بن عبادة.
من نسب قريش
(ولد كنانة بن خزيمة
فولد كنانة بن خزيمة: النضر، وبه يكني؛ وملكاً؛ وملكان؛ ومليكاً؛ وغزوان، وهم فرسان؛ وعمراً: وعامراً؛ وأمهم: برة بنت مر أخت تميم بن مر؛ وإخوتهم لأمهم: أسد، وأسدة، والهون بنو خزيمة، خلف عليها كنانة بعد أبيه، وذلك نكاح كانت الجاهلية تنكحه: إذا مات الرجل، نكح أكبر بنيه زوجته، إذا لم تكن أمه، وورث خيار ماله؛ فأنزل الله - جل ثناؤه - : " ولا تنكحوا ما نكح أباؤكم من النساء إلا ما قد سلف، إنه كان فاحشة ومقتاً وساء سبيلا)؛ وحدال بن كنانة؛ وسعداً؛ وعوفاً؛ ومجربة؛ وأمهم: هالة بنت سويد بن الغطريف: والغطريف حارثة، ابن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن النبت. أما مليك، فلا عقب له. وأما حدال، فدارهم بعدن أبين. وأما عمرو بن كنانة، فدارهم بفلسطين، وهم قليل. وأما مجربة، فيقولون: هم بنو ساعدة، رهط سعد ين عبادة؛)
ومن كتاب الأنساب للسمعاني
(المجربي: بفتح الميم، وسكون الجيم، وفتح الراء، وفي آخرها الباء الموحدة وهو مجربة بن كنانة بن خزيمة أمه هالة بنت سويد بن الغطريف، من بني البنيت، وقال الزبير عن عمه: مجربة هم بنو ساعدة رهط سعد بن عبادة.)

من السابق نستنتج ان مجربة بن كنانة هو بنو ساعدة رهط سعد بن عبادة. فسعد بن عبادة هو من بني ساعدة وهم من مجربة بن كنانة بن خزيمة.
علاقة سعد بن عبادة بقريش
من كتاب الأنساب للسمعاني
(ويقال: إن النضر بن كنانة كان يسمى «القريش»)
اذن بنو ساعدة وقريش هم اخوة، لأنهم مجربة بن كنانة وقريش هو النضر بن كنانة.
اذن يعتبر سعد بن عبادة الذي هو من بني ساعدة قرشيا حيث أحد اجداده أخو قريش. ولكن هناك رواية أخرى عن نسب سعد بن عبادة وترجع أصله الى الخزرج، وهذه الرواية في وضع نسب سعد لتوظيفها لاحقا بأسطورة المهاجرين والانصار. وان سعد بن عبادة هو زعيم الخزرج وهو من الأنصار الذين استقبلوا المهاجرين، وبالتالي ممكن استكمال بناء الأسطورة التاريخية لنشوء الإسلام بتوظيف أسماء قد يكون لها وجود ولكن حرف مسار حياتها ليتوافق مع السيرة وقد تكون من تأليف الخيال الإسلامي.

الرواية الأخرى لنسب سعد بن عبادة
من كتاب نسب معد واليمن الكبير
(منِهم:سَعْدُ بن عُبَادَةَ بن دُلَيْم بن حَارِثَةََ بن أبي حزِيمَة بن ثَعُلْبَةَ بن طَرِيف بن الخَزْرَجُ، شَهِدَ العَقَبَةَ، وكانَ نَقِيباً، سَخِيّاً، يُطعِمُ الطَعَامُ، وسَبعَة مِن آبَائِهِ إلى طَرِيف؛ وَلَهُم حَدِيث؛ وَهو القائِلُ يُوْم السّقِيفَةِ: " مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُم أَمِير " ولم يُبَايِعْ أَبَا بَكْر الصِدَّيق رَضِيَ اللهُ عَنه؛وَلاَ عُمَرَ بن الخَطَّاب رضي اللهُ عنه، وَهو قِتِيل الجِنَّ.)
وفي تفسير السمعاني يفسر اختلاف الرواة في شخصية سعد بن عبادة وهذا ان دل على شيء فانه يدل على ان المسلمين لا يعرفون صحابتهم وتحديدا من يقولون عن أنفسهم انهم اهل السنة والجماعة. فحسب الانساب للسمعاني يحمل سعد الأسماء التالية (مجربة وأبو ثابت وابو قيس وأبو الحباب وسعد الخزرج)
فحسب الأنساب للسمعاني
(الخَزْرَجى
بفتح الخاء المعجمة وسكون الزاي وفتح الراء وفي آخرها الجيم، هذه النسبة إلى الخزرج وهو بطن من الأنصار، وهو الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عمرو بن عامر بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان بن سبإ بن يشجب بن يعرب بن قحطان. وفي اللغة: الخزرج: الريح الباردة، قال ابن فارس: وبها سمى الرجل. قال الفراء: خزرج: الجنوب، غير مجربة سيد الخزرج أبو ثابت، وقيل أبو قيس، وقيل أبو الحباب سعد بن عبادة بن دليم بن أبى حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج ابن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري، شهد بدرا والعقبة، وكان نقيبا ومات لسنتين ونصف من خلافة عمر رضى الله عنه بحوران من أرض الشام، وهو الّذي يقال له سعد الخزرج)

ان الاختلاف في اسم سعد بن عبادة مشابه للاختلاف باسم أبو بكر الصديق فكلاهما من صنع الخيال الإسلامي وبالتالي الخلاف في سقيفة بني ساعدة هي من صنع الخيال الإسلامي، لطمس المؤسس الفعلي للدولة العربية وطمس الدين الفعلي التي قامت عليه، الذي حرف لاحقا في الهصر العباسي ليصبح الدين الإسلامي.
اغتيال سعد بن عبادة
كما الغموض في شخصية ونسب سعد بن عبادة هناك غموض بطريقة موته وهذا يدل على ان مجموع الكتبة اعتمدوا على خيالهم في سرد القصص ثم نقحت لاحقا واستقرت على سيرة معينة.
فكيف قتل سعد بن عبادة:
هناك عدة روايات لمقتله:
1- أبو بكر أرسل اليه شخصا الى سهل حوران (جنوب سوريا الحالية) لقتله.

فمن كتاب أنساب الأشراف
(ويقال انه امتنع من البيعة لأبي بكر فوجه إليه رجلا ليأخذ عليه البيعة وهو بحوران من أرض الشام. فأباها، فرماه فقتله.)
هذا يدل على ان سعد بن عبادة كان في سهل حوران وبالتالي حادثة السقيفة هي حادثة وهمية، صنعها الخيال الإسلامي

2- عمر بن الخطاب امر بقتله
من كتاب أنساب الأشراف
(وبايع الناس وازدحموا على أبي بكر. فقالت الأنصار: قتلتم سعدا. وقد كادوا يطأونه. فقال عمر: اقتلوه، فإنه صاحب فتنة. فبايع الناسُ أبا بكر.)
ومن مصنف ابن أبي شيبة
القول التالي هو لعمر بن الخطاب
(ثُمَّ أَخَذْتُ بِيَدِهِ وَبَادَرَنِي رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَضَرَبَ عَلَى يَدِهِ قَبْلَ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِهِ، ثُمَّ ضَرَبْتُ عَلَى يَدِهِ وَتَتَابَعَ النَّاسُ، وَمِيلَ عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ النَّاسُ: قُتِلَ سَعْدٌ، فَقُلْتُ: اقْتُلُوهُ قَتَلَهُ اللَّهُ.)

3- داس عليه المهاجرون فقتلوه
من سيرة ابن هشام ت السقا، الحديث التالي هو لعمر بن الخطاب
(فَقُلْتُ: اُبْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ، فَبَايَعْتُهُ، ثُمَّ بَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ، ثُمَّ بَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْنَا عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. قَالَ: فَقُلْتُ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدَ بْنَ عُبَادَةَ. (نزونا على سعد: وثبنا عَلَيْهِ ووطئناه.))

4- الجن هم من قتل سعد (اعتقد وضع هذا التصور لتبرئة رجال الأسطورة الإسلامية أبو بكر وعمر)
من كتاب أنساب الأشراف للبلاذري
(وفيه يروي هَذَا الشعر الَّذِي ينتحله الجنّ:
قتلنا سيد الخزرج ... سعد بْن عباده
رميناه بسهمين ... فلم نُخْطِ فؤاده)

مما سبق يجعلنا نستنتج التالي:
1- حادثة السقيفة هي من صنع الخيال الإسلامي.
2- شخصيات الحادثة مشكوك بنسبها وتاريخيتها.
3- الأسس الاولى لقيام الدولة الإسلامية كما ذكرت في السيرة أسس ضعيفة.
4- ان كاتبوا السيرة كان هدفهم طمس معالم تشكيل الدولة العربية في الشام والعراق وعاصمتها دمشق.
5- الإصرار على ان امارة الدولة محصورة في قريش (التي هناك لغط أيضا في الرواية الإسلامية بمن هم قريش) لإبقاء الغموض قائما امام أي باحث في بدايات الدولة العربية. وهذا ينسف الدعوات الحديثة لبعض التيارات الإسلامية بالمطالبة بالخلافة اذ على من يريد ان يصبح خليفة ان يثبت بانه من قريش.
6- الغاء أي دور لأي شخصيات (حتى لو كانت وهمية) من خارج قريش بلعب أي دور انشاء الدولة العربية، وهذا ما ساهم لاحقا بطمس الهوية التاريخية للمنطقة واذابتها في بوتقة الدين الإسلامي. وهذا ان دل على شيء يدل على ان كتبة التاريخ الإسلامي والسيرة هم ليسوا من العرب. اذ المتتبع للسيرة لم يتركوا فاحشة ومنكرا الا ولصقوه الى العرب.
7- التعامل الإيماني مع النصوص ورفض أي نقاش عقلاني للشخصيات التي بني عليها التراث الإسلامي، الى حد تقديس النص نفسه وأصبح المسلمون عبدة نصوص حتى ولو اتت هذه النصوص من القوقاز.

المراجع
1- السيرة النبوية لابن هشام للمؤلف: عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين (المتوفى: 213هـ)
2- نسب قريش.المؤلف: مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، أبو عبد الله الزبيري (المتوفى: 236هـ)
3- الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار. المؤلف: أبو بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن عثمان بن خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)
4- جمل من أنساب الأشراف. المؤلف: أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البَلَاذُري (المتوفى: 279هـ)
5- الأنساب. المؤلف: عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني المروزي، أبو سعد (المتوفى: 562هـ)
6- نسب معد واليمن الكبير. المؤلف: أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب الكلبي (المتوفى: 204هـ)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah


.. مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى وسلطات الاحتلال تغلق ا




.. المقاومة الإسلامية في لبنان تكثف من عملياتهاعلى جبهة الإسناد