الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يأخذ ساسة العراق درسا من المسؤولين الأفغان؟

فاضل عباس البدراوي

2017 / 4 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


أفغانستان، هذا البلد الفقير الغارق في الأمية والتخلف، يعاني منذ ما يقرب من اربعة عقود من ويلات الحروب الخارجية والداخلية، ابتداءا من التدخل السوفيتي ثم تكالب كل قوى الشر في العالم، على هذا البلد المسكين، عندما جيشوا المرتزقة من انحاء العالم بتمويل خليجي وعلى رأسها العربية السعودية، وتدريب وتسليح امريكي، لأشعال الحروب التي انهكت هذا البلد وحصدت ارواح الآلآف من ابنائه، كل ذلك جرى تحت ستار مقاومة الخطر والنفوذ الشيوعي. ثم انقلب السحر على الساحر فأذا بالمرتوقة ينقلبون على اسيادهم، ليغرقوا أفغانستان ببحر من الدماء له أول وليس له آخر، حيث يدفع الشعب الأفغاني المبتلى ثمن تلك التدخلات من دماء ابنائه ومن البنية التحتية المتهالكة اصلا لبلده، وكانت آخر جرائم عصابة طالبان الارهابية، هو جريمة قتل أكثر من مائة جندي من ابناء جلدتهم، كما جرى ويجري في العراق والبلدان الاخرى المبتلية بهذا الداء الخبيث.
ماذا كانت ردود أفعال المسؤولين ألأفغان على هذه الجريمة البشعة بحق الانسانية؟، كان أول رد فعل هو تقديم وزير الدفاع ورئيس الأركان الافغانيان استقالتيهما، شعورا منهما بالمسؤولية، وشكل رئيس الجمهورية لجنة تحقيق فورية لمعاقبة المتسببين بهذه الجريمة، لم يأخذ المسؤولين الأفغان بعين الأعتبار صلات القرابة او المناطقية او العشائرية، علما ان أفغانستان أكبر بلد فيه انقسام عشاري ومذهبي، لكن المسؤولين الأفغان تعالوا على كل تلك المسميات آخذين بنظر الأعتبار ان دم المواطن الأفغاني فوق كل تلك المسميات.
أما هنا في عراقنا الجريح، فحدث ولا حرج عن آلآف الضحايا، الذين لا يعدَون ولايحصون، سقطوا على يد الارهاب، منذ أكثر من عقد، فلم يجر محاسبة و معاقبة أي مسؤول تسبب بأهدار تلك الدماء من ابناء شعبه، أما بسبب اهماله او فشله في اداء مسؤوليته تجاه شعبه أو فساده وهو الأكثر انتشارا.
كثرت النوائب والمصائب، على شعبنا على يد من ليس لديه ادنى شعور بالمسؤولية، فالذين سببوا اضاعة ثلث الأراضي العراقية وسلموها في غفلة من الزمن لعصابات تكفيرية ارهابية لا يتعدون المئات، بدون اطلاق رصاصة واحدة بل ألأنكى من ذلك هو ترك الأليات والسلاح لتستولي عليها عصابات داعش، ليوجهوها الى صدور العراقيين من القوات الامنية والمدنيين، ولا زال المقاتلين الأشاوس من ابناء القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها وابناء الحشد المنضبط والعشائر وابناء المناطق يدفعون ثمنا باهضا من دمائهم لتحرير تلك المناطق، اما المسببون بتلك الجريمة فهم محروسون (بالله) فتحميهم احزابهم وعشائرهم حيث يردَون لهؤلاء الجميل على الأمتيازات التي يتمتعون بها على حساب دماء واموال الشعب العرقي، والحديث يطول عن المسؤولين العراقين غير المبالين بكل ما حدث وتحدث من مآس سببوها بسبب فشلهم وفسادهم، فكل التحقيقات حول المسؤولين الذن تسببوا في جريمة استشهاد أكثر من 1700 شاب في قاعدة سبياكر على يد العصابات المجرمة، أغلقت كسابقاتها، لسواد عيون الذين يدعون زورا وبهتانا بأنهم من اتباع أهل اليت، وهم ابعد مايكونوا عن سيرة أهل البيت في التضحية والزهد والأيثار. نموذج آخر من تلك، الجرائم جريمة هروب أو تهريب أكثر من ألف عنصر من أخطر عصابات داعش والقاعدة من سجن أبو غريب وهذه كانت بداية الهجمة الهمجية التي تعرض لها الشعب العراقي، اذ ان هؤلاء المجرمون قادوا عصابات داعش في الأستيلاء على ثلث الاراضي العراقية ومنها محافظات مهمة كالموصل وصلاح الدين والانبار، هذه المدن التي يدفع العراقيين اليوم دماءا غالية لتحريرها، وغيرها مما حدث ويحدث للعراقين على يد ساسته الذين لايرف لهم جفن ولا تهز وجدانهم المآسي والمحن التي سببوها لشعبهم، ولم نر أحدا من هؤلاء يقدم استقالته من منصبه أكراما لدماء الشهداء والجرحى والمشردين والنازحين من ابناء شعبه، أسوة بالمسؤولين ألأفغان، بل يحدث العكس، اذ انهم بدأوا يتسابقون في اطلاق الوعود الكاذبة للعراقيين هذه ألأيام ويحاولون أثارة النعرات الطائفية من جديد لأن ليس في جعبهم برامج لبناء ألأنسان العراقي المتعب وبناء وطنه المخرب، كما كان ديدنهم في الأعوام التي تسبق الأنتخابات، وان البعض منهم يحاول تغير جلده بجلود مدنية هذه المرة، بعد ان استهلكت اوراقه في التلاعب بالمشاعر الدينية للناس المنكوبين بالكوارث التي سببوها لهم.
مرة آخرى أقول هل يحذو أي مسؤول عراقي حذو المسؤولين الافغان الذين تخلوا عن مناصبهم احتراما لدماء ابناء شعبهم؟ أشك كغيري من المواطنين بذلك لأن ساستنا المتنفذين عبدة كراسي ومال وجاه حتى اذا أتت على حساب دماء وآموال شعبهم وتخريب بلدهم، اذ انهم يتصرفون كالغرباء عن هذا الوطن وليسوا من ابنائه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد كيف تحولت رحلة فلسطينيين لشمال غزة إلى كابوس


.. قتلوها وهي نائمة.. غضب في العراق بعد مقتل التيكتوكر -فيروز أ




.. دخول أول دفعة من المساعدات الإنسانية إلى خانيونس جنوبي قطاع


.. على وقع التصعيد مع إسرائيل .. طهران تراجع عقيدتها النووية |#




.. هل تتخلى حركة حماس عن سلاحها والتبعية لطهران وتلتحق بمعسكر ا