الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النقابات العمالية العربية ودورها في زيادة الانتاج

سلامه ابو زعيتر

2017 / 4 / 29
الحركة العمالية والنقابية


تلعب النقابات العمالية في كل أنحاء العالم وفي الوطن العربي على وجه الخصوص، دوراً مهماً في العملية الإنتاجية وتنمية الاقتصاد، وتتراوح هذه الأدوار بين الشمولية للاقتصاد الوطني، أو الخصوصية لكل قطاع من قطاعاته، كما تتباين في الوصول إلى أهدافها في المشاركة في عملية الإنتاج، وفي الدفاع عن مصالح وحقوق الأعضاء، فالكثير من المجتمعات العربية التي عانت الاحتلال والاستعمار وتحررت منه، جندت طاقاتها وإمكاناتها البشرية والمادية؛ لتطوير اقتصادها واستثمار مواردها في تنمية شاملة لكسر حلقات الجمود والتخلف، وتحقيق التطور المعيشي لشعوبها وبالأخص قواها المنتجة، ولتحقيق هذا الهدف كان لابد لها من إشراك النقابات العمالية والعمال في معالجة مشكلات التنمية ابتداء من التخطيط، وحتى تنفيذ البرامج والمشروعات، وملاحقة الاختناقات في مهام المتابعة، والمراقبة وسير عملية الإنتاج إضافة إلى مهام الدفاع عن حقوق ومصالح العمال لتحسين ظروف العمل وشروطه ومستويات المعيشة، لأنها تقف على قمة الإنتاج العصري بتنمية ورفع كفاءة ومهارات العمال في تخصصاتهم الأصلية بشكل أساسي، مع توسيع إلمامهم بالتخصصات الأخرى، ذات الصلة كي يتحولوا إلى عناصر فاعلة؛ لإيجاد الحلول المناسبة لأي مشاكل طارئة ، فالتنظيم النقابي أصبح له دور وضرورة في عملية التنمية، ورفع معدلات الإنتاج وزيادته وتحسين النوعية والجودة، ومن الضروري جداً في إطار تحقيق النمو الشامل، فلا بد لهذه النقابات أن تمارس دور الشريك الحقيقي والفعال، لمسيرة الاقتصاد كما دورها الاجتماعي والمطلبي، فأي تطور لقطاعات الاقتصاد لا تشارك فيه النقابات العمالية يظل قاصراً عن تحقيق أهدافه وبرامجه، فالعامل هو هدف التنمية ووسيلتها، وتحريره من البطالة والخوف والفقر والجهل ومن العلاقات غير الإنسانية، وضمان مستقبله يحقق الانطلاق نحو الانتماء للعمل، والإبداع فيه مما يرفع معدلات الإنتاج، كما يساهم في خلق الأرضية للتقدم التقني الذي يحتاجه أي مجتمع يسعى للتقدم والازدهار ، ولتحقيق التنمية البشرية ومواجهة الظروف القهرية، لابد للمجتمعات العربية أن تعتمد خططها التنموية، لتطوير الاقتصاد والمجتمع باعتماد الاستفادة القصوى من كافة الموارد المتاحة، وفي أفضل الاستخدامات ذات المردودات العالية؛ لتوسيع قاعدة الاستثمار، وبالأخص الاستثمار البشري يعاني من نقص كبير فيه ، ولإحداث تطور وتنمية بشرية لابد من إعطاء الأولوية في المفاضلات؛ لتطوير وتنمية الإنسان العامل، ورفع قدراته وإمكاناته والاستفادة من مبادراته الخلاقة، فإن الاستثمار المادي في المشروعات يبقى قاصراً عن تحقيق القفزات المطلوبة في معدلات النمو، وتوسيع رؤيتها لدور الشباب ومهامهم، فهم ليسوا مجرد أيدي عاملة في سوق العمل، وإنما يجب التوقف طويلاً عند دورهم في الحياة العامة، وما يمكن أن يقوموا به ؟ كما أن الاشتراك الفعلي للعمال ونقاباتهم في وضع الخطط وتنفيذها وفي إدارة المشروعات، ومعالجة المشكلات يحقق غرضين أساسيين الأول: واقعية هذه الخطط وبالتالي تنفيذها وتحقيق أهدافها، والثاني: الاستفادة من خبرات وتجارب العمال في إنماء هذه الخطط وبالمبادرات التطويرية، لرفع إنتاجية العمل وزيادة الإنتاج وتحسين جودته ونوعيته، وبالتالي إحداث تنمية يتوقف على سلوكيات العامل وجملة الظروف المحيطة به، وهنا يأتي دور النقابات العمالية في توجيه السلوك للعمال بالمشاركة في تحسين ظروف وشروط العمل والإنتاج، كما أن مشاركة النقابات العمالية في اتخاذ القرارات بالإنتاج وبمصالح العمال وحقوقهم، لها أثر بالغ الأهمية في رفع الإنتاجية ويمكن تلخيص الأدوار للنقابات العمالية في التالي :
- مشاركة النقابات العمالية في إدارة المشروعات.
- المشاركة في رسم سياسات التدريب والتأهيل والتنشيط للعمال.
- بيئة العمل والصحة والسلامة المهنية.
- علاقات العمل.
- رسم سياسات الأجور والحوافز.
- التوعية والتثقيف والتدريب العمالي.
هذه العوامل تؤثر بشكل جوهري في واقع العمال، وتنعكس على سلوكهم الإنتاجي، ويتوقف عليها انخفاض الإنتاجية، وزيادة أو نقص حجم الإنتاج، فإن الدور والتأثير الذي تحدثه النقابات العمالية في هذه العوامل، وتثبيت وجهة نظر ومصالح وحقوق العمال في مجمل العملية الإنتاجية وظروفها تشكل العامل الحاسم.
*د. سلامه أبو زعيتر
*باحث نقابي في التنمية البشرية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صدامات بين طلبة والشرطة الإيطالية احتجاجا على اتفاقيات تعاون


.. التوحد مش وصمة عاملوا ولادنا بشكل طبيعى وتفهموا حالتهم .. رس




.. الشرطة الأميركية تحتجز عددا من الموظفين بشركة -غوغل- بعد تظا


.. اعتصام موظفين بشركة -غوغل- احتجاجا على دعمها لإسرائيل




.. مظاهرات للأطباء في كينيا بعد إضراب دخل أسبوعه الخامس