الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ارض السراب14

مارينا سوريال

2017 / 4 / 28
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


علمت العجوز ان وجه الصغير الذى احبت لن يعود ليرحل مثل الاخريين ..كانت دماء جدتها الكبرى العرافة لاتزال تجرى فى عروقها عندما اخبرتهم عن السيل هبطت المياه كما لم تفعل من قبل ..كانت هى فقط من تعلم دروب الارض القديمة فاستطاع ابن الارض النجاه ...كان صوت صراخه الليلى يفزع طير السماء ويقلل مضاجع الرجال !...
حفرت الرسمة على الصخر ورسمت العجوز العرافة ورسم ابن الارض على كرسيه ورسم الصغير الى جوارهما ...
اصبح للمدينة سوقان كبيرتان واحدة فى الشرق للابن الارض وحراسه والعرافة بينما حمل النصف الغربى بقية اهل المدينة ..عرفوا من اين تاتى المياه فصنعوا لهم بركة كانت تتقدمهم اليها فيها العرافة حيث تقوم بغمر نفسها فيها فى نفس اليوم من كل عام جديد يمر عليهم ويقلدها بقية اهل المدينة ..قيل من يمرض يشفى ..قيل ان ابن الارض معهم فلن ينهزموا قط ...قيل انه يقطن فى ذلك البيت الذى تعلموا صنعه من الصخر فى سنوات طويلة لاجله ..صنعوا من فوقه عامود يصل السماء بالارض ..اخبرهم بان الارض بانه السيد الوحيد هاهنا ..لم يقبل وسطه اى رجلا عاش مع الراحلين ..او من اكلى اعشاب الارض ...
وضع ابن الارض اول قوس له بالقرب من بيته الصخرى فى الشرق لطرده الراحلين واكلى العشب ثم وضعت المزيد من الاقواس على اعلى مرتفعات المدينة شرقا وغربا ...كان ابن الارض فى بيته ولم يعد يراه العامة بعد ان اصبحت رؤية وجه لخاصته فقط..سويت الارض المنخفضة بجدران من الصخر وبنى عليها وجه ابن الارض ليعلم الجميع انه يراهم فى كل مكان ققل ان اعينه هى اعين ابن الارض الحقيقة بعد ان انتشر وسط الناس قصة ذلك الرجل الذى اراد زرع ارضه جوار التمثال وتحركت عيناه ابن الارض واخرجت نيرانها فانشقت الارض وابتلعته ومن كان معه ونسائه واولاده ...
امر الاطفال ببناء بيت الاضاحى ..وقف الصبى مع البقية فى نهاية الطابور الذى امر الجميع باحضار اطفالهم اليه ..شعر بالتبرم وهو يقف فى النهاية تمنى لو يرفضوه ليعود للعب امام ساحة بيت ابيه من جديد لم يحب العمل فى بيت الاضاحى لكنه خاف ان يخبر ابيه عن ذلك حتى لا يؤدبه بالسوط كما يفعل ابن الارض الاكبر معهم ..منذ يومين خرج ابن الارض الابن وتجول ومعه حراس ابيه فى الساحات امامهم تهامس الناس ..خرج مع الصبيه ليركضوا حتى بداية طريق الساحة حتى يشاهده عندما يعبر بمركبته ..عندما اقترب ضرب بالسوط على حصانه تراجع الجميع الى الخوف شعر بالخوف منه لم يحبه لم يصرح بذلك ...
كان عليه حمل تلك الصخرة او يلهب ظهره بالسوط قرر حملها دون ان يتبرم ..كان جسده قويا هذا ما عرفه فى نفسه عندما راى بقية الاطفال يتساقطون من حوله ..لكنه لم يسقط ولا مره ..احب العمل وتعلم الا يتبرم تعلم اكل اللحم والخمر ..اصبح حارسا من الحراس..
لم يفهم الحارس ولا يوم حتى بعد ان اصبح حارسا من الحرس وراى ابن الارض عن قرب ولم يستطع رؤية ابيه ولا مرة لكنه سمع عنه مثلما سمع من بقية الحرس كلما تدرج فى الاعمال المنوطة به لما عليه ان يصنع بيت صخرى لما عليه ان يصنع جدارا خاصا ويقدم فيه اليس صاحبها فى كل مكان وليس فى تلك البقعة الصغيرة من ارض المدينة كان ابن الارض سيدهم ومحبوبهم فى قلوب الجميع حتى الاطفال يتذكروا كيف كانوا قبل ان ياتى اليهم هو ...حتى لو لم يعودوا يرون وجه يعلمون انه يكفيهم معرفة وجوده فى بيته الصخرى البعيد فى الاطراف وان ولده يتجول من وسطهم ...ملىء الكهف من مياه البحر كان يعتقدها تهرب الى الكهوف فلن يعود هناك بحر من جديد لكنه عندما اصبح حارسا جوار البحر عرف انه كان مخطىء فلو ملىء الكهف من مياه البحر سيظل البحر بحرا ولن ينتهى ابدا ....
لم تكن هناك تقدمه تقدم فى ذلك البيت الا بحضور عشرة من الحراس والا رفضت ورفض صاحبها وتعرض للعقاب على يد الحرس القاطنين فى البيت ...تمنى الحارس ان يرى ابن الارض الاكبر ..لا يعرف لما تمنى ذلك هل لانه لم يحب ذلك الابن ولم يستطع ان يصرح بذلك ؟...ربما هولا يعلم لقد الهب ظهره من قبل ربما لن يتذكر ولكن حدث هذا عندما راى زميله الذى حمل الاحجار كثيرا يسقط وقرر ان عليه اعطائه بعض المياه كان السوط الذى هبط على ظهره يومها سوط الابن نفسه ..الذى قرر العبور بمركبته اليهم ذلك اليوم ..نفذ العقوبة بيده لا يدرى لما عاش ولم يقدم هو فى حينها ..ربما لان ريس الحرس احبه وعرف انه قوى البنيه لا يتذمر ويطيع الاوامر ...لم يخبره احدا بذلك لكنه سمعه بالمصادفة لم ينسى ان رئيس الحرس اعطاه الحياة من جديد ذلك اليوم ولكنه عاشه ليكره ذلك الابن ..لم يرى الاب من قبل والده اخبره ان راى فى زمن قديم مضى عندما عبروا سويا وبداوا فى العيش على تلك الارض كان يحارب معه برمحه وقوسه العابرين ..كانوا منهم لكنهم خانوهم وقرروا الرحيل لم يعرفوا ابن الارض وبادلوه العناء ....سمع عن العابرين كثيرا من قبل كانت النقوش تحمل رسوماتهم القديمة ...كان بيت العرافة على يمين بيت الصخر كان يراها وهى تعبر كل يوما فى ذات الموعد وهى تحمل صغير بكرا او فتاة عذراء ...كانا فتاها لا يزال هناك فى ذلك البيت المخصص له ..الفتى الذى عاش ..الفتى الذى رفضت العرافة ان تضحى به ..راقب صورة النائحات التى كانت امامه على الجدران فى بيت الحراسه المطل على البحر ..كان هناك صغير نائم وامراة على وجهها تبكى..كان هناك نصل حاد ودماء ..لكن الصبى لم يصرخ ولا مرة صرخ ..تعجب كيف صمت ألم يخاف من النصل وهو يقترب من عنقه؟..كيف لم يبكى عندما علم انه سيموت ..انه لن يرى ما راه من قبل ولن يغدوا كبيرا مثل البقية ..كيف اطاع امة وسار من خلفها حيث ذلك اليوم ورسم على الجدران .....لم يفهم !...تعجب قال فى نفسه لو كنت فى موضعه لركضت هاربا من تلك الارض! ربما انضمتت للعابرين اعدائنا حينها !...عاد من شروده ليراقب ذلك الحارس من بعيد ..لقد هرب الى البحر وهاهو ياتى من خلفه !...استدار ليتطلع لتلك الصورة التى جمعت بين الحصان و الثور على الجدار الاكبر انه فى الممر فى طريق تقدمات الحرس ..كيف سيكون عليه ان يقدم معه التقدمات ..كيف سيخرج ليحضر ذلك الثور من الاحراش فى الناحية الاخرى من المدينة ..عندما طلب من احدهم ان يخرج لاتباع اثار غرباء طافوا فى الاحراش تنفس بارتياح ..لا يريد ان يرى الغضب فى عين ابن الارض الابن وهو يعاقبه ..كان مثل بقيه الحرس قد اقسم على طاعة الابن حتى الموت لن يقبل ان يوضع على ذلك الحجر بينما يشق الابن عنقه !...
كان فى طريقة الى الاحراش بينما يسمع المنادى ينادى فى صوت البوق منذ اليوم بيت الصخر وجدرانه وما يحيط به هو للابن وما له ليس للعامة انه من الاعلى لن تطأ قدم عامى تلك الارض المخصصة ...كان يركض حتى ينهى ذلك الممر الطويل ..لما قرر هو ان يذهب لاحضار الثور من خرج من قبله لم يعد ..
لم تعتد على رؤية تلك الرسومات التى تزين الصخور على جانبى طريقها اليومى ..كانت ترى ذلك الرجل المنقوش يحيط به اربعة عشر حرسا بشعين الهيئة كانت ترتعد من نظراتهم اخبروها صغيرة اذا خالفت ابن الزعيم الذى نجانا من الهلاك فهناك عالما اخر يعيش فيه ذلك الاخر ورجاله حيث يؤدب من اخطىء فى هذا العالم ...لم تقترف الخطأ ولا مرة واحدة كانت تتبع القوانين التى وضعها رجال القبيلة لم تفكر فى المخالفة حتى سرا ..لن تتحمل وجه ذلك البشع حتى وان مرت الى جواره ..كانت احدى بنات الزعيم العابر احدى الكثيرات فلا يعرفهن لا يعرف سوى ابنة وحيدة محظوظة ..احبها حين رأها يحب رؤية وجهها كل صباح يقولون انه لا يتخذ قرارات الا بعد رؤيتها ..وجه السماء يضىء من عينيها فترشده الى طريقة تخبره بما عليه ان يفعل وتخبره عن طريق الهلاك ايضا فيتبع !..
هى من اخبرته عن ذلك الرداء وقالت له انه الجلد الذى ارتداه ذلك الرجل الذى ظهر وسط المدينة لقديمة وحمل القوى!...زى الرجل العارى ..اطاعها وارتدى الجلد ..اخبرته ان حيوانات الاحراش صاروا منذ اليوم فى طاعته وقوته ..علم انه الان يستعد لقتال عدوه وعدو شعبه ابن الارض بعد ما امتلك القوى التى سقف بها امام بيت صخره ..ذلك الحصن الذى تسبب بتشرده ومن معه لسنوات طويلة مضت ..كان العشب شحيحا مات من مات ومن استطاع العيس كان عليه ان يتعلم كيف يجد الماء اللازم حتى لا تموت اخر ماشيتهم ..لم يفكر احدا منهم باكل اللحم لسد جوعه وعلموا ايضا انهم لايمتلكون ارضا ليقوموا على زراعتها ...كان اكل العشب والنبات هو غذائهم والحيوان كما ان الماء كان قليلا ...بعضهم هرب ورحل فى الليل يعلم ان منهم من قتل على يد ابن ارض انه لا يسامح ابدا ..لقد كانت اعناقهم قربانا امام من يعيطه القوة ..واخيرا تلك الفتاة اعطته ما حلم باكتشافه طوال اعوام طويلة مضت تجول فيها من ارض لاخرى حمل من حمل من شعبها واكلها فى طريقة الطويل الذى اتخذه ..حارب كل من نافسه فى زعامه القبيله كل من خرج معه منذ البداية واراد قتاله تعلم الرمح والسيف والقوس ....اكل مما تبقى من اعدائه فخاف منه العابرين ...قدموا الفتيات ليكون الاول ..كان الغلام حارسه بينما بنى له فى كل ارضا مبنى من الاحجار يوقد عليه نيرانه بعد ان عرفها !...نسى انه عرف البحر يوما وصارت الاحراش هى مسكنه ..تكاثرت ماشيته وتعلم فنون الحرث ولكنه اقتلع كل ما حرثه بمجرد هجرانه الارض لم يقبل ان ياكل انسان غريب من صنعه يديه ...تعلم ان عليه فقط ان يقدم الطعام على تلك الاحجار التى تعلم انشاها فى كل موضع وتركها كعلامة انه مر من هنا فيما مضى وكانت له ارضا واهلها مدينون له بالزعامة ...من خالف يوقد على الاحجار ومن اطاع كان من العابرين ...طافوا بالغابات وراوا قاطنينها لم يعلم من انجبوا فى تلك الغابات ان هناك مدينة قديمة قد رحلوا بها وعندما اخبرته فتاته ذات وجه السماء عنها عرف حينها انه قد ارسلت لاجله كى ترشده هو بعد طول انتظار ....
مرت سبع ليالى وهو يسير فى ذلك الدرب الوعر لم يسمع فيه صوت انسان او حيوان ..شعر بالراحة عندما وجد عين مياه واستطاع صيد ارنب صغير علم انه ربما احسن اختياره بالرحيل ..من قال ان من ذهبوا قتلوا ربما فضلوا البقاء مبتعدين؟..ربما عاشوا هنا فى مكان ما غرباء ولكن من دون خوف الاب والابن ...كان يمر فى كل يوما بين الاشجار يبحث عن صيد اليوم وشعر انه لن يلقى الثور ابدا ...
كان اليوم الثامن حينما مر على صورة ذلك الرجل البشع وحرسة الاربعة عشر عرف ان هناك المزيد .عاد الخوف من جديد بعد الراحة هل يعودادراجه للارض التى مر بها الليالى الماضية فتكون له سكننا ويجد له غذاء ام يمضى قدما ؟..ربما كان هذا انذار نعم ..عليه ان يمضى لم يعد هناك مجال للمخالفة هاهوذا عقابه امام عينيه ..عقاب المخالف انه يعرفه ..امسك بذلك الرمح الذى حمله وبدء خطواته من جديد...فتح عينيه التى شردت فى خوف عندما لمح راس الاسد وجسد الانسان القائم على تلك الجدران والاحجار عرف ان هناك اناس قد عاشوا هنا من قبل ..اين رحلوا؟..هل عاقبهم ربما اخطئوا ؟...لمح فى نهاية الطريق اخر صور الجدار كان وجه الاسد ممسكا بسهمه وكانت الاحجار هناك ..لقد عاقبهم ..ربما عليه ان يكمل الطريق الذى بدء..لقد هرب من العقاب ربما كان هذا الطريق هو عقابه ..كان ذلك الحلم الذى يداهمه فى نومه حيث يرى نفسه طفلا محمولا على الصخر وذلك السيف يقترب من عنقه فيستيقظ يرتعد ...ليس عليه الانتظار عليه ان يجد ذلك الثور ويصارعه ويحضر من جلده للابن الارض ...ليعود حاراس جوار المياه ويحيا من جديد...
كان جائعا ولم يعد هناك عشب ..مر اليوم الثانى دون طعام ..المياه لم تعد فى كل مكان ..من بعيد لمح تلك اعشبة رقد على الارض اقترب منها بلسانه تحسسها ثم ابتلعها على دفعات ...مص رحيقها ..شاهد المزيد فركض نحوه كان ياكل ويشرب .. فى البداية شعر كانه حمل صغير فاشتهى طعمه ثم لمح وجه فى المياه فراى ذلك الاسد فانتفض لكنه عاد لياكل من جديد ...راى نفسه خنزير فانتفض جسده على الطين وهو يصرخ تذكر ان جسده لم يرى المياه فرك جسده جيدا..واكل المزيد فعاد ليشاهد وجه القرد ..فقفز على تلك الاشجار العالية لياكل مزيد من العشبه اللذيذة كان سائلها يسيل على فمه ذكره بطعم الدماء التى اضطر لشربها من لحم ذلك الثور الاخير الذى احضر الابن وتناول منه الحرس كعلامة وفاء للابن الارض ....كان يردد الكلمات ولا يعرف معناها هل عرفها من قبل شعر ان اخر يتحرك بداخله فيكتب كلمات من طين ويحفرها ويهرسها بقدمه التى تقفز الان من مكانا الى اخر ...سقط على وجه ..لم يعد يعرف ان كان نائما ..عندما استيقظ كان هناك وسط الاشجار تذكر انه عطش فذهب ناحية عين المياه تطلع الى وجه فقد عاد وجه انسان من جديد ....تطلع نحو الاشجار فلم يجد العشبه ...عاد لينظر لوجه عين المياه من جديد ..شهق تراجع فتراجعت اللبوة عنه ...لم يتحرك لم يقاتل لبوة وحيدا من دون رمحه من قبل...هل اعتدى على غذائها بالامس ولا يتذكر ...حاول ان يجد احد الاحجار لكنها كانت بعيدة عن يديه ..كانت تستعد عرف انه هالك لا محاله ...تذكر ذلك الحلم هل سيتحقق الان ...سقط على الارض لن يستطيع ان يقاتل تلك اللبوة اغمض عينيه ...لم يشاهد تلك الابتسامة على وجهها تراجعت عنه وتركته وحيدا لايزال يرتعد .....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات - التكافؤ هو ركن أساسي في الزواج.. د. نانسي ماهر ت


.. كلام ستات - د. نانسي ماهر تجيب عن مشكلة بداية الزواج -سي الس




.. نادية محمد


.. نازحات سودانيات: قرار الإخلاء يحتاج إلى توفير البديل الآمن




.. تهاني السيد سليمان نازحة من ولاية الجزيرة