الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في انتظار ترامب
نادية خلوف
(Nadia Khaloof)
2017 / 4 / 28
مواضيع وابحاث سياسية
هذه الحالة من الفوضى، من العنف اللفظي، ومن القتل هي حالة طبيعيّة في بلد تفشى فيه الفساد، وحلّ فيه بدل الإقطاعيّة عشائريّة طائفيّة قوميّة. رائحة الكراهية تنبعث مع الربيّع حيث الورود ارتوت برغبة الانتقام. هذه الأرض ملك لجميع البشر، ولم يسجل أحداً عنواناً عليها.
كان عزيزاً علي ذلك الشّخص الذي مات منذ أعوام. كتب عن وضع النّاس عندما تغير عليهم طائرة ما بالقنابل ، كيف يرتجفون ويعتقدون أنّهم ميتون لا محالة. كان يحدّثني بعد منتصف الليل يشكو لي الوحدة والبرد في درعا.
قلت له: لا أحد يرغمك على البقاء. اهرب. القضيّة ليست قضيتك. ولا زالت كلماته في خاطري: " سيدتي. أنا أحمل بندقيّة لا تحميني من كلب شارد، ولست مؤمناً بالموت، لكن للموت وجه آخر، فلو هربت لأصبح اسمي خائن، وعاشت عائلتي على هذا الاسم"
-لكنّك تعرف أنّه ليس أمامكم سوى الموت. لماذا تموت؟
قلت له ما قلت لجميع أصدقائي من الذين كانوا يحملون السلاح، وكلّهم كانوا يتحدثون معي بعد منتصف الليل، فصوت أنثى أم يحمي مشاعرهم من التوقف. بعضهم قتلت عائلته ، بكى لأنّه منذور للموت، ولا يستطيع الحياة، فإمّا أن يقتل نفسه، أو يحاول الانتقام.
كتب لي صديقي قبل موته بيوم واحد- أعني صديقي ابن درعا- الذي قال يخجل أن يوصف بالخائن. قال في رسالته:" أمّي! أنت محقّة، فامرأة عمّي التي فقدت أولادها هامت على وجهها. تتسوّل. لا أحد يحميها. أتوقع الموت في أيّة لحظة، لكنّني أعرف أنّ موتي لا ثمن له. نحن شعب لا نحب الأسد ولا النّظام، ولكنّنا نستعمل نفس كلماته. لو متّ قبل أن يسقط الأسد. ارثيني عندما يسقط، وقولي نيابة عنّي :" العالم لم يظلمنا. العالم لا يعرف كيف يساعدنا ونحن نقتل بعضنا"
لم أفتح رسالته. كنت مسجونة في اليونان. فتحتها بعد خروجي من السّجن، لكنه كان قد قضى . رأيت ذلك في التعليقات.
لم أبك يومها، لم أسمه شهيداً. هو قال لي:" نحن نقتل جماعيّاً تحت القصف، ولا نستطيع أن ندافع عن شيء. إن متّ لا أكون قد خدمت القضّية"
أتاني الليلة في حلمي. عاتبني. بكينا معاً.
وقبل أن يختفي أكّد لي:" أن الإنسان أهم من الأرض، ولا وطن في هذه الدنيا. الوطن كذبة كبيرة"
المقتولون سواء سميناهم شهداء، أو لم نسمّهم هكذا. رحلوا.
هل يمكن لمن تبقى من السّوريين التّفاهم على عدم الحديث الحماسي، وضرب الأحجار تجاه بعضهم البعض؟
لا أعتقد أن أمراً سوف يحلّ قبل أن تأخذ أمريكا القرار. عندما يسقط الأسد سوف تسقط قصص البطولات والقضاء على الإرهاب. حيث سوف يرحل الإرهاب من تلقاء نفسه بعد انتهاء مهمّته.
عندما تأخذ أمريكا القرار، وتنفّذه سيسقط أغلب الأبطال في حضنها يبكون عشقهم لها، ويعاتبونها لماذا لم تمنحهم المكافأة.
الجميع بانتظار أمريكا. النّظام، المعارضة، المجموعات المسلحة الإسلامية، و سورية الديموقراطية. الجميع بانتظار أمريكا، وبانتظار أن تنجح العنصريّة في الغرب كي يطرد المهاجرين. نسي هؤلاء أنّ في الغرب قوانين وأحزاب، وقضاء، وسلطات مفصولة عن بعضها البعض.
عندما ستضع أمريكا الخّطة سوف يقوم الإعلام ببث محاسنها، وتحدث الحوارات السّاخنة، ويصبغ المحللين شواربهم وشعرهم. هم لا زالوا أحياء قبل النّظام، وسوف يبقون أحياء بعده كي يحللوا دمنا.
أمريكا ليست في عجلة من أمرها. وعلى قدر الجود سوف تجود. هي تحتاج للمال من أجلها فقط. تستعمل من هامشه القليل كي تقرّر وفق مشيئة العرب الخائفين على كراسيهم . في انتظار أمريكا. . .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حرب غزة.. هل تتسبب في تفاقم الأوضاع في الأردن؟ | المسائية
.. 16 قتيلاً حصيلة 24 ساعة من القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب ا
.. العراق.. توجه لحجب تطبيق -تيك توك-! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. الرهائن ووقف إطلاق النار.. آخر تطورات المفاوضات بين إسرائيل
.. واشنطن.. نتنياهو وافق على إعادة جدولة اجتماع رفح