الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق يقاوم..

ضياء رحيم محسن

2017 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


بسقوط نظام صدام تصورت بعض الدول بأن العراق انهزم، لكنه أثبت للعام بأنه ذلك الطائر الذي يشبه العنقاء، فانتصر عندما خرجت الملايين للتصويت على دستور دائم للبلد؛ بعدما كانت تحكمه قوانين غير ثابتة، وانتصر مرة ثانية عندما انتخب أول حكومة وطنية، وانتصر ثالثة عندما وقف بوجه أعتى هجمة إرهابية، كادت أن تنزلق بالبلاد الى حرب طائفية لا تبقي ولا تذر.
الوجهة العامة للمشهد السياسي في البلاد يوحي بأن الخيار العراقي، هو أن ينتصر في حربه القادمة، وهي حرب لا تقل ضراوة عن مقاتلة الإرهاب ودحره، ونعني بها محاربة الفساد المستشري في جميع مفاصل الدولة.
المتتبع لخطب المرجعية الدينية في الأسابيع الماضية، يجد تأكيدها على ضرورة الإلتزام بالضوابط والقوانين الصادرة بموجب القانون، ما يوحي بأن لا شيء يعلو على القانون، وتأكيدها على ضرورة التعاون ما بين الفعاليات المختلفة لضبط الأمن في البلاد، الأمر الذي يؤشر بأن المرجعية تشير من طرف خفي، الى ضرورة الإبتعاد عن الطائفية والعشائرية والحزبية، التي أوصلت بالبلاد الى هذا الحال من التدهور الكبير.
أول هذه المؤشرات كانت بتوجيه العشائر الى نبذ كثير من الموروثات البالية، والتي تؤدي الى مناوشات بين هذه العشائر، بما يلغي سلطة القانون، ناهيك عن كونها مخالفة لشرع الإسلام الذين تُدين به هذه العشائر، الأمر الذي يعني أن على هذه العشائر الإحتكام الى القانون في تسوية المشاكل التي تحدث بينها، ورمي السلاح الذي بحوزتها وتسليمه الى الدولة، لأن ذلك وبموجب القانون الذي يحكم الدولة يعتبر خارج على القانون.
ثاني هذه المؤشرات هو تأكيد المرجعية على أن كلام بعض الفصائل المسلحة عن إمكانية مقاتلة داعش خارج حدود العراق، إنما هو أمر لم تصرح به المرجعية من خلال فتواها بالجهاد الكفائي، فهي فتوى خاصة بتخليص أرض وأبناء العراق من دنس الإرهاب، وأي شيء خارج هذا الكلام، فهو محض إفتراء على المرجعية الدينية، صحيح أن هناك فصائل كانت ولا تزال تقاتل في سورية للدفاع عن مرقد السيدة زينب عليها السلام، لكن هذه الفصائل مستثناة من الفتوى، كونها موجودة حتى قبل أن تصدر الفتوى من المرجعية الدينية.
المؤشر الثالث الذي تؤكد المرجعية الدينية في خطبها الدينية، هو أن العراق دولة مدنية يلتزم بثوابت الإسلام، الأمر الذي يمثل صفعة قوية لمن يَدْعي المدنية بدون أن يعرف ماذا تعني هذه الصفة، وكيفية تطبيقها على الأرض، لمجرد التشويش على الإنجازات المتحققة من قبل الحكومة.
لا ندعي بأن الحكومة تقوم بعملها على أكمل وجه، ذلك لأن التركة التي خلفتها الحكومة السابقة ثقيلة، لكنها تمكنت من تجاوز الأخطر، فقد استطاعت أن تتجاوز الأزمة المالية، وتمكنت من كسر الطوق المفروض عليها في المحيط الإقليمي والدولي، وتحاول الإبتعاد شيئا فشيئا عن سياسة المحاور.
إن نجاح النموذج الديمقراطي في العراق يمثل صفعة قوية لعدد غير قليل من دول الجوار، ما نحتاجه لإثراء هذا النموذج وتقويته امام الهزات التي تعترض طريقه، هو بناء نموذج إقتصادي خاص به، خاصة بما يمتلكه من إمكانيات إقتصادية مادية وبشرية، يستطيع بها أن ينطلق الى فضاءات واسعة، ينافس فيها أقوى الإقتصادات، وكل هذا يحتاج الى رؤية إقتصادية رصينة، يمكن للمسؤولين أن يجدوا كثير من الأفكار التي تتناول هذا الموضوع في البحوث والدراسات المنشورة في المجلات والدوريات الاقتصادية العراقية.
الصراخ الذي يطلقه بعض المنتفعين في محاولة منهم للتشويش على واقع الأمر، لن يجدي نفعا، ذلك لأن الأغلبية من أبناء الشعب سوف تنتصر، لأنها تحتمي بالمرجعية الدينية، وتتخذ من خطابها كخارطة طريق للوصول الى مبتغاها في أن يكون هناك عراق واحد آمن ومستقر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل دعا نتنياهو إلى إعادة استيطان غزة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. روسيا تكثف الضغط على الجبهات الأوكرانية | #غرفة_الأخبار




.. إيران تهدد.. سنمحو إسرائيل إذا هاجمت أراضينا | #غرفة_الأخبار


.. 200 يوم من الحرب.. حربٌ استغلَّها الاحتلالِ للتصعيدِ بالضفةِ




.. الرئيس أردوغان يشارك في تشييع زعيم طائفة إسماعيل آغا بإسطنبو