الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارض السراب11

مارينا سوريال

2017 / 4 / 26
كتابات ساخرة


لم يعد الاخ الاكبرفى المساء ومضى الليلوحل النهار ..خرج الاب ليبحث عنه فى الغابات منذ زمن خبر الاحراش وضروبها ولم يعد يخشاها ..هل اكله حيوان؟..كان يسال نفسه كان يعلم ان الخوف القديم لذلك الباكى قد عاد اليه من جديد ..علم انه فقد الابن الاكبر ولن يعود ..طاف يبحث عن بقايا من عظامه فلم يجد...
انتظرت الام امام الخيمة ليالى ثلاث لم ياتى الاب او الغلمان ..انتظرت وانتظرت كانت تعلم فى النهاية انه سياتى ..لمحته من بعيد سالته اين اخوك؟...
لم يجاوبها الاخ الاصغر صمت ..تطلع اليها..همست كيف صنعت هذا به ؟...كنتما غلامين لى ؟..الان اين اجد اخوك ...ردد :هو المخطىء ..لقد اخطىء..سرق غنمى ..سرقها ورأيته يرقص من حولها ..صمتت ..انصرف من امام خيمتها علم انه عليه الرحيل بعيدا عنها وان بعد الكهف لن يكفيه ..خاف من ابيه .. اصبح هارب من امة ....
كان يعرف ان الفتيات وزوجهن قد رحلوا من هنا الى مكان اخر ..كان عليه الهرب والبحث عنهم ..لم يعرف من الارض سوى تلك الغابات التى ولد بداخلها ...والان يعلم انه لن يعود اليها ثانيا ..كان يركض فى الليل وصوت صراخ امة يتبعه ..كان يخاف ..تعثر سقط اغمى عليه ..لا يدرى ان كانت تلك ايدى التى احاطت بجسده ام لا لكنه لم يستيقظ ...تنبه جسده فجاه ..افاق من سباته ..سمع اصوات رفع راسه نحو السماء لم يرى من قبل حيوانات تحلق فى السماء البعيدة ..ارتجف شعر بالخوف هل هذا هو عقابه التى اخبرته امة عنه ...حاول ان ينهض ..تطلع لم يرى عين مياه بتلك الحجم من قبل؟ لم يكن يرى الجانب الاخر من العين لم تكن تحت الارض من السابق بل هى امام قدميه تتسع ..تتحرك وتموج تعلو وتهبط ...اقترب..كان عطش..وضع كف يده ثم حمله سريعا ..وضعها ببطء..ملىء كفيه وشرب..بصقها..لم يستطع واكمل الشرب!..
حاول ان يصرخ والمياه تقذفه به الى قلبها كان يسقط بداخلها..كان يصرخ وهو يعلم انه وحيدا هنا ولن يسمعه احدا بعد ان هرب من وجه ابويه ،اغمض عينيه التى لم تتحمل المياه كان يسمع صوت صراخه يخفت وكانه قادما من بعيد من مكان وشخص اخر لا يعرفه استسلم وترك جسده تدفعه المياه ...شعر بالخوف كان كل شىء ابيض امام عينيه..
صوت صراخ ..ازواج عيون تراقب عن قرب واخرون من بعيد ..صوت الموج الهادىء ايادى تربت على جسده ..هل هذا هو..هو؟..هل تلك الايادى عليه لم يدرك ان كان حيا ..هل هؤلاء بشر مثله ..يشبهون الاب والام..هل يكونوا اولاد الصبى من زوجاته الفتيات بعد ان رحلن ..حاول ان يتحدث خرج صوته استداروا يتطلعوا الى بعضهم البعض ..لم يجاوبه احدا رفع صوته يسالهم من انتم؟..ابناء الصبى انتم ؟..حسنا اين هو انا ابن امى وابى ..انا طريد اريد مقابلة الصبى !..
لم يرى خيمة اكبر من تلك من قبل ..تحسس اعمدتها تعجب هل صنعت من شجرة لم يفهم ..كانت وكانها تضم الاحراش باكملها بداخلها ..كانت اكبر من الارض التى ولد فيها وعرفها ولم يعرف قبلها ولم يسال عن اخرى ..لقد احب كهفه ورسومه ..احب حشائشه التى تعلم زراعه بعض منها ..والسير خلف اغنامه ..لم يجد رمحه؟..هل سرقوه منه ..كان يتطلع فيما يصعونه على اجسادهم تعرف عليه كان رجالا ويرتدون الفرو ..تراجع هل قتلوا بقيه اغنامه هل هذا هو الانتقام لاخيه لكن من هؤلاء كيف عرفهم اخيه وعلموا بموته..تذكر ان صوت نوح امة ارتفع وعم الاحراش وعلم الطير والحيوان بما حدث ..لكنه لم يرى اناس مثل ابيه وامة والفتاتان والصبى من قبل ..هل هم اب وام كل هؤلاء ...قال لهم كان اخى هو البادىء لقد سرقنى وعاقبته ..لا يحق لكم معاقبتى ..انظروا رمحه كان يقتل به اغنامى ..انا لا ارتدى من اغنامى بل من حشائشى ...كان يتجول بينهم عريانا يتطلعون اليه كان يصرخ باصواتا لا يفهموها ..امر ملكهم باحضار العرافة الى هاهنا الى القصر على وجه السرعة ..لا يعلم احدا ان كان اله ام مرسال من لدى الالهه ..امرهم ان لا يقترب منه احدا ..كلما ارتفعت اصواته ابتعدوا عنه خائفين انتشر ذعر مرسال الالهه فى القلوب قالوا لقد حلت اللعنة على مدينتنا العظيمة ناحت النساء على الزرع والقصور والمعابد المعلقة ..على المدينة التى ستخرب على العبيد الذين سيسكونها من بعد اهلها ...جزع الرسامون نقشوا ما استطاعوا من رسوماتهم على تلك الاحجار الكبيرة ..قالوا وجدنا اجدادنا تاركين لنا حكاياتها هكذا فلنفعل مثلهم لتبقى مدينتنا ..اسرع الرجال ومن خلفهم النساء الى المعبد الكبير جلبوا ذكورها ووضعوها هناك ..صرخوا بوجه بعضهم انت العاصى ..انت من جلب علينا البلاء لما احتفظت بذكر كل شىء لديك ولم تسلمه تقدمه ..انظر لقد ارسل الينا من سيهدم مدينتنا من فوق ؟..ركضت الفتيات العذروات الى المعبد ...اقيمت الاحتفالات ...كانت العرافة تلقى بأوامرها لفتياتها ..والكاهنات لم يكن هناك وقت ...عليهم جلب رضا المرسال قبل ان تحل اللعنة ...كانت العرافة العجوز والكاهنة الكبرى تامر موكبها بالاسراع الى القصر ...هل ستجلب الرحمة لشعبها كانت تعلم ان ذلك المرسال قدما لا محالة ..لقد حذرت من قبل الزعيم ولكنه لم يستمع اليها ..ترك بقيه عبيده فى المدن يصنعون ما يشاءوا اخبرته ان لا معبد يفوق معبدهم ولا يحق لغيرهم دخول غيره ..لكنه سمح بالمزيد ..بل لاخر فى كل مدينة واخذ يرسل الرجال والاحجار والطعام ..لم يقبل منها نصح وهى العرافة الام التى وقف امامها من قبل جده وابيه يسالونها المشورة ما تقول به نعم يكون وما تأمر به لا لا يكون ..ذلك الحفيد جلب البلاء هكذا تمتم وهى تتكىء على عصاتها وتسرع فى الممر الطويل..فتحت الابواب من امامها دخلت ..كان هناك يجلس بانتظارها..لم يسأل انتظر منها الاجابات كما اعتادت ان تعطيها له دائما ..لكنها قالت اريد رؤية المرسال الان ....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تكريم إلهام شاهين في مهرجان هوليود للفيلم العربي


.. رسميًا.. طرح فيلم السرب فى دور العرض يوم 1 مايو المقبل




.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا