الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فرعون مصر المفترى عليه

محمد زكريا توفيق

2017 / 4 / 30
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات



يقول الأستاذ سامي الذيب في كتابه "مؤلف ومصادر القرآن الجزء 8" ما يلي:

جاء ذكر اسم فرعون 74 مرة في القرآن.

فرعون سيرته غير عطرة في القرآن الذي عكس لنا عداء اليهود له وغضب إلههم عليه. وقد دخلت النظرة السلبية لفرعون في الأمثلة الشعبية حتى يومنا هذا أهمها: "أردتك عون طلعت فرعون".

ثم يذكر الأستاذ سامي الذيب بعض العبارات السلبية الأخرى في القرآن عن فرعون، ويتساءل عن مدى تأثير هذه الآيات السلبي على عقلية الطفل المصري الذي يتعلم هذه الآيات منذ صغره ويسمعها طول حياته.

هذه بعض الألفاظ التي وردت في آيات يصف بها القرآن فرعون مصر وقومه:

الذين طغوا في البلاد
أكثروا فيها الفساد
الذين كفروا
انظر عاقبة المفسدين
أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات
فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم
استكبروا وكانوا قوما مجرمين
اذهب إلى فرعون إنه طغى
وإذ نادى ربك موسى أن ائت القوم الظالمين، قوم فرعون
إلى فرعون وقومه إنهم كانوا قوما فاسقين
إِنَّ فِرْعَوْنَ ...َجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ
إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ
وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ
فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ
وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ
وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ
وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ
وَمَا أَمْرُ فِرْعَوْنَ بِرَشِيدٍ
وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ
وَكَذَلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ
وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِي تَبَابٍ
وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ
النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ
فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ
فَلَمَّا آَسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ
فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآَخِرِينَ
إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ
فَكَذَّبُوهُمَا فَكَانُوا مِنَ الْمُهْلَكِينَ

ثم يتساءل الأستاذ سامي الذيب، بعد ذلك: " كيف نعجب من قول مرشد الإخوان محمد مهدي عاكف: طظ في مصر وأبو مصر واللي في مصر"؟

ويقول كاتبنا الكبير الدكتور جعفر المظفر في مقال رائع له بالحوار المتمدن، عن إشكالية الدين والدولة الوطنية في مصر والعراق، ما يلي:

بسهولة يمكن القول أن مصر محكومة إلى مستوى القَدَرية بتاريخها الحضاري الفرعوني. بوجود هذا التاريخ يستطيع المصري بكل سهولة أن يقول إن مصر سبقت الإنسانية برمتها في صنع الحضارة البشرية.

يستطيع هذا المصري أن يجد في تاريخه العظيم هذا قيمة تعويضية تتجاوز قيمة الانحطاط الذي قادته إليه جميع نكسات العصور التالية. بدون توت عنخ أمون وغيره من الملوك الفراعنة، وبدون الإهرام وأبي الهول،

فإن رنين كلمة مصر سيصير باهتا وستفقد الشخصية المصرية كثيرا من مقومات ثقلها التاريخي، ولن يعود المصري قادرا على ان يقدم نفسه للعالم بنفس المباهاة التي يقدمها ضمن حديث يذكر فيه أن أرضه هي نفسها الأرض التي انجبت (الفراعنة العظام).

يستمر الدكتور جعفر قائلا: "الآن لنتابع حركة أحد الموظفين المصرين الذين كانوا ضمن فريق العمل الذي أنيط به مهمة متابعة المتحف الفرعوني المصري الجوال، الذي استقر حينها في واشنطن لفترة شهر. الرجل المصري الذي كان قبل دقيقة نافشا ريشه وهو يفتخر بتاريخ مصر الفرعوني، وجد نفسه دون أن يدري منحشرا ضمن موقف جَمَعَ الشيء ونقيضه.

لقد حان موعد صلاة الظهر ولم تواجه الرجل صعوبة حقيقية حتى يجد له مكانا يؤدي فيه صلاته. والآن لو أن رجلا أمريكيا سمعه وهو يقرأ بعضا من آيات القرآن لنصحه فورا، وحال الانتهاء من صلاته، إما أن يتخلى عن صلاته أو أن يتخلى عن وظيفته كواحد من المكلفين بمرافقة جثمان الملك الفرعوني العظيم.

