الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل نؤجل الطعن في القرآن؟
سامي الذيب
(Sami Aldeeb)
2017 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كنت دائما اشك في صدق المثقفين والتنويريين العرب. وقد وقعت هذا اليوم على مقالين وشريط فيديو اكدت ما كنت اشعر به.
ألاول: مقال صلاح الدين محسن: عن مصطفى محمود https://goo.gl/Pn32Y4
أنقل منه هذه الفقرة:
دكتور مصطفي محمود رجل حاد الذكاء – لا نقصد النوع الايجابي فقط من الذكاء – لذا فقد فضل ان يتعامل مع المسلمين والسلطات والمجتمع ككل، بموجب المثل الشعبي المصري القائل: "انصح صاحبك من الصبح للظهر. فان لم يعمل بالنصيحة فعليك بتضليله". وبالفعل، رأي دكتور مصطفي محمود، الذي رفض المجتمع ان يشتري بضاعته من الفكر الصادق واتهمه بالكفر وبالجنون وادانه .. أن يبيع لهم الكذب والدجل الفكري باسم "العلم والايمان" – حسب طلبات الزبون – .. فكان يلوي رقبة الحقائق ليا . ليزعم للناس وجود علاقة وثيقة - لا وجود لها - بين العلم والايمان ... ! .
ففرح الناس بالبضاعة الجديدة للدكتور مصطفي محمود – العلم والايمان – ورحلتي من الشك الي اليقين. بعدما كانوا يرددون انه كان قد كفر. وشك في دين هو قويم، وفي قرآن هو كريم ..
فرضيت عنه السلطة الحاكمة – المؤمنة ! – ورضي عنه عامة الناس، ورحبت كل بوابات الاعلام الحكومي ببضاعته الجديدة - العلم والايمان -. ففتح عليه الفتاح بالشهرة الكبيرة والاضواء والمال الوفير الذي انهمر عليه من وراء بيع مؤلفاته وبرنامجه المكون من سلاطة أو تبولة: العلم والايمان .
.
والمقال الثاني عن الشيخ محمد عبدالله نصر... الشيخ ميزو ... الذي يقبع الآن في سجون مصر بتهمة ازدراء الأديان. وعنوان المقال: بالفيديو.. ميزو: نؤجل الطعن في القرآن حاليًا لأن الشعب لن يقبل به http://rassd.net/172377.htm
يقول المقال :
نظم حزب "التجمع" مؤتمرًا لدعم إسلام بحيري؛ بعد الحكم بحبسه عامًا بتهمة ازدراء الدين الإسلامي. وقال محمد عبدالله نصر، الشهير بالشيخ "ميزو": نؤيد طعن بحيري في التراث الإسلامي، أما الطعن في القرآن فالشعب لن يقبل به الآن. وأضاف "ميزو"، "هناك آية في القرآن الكريم تقول: (فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً)، متسائلًا: ما فائدة شد الوثاق بعد القتل، وما الفائدة من إطلاق السراح أو الفدية بعد القتل". وتابع: "مينفعش تقول للناس انكم تبقوا ملحدين في وجود هذا النص الدموي"- حسب وصفه، مؤكدًا "يجب أن نؤجل هذه الأمور الآن؛ لأن الجماهير البسيطة لا تقبل به الآن".
وقد نشر المقال مقطع شريط لخطاب الشيخ محمد عبدالله نصر يمكن مشاهدته من هذا الرابط https://goo.gl/YVXoZv
.
نقرأ في كتاب معروف الرصافي الذي توفى عام 1945 والمعنون "كتاب الشخصية المحمدية أو حل اللغز المقدس" https://goo.gl/tVCxlR ... وكان قد اوصى بعدم نشره قبل 50 سنة من وفاته:
إن مسألة إعجاز القرآن إن اعتبرت مسألة فنية أدبية محضة لكان للمنطق فيها مجال، وللحجج والبراهين فيها حيال ونزال، ولكن كيف والأفكار غير حرة، وأين والعقائد التقليدية دائبة مستمرة. وايضا إن الذين كتبوا في تفسير القرآن وفي اعجازه لم ينشأوا إلا في القرن الثاني، ولم تطلق إذ ذاك للفكر ولا للقول حريته. وفي هذا القرن نشأ الإيمان التقليدي الذي يكون المرء فيه تابعاً لدين أبويه، والذي هو أقوى وأرسخ في قلوب أصحابه من الإيمان الناشئ من أسباب غير التقليد…
وكيف تطلق للناس حرية أفكارهم وأقوالهم في عصر كل ما فيه قائم باسم الدين، فالدولة والحكومة والخليفة والملك والأمير والوزير والقاضي والقائد والجيش، كل ذلك مصبوغ بصبغة الإسلام ومخضرب بخضاب ديني لا نصول له منه. فليس من مصلحة أحد من هؤلاء أن تكون الأفكار حرة خصوصاً في الدين وصبغته، بل رجال الحكم كلهم ولا سيما كبيرهم يعملون في جانب هذه الصبغة على بقاء ما كان على ما كان، ويراقبون النصول منها في السواد الأعظم بكل ما عندهم من حول وطول.
وإن هذه الحالة دائمة مستمرة إلى يومنا هذا، لا بل هي في زماننا أشد وأنكى. فلا يستطيع أحد منا اليوم أن يكتب ما كتبه كتاب السيرة النبوية في عصر التدوين، فضلا عن نقاشهم فيما رووه وذكروه. هذه مصر، وفيها من أهل العلم والأدب ما فيها، فلا يستطيع أحد منهم أن يكون حراً في افكاره إذا خطب أو كتب إلا فيما لا يمس الدين. وقد كتب الدكتور حسين هيكل كتاباً في السيرة النبوية لم يأت فيه بأكثر مما قاله الأولون، لأنه غير حر فيما يكتب ويقول. وكيف يكون حراً وهو يرى الجامع الأزهر مطلاً عليه بعمائمه المكورة على اللجاجة ترقبه بعين الغضب إذا حاد عن طريقها لكي تثور عليه وتمور ومن ورائها السواد الأعظم.
ولا ريب أن هذه الحالة أينما وجدت وجد الرياء فهو معها لا يفارقها في كل زمان ومكان. ولله در أبي العلاء إذ قال:
أرائيك فليغفر لي الله زلتي **** فديني ودين العالمين رياء
والرياء، قبحه الله، من أكبر الرذائل الاجتماعية لأن فيه التمويه والتضليل وكلاهما من سموم السعادة في الحياة الاجتماعية….
فإن قلت: في الزمان الذي نشأ فيه من الفوا كتباً في إعجاز القرآن قد نشأ أناس من الزنادقة أيضاً وهم أحرار في أفكارهم، فلماذا لم يردوا على هؤلاء ما قالوه في إعجاز القرآن؟ قلت: نعم قد نشأ معهم أناس من الزنادقة أيضاً، ولكنهم ليسوا بأحرار في أفكارهم كما تقول، بل كانت عقوبة الزنديق القتل إذا تكلم بما يخالف الدين. وقد قتل العباسيون كثيراً من الزنادقة، ولم يكتفوا بقتلهم بل محوا كل ما كتبوه وطمسوا كل أثر تركوه، فأين ما كتبه أولئك الزنادقة وأين الدامخ لابن الرواندي (صفحة 600-601).
.
واذكر هنا تجربة شخصية
في يوم من الأيام التقيت في روما على مائدة الإفطار بأستاذ شهير من شمال أفريقيا لن أذكر اسمه. وفي مجرى الحديث فاجأني بكلام لم أكن أتوقعه منه البتة، خاصة أنه من عائلة عريقة معروفة بالعلم والدين. فقد قال لي بالحرف الواحد: "ما دام العرب يؤمنون أن القرآن كلام الله، فلن يتقدموا". صدمت لدى سماعي هذه الكلمات ولم أتمكن من إمساك لساني فسالته: "ممكن رجاءً أن تقول لي أين كتبت هذا الكلام؟" فقد كنت أود أن استشهد به، خاصة أنه مؤلف لعدد من الكتب ومعترف به في شمال أفريقيا لا بل في عدد من الدول الغربية وشغل منصباً مرموقاً في بلده (ولن أذكر لا منصبه ولا بلده ولا اسمه). وإذا بصاحبي يجيبني: "أنت مجنون؟ هل تريد موتي؟ من سيطعم أولادي وزوجتي؟ هذا الكلام لا يمكن أن يكتب قبل خمسين سنة. ولنفرض أني كتبته فما فائدته؟ ومن سوف يصدقني؟"
عند سماعي لجوابه كدت أن أختنق باللقمة التي في فمي. فسكت. وما عساني أن أقول بعد هذا الجواب؟ عندها فهمت لماذا عالمنا العربي والإسلامي لا يتقدم. فمثقفونا يعرفون أشياء لا يبيحون بها إلا في الخارج وشفهياً. فهم يكتبون آلاف الصفحات باللغة العربية واللغات الأجنبية ويلقون آلاف المحاضرات ولكنهم في كتاباتهم وفي محاضراتهم يمارسون التقية (والتي تعني قول كلام مخالف تماماً لما يفكرون به). فلا شعوبهم تفهم ما يريدون أن يقولوا ولا الغرب يفهم ما يقصدون. وهكذا نستمر في الدوران مثل ثور الساقية. فنبقي الشعب على جهله ونفسح المجال لرجال الدين لكي يرتعوا كيفما شاءوا ويسوقوا الناس كالخراف إلى المسالخ متى شاءوا
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - كتاب معروف الرضافي
سامي الذيب
(
2017 / 4 / 25 - 20:38
)
كتاب معروف الرصافي في جزئين
الجزء الأول https://goo.gl/tVCxlR
والجزء الثاني https://goo.gl/6MDDyD
أو في مجلد واحد
https://goo.gl/lbdOxs
2 - ما هذا
بلبل
(
2017 / 4 / 25 - 22:56
)
أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاء لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا
ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا
وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا
وَهُوَ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ بُشْرًا بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء طَهُورًا
3 - القرآن
بارباروسا آكيم
(
2017 / 4 / 25 - 23:58
)
الصلاة و السلام على أَشرف المرسلين
سامي الذيب الحر الأَمين
من منا لا يعرف عميد الأدب العربي ( طه حسين )
هذا الرجل وبعد إِصدار كتابه الشهير ( الشعر الجاهلي واللغة )
على الفور وقبل أَن يكون هناك أَي حوار في مضمون الكتاب..
قام الشيخ خليل حسنين الطالب سنة 1926
بتقديم بلاغ الى النيابة
يتهم فيه الأُستاذ طه حسين بالإسائة الى القرآن!!
بعد ذلك ..تلاحقت الأحداث حتى ....
سحب الكتاب من الأسواق
ثم..
قام اسماعيل صدقي باشا سنة 1932 بفصل طه حسين من منصبه كرئيس لكلية الآداب
لاحظ قانون ازدراء الأَديان ليس خليق اليوم ولا الأمس القريب
مع العلم كتاب الشعر الجاهلي واللغة لم يكد يلمس المقدس نفسه
التابو والخط الأَحمر في العالم العربي ليس وريث الأنظمة العسكرتارية كما يزعم بعض السذج
وقداسة القرآن ونبي الإسلام لم يصنعها المال السعودي كما يقول البعض الآخر
تحياتي
4 - الدوامة
Joyman
(
2017 / 4 / 26 - 01:58
)
تعليق 3 بارباروسا
في البداية قداسة القرآن ونبيه , صنعها السيف والجزية
والآن المال السعودي يحمي الدين لأنه مصدر دخل قومي كبير - من خلال الحج والعمرة ولأن الأنظمة الديكتاتورية - عسكرية أو غيرها - تحتاج لحلفاء , فهي لا تجد أفضل من الأديان ورجالها , فتحمي الأديان بقانون ازدراء الأديان
تحياتي
5 - طه حسين نقد المقدس في العمق
صادق
(
2017 / 4 / 26 - 03:32
)
تعليق 3
من حق طه حسين نقد المقدس ، واختلف مع قولك : لم يكد يلمس المقدس نفسه
يمكنك اعادة قراءة كتابه - في الشعر الجاهلي - ستجد انه نقد في عمق المقدس ... ولكن بالطبع ليس بالأسلوب الذي يكتب به من ينقدونه ،حاليا في أيامنا .. وشكرا
6 - نعم نقد طه حسين القرآن
سامي الذيب
(
2017 / 4 / 26 - 07:09
)
اتفق مع صادق بأن طه حسين نقد القرآن في كتابه الشعر الجاهلي... بصورة مغلفه
ولكنه وقع على نائب عام رحوم
واعاد طه حسين طباعة كتابه مع تعديلات وغير عنوانه ليصبح كتاب الأدب الجاهلي
تحميل كتاب الشعر الجاهلي صدر عام 1926 https://goo.gl/t2IhKv
تحميل كتاب الأدب الجاهلي صدر عام 1927 https://goo.gl/slC4Wz
https://goo.gl/dM4MGF قرار النائب العام نشر خيري شلبي
كما اتفق مع Joyman
في البداية قداسة القرآن ونبيه صنعها السيف والجزية
والآن المال السعودي يحمي الدين لأنه مصدر دخل قومي كبير
قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق
7 - ادعموا ابحاث سامي الذيب بشراء كتبه
سامي الذيب
(
2017 / 4 / 26 - 08:13
)
ادعموا ابحاث سامي الذيب بشراء كتبه
Soutenez les recherches de Sami Aldeeb en achetant ses livres
Support Sami Aldeeb’s research by buying his books
https://goo.gl/OoGB9e
8 - بل كتبوا بداخل بلادهم مثلما بالخارج
جاد الحق
(
2017 / 5 / 1 - 19:10
)
بل كتبوا بالداخل أيضاً , وتعرضوا للمحاكمة والسجن - وهذا بعض ما نشره الاعلام وقتذاك
http://news.bbc.co.uk/hi/arabic/news/newsid_795000/795633.stm
http://www.ahram.org.eg/Archive/2001/1/28/EGYP12.HTM
http://www.ahram.org.eg/Archive/2001/1/28/EGYP12.HTM
للعلم مع الشكر والتحية
.. أعظم ليالى السنة.. فضل ليلة القدر مع الدكتور خالد عمران أمين
.. فلسطينيون ينتظرون على الحواجز الإسرائيلية للسماح لهم بالمرور
.. إجراءات أمنية مشددة في محيط البلدة القديمة وعند أبواب المسجد
.. مسلسل الحشاشين الحلقة 18.. سوزان نجم الدين تأمر بقتل إحدى حو
.. مشاهد لاقتحام مستوطنين باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات ال