الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آرا خاجادور و النأي بالنفس عن الأسئلة القاتلة؟ (24)

خسرو حميد عثمان
كاتب

(Khasrow Hamid Othman)

2017 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


لنقف، قليلاً، عند مقطع من الحوار الذي أجراه توفيق التميمي مع د. فائق بطي - الحلقة السابقة :
(( (د. فائق بطي): قرأت عددا لا بأس به من مذكرات ساسة عراقيين لعبوا دورا في الحياة السياسية والفكرية في العهد الملكي، وحول ثورة 14 تموز الوطنية ورجالاتها، وبعد عهد صدام حسين، وصولا الى مذكرات بعض القادة السابقين في حزب البعث، والحزب الشيوعي العراقي، فخرجت بانطباع صدمني وانا اعيد قراءة الاجزاء الثلاثة عن تاريخ العراق الحديث للمؤرخ الموضوعي والصادق المرحوم حنا بطاطو، هذا الانطباع هو: لماذا نحن دوما نلقي اللوم على الآخرين، ونستثني انفسنا من مسؤولية ما حدث، اومسؤوليتنا الشخصية في ما حدث سلبا، والتمسك فقط بما هو ايجابي، ظلما وعدوانا؟))
لنتأمل في الأثر العميق الذي ترك عنده إعادة قراءة الأجزاء الثلاثة لكتاب حنا بطاطو (العراق):(( خرجت بانطباع صدمني....: لماذا نحن دوما نلقي اللوم على الآخرين، ونستثني انفسنا من مسؤولية ما حدث، اومسؤوليتنا الشخصية في ما حدث سلبا، والتمسك فقط بما هو ايجابي، ظلما وعدوانا؟)).
يَجُّر هذا السؤال، الذي أثاره د. فائق بطي، القارىء الموضوعي والمتعطش لمعرفة "التأريخ الحقيقي" من بين فيض من " التواريخ الآفتراضية"* لما حدث في العراق خلال القرن الماضي والتي مهدت لإيصال العراق وشعبه إلى ماوصل إليه منذ بداية القرن الحادي والعشرين، بعد كل هذه التضحيات الجسيمة، الى عدد من التساؤلات أبرزها:
مالذي صدمه بالتحديد؟
من هُمْ نحن ومن هُمُ الأخرون؟
ألم يكن حرياً به أن يضع النقاط على الحروف كما فعل مع حنا بطاطو عندما وصفه ب" المؤرخ الموضوعي والصادق"؟
قبل أن نتمعن قليلاً في مسيرة "الحياة العلمية" لحنا بطاطو، في الحلقة القادمة؛ وفق المصادر المنشورة، ودور المؤسسات العلمية التي درس وعمل فيها طوال حياته العلمية والعملية، وأنجز بحثه عن العراق لصالحها، من أدوار في محاربة الفكر الشيوعي من خلال الوسائل الناعمة، إرتأينا إعادة مقطع من الحلقة الثامنة من حوار د فائق بطي مع توفيق التميمي حيث يُقدم موجزاً لنشاطاته في الثلاثين الأخيرة من حياته http://www.nbraas.com/inp/view.asp?ID=912:
(( عملت في لندن بعد قدومي اليها من موسكو وانا احمل درجة الدكتوراه في الصحافة منذ مطلع العام - 1980، مع مجموعة صغيرة من الفنانين، من بينهم، الموسيقي شمعون برواري والفنان التشكيلي وليد سيرت، ود. عماد سلمان، في صبغ وترميم البيوت لمدة خمس سنوات، كنت خلالها الى جانب تحملي نفقات ومتطلبات المعيشة الصعبة في العاصمة البريطانية، اصدر جريدة نصف شهرية باسم (عراق الغد) باثنتي عشرة صفحة حجم "التابلويد"، وهي من اولى المطبوعات الصادرة من قبل المعارضة العراقية، وكانت تصدر بدعم من الحزب الشيوعي العراقي، وتلقى الترحاب والتشجيع من قبل الكثيرين رغم صدورها (السري) بعيدا عن عيون مخابرات النظام الدكتاتوري، واستمرت تصدر بانتظام لمدة سنة ونصف. بعدها، طلب مني السفر الى اميركا، للعمل في صفوف الجالية العراقية الكبيرة هناك، وتولي سكرتارية الاتحاد الديمقراطي العراقي في اميركا وكندا ورئاسة تحرير جريدته (صوت الاتحاد) لمدة ثلاث سنوات، عدت بعدها الى لندن وبت اتنقل بينها وبين الشام وكردستان العراق بعد تحررها في اعقاب انتفاضة آذار المجيدة، وفي منتصف عام - 1993، اصدرت بصفتي مسؤول اعلام الحزب الشيوعي العراقي في الخارج، مجلة شهرية باسم (صوت العراق)، الى جانب انتخابي سكرتير عام رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين التي كانت تضم - 600 عضو من مثقفينا في دول المنافي القسرية لمدة سبع سنوات. وكانت مجلة (رسالة العراق) تطبع في لندن وتوزع في عدد كبير من العواصم الغربية والعربية، كما كانت توزع في الداخل عن طريق اجهزة الاستنساخ المعروفة آنذاك، التي كان المعارضون يقومون بتصوير واستنساخ الكتب ونتاجات مثقفينا المطبوعة خارج العراق، وتوزيعها على نطاق واسع. وما من شك ان تلك المطبوعات والصحف والمجلات التي كانت تطبع في الخارج، كان لها تأثير فعال في اوساط الجاليات العراقية، العربية والكردية، خصوصا انها كانت تلعب دور المحرض والفاضح لارهاب النظام التوليتاري بما كانت تنشره من الاخبار والتحقيقات والرسائل الخاصة والتقارير من داخل سجون النظام. ومن الامثلة الساطعة لذلك الدور الفاضح والمقاوم للدكتاتورية، ما كانت تنشره (رسالة العراق) بالارقام والاسماء عن ارهاب السلطة للرياضيين، وعلى حلقات شملت مئات من ابطال الرياضة المعروفين، منهم من جرى تصفيته، ومنهم من يقبع في زنزانات عدي وصدام، وعدد كبير ترك البلد واستقر في المنافي، وكذلك تلك التقارير الفاضحة والمرعبة من داخل سجون ومعتقلات صدام حسين.وبعد انفراط عقد (لجنة العمل الوطني المشترك)، كنت اذهب الى كردستان كثيرا، متنقلا بين السليمانية واربيل، وفي اثناء اندلاع الاقتتال المؤسف بين الحزبين الكرديين، حاولت ومع الصديق لبيد عباوي (ابو رنا) اثناء لقاءاتنا مع مسعود وجلال، ان نبدي ألمنا وأسفنا عما كان يجري من سفك دماء الشعب الكردي. لقد كتبت مقالا في جريدة (طريق الشعب) بعنوان "الديمقراطية لا تعني استنشاق البارود بدلا من الورود،"، اعيد نشره في بعض الصحف، واذيع من محطات اذاعة الحزبين مرات عديدة، طالبت فيه ايقاف الاقتتال، وكنت متألما جدا لما حدث وخوفا على ضياع التجربة الديمقراطية في كردستان العراق))
لا أريد أن أُعقب على مجمل ما ورد في هذا المنقطع المنقول من الحلقة الثامنة بإستثناء:
((وما من شك ان تلك المطبوعات والصحف والمجلات التي كانت تطبع في الخارج، كان لها تأثير فعال في اوساط الجاليات العراقية، العربية والكردية، خصوصا انها كانت تلعب دور المحرض والفاضح لارهاب النظام التوليتاري بما كانت تنشره من الاخبار والتحقيقات والرسائل الخاصة والتقارير من داخل سجون النظام.))
ألا يحق لنا أن نتسائل، على ضوء الواقع الحالي للعراق، فيما إذا كان لهذا التحريض والفضح دوراً غير مباشر، صَب في خدمة جوهر مخططات من أرادوا نهب ثروات البلد بإزاحة دكتاتور ليُحَلَ محله الأخرون بمواصفات أردأ من مواصفات الدكتاتور المزاح وأكثر ضرراً؟ على حساب مَنْ ولمصلحة مَنْ جرى هذا التغيير؟
قرأت عدداً كبيراً من ما نُشر بمناسبة تأبين الفقيد د. فائق بطي من كتابات وأشرطة فيديو، كانت معظمها نمطية وواضحة ومباشرة بإستثناء تأبين فخري كريم له، حيث لاحظت فيه بعض الإشارات المغَّلَّفة بالغموض حول همزٍ ولمزٍ صدر بحق د. فائق بطي بعد وفاته، وبدى لي بأن ما من حدثٍ يَمُّر بالعراق دون إصابته بالهمز واللمز، بمنأى عن الوضوح والشفافية والموضوعية كوسائل للوصول الى الهدف وهو الحقيقة :
((فخري كريم
وانت تودع يا صاح رفاق رحلة العمر واحدا بعد الآخر لا تدري من سيودعك ومن سيشمت بك، كما فعل ( .. ) وهو يعلق على رحيل الرائد الكبير فائق بطي.
يا ابا رافد لا عليك من الشامتين والشاتمين فانت وسعود الناصري انقى من عرفت. لم يؤذ اي منكما بشرا ولا سعى من اجل مجد شخصي، وبقي طيلة سنوات عمره شيوعيا ابيا نقي الضمير.))
http://www.iraqicp.com/index.php/sections/objekt/38593-2016-01-26-19-41-10
*لتوضيح مفهومي"التأريخ الافتراضي أو الوهمي" و"التأريخ الحقيقي" والفرق بينهما بالآمكان الإستفادة من شريط فيدو منقول من أرشيف RT _برنامج رحلة في الذاكرة:
https://arabic.rt.com/prg/telecast/858296-خبير-في-الحرب-النفسية-لدى-الكي-جي-بي-ومنظر-الحرب-الهجينية-يكشف-مفهوم-التاريخ-الوهمي/



















التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بشكل طريف فهد يفشل في معرفة مثل مصري ????


.. إسرائيل وإيران.. الضربات كشفت حقيقة قدرات الجيشين




.. سيناريو يوم القيامة النووي.. بين إيران وإسرائيل | #ملف_اليوم


.. المدفعية الإسرائيلية تطلق قذائف من الجليل الأعلى على محيط بل




.. كتائب القسام تستهدف جرافة عسكرية بقذيفة -الياسين 105- وسط قط