الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حين يتم تحويل الهزيمة الى نصر . قرار مجلس الامن 2351 حول مغربية الصحراء

سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)

2017 / 4 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هل نقول تمخض الجبل فولد فأرا ؟ او الجنازة كبيرة والميت فأر ؟
كما كان متوقعا ، اصدر مجلس الأمن قراراه 2351 حول نزاع الصحراء المغربية . والقرار في مضمونه ، هو اعتراف بالحق التاريخي للمغرب في صحراءه ، ونكسة لجبهة البوليساريو التي غلّفت الانسحاب من الكركرات ، بإعادة الانتشار ، للمزيد من تبْليد وتضْبيع الصحراويين الذين يعانون الويل منذ اثنتا وأربعين سنة بتند وف . فأين عزيمة التشبث بالأرض ، وعدم الانسحاب إلاّ إذا وافق مجلس الأمن على رغبات ( طلبات البوليساريو ) بتحديد ظرف زمني محدد لإنهاء ( الاحتلال ) بالصحراء .
لقد انسحبت القيادة البرجوازية للجبهة التي تتاجر بالشعارات ، وتنعم بالعيش الرغيد في فلاّت الشعب الجزائري بالجزائر العاصمة ، في حين يقبع الصحراويون في صحراء تندوف ، يتجرعون الجوع والمذلة ، وحر السّوْط المسلط عليهم ، من قبل عسكر ومخابرات الجزائر، حتى لا ينتفضوا ضد المتاجرين بهمومهم ، والكاذبين عليهم بالغد المشرق ، الذي سيرفرف فيه علم جمهورية تندوف بالعيون عاصمتهم في الأحلام والمنام .
لقد شكل قرار مجلس الأمن 2351 ، صفعة للجبهة ، ولعسكر ومخابرات الجزائر ، لأنه ، أي القرار ، وبالنظر للضجة الإعلامية المنفوخة بالتهديد بالحرب وقرع طبولها المثقوبة ، فان القرار كان أكثر ارتدادا من القرارات السابقة .
وبالرجوع إلى القرار ، فإننا لا نكاد نلمس جديدا ، اللهم تركيز الستاتيكو من جهة ، ومن جهة أخرى إدامة الصراع الذي تتحكم فيه الدول الكبرى ، إلى ما لانهاية ، ما دام ، اي الصراع يخدم أجندات الغرب ، بالتحكم بالمنطقة ، وتسييرها بطريق تُركّع الأنظمة لمشيئتها في إذلال تام ، وفي معاكسة اي مشروع لتنمية المنطقة ، اقتصاديا واجتماعيا ، بما يُرقي من المستوى المعيشي لشعوبها التي تحترق لوحدها ، من هذا الصراع المفتعل ، الذي عجز عن إيجاد نهاية له منذ اثنتا وأربعين سنة خلت .
وككل القرارات فان القرار 2351 نص على :
1 ) تمديد ولاية المينورسو لسنة قادمة ، تنتهي في 30 ابريل 2018 . وإذا كانت القيادة البرجوازية للجبهة قد طبّلت لهذا البند ، واعتبرته نصرا ، فكم من سنة والمينورسو مرابطة بالمنطقة كمتفرج لا كفاعل . وماذا استطاعت تحقيقه من الاختصاصات التي خولت لها بمقتضى اتفاق وقف إطلاق النار ، الموقع تحت أشراف الأمم المتحدة منذ 1991 . إذا كانت المنطقة لم تعرف خرقا لوقف إطلاق النار منذ ستة وعشرين خلت ، فليس ذلك يعود إلى نجاح المينورسو في تأدية وظيفتها المنصوص عليها في قانون إنشاءها ، بل ان النجاح في وقف إطلاق النار ، يعود بالأساس ، إلى التقيد التام لإطراف النزاع بالهدنة ، لان العودة الى حمل السلاح ليست في صالح احد . ان الذي سيؤدي ثمن التمديد الذي كان فارضا نفسه بإلحاح ، هم سكان المخيمات اللاجئين بالتراب الجزائري ، الذين ستستمر معاناتهم الى الثلاثين من ابريل 2018 . اما القيادة فهي ترغد في بحبوحة العيش الكريم ، بفيلات الشعب الجزائري بالجزائر العاصمة وبأوربة .
2 ) إلزام أطراف النزاع ، بالتقيد بالاتفاقيات العسكرية الموقعة تحت إشراف الأمم المتحدة . وهنا ، ولنفرض خلو القرار من صفة الإلزام والجبر ، فان الأطراف ، ستتجنب اي مناوشة عسكرية ، وليس فقط الحرب ، لأنها ليست في صالح اي منهم .
3 ) حث أطراف النزاع للتعاون مع المينورسو . و ( الحَثُّ ) ، ليس هو الإجبار والأمر الذي يكون مصحوبا بقوة القهر الاقتصادية ، في حالة إخلال احد الأطراف بالتزاماته المفروضة بمقتضى القرار . وهنا لنتساءل . كيف سيكون تعاون الأطراف مع المينورسو ، ما دام أن كل طرف يفسر القرارات ، ويتعامل معها بما يخدم مصالحه .
4 ) ان الصفعة التي تلقتها الجبهة والجزائر ، هي الانسحاب من منطقة الكركارات العازلة ، وعودة الوضع الى ما كان عليه قبل إشعال الأزمة في سنة 2016 .
ان الانسحاب ، يعني فشل المقاربة الاستعراضية العسكرتارية للجبهة ، ومن جهة ، الفشل الكبير ، هو حين غلّفت الجبهة التي تأتمر بأوامر الجيش والمخبرات الجزائرية ، الانسحاب بإعادة الانتشار ، لتضليل الصحراويين ، حتى لا تقوم هناك انتفاضة شعبية ضد القيادة البرجوازية للجبهة .
5 ) تنصيص وتأكيد القرار 2351 على الحل السياسي المتوافق عليه ، والمقبول من قبل الجميع .
في هذه الفقرة تكمن الطامة الكبرى للقرار ، بالنسبة للجزائر وللجبهة ، حيث يعلق أي حل على شرط واقف يتعين تحقيقه ، هو القبول ، اي قبول أطراف النزاع بالحل المقترح . والسؤال هل ستقبل الجبهة وراعيها الجزائر بالحل المغربي ، وهل سيقبل المغرب بحل الجبهة والجزائر ؟ مستحيل ان يحصل هذا ، لان كل نظام يربط وجوده من عدمه بربح او خسارة معركة الصحراء . فإذا كان الحل هو الانفصال ، سيرفضه النظام المغربي ، لان ذهاب الصحراء يعني ذهاب النظام . أما إذا كان الحل هو الحكم الذاتي فسترفضه الجزائر والقيادة البرجوازية في الجبهة ، لان ضياع المعركة بعد اثنتا وأربعين سنة من التيه ، وفقدان البوصلة ، يعني سقوط حزب فرنسا الذي يحكم في الجزائر ، ويعني انتفاضة الصحراويين على القيادة البرجوازية التي تتاجر بهم مع المنظمات الدولية للاسترزاق والتسول .
6 ) لكن ان اكبر صفعة وجهها التقرير للجزائر وللقيادة البرجوازية في الجبهة ، هي حين نص على الاستفتاء بشكل محتشم وضبابي ، ودون تحديد مفهوم دقيق لمعنى الاستفتاء وتقرير المصير . وهنا فان القرار ترك لإطراف النزاع ، كامل الصلاحيات في تفسير القرار ألأممي بالنسبة لبند الاستفتاء ، حسب الفهم والمصلحة والرغبة ، أي أن أطراف النزاع ، حرة في اعتبار اي حل ، هو يمثل استفتاء وتقرير للمصير . ان الحكم الذاتي بالنسبة للمغرب هو استفتاء سيقرر ضمنه الصحراويون شؤونهم ، وبالنسبة للجزائر والجبهة فالاستفتاء ليس أكثر من الانفصال وتأسيس الجمهورية ، ونحن لا نعلم ، هل ستكون جمهورية تندوف الحالية ، ام ستكون جمهورية جديدة ستأتي على أنقاض جمهورية تندوف .
7 ) في التقرير ومثل كل التقارير التي أصدرها مجلس الأمن منذ 1975 ، وبالنسبة لجميع التقارير التي اتخذتها الجمعية العامة للأمم المتحدة طبقا لتوصية اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، لا نجد ولو كلمة واحدة تتحدث عن ( الشعب الصحراوي ) الذي يوجد فقط في مخيلة الجزائر والقيادة البرجوازية للجبهة . ان كل هذه القرارات تتكلم عن السكان . وفرق طبعا بين السكان ، وبين الشعب ، بخصوص العلاقة او الرابطة التي تربطهم بالدولة الأم . وهذا ليس له من تفسير غير أن كل قرارات مجلس الآمن ، وبما فيه القرار الأخير 2351 ، لا تعترف بشيء يسمى ب ( الشعب الصحراوي ) ، وانّ كل ما هنالك هم سكان فقط . إن هذا الاعتراف ، هو الذي ينعكس على الصيغة التي تحرر بها قرارات مجلس الأمن ، والتي تعلق اي حل على الشرط الواقف الذي هو القبول .
8 ) كذلك ان اكبر صفعة وجهها القرار للجزائر وللجبهة ، هو امتناعه عن توسيع صلاحيات المينورسو ، لتشمل مراقبة حقوق الإنسان ، ومنه الإشراف على تدبير الشؤون المدنية بالأقاليم الجنوبية من المغرب ، أي تحويل المينورسو الى مقيم عام استعماري جديد بالمنطقة .
القرار كان انتصارا للمغرب . وكان صفعة مدوية على خد الجزائر والقيادة البرجوازية للجبهة .
ان الحل هو القيام بانتفاضة سكانية شعبية بتندوف ، ضد القيادة البرجوازية للجبهة التي فقدت كل قوتها بتوقيعها على اتفاق وقف إطلاق النار الذي أفرغها حتى من شعاراتها ( الثورية النارية ) ، وحولها إلى كمْشة من الثرثارين المسترزقين بهموم ومشاكل الصحراويين المحتجزين بالمخيمات بتندوف .
فثوروا على القيادة البرجوازية في الجبهة . وثوروا ضد عسكر ومخابرات الجزائر ، وعودوا زرافات الى بلدكم ، لتضافوا رقما صعبا وقيمة مضافة ، الى جانب أحرار وشرفاء الشعب المغربي . الصحراء مغربية ، وستبقى مغربية ، إلى أن يرث الله الأرض وما عليها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ضربة إسرائيلية ضد إيران في أصفهان.. جيمس كلابر: سلم التصعيد


.. واشنطن تسقط بالفيتو مشروع قرار بمجلس الأمن لمنح فلسطين صفة ا




.. قصف أصفهان بمثابة رسالة إسرائيلية على قدرة الجيش على ضرب منا


.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي بن غفير تعليقا على ما تعرضت له




.. فلسطيني: إسرائيل لم تترك بشرا أو حيوانا أو طيرا في غزة