إن الرجل الذي كان قبل لحظة نافشا ريشه وهو يشيد بعظمة الفرعون المصري أمام جمهرة من زوار المتحف سرعان ما انتقل إلى هجمة معاكسة قادها بنفسه ضد نفسه حينما راح يتلو في صلاته بعض الآيات القرآنية التي تصنف الفرعون كأحد أشرس طغاة التاريخ وطواغيتها، مع تكراره لوعد إلهي بإلقائه هو وهامان وزير أشغاله في نار جهنم خالدين أبدا.

بين اليهود الدولة واليهود الدين هناك مجتمع يتماهى فيه الدين والقومية ضمن حالة "وطنية" جامعة لا يتناقض فيها التاريخ مع المستقبل. إن إسرائيل : الدولة والمجتمع، الدين والسياسة، هي ورشة تنقيب عن كل أثر تاريخي يؤكد على وجود الدولة القديمة.

وسيكون لكل من تلك الآثار "قدسيته" التي تزيد عمق الآصرة ما بين التاريخ والحاضر والمستقبل، ويوم يتحدث الإسرائيلي عن دولته العلمانية الديمقراطية المتحضرة فهو لن يجابه إشكالية مجتمعية متأسسة على التناقض بين الخطاب الوطني والخطاب الديني.

المقارنة بين إسرائيل ومصر سوف تضعنا أمام المشهد التالي، إن إسرائيل تحتفظ بوحدة الهويتين الدينية والقومية، ولا يحتدم على أرضها صراع الهويات، وذلك يمنحها القدرة على أن تكون دولة يهودية "وطنية" متماسكة وذات تاريخ غير متخاصم مع المستقبل بل هو مٌفعَّل في خدمته.

هنا التوراة تشتغل حال الطلب في خدمة الهوية. وبالتالي في خدمة الدولة ولا يمكن لقوة إسرائيلية ضمن الدولة أو المجتمع أن تدعي انها أقرب إلى التوراة وإلى التاريخ اليهودي من الأخرى.

أما مصر فهي محكومة بواقع يضع الديني ضد الوطني مؤسسا لحالة مركبة من المساومات والتنازلات والتذبذبات التي غالبا ما تعمل ككوابح لأية حركة نهضوية وتجعل المجتمع مهيأ لحالات من التراجع والنكوص."
إنتهى هنا كلام الدكتور جعفر المظفر

فهل كان فرعون مصر ظالما، ومن أشرس طغاة التاريخ وطواغيتها كما جاء بكتبنا المقدسة؟ وهل هو فرعون واحد أم رمز لكل ملوك مصر؟

يعتقد الكثيرون من الناس أن "رمسيس الثاني" هو فرعون موسى. سوف نحكي قصة النبي موسى كما وردت بالكتب السماوية. ثم ننظر إلى الشواهد التي تؤيد أو تنفي هذا الادعاء.

تقريبا، لا يوجد أي دليل على صحة قصة النبي موسى في مصر وانشقاق البحر وغرق فرعون. حكاية قتل الأطفال الرضع في مصر، لا يوجد دليل واحد على صحتها. فالديانة المصرية القديمة كانت تحرم قتل الأطفال.

ربما كانت القصة صحيحة بالنسبة لملوك بابل أو بالنسبة لأيام النبي إبراهيم، أو بالنسبة للحكم الروماني في فلسطين. الصحيح هو أن مصر المكان الآمن الذي يهرب إليه الجميع من الظلم والفاقة والجوع. لماذا؟

لأن المصريين القدماء، كان لديهم أخلاق وعادات حكيمة وقوانين عظيمة. ملوكهم لم يكونوا طغاة أو ظلمة، لا يبغون سوى تحقيق منافعهم الشخصية، مثل معظم ملوك العالم القديم، قبلهم أو بعدهم.

ملوك مصر كانوا مقيدين بقوانين وضعت لمصلحة البلاد والمحكومين. الوزراء ورجال البلاط، كانوا من أفضل الناس. يتحلون بالحكمة والثقافة والأخلاق العالية، ينالون من التعليم كل ما تستطيع الدولة أن تقدمه لهم.

