الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوح الايروسي .... في كتاب ازمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة

الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)

2017 / 4 / 28
الادب والفن


منقول
البوح الايروسي .... في كتاب ذ.الكبير الداديسي
ازمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة
بقلم الكاتب : إشعاب بوسرغين
حاولت جاهدا الا اغوص لأنني لا اتقن فن البوح أهو الخجل لأنني لم اتعود؟ ام لأنه الموروث المختزل في كلمة احشومة او الحياء؟ لست ادري.
قليل منا من يجرؤ على الابحار في الطابوهات خاصة الجنس إما بالكتابة او النقد او حتى القراءة...عنوان يحمل وزر اجيال أكيد ماتت بصمتها دون أن تكون لها الجرأة على النطق والاعتراف بالاهات والمعاناة .... لان الفضول يرغم على الانغلاق والاستفراد بالنفس للاطلاع... فإلى متى هذا النفور؟ تعلة الاستقامة أكيد سببها قلة الفهم.....فتحية لكل الاقلام الجريئة التي تحاول شرح الماسي كما فعله الاستاذ الكبير الداديسي - أحد الأقلام المبدعة في عدد من المنابر الإعلامية والثقافية العربية - في كتابه ازمة الجنس في الرواية العربية بنون النسوة .
عنوان يختزل كل ماسي الحياة المعيشية لان تيمة الجنس هي أكثر التيمات هيمنة في معظم الاصدارات الابداعية النسائية التي ترى في الجسد مصدر التفوق والدونية للمرأة في ان واحد .
ومن خلال استقراء العنوان نلاحظ بانه ينقسم الى ثلاثة اجزاء الاول مرتبط بالجنس وليس الحب فالكتابات كلها عن الجسد وليس الاحساس الهلامي المرتبط بالروح وهذا ما خلص اليه الأستاذ الداديسي بحيث كان يمني النفس باصطياد ذلك الاحساس الجميل: الحب، الغرام ،الصداقة، الحنان ،الا انه لم يجد سوى الجنس فقط وان كان بعض علماء النفس يضخمون الجنس ليشمل الحنان والعاطفة وكثير من دوافع الانا وان الحب هو اساس جنسي في منشأه وطبيعته.
اما الجزء الثاني من العنوان فمرتبط بالحقبة الزمنية وهي الرواية الحديثة الجديدة والحداثية لكن الأستاذ الداديسي فضل كلمة المعاصرة لان مفهوم المعاصرة ابتعاد عن اي حكم مسبق لقناعته الشديدة بالمصطلحين الحديث والجديد المشحونين بأحكام القيمة الهادفة لبتر الصلة بكل ما هو موروث والحكم عليه بالسلبية ، ومفهوم المعاصرة كما يراه الاستاذ هو مفهوم محايد مرتبط بالزمن لا غير وان كانت بعض الروايات الحديثة قد انطلقت في سردها من الموروث .
اما الجزء الثالث في العنوان فهو نون النسوة او مقاربة النوع فهو اختيار لفظي محدد لتقديم بعض أعمال الروائيات حتى وان كن ضد قضايا المرأة درءا لكل تعصب لأية خلفية إيديولوجية وهو تعبير يدل على جمع الحياد والمحايثة دون خلفية ايديولوجية واحكام مسبقة.
ولعل الجميل في هذا المولود الجديد هو المشهد البانورامي المصوغ بمقاربة موضوعاتية تروم التحليل العميق والاعتراف بالمجهودات التي تبذلها المرأة العربية منذ ان هلت الالفية الثالثة بخصوص موضوع الجنس في الرواية العربية المعاصرة من وجهة نظر الروائيات العربيات، وهي اكيد محاولة جريئة للغوص في عوالم مظلمة كما قال الاستاذ الداديسي ظل الصمت يغلغلها في ثقافتنا العربية ففضلت النساء الكشف عنها واضاءة بعض عتماتها...
ومما لا شك فيه ان هذا الجنس الادبي حديث الولادة في ثقافتنا العربية، لان المرأة العربية لم تلج غمار الكتابة الروائية الا مؤخرا وان كان هذا الطرح غير صحيح لان رواية (حسن العواقب) لزينب فواز قد صدرت عام 1898 اي قبل اصدارات الكاتب حسنين هيكل ويرى الاستاذ الداديسي وراء هذا التعتيم ونكران السبق ايادي خفية سعت الى طمس هذه الحقائق... وقد يكون صحيحا يضيف الاستاذ الداديسي ان مصر سبقت الدول العربية للرواية اذا ما قورنت بدول الخليج والمغرب العربي لكنه غير صحيح بالمرة مقارنة مع الشام ...
كتاب جميل جدا ورائع لأنه آثر التركيز على الجنس في العلاقة بين المرأة والرجل والنبش في هذه العلاقة الأمبريكية الملموسة بينهما ، ولعل ما يميز هذه العلاقة من توتر وأزمة هو ما دفع بالكاتب لاضافة كلمات العنوان مما يجعل القارئ امام وضعية وحكم مسبق لثنائية العلاقة ولصدقها لانها البوح بالمعاناة والهموم النابعة من التجربة الذاتية للكاتبات المبدعات.فتوظيف ضمير المتكلم يدل على ذلك، وبذلك تكون الذاتية رمزا وصوتا ثالثا لكل النساء لان الضمير هنا قناع تتخذه الروائيات وسيلة فنية لحكاية تجربتها ورؤيتها للعالم الاخر لتفضح ما تتعرض له المرأة بطريقة يمتزج فيها المتخيل بالسيري لان اغلب الروايات اقرب الى السيرة الذاتية منها الى الابداع المتخيل .
ولإضفاء بعض الانفرادية على هذه الروايات عمد الاستاذ الداديسي إلى تبويب الكتاب اعتمادا على التقسيم الجغرافي حتى لا يرى اليها بنفس المنظار وبالتقسيم التيماتي القائم على مقاربة التيمة المهيمنة في العمل الروائي فكان محتواه كالتالي :
• الفصل الاول : تم الوقوف فيه على إبداعات الروائيات الخليجيات بالإحصاء والبحث عن تيمية الجنس فيما كتبته الخليجيات قبل أن يضع تحت المجهر بعض المحاور كأزمة الجنس في المجتمع المنغلق في ( بنات الرياض) وموضوع من احراف وشدوذ الخليجي خارج أوطانه في رواية (سلالم النهار) وموضوع الأزمة وخصوصية المرأة الخليجية في رواية سعار سعار) إضافة إلى مساهمة حرب الخليج الثانية في تأزيم الجنس من خلال رواية ( ثؤلول) لينهي هذا الفصل الأول أزمة الجنس في مخيال الخليجيات بين الخطيئة والتطهير في رواية ( عذراء وولي وساحر ).
• الفصل الثاني : تم فيه تسليط الضوء على التداخل السوسيو ثقافي وازمة الجنس في المغرب مبرزا كل ما كتب في الرواية المغربية بنون النسوة ومدى حضور الجنس فيها ليسلط الضوء على عينة من خلال الكشف على تعامل المثقف مع الجنس من خلال روايات ( الملهمات ) أزمة الجنس عند الزوجة القروية بين تسلط الزوج وجبروت الحماة في رواية عزوزة ،ليقف على الجنس بين الخرافة/الشعوذة والشذوذ في رواية طريقة الغرام و وينهي الفصل بتأثير سنوات الرصاص على العلاقة بين الزوجين في رواية الحب في زمن الشظايا ).
• الفصل الثالث : انتقل بنا الكاتب الى ازمة الجنس بين المواجهة وغض الطرف في مصر بتقديم عام حول الرواية النسائية بمصر ليقف على تجربة صاحبة الاختصاص في قضايا المرأة والجنس بدراسة رواية زينة لنوال السعداوي ثم نموذج من الرواية الشبابية في تجربة فضلت صاحبتها غض الطرف على الازمة والمعاناة رواية (رواية وراء الفردوس ).
• الفصل الرابع: تسليط الضوء على الرواية الجزائرية بتفصيل شديد لكل ما كتبت الروائيات الجزائريات ويفضل مقاربة الرواية النسائية بالجزائر من خلال الشذوذ بين الزوجين في رواية ( روايتي اكتشاف الشهوة) ودور العادات والتقاليد في تأزيم العلاقة الجنسية من خلال رواية (والعمامة والطربوش ).
• الفصل الخامس: فريد نوع ما لانه تطرق الى فئة عمرية يعتقد السواد الاعظم من الامة انهن خارج الخدمة الجنسية وأنهن في مرحلة (ر انتهاء الصلاحية الجنسية ) ويعني الكاتب االنسوة ما فوق الستين المطلقات او الارامل وكيف يعشن حياتهن الجنسية في رواية (أوهام ) . بعد أن مهد للفصل بالرواية النسائية في منطقة الشام عامة
• الفصل السادس : فيه رست مراكب الكاتب في ميناء تيمة الجنس في الرواية التونسية ساردا واصفا بدقة حضور هذه الموضوعة في روايات التونسيات ويستكشف تأثير الدين على العلاقات الجنسية بين المرأة والرجل في رواية ( في قلبي انثى عبرية ) لذلك اختار لهذا الفصل عنوان الأزمة بين التسامح والتعصب الديني.
• الفصل السابع: حينما يشتد الصراع من اجل البقاء وحين تعم الفوضى يتوارى الاهتمام بالجنس لان الامن والاستقرار اهم من كل شيء نموذج من رواية (طشاري) من العراق .
• الفصل الاخير: بين فيه الكاتب تورط مختلف الشرائح الاجتماعية والثقافية في ازمة الجنس من خلال الرواية اليمنية وفي رواية (زوج حذاء لعائشة ) خاصة .
بكل صدق كتاب يستحق القراءة والدراسة......








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا