الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة تحرير فلسطين’

مازن الشيخ

2017 / 4 / 27
القضية الفلسطينية


في نهاية القرن التاسع عشر’تم التاكد من ان منطقة الشرق الاوسط تحتوي على خزين هائل من الذهب الاسود’اضافة الى المعادن الضرورية’للصناعة’ذلك الامرلم يكن ليغيب عن اهتمام الدول الغربية’والتي كانت تعيش ثورة تكنولوجية انفجارية’وخصوصا بريطانيا العظمى’والتي كان نفوذها قد امتد الى مساحات شاسعة من العالم’
واصبح لابد من تسخيرالجهودالمعتمدةعلى الخبرة’للاستفادة من تلك الثروة’
خصوصا ان شعوب المنطقة تعاني من تخلف شديد’وصراعات بينية’وكان لابد من البحث عن افضل طريقة’لتسهيل الحصول على تلك المواد الاولية ’والتي يحتاجها الغرب بشدة
وهكدا
بدأ البحث لتحقيق هذا الهدف.
اتجهت الانظار الى الحركة الصهيونية الناشطة انذاك’وبقيادة تيودورهرتزل’الطامح الى انشاء وطن’لجمع شتات اليهود في فلسطين’
وكان الصهاينة مستعدين لدفع اي ثمن لتحقيق ذلك الهدف,
وهنا التقت مصالح الغرب مع احلام ومخططات تلك الحركة’وقرروا مساعدتهم على تحقيق حلمهم لانشاء دولة لليهود في فلسطين والتي هي قلب العالم العربي
,وبعد مفاوضات ونقاشات سرية دامت عدة اعوام’تم الاتفاق على منحهم دولة فلسطين’مع تعهد بمد يد المساعدة الدبلوماسية والعسكرية’وتقديم كل الدعم للدولة اليهودية’
مقابل ان تكون خاضعة لارادة المصالح الغربية’وقاعدة عسكرية جاهزة للتدخل في حال حصول اية ازمة يمكن ان تمنع تدفق النفط’الى الغرب’باسعار معقولة’تتناسب مع مصالح المستوردين.
وعلى هذا الاساس اطلق بلفوروعده عام 1917
وانشأت دولة اسرائيل’وفرضت على الفلسطينيين والعرب’بالقوة.
ومن سوء حظ الشعوب العربية’ان قادتهم لم يكونواعلى مستوى من العقل والخبرة السياسية’التي كان يمكن ان تجعلهم يستعوعبون ’ابعاد القضية وحقيقة الامر’والتعامل معها بمنطق’الامر الواقع’بل ارتكبوا حماقة حقيقية عندماقرروا مجابها المشروق بالقوة’رغم عدم امتلاكهم قوة حقيقية توازي قوة اليهود وداعميهم,وكان نتيجة ذلك اشتعال حروب’ادت الى وقوع خسائر بشرية ومادية هائلة’كما افادت الدول الغربية’التي كانت تصنع وتصدرالسلاح’حيث سنحت لها فرصة ذهبية لاستعادة ماكانت تدفعه من اموال,لشراء النفط الرخيص لقاءماتصدره من سلاح غالي الثمن’سريع الاستهلاك.

ولعل من اسوأ ماعانته الشعوب العربية’كان بروز قادة ثوريون’زعموا توهما بانهم قادرين على تحرير فلسطين’من امثال الرئيس جمال عبد الناصر’وقاد بالتالي بلده مصر’ومن صدق به وسانده من بقية القادة العرب’الى هزيمة عسكرية منكرة في حرب الايام الستة عام 1967
ولم يتعض العرب’وكرروا محاولتهم عام 1973’ورغم انهم حققوا اتنصارات حيث فاجأوا الاسرائيليين حينما كانوا في عطلة عيد الغفران واستطاعوا تحطيم خط بارليف والذي كان شديد التحصين’الا ان حماة اسرائيل من الاقوياء اسرعوا بمد يد العون وحولوا الانتصار الى شبه هزيمة عندما حققوا ثغرة الدفرسوار في خطزط مصر الدفاعية وحاصروا الجيش المصريالثالث ’واجبروا الرئيس المصري انور السادات على توقيع وقف اطلاق النار بدون نصر حاسم

ولم يتعظ العرب
بل الادهى انهم ارتكبوا خطئا عظيما عندما قرروا’تلبية مقترح الملك السعودي انذاك فيصل بن عبد العزيزآوقطعوا امدادات النفط عن الغرب’متوهمين ان ذلك سيشكل ضغط عليهم’ويخففوا دعمهم لاسرائيل!
فاكدوا بذلك مخاوف الغرب من ان العرب لاامان لهم ولايمكن اعتبارهم شركاء ستراتيجيون قادرين على تفهم حاجة الغرب والتعاون معهم ’وان وجود النفط تحت سيطرتهم المباشرة يشكل خطرا’ولابد من منع تكرارهذاالامرمستقبلا
وبدأ منذ ذلك الوقت بدأالتخطيط لاسقاط المنطقة تحت الاحتلال العسكري المباشر’
وماحدث للعراق كان مخططا له منذ ذلك الوقت,حيث تمكنوا من استدراج صدام حسين الى فخ’وقع فيه بسهولة’والقادم من الايام ربما سيرينا فصول اخرى من ذلك المخطط الستراتيجي الخطير.
المهم انهم منذ ذلك الوقت بدأوا خطواتهم الاولى’والتي اثبتت انهم فاهمين حقيقة مستوى ثقافة وتفكير شعوبنا’
وبالطبع حصل ماكان متوقعا’
فشلت عملية قطع النفط بعد ان اوشكت معظم الدول النفطية على الافلاس’بسبب كون اقتصادياتها ريعية تعتمد على وراردات النفط’ناهيك عن عدم قدرتها على استيراد الاسلحة,
كما قامت الاجهزة المخابراتية التي ترعى مصالح الكارتلات الاقتصادية العظمى’والتي تأذت من ايقاف تصدير النفط’بمعاقبة الملك فيصل وتمكنت من غسل دماغ احد اقاربه ’فقام بقتله واعدم بعده!ولم يفهم احد حتى اليوم حقيقة ماحدث!تماما كما قتل الرئيس كندي وقتل قاتله’ولااحد عرف الحقيقة حتى اليوم’وكما قتل رئيس وزراء السويد اولف بالمة عام 1986’ولم يعرف قاتله حتى اللحظة,
مااود قوله وباختصار’ان هناك اقوياء اذكياء اصحاب مصالح استراتيجية’يعملون من اجل تحقيق مصالحهم’
يتعاونون مع من يتفهم
ويعاقبون من لايسلك طريق الحكمة والعقلنة
هذاهوواقع الحال’رغبنا ام ابينا’فلن يتغير شئ!ولكن وللاسف الشديد’
فان قضية تحرير فلسطين اصبحت شعارتمررمن خلاله مؤامرات قذرة’ويتبرقع ورائها الكثيرون من اصحاب الاهداف المشبوهة لكي يحققوا من خلالها مئاربهم’وخططهم الاستراتيجية’والتي لاتهم ولاتخدم الفلسطينون ولاالعرب ولاالمسلمين
ومن جملتهم اية الله الخميني والذي قاد ثورة ليس لها هدف الا بسط نفوذه وهيمتنه على بقية بلدان الجوار والانتقام لهزيمة الفرس التاريخية امام العرب’رجل كل توجهاته كانت قومية صرفة’لكنه استغل احباط الشارع العربي الذي كان يعاني من اثارالهزائم المتكررة في صراعه مع اسرائيل’وزعم انه قادر على تحرير القدس’لكن عن طريق تصدير ثورته الى بقية الدول العربية’كل ذلك من اجل كسب تعاطف وتعاون الشباب العربي’ولكي يسهل له مهمته لاختراق بقية دول المنطقة’وليحقق عن طريقهم مخططاته ’وباسم التضامن الديني هذه المرة..
وهكذا زاد الطين بلة حين استفز دول الجوار وادت خطاباته االمحرضة ضد الانظمة الخليجية,وخصوصا نظام صدام حسين في العراق’لى حرب طاحنة خسر فيها العراقيون والايرانيون ارواحا واموالا’باهضة وقاسية’ولم تؤذ اسرائيل
اليوم نسمع بدول ممانعة ’تقودها ايران وسوريا وحزب الله’وتهدد بتدميراسرائيل’لكنها لم تدمرغير العرب في العراق وسوريا واليمن.
ليس هناك انسان عنده ذرة من العقل والمنطق يمكن ان يصدق بان حزب الله يشكل خطراعلى اسرائيل’ويوم يتجاوز الخطوط المسموح له باللعب في حدودها’فسوف يكون اثرا بعد عين
رب قائل بانه تحدى اسرائيل وحاربها عدة مرات واجبرها على ترك الجنوب عام 2002 وهاجمها عام 2006’
الجواب ان حزب الله يقدم فائدة كبيرة للصهاينة حيث انه يصورهم كمدافعين عن انفسهم امام اعتدائاته المستمرة’ويكسبهم مزيدا من التعاطف والتبرعات المالية’كما ان حربه عام 2006 كانت فرصة لمصانع السلاح لتجربة عدة انواع جديدة ’ماكان يمكن تجربتها على البشر والبنى التحتية بطريقة اخرى
دول الممانعة تقدم في الحقيقة خدمات كثيرة لاسرائيل وبقية دول الغرب’حيث انها تستفيد من خطابها الاعلامي وتحديها الاجوف’ولسان حالها يقول’قولوا ماشئتم ’لكن
اليد التي ستمتد لازاحة اسرائيل ستقطع من الرسغ
هذه حقيقة
والذي لايصدق امامه تجربة صدام حسين عندما اطلق صواريخه على تل ابيب’حيث رغم انه لم يقتل بشرا غير امراة عجوز ماتت بالسكتة
الا ان عقوبته كانت شنيعة
والكل راى ماحل بصدام وعائلته بشكل خاص وبلده ومن سانده بشكل عام
العقل زينة

اي’وباختصار شديد’ان اسرائيل وجدت لتبقى’وستبقى الى ماشاء الله’وعلى الاقل حتى ينفذ البترول’أو يجد الغرب مصادر اخرى للطاقة ويستغني عن نفط العرب.
اسرائيل قاعدة عسكرية’وتمتلك قنابل ذرية’وقادرة عمليا ومنطقيا على تدمير كل جيرانها’ان وصل الامر الى تهديد جدي وحقيقي لوجودها
لو كان في رأس العرب حكمة’كان عليهم ان يؤمنوا بالامرالواقع’ويقبلوا بتقسيم فلسطين منذ 1948’وكان يمكنهم ان يتعاونوا مع اليهود’والذين يملكون العقل والحكمة والخبرة’لكي يعاونوا شعوبهم ويرفعوا من مستوى معيشتهم
لاان يعيشوا في وهم’ويتعلقوا بامل مستحيل التحقيق’ويتحدون ويحاربون من يفوقونهم قوة وقدرة’فيعطون بذلك المبررالمنطقي والاخلاقي لاعدائيهم للانتقام منهم والحاق اكبررالاضرار بمصالحهم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الوساطة القطرية في ملف غزة.. هل أصبحت غير مرحب بها؟ | المسائ


.. إسرائيل تستعد لإرسال قوات إلى مدينة رفح لاجتياحها




.. مصر.. شهادات جامعية للبيع عبر منصات التواصل • فرانس 24


.. بعد 200 يوم من الحرب.. إسرائيل تكثف ضرباتها على غزة وتستعد ل




.. المفوض العام للأونروا: أكثر من 160 من مقار الوكالة بقطاع غزة