يقول ديودور الصقلي: "الملك المصري القديم، يكون محاطا برجال ممتازين، حتى لا يجد نفسه مشغولا بأشياد ضارة. فالحاكم صاحب السلطة المطلقة، لا يكون لفساده حدود، إن لم يجد حوله من ينصحه ويحميه من رغباته الشريرة"

الملك المصري القديم في حياته الخاصة، كان يتبع في الواقع نظاما صارما. كان جل وقته، سواء بالنهار أو بالليل، مشغولا وموزعا بين مهام منصبه وما يجب أن يفعله وفقا للقانون، لذلك لا يجد لحظة يشبع فيها شهواته أو يفعل فيها ما يريد بمحض اختياره.

عندما يستيقظ الملك من نومه في الصباح الباكر، عليه أول شئ أن يراجع أخبار ما قد أرسل إليه من جميع أنحاء المملكة. بعد ذلك، عليه أن يتطهر بالاستحمام بالماء الطهور وارتداء حلته وتاجه الملكي.

بعد ذلك يذهب للصلاة في المعبد مع الرهبان وتقديم القرابين للآلهة. هنا يرتفع صوت كبير الكهنة بالدعاء للملك، طالبا الصحة والسعادة له طالما هو يطبق العدل والمساواة بين رعيته.

ثم يقوم كبير الكهنة بسرد خصال الملك الحميدة، منها أنه يحترم الآلهة، يعدل بين الناس، غير مبذر، حازم وكريم. يحفظ كلمته، قادر على العطاء، قادر على التحكم في شهواته ورغباته. يعاقب المسئ ولا يسرف في العقاب، ويكافئ المجد بكرم زائد.

بعد ذلك يقوم رئيس الكهنة بذم الأخطاء التي قد يقع فيها الحاكم بسبب نصائح وزرائه أو حاشيته الغير حكيمة. ثم يقوم أحد الكتبة بقراءة من بعض كتب الحكمة التي تمجد أعمال عظماء الرجال والملوك السابقين، حتى تكون دافعا وهاديا للملك الحالي أثناء حكمه.

ملك مصر يحى حياة اعتدال في سلوكه ومأكله ومشربه. التعاليم المفروضة عليه صارمة. تشبه تعاليم الطبيب لمريضه، ولا تجعل الحاكم حرا حتى في اختياره لطعامه. هذه التعاليم الصارمة، تجبر الملك عندما يحكم في قضية، على أن يتحرر من إرادته ورغباته الشخصية، وأن لا يبقى منها شيئا يؤثر في حكمه، أو يجعله يحيد عن الصواب.

الحاكم مجبر على أن تكون قراراته مطابقة تماما للقانون، ولا يستطيع عقاب أي شخص إثر غضبة أو نزوة طارئة. التقيد بالقانون لا يغضب ملك مصر، بل العكس، يجعله فخورا بنفسه وببلده.

فهو يعتبر نفسه سعيدا بهذه التعاليم والقوانين الصارمة، التي تحد من سلطاته. لأنه يعلم أن غيره من الملوك في الدول الأخرى، يتبعون أهواءهم، فيقترفون من الشرور ما تقشعر منه الأبدان وتشيب له الولدان.

ويضيف ديودور الصقلي: "ملك مصر، له دور في حياة الناس. هذا الدور مرسوم بدقة بحكماء مصر العظام، لذلك لا يمكن للملك، عمل ما يشين، حتى لو كان هذا العمل بسيطا."

يزعم، صاحب إنجيل متى، أن أمه ذهبت به من فلسطين إلى مصر خوفاً من "هيرودس"، الحاكم الروماني لليهود، الذي عزم على قتل جميع الأطفال الذين ولدوا في ذلك العام؛ لأن منجمين مجوس أخبروه بولادة ملك اليهود.

كما أن حكاية الطفل موسى والسلة في النيل، هي قصة تخص الملك "سرجون" الأكادي العظيم، عندما وضعته أمه وهو طفل في سلة مطلية بالقار في النهر، لكي يلتقطه جنايني الملك، فيتربى في القصر ويصبح ساقي الملك.
ثم يخرج على سيده، ويجلس على عرش أكاد ملكا فيما بعد.

