الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تونس الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسمبر

بشير الحامدي

2017 / 4 / 29
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


تونس ـ الحركة الاحتجاجية في تطاوين لحظة فارقة في مسار 17 ديسمبر
لا أعتقد أن الحكومة ستندفع وستلجأ مبكرا لحل القمع في مواجهة إحتجاجات تطاوين برغم إجتماع الشاهد اليوم بوزيري الدفاع والداخلية. الوارد أكثر هو المراهنة على تخريب التحرك من الداخل بالتوازي مع توظيف كل الوسائل لتشويهه لقطع كل إمكانية لتوسّع الحركة الاحتجاجية في الجهات الأخرى على نفس المطالب.
تعامل الحكومة مع التحركات الاحتجاجية الجهوية هو نفسه منذ 2008 إلى اليوم احتجاجات الرديف وكل الاحتجاجات والاعتصامات التي نظمت بعد 14 جانفي 2011 أيضا وقع التعامل معها بنفس الأسلوب و أغرقت بنفس الطريقة
الحكومة تعي أن الحركة وهي منحصرة ستقوي كل عوامل ضعفها وستنتج عللها وستسهل أمر تفتيتها ولكن للأسف مازال أمر إدراك هذا الموقف بعيدا عن المعنيين بنفس المطالب المرفوعة في تطاوين من الجماهير في الجهات الأخرى والذين لم يدركوا بعد أنهم طرف في المعركة وأن مهامهم اليوم المباشرة هي توسيع رقعة الاحتجاجات والدفع لتغيير ميزان القوى ...
الحركة يمكن أن تكون من المنطلق جذرية ولكن ذلك ليس ضمانة على أنها لا يمكن أن تتراجع أو تتلاشى بفعل تناقضاتها الخاصة أو بفعل القمع الذي يمكن أن تتلقاه ...
ما يغيب للأسف عن كثيرين هو أن الحركة في تطاوين مثلت نقلة نوعية في مسار 17 ديسمبر فقد وضعت لأول مرة أصحاب الحق مباشرة أمام التناقض الذي لا يحلّ إلا على حساب طرف من الطرفين الدولة أو الجماهير. لقد قادتهم إلى المعركة التي تأجلت كثيرا معركة وجه لوجه مع الدولة و أجهزتها وحول المسألة الجوهرية في كل ثورة وهي مسألة الثروة والموارد.

الحركة في تطاوين نقلت عمليا جماهير الأغلبية بعيدا عن أطروحة الحق في السلطة ـ والتي تبين أنها أطروحة أعادت برغم المسار الثوري سيادة رأس المال عبر هيمنة بيروقراطيات راس المال قوى الثورة المضادة على كل الشأن السياسي برغم المسار الثوري ـ إلي أطروحة الحق في الثروة والديمقراطية التي تمثل اليوم الأفق الوحيد المتبقي لمواصلة أصحاب الحق المقاومة على قاعدة مستقلة من أجل فرض حقوقهم.
قد تكسب الجماهير من معركة تطاوين ما يمكن كسبه وهذا أمر سيفرضه ميزان القوى وقد يخمد مسار إنتفاضة السيادة على الموارد والثروة ... إلخ ولكن المؤكد أن المعركة ضد عصابة الانقلاب على 17 ديسمبر انطلقت وعلى القاعدة التي تأجلت كثيرا قاعدة السيادة على القرار والسيادة على الموارد والثروات وهي لحظة فارقة في المسار الثوري ستطبع كل الحركة في المستقبل بطابعها .
ـــــــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
28 أفريل 2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا


.. كلمة مشعان البراق عضو المكتب السياسي للحركة التقدمية الكويتي




.. لماذا استدعت الشرطة الفرنسية رئيسة الكتلة النيابية لحزب -فرن


.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح




.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل