الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجازر الأرمن ..هل علينا أن تعتذر؟!

بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)

2017 / 4 / 25
الارهاب, الحرب والسلام


بير رستم (أحمد مصطفى)
هناك الكثير من أبناء شعبنا _وأنا ضمناً_ يحاولون قدر الإمكان تبرير ساحة الكرد من أي مشاركة مع الدولة العثمانية في قضية المجازر التي ارتكبت بحق الإخوة الأرمن وذلك بحجة أن أولئك الذين ارتكبوا المجازر قاموا بها تحت الراية الإسلامية وليس الحالة الكردية حيث كانت الخلافة العثمانية هي المرجعية السياسية لكل مكونات المنطقة وعلى الأخص المسلمين من رعايا الخلافة وكان الكرد جزء منها، بل لقد قامت تلك الألوية وبعد التخلص من "المشكلة الأرمنية" بارتكاب مجازر مشابهة بحق الكرد (الحلفاء) وبالتالي فإن ذاك الواقع السياسي والديني وحتى الحالة المجتمعية القبلية وحالة التخلف تعطي عدد من المبررات والحجج لشعبنا بمحاولة (تبرئة النفس) أو على الأقل تخفيف التبعات، لكن أن يأتي البعض _وربما الغالبية_ ويبرأ ساحة الكرد تماماً في تشبيه غير دقيق مع حالة وجود بعض الأفراد من الكرد بين صفوف "داعش" والقول: هل يجب أن نعتذر للمكونات الأخرى بحجة وجود هؤلاء بين صفوف ذاك التنظيم التكفيري الإسلامي؟!، فأعتقد إن فيه الكثير من لوي عنق الحقيقة، كون هناك بون شاسع بين الحالتين؛ وجود عدد من الأفراد ذات الأصول الكردية في صفوف "داعش" عن مشاركة قبائل كردية في المجازر الأرمنية!!


وكذلك فإإننا نقول لهؤلاء الإخوة وللآخرين؛ بأننا لا نريد أن نجلد ذاتنا أو نحمل شعبنا وزر وتبعات جريمة مروعة قامت بها الخلافة العثمانية على يد السلطان الأحمر؛ "عبد الحميد الثاني" ومن ثم أكملتها حكومة الاتحاد والترقي والكماليين لذاك المشروع العنصري والإبادة الجماعية بحق الأرمن وباقي مكونات الجمهورية التركية الحديثة _وضمناً الكرد كما أسلفنا_ لكن وبنفس الوقت فلا يمكن تبرئة ساحة الكرد تماماً أو على الأقل معنوياً وأخلاقياً من بعض تبعات تلك الجريمة المروعة حيث إن الفرق كبير بين أن يكون هناك في صفوف "داعش" بعض الأفراد من أصول كردية عن تلك الحالة التي تتوافق معهم وعلى سبيل الافتراض عدد من الأحزاب الكردية وذلك كما تضامنت عدد من القبائل الكردية مع العثمانيين وقد كانت تلك القبائل بمثابة الأحزاب في يومنا هذا ورغم ذلك نعود ونقول؛ بأن أولئك قاتلوا تحت الراية الإسلامية وليس القضية الكردية، لكن ولنفس الوقت فإن ذلك لا ينفي _وكما قلنا_ بأن جزء من الكرد شاركوا في تلك المجازر وبالتالي فإنه من الأخلاق والواجب الإنساني، أن نرفض تلك الجرائم المروعة، بل وحتى نعتذر عوضاً عن أولئك الأسلاف؛ كونهم يبقون جزء من الآباء والأجداد لشعبنا.

ملاحظة؛ لقد كتبت قبل سنوات مقالة اعتذار بهذا الخصوص وللأسف الكثير انتقدوني يومها ومن بينهم نخب سياسية وثقافية كردية، كما اليوم حيث وجه عدد من الإخوة ملاحظات بهذا الخصوص، رغم أن قضية الاعتذار لا تعني بكل الأحوال أن كل الكرد يتحملون عواقب تلك الجرائم المروعة وإلا فإن كل الألمان أيضاً كانوا مسؤولين عن جرائم الهولوكوست وهي التي قدمت الاعتذار عن جرائم النازية ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.. نأمل أن نتجاوز عقدة الذنب هذه ونقول ما يمليه علينا ضميرنا وإن كانت بحقنا كي نتمكن من العيش بسلام كمكونات مجتمعية مختلقة في اللغة والثقافة والانتماء الإثني، لكن يجمعنا جميعاً مسائل وقضايا عدة وعلى رأسها آدميتنا وإنسانيتنا، ناهيكم عن عناصر الجغرافية والتاريخ والدين والثقافة المشتركة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجزرة 1915-18
سليم عيسى ( 2017 / 4 / 25 - 16:59 )
تحية لك سيدي الكريم وتشكر على هذه الشجاعة. مقدما انا لست ارمنيا وبنفس الوقت فان لي صداقات قديمة وعميقة مع احبنتي الاكراد. المجزرة شملت بالاضافة الى الارمن كل من السريان والعرب(المسيحيين) والكلدان والاثوريين واليونانيين .العرب ايضا كانوا تحت تلك الراية الهمجية ولكنهم لم يشاركوا في تلك المجزرة,علما ان تلك المجزرة كانت الثانية وسبقتها مجزرة 1895-97 ولحقتها الثالثة 1921-23. دعني ارد على السيد احمد مصطفى في الفيس بوك بداية, تقول يا سيدي ان الارمن ايضا يتحملون المسؤولية. حسنا لنرجع للبداية: شنت القوات التركية تصحبها قوات الحميدية الكردية هجوما غادرا, بدون اعلان حرب,على روسيا وارتكبت تلك القوات جرائم مروعة بحق الارمن والروس يوم كانت روسيا مشغولة في الجبهة الغربية. شن القوزاق لاحقا هجوما كاسحا ضد الغزاة واندحر الاتراك وخسروا غالبية جيشهم, ما الذي تتوقعه من الميليشيات الارمنية (الروسية) التي رافقت الجيش الروسي؟ ارتكبت جرائم مدانة طبعا. ليبرر انور باشا خسارته الهئلة, ولاية بغداد وحدها فقدت 20000 قتيل, اتهم الارمن بمؤازرة الروس, حسنا فلنصدقه, ما ذنب الاطفال والنساء والشيوخ؟ يتبع رجاء


2 - مجزرة 1915-18
سليم عيسى ( 2017 / 4 / 25 - 17:18 )
تابع. سيدي الكاتب, فقد الاثوريون مالايقل عن مئة الف قتيل في تركيا الحالية وايران وولاية الموصل, غالبيتهم قتلوا بيد اخوتنا الاكراد. بالطبع تعرف انت من هو محمد باشا راوندوزي وسمكو وسمعت حتما بسميل وغيرها من مجازر المسيحيين وكيف قتل المار شمعون ومئتين من اتباعه غدرا. اصل البلاء هم رجال الدين, حثالة المجتمع الذين يعتاشون على تعب الاخرين ويتلذذون بطعم الدماء. رفع المعممون شعار ان الرسول سيقف بباب الجنة واي مسلم لم (تخضّر) يديه بدم الكفار فانه لن يدخل ! الاعتذار سمة الكبار, واعتذار الاكراد سيزيدهم احتراما وسيبعدهم عن هؤلاء الهمج احفاد جنكيزخان! فائق احترامي يا اخي في الانسنية

اخر الافلام

.. إيران وروسيا والصين.. ما حجم التقارب؟ ولماذا يزعجون الغرب؟


.. مخلفا شهداء ومفقودين.. الاحتلال يدمر منزلا غربي النصيرات على




.. شهداء جراء قصف إسرائيلي استهدف منزل عائلة الجزار في مدينة غز


.. قوات الاحتلال تقتحم طولكرم ومخيم نور شمس بالضفة الغربية




.. إسرائيل تنشر أسلحة إضافية تحسبا للهجوم على رفح الفلسطينية