أما بالنسبة لمصر، فلا يوجد دليل مادي واحد على صحة قصة الطفل موسى والسلة في النيل. لكن قصة موسى، هي أساس الديانة اليهودية، والإيمان بها أساسي بالنسبة للمسيحية والإسلام. تصف العبودية في مصر، ثم الخروج، ثم الذهاب إلى أرض الميعاد.

يقول الإنجيل أن الإسرائيليين يبنون بالطوب اللبن، لا بالأحجار. وأن فرعون أمر بقتل كل مولود ذكر من الإسرائيليين. ولد موسى، فوضعته أمه في سلة وألقته في اليم. رأته أميرة مصرية، فأمرت بسحبه من الماء.

قامت أمه بإرضاعه. عندما بلغ سن الشباب، تزوج. ثم ظهر له الرب، عندما هرب من مصر، في صورة شجيرة مشتعلة. طلب الرب من موسى، أن يقوم بتحرير بني إسرائيل، لكي يجدوا أرض الميعاد، أرض اللبن والعسل.

منح موسى قوة سحرية. عصى يمكن أن تتحول إلى ثعبان. وقف موسى أمام فرعون. قال فرعون إن الحكومة سوف توقف إمداد العبرانيين بالتبن لزوم عمل قوالب الطوب اللبن، عليهم أن يجدوه بأنفسهم.

صب الرب غضبه على المصريين. 10 كوارث عصفت بالبلاد: عم الظلام وسط النهار (رياح الخماسين). وتحول ماء النهر إلى دماء (الفيضان والغرين أحمر اللون). البعوض. وكوارث أخرى.

الكوارث التسع الأول، يمكن تفسيرها بالظواهر الطبيعية. لذلك لم يجزع لها فرعون. لكن كارثة موت الطفل الأول، أجبرت فرعون على الامتثال. ثم قام العبرانيون بسرقة فضة وذهب المصريين والهرب بها.

قيل أن عددهم 600 ألف نسمة في ذلك الوقت. كلهم رجال، مكثوا في مصر 430 سنة. لم يهربوا عن طريق السفر إلى فلسطين المعتاد، وإنما، خوفا من اكتشاف أمرهم، هربوا عن طريق مستنقعات البوص التي كانت منتشرة بسبب فيضان النيل.

يأتي جيش فرعون بعرباته الحربية لتتبع العبرانيين، فتغوص عرباتهم في الطمي. يتوه الإسرائيليون في سيناء، لكنهم في النهاية، يصلون إلى أرض كنعان.

هناك سبب لعدم وجود دليل مادي على قصة خروج العبرانيين من مصر. هو أن المصريين القدماء، لم يكن يحبون تسجيل هزائمهم. فضلا عن أن قصة الخروج، ليست مهمة بالنسبة للمصريين. إذا كان عددهم بالعشرات أو المئات. العبرانيون قاموا بتضخيم العدد لإظهار الأهمية.

المدن التي بناها رمسيس الثاني في شرق الدلتا، هي مدن حقيقية يمكن أن نشاهد آثارها اليوم، حيث كان يعيش العبرانيون. كانوا يبنون بالطوب اللبن، وليست الحجارة. ثعبان الكوبرا يمكن أن يقف، أمام الحواة، منتصب القامة كأنه عصا. اسم "موسى"، اسم مصري خالص يعني "الميلاد".

ماذا يعني كل هذا؟ يعني أنه ربما يكون "رمسيس الثاني" هو فرعون موسى والخروج. بردية "ليدن" تقول إن "رمسيس الثاني" قام بتوزيع حصص القمح على الجنود وعلى العبرانيين (Apiru)، الذين يقومون بنقل الأحجار لبناء معابد "رمسيس الثاني".

لكن القصة كما جاءتنا من العبرانيين، ربما يكون بها مبالغة كبيرة. لا ننسى أن تاريخ العبرانيين، كتبه العبرانيون أنفسهم. تخيلوا معي أن الإخوان المسلمين، هم الذين يكتبون تاريخهم. فماذا، يا ترى، سيقولون عن أحداث ثورة 25 يناير و30 يونية؟ بعد أن نزلت الملائكة في ميدان رابعة، وأمّ مرسي كل الأنبياء والرسل في الصلاة.

رمسيس الثاني لم يمت غرقا. مومياؤه تخبرنا الكثير عن سنواته الأخيرة. اكتشفت مخزونة في الدير البحري. ظلت في القاهرة ما يقرب من 100 سنة. بدأت في التحلل وبدأ الفطر ينمو عليها.

لم يكن أحد ينتبه لحاجة المومياء للعلاج، مثل باقي الآثار. هو الفرعون الوحيد، الذي ركب الطائرة، وتركت مومياؤه أرض مصر. ذهبت إلى باريس عام 1976م، للعلاج. استقبلت في مطار لوبورجيه، بالمراسيم المخصصة لاستقبال الملوك.

قالت دراسة بحثية أثرية مصرية حديثة أعدها مدير عام أثار الأقصر الدكتور مصطفى وزيري إن فرعون مصر المذكور في القرآن بقصة خروج سيدنا موسى كان عربيا من منطقة عسير الواقعة بالسعودية حاليا. يعني السباب المفرط لفرعون مصر، والذي جاء في القرآن، هو في الواقع موجه للحاكم العربي المحتل لأرض مصر أيام غزوة الهكسوس.

أثارت الدراسة جدلا كبيرا خاصة أن الإعلان عنها يترافق مع تنازل مصر عن جزيرتي "تيران " و "صنافير " للسعودية.

وقال الدكتور مصطفى وزيري في دراسته المنشورة حديثا:

"المدعو فرعون الذي زامن عصر سيدنا موسى عليه السلام كان اسمه فرعون وليس ملكاً من القدماء المصريين كما ينتشر بيننا، ولكن كان من البدو الجبارين الذين يطلق عليهم الهكسوس، وحكم قطعة من مصر وطردهم أحمس لدى خروج موسى بقومه من مصر، والكلمة التى تطلق على القدماء المصريين ووصفهم بالفراعنة من الأخطاء الشائعة فى التاريخ ونشرها اليهود لكى يلصقوا بالقدماء المصريين تهما باطلة."

أرجو أن تكون دراسة الدكتور مصطفى وزيري المنشورة صحيحة، حتى يمكننا فك الاشتباك بين الدين ووطنية الدولة، وإزالت أعتى الكوابح التي تقف في طريق علمانية الدولة ونهضتها.

ملحوظة:
كتبي يمكن تنزيلها بالمجان من هذه المواقع:

قصة التنوير والفكر المستنير
https://archive.org/details/zakariael_att_201704

قصة نظرية التطور
https://archive.org/details/zakariael_att_201703

قصة الفن التشكيلي
https://archive.org/details/zakariael_att

قصة الفلسفة الغربية
https://archive.org/details/zakariael_att_201610

قصة التاريخ المصري القديم
https://archive.org/details/zakariael_att_201612

قصة ميكانيكا الكم
https://archive.org/details/zakariael_att_201611
قصة الأبراج السماوية
https://archive.org/details/zakariael_att_201701

قصص وحكايات من زمن جميل فات
https://archive.org/details/zakariael_att_201609








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - من اثار الفراعنة نعرفهم
عبد الله اغونان ( 2017 / 5 / 1 - 01:47 )

اثارهم تدل عليهم

قبور فخمة رصدوا لها الااااااااف العمال والميزانيات

أهراما يعلم الله كم كلفت وكم رصد لها وكم من العمال والعبيد عملوا وماتوا فيها

فقط لارضاء غرور الفراعنة واعتقاداتهم في الخلود الوهمي

أين اثار تدل على خدمة مجتمعهم ؟

اخر الافلام

.. مساعدات بملياري دولار للسودان خلال مؤتمر باريس.. ودعوات لوقف


.. العثور على حقيبة أحد التلاميذ الذين حاصرتهم السيول الجارفة ب




.. كيربي: إيران هُزمت ولم تحقق أهدافها وإسرائيل والتحالف دمروا


.. الاحتلال يستهدف 3 بينهم طفلان بمُسيرة بالنصيرات في غزة




.. تفاصيل محاولة اغتيال سلمان رشدي