الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خضر عدنان: سحقا لك

عطا مناع

2017 / 4 / 27
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


خضر عدنان: سحقا لك

بقلم : عطا مناع

سحقاً لك يا مفجر ثورة الكرامه، كيف تجرأت على اقتحام عالمنا لتذكرنا بأبجديات دفناها منذ زمن ؟؟؟ من انت يا خضر عدنان لتعيد الاعتبار لفلسفة الصمود والإباء والكرامة ؟؟؟ من انت لتستحضر ثقافة البطولة والتضحية وكأنك بذلك تصفعنا بحذائك الذي اعتبرناه في لحظة ما اكليل غار على رؤوسنا ؟؟؟ كانت لحظة ضعف وتيه حالها كحال الميت عندما تخرج منه الروح.

يا خضر عدنان سحقا لك، كيف لك ان تعبث بنا ؟؟؟ ومن خولك ان تراهن علينا نحن الذي هتفنا لك بالأمس وخوناك اليوم، رسالتنا واضحة لا لبس فيها، اخرج من عالمنا واتركنا نتمرغ في ذلنا وقهرنا وتيهنا، اتركنا ولا تراهن علينا كما الذين سبقوك فنحن من اثقلتهم قيود العبودية وعن طيب خاطر، ونحن من بعنا اروحنا والعقول، نحن يا سيدي اخترنا ثقافة العشوائيات واتقنا فن سطوة القبيلة.

يا خضر عدنان قلبت مواجعنا وأقلقت مضاجعنا وعريت ايدلوجيتنا، نحن يا سيدي لا نؤمن بالأساطير التي تتحدث عن الابطال، وان كنا كذلك فنؤمن الى حين لأننا تعودنا على الجمل الجاهزة التي حالها كما الوجبات السريعة، وبتوضيح ادق نحن نعشق فكر" الدليفري".

يا خضر عدنان، من خولك للسطو على خزاننا ؟؟؟ اتتوقع اننا سنقرع جدران الخزان الذي اخترنا وعن طيب خاطر فبراً لنا ؟؟؟ وهل جننت لتبث فينا الروح من جديد ؟؟؟ لست نبياً يا خضر عدنان لتحيي الموتى وتعيد الدماء لتتدفق في الشرايين اليابسة ؟؟؟ لست قديساً لتدقعنا للغناء في مملكة الصمت فاخرج من عالمنا.

يا خضر عدنان سحقا لك .... الم تفهم ما نحن عليه ؟؟؟؟ نحن الذين نعيش في اطهر بقعة في العالم لكن ارواحنا مصادرة، نحن اسرى الانقلاب تلو الانقلاب، انقلابات اثخنتنا وحولتنا لجثث تنتظر ان تحتضنا الارض التي عسى ان تكون دافئة على ما تبقى منا.

يا خضر عدنان لست بوبي ساندز لأننا لسنا الشعب الايرلندي، فلماذا لم تفهم المعادلة وتتعبنا وتتعب نفسك ؟؟؟ خذها وعلى بساط احمدي نحن لسنا جديرين بك وبأمثالك من الذين عاشوا الوجع الصغير في زنازين الاحتلال ليخرجوا الينا لنبذيقهم الوجع الكبير الذي لن يلتئم مع مرور الزمن.

يا خضر عدنان .... لماذا انتصرت وعدت الينا مكللا بالغار ؟؟؟؟ تخيل لو ترجلت، كنا هتفنا لك بملء حناجرنا وشيعناك وطوينا صفحتك كما الذين سبقوك من حجارة وادينا الكبيرة، هذه ابجدياتنا اقبل بها او ارفضها، فنحن ننبذ الرموز لأنهم يذكرونا بهزيمتنا وبضعفنا، انهم يسقطون عن عوراتنا ورقة التوت الساقطة اصلاً والتي نتشبث بها كذباَ.

لن اطيل عليك ايها الرجل الطيب، ولكن تأكد، لو كنت في جنوب افريقيا لغنوا لك اغنية الحياة التي جسدتها في اضرابك البطولي، ولو كنت في كوبا لكانت لك شعلة ابد الدهر، لكن نصيبك ان تكون عربياً، ونحن العرب نحلم بالإبطال وعندما يتجسدون لنا نلفظهم، تلك هي ابجديتنا حتى الراديكاليين منا والذين حطموا بوصلتهم بأيدهم فعاشوا التيه واللعنة.

انا على يقين يا خضر عدنان، وبالرغم من محاولات اغتيالك معنويا انك ايقونة لرفاقك الذين يخوضون اضراب الكرامة في باستيلات العدو، ويقيني اكبر انك تتوجع لوجعهم لأنك وبكل بساطة عشت هذا الوجع بامتياز.

ايام تفصلنا عن ذكرى النكبة، ونضالات الاسرى ستكسبها طعماً مختلفاً، وبالرغم من الفراغ الذي نعيشه فلا زلنا نتشبث بتراث الاسلاف، ففي مخيمنا كنزنا لا ينتهي، هذا الكنز هو التاريخ والراية التي ورثناهما عن الرعيل الاول الذي دفع الثمن في خمسينيات القرن الماضي، لا نتذكرهم ولكنهم حاضرون بقوة يصفعوننا كلما اضعنا الطريق، وتلك هي الحكمة التي تعلمناها وننقلها لك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا


.. يونس سراج ضيف برنامج -شباب في الواجهة- - حلقة 16 أبريل 2024




.. Support For Zionism - To Your Left: Palestine | الدعم غير ال


.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري




.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا