الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد حصاد .

حميد طولست

2017 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي السيد محمد حصاد .
السيد الوزير من منطلق تقديرنا لعمق وضخامة المسؤولية الموكولة اليكم ، نهنئكم بالثقة الملكية الغالية التي حضيتم بها ونهنئ أنفسنا وزارة التعليم بكم ، ونثمن الخطوات الاصلاحية القيمة التي أقدمتم عليها مباشرة بعد توليكم الوزارة ، وعلى رأسها مراجعة كتب التربية الإسلامية ، الذي تطلع إليه عموم المواطنين المغاربة ، وعلى الأخص منهم رجال التعليم وأباء وأولياء التلاميذ الذين يقرون أنها خطوة جبارة ليس لإصلاح التعليم ، بل والمجتمع بكامله ، ولكنها سيبقى ناقصا إذا لم تتبعونها بما ينتظر منكم تنزيله من مشاريع نموذجية في المؤسسات التعليمية ، والتي من بينها "المكتبة المدرسية" التي نريد برسالتنا هذه اثارة انتباهكم الى ما تحتاجه فضاءاتها ومحتوياتها والقيمن عليها ، من اصلاحات و تعديلات ، ترتقى بمجالها ، وتشجيع المتمدرسين على ارتيادها والاستفادة من محتوياتها من الكتب وباقي وسائل الوصول للمعرفة والمعلومة المفيدة لاحتياجات المتعلمين على اختلاف أنواعها و مختلف نواحيها ، الوجداني والعقلي والاجتماعي والسلوكي والصحي ، لهو ، السيد الوزير ، من اخطير الأمور التي توليها البلدان المتقدمة بالغة الأهمية ، كمرفق من أهم مرافق المدرسة النموذجية التي تتبع الأساليب والطرق التربوية الحديثة ، ووسيلة من أهم الوسائل التي يستعان بها على تحقق المفهوم الحديث للمناهج الدراسية بمعناها الواسع ، لما ترتكز عليه من العديد من العمليات التعليمية والأنشطة التربوية ، التي تؤدي دورا فاعلا في تحقيق أهداف المدرسة ، وتساهم بفاعلية في انتقال البلدان المهتمة بمكتبات مدارسها ، تنظما وإعدادا ، نحو الرقي والصعود ، بينما تتخلف عن الرقي والصعود ، كل البلدان التي لا مكان ولا أثر للمكتبة المدرسية في اهتمامات مسؤوليها ، ولا محل لها في انشغالاتهم الفردية والمؤسساتية ، والتي يتجاهل أو يتغافل الكثير منهم ، عن حاجة المعلمين والمتعلمين لخدماتها الجليلة في تحقيق المفهوم الحديث للمنهج التعليمي ، والذي ليس باستطاعة أي مؤسسة تعليمية بلوغه بدون مكتبة معدة إعدادا جيدا ، ومزودة بما يناسب تلامذتها من مؤلفات ومراجع ومقررات ، التي تمكنهم من اكتساب مهارات القراءة والبحث والحصول على المعلومات، و صدق من قال أن أمةً لا تهتم بمكتبات مدارسها ، لا مكان لها في وجدان البشرية ، ولن يحترمها التاريخ.
ولا شك السيد الوزير المحترم ، بأن أخطر أسباب تخلف المدرسة المغربية ، ليس هو انعدام الاهتمام بمكتباتها ، بل ذاك الاهتمام السقيم الذي يبديه مسؤولو التعليم في بلادنا مناسباتيا ، وترك أمر تدبيرها لمن لا خبرة لهم في تسيرها ، ولا يعرفون جطورتها ، ويـراعون حـرمتها لا مهنيا ولا ضـميرا ، إلى جانب نوعية ما تزود به -بحسن نية أو سوئها ، أو عن جهل وهو الأعم في غالب الأحوال- من كتب ومراجع مشبوهة الانتماءات ، متحيزة التوجهات ، تمس العقيدة الصحيحة ، وتطعن في الانتماء للوطني ، وتعاند مسايرة المتغيرات الكثيرة والمتلاحقة التي يعرفها العصر ، حيث إذا دخلتم أي مكتبة مدرسية في أي مؤسسة تعليمية ، وفي أي جهة من المغرب كانت ، فلن تجد إلا أصناف الكتب ذات القوالب الجاهزة ، التي لا تتناسب ومستويات عقول المتلقين الطرية ، ولا تساير ميولاتهم الطفلية الفطرية ، والتي يتوه معها وفيها العقل ، كدخائر كتيبات "عذاب القبر" ، و"الثعبان الأقرع ، أو الأعور" ، و"المسيح الدجال" ، ومؤلفات القتل والجهاد في سبيل الله ، ونفائس كتب الهوس الجنسي المبشرة بالحور العين والولدان المخلدون المعششة في الخيالات المريضة لمؤلفين عاشوا ولازالوا يعيشون في مراحل حضارية جنينية ، وكل منشورات الخرافة ولاعقلانية المسلمات الغيبية التي كانت وراء تأسيس القاعدة ولقيطاتها داعش ، وجبهة النصرة ، وبكوحرام ، وغير ذلك من المؤلفات التي حولت الكثير من بسطاء العقول إلى روبوتات بشرية - ضحايا آلهة الشر – التي تنفذ ما يملى عليها من قتل للأبرياء وقتل أنفسهم ، وعلى رأس تلك الكتب التراثية مؤلفات ابن تيمية والتي كلنا يتصور مصير التلاميذ ، الذين يعثرون عليها بين محتويات مكتبات مدارسهم ، سواء صدفة أو بتوجيه من معلميهم ،ويطلعون عليها ، ويتشبعون بما فيها من دعوات للتطرف والقتل ، منذ صغر سنهم ..
لذا اسمحو لي السيد الوزير أن أدعوكم لحث المدراء على الاهتمام "الحقيقي" بالمكتبات بمؤسساتهم ، بالرفع من مستوى ما تحويه رفوفها من غث الكتب وتوافه المؤلفات ، واستبداله بما هو صالحة بمستويات التلاميذ ومدرسيهم ، من الكتب التي تخاطب عقولهم الصغيرة ، وتحترم مشاعرهم وميولاتهم الطفلية ، كأول نوع من فضاءات التعلم التي تقابلهم في حياتهم ، والتي سيتوقف علاقتهم بالمكتبات الأخرى الموجودة في المجتمع على مدى تأثرهم بها ، وانطباعهم عنها .
وأختم رسالتي لجنابكم الوقر بقولة المفكر اللبناني ميخائيل نعيمة : " لكي يستطيع الكاتبُ أن يكتب والناشرُ أن ينشر، فلابد من أمةٍ تقرأ ، ولكي تكون لنا أمةٌ تقرأ لابد من حكاّم يقرؤون ".
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مشاكل التعليم أكثر مما تقترحه
عبد الله اغونان ( 2017 / 4 / 30 - 14:02 )

هناك مكتبات مغلقة وحتى في حالة فتحها ناذرا مايرتادها التلاميذ فهناك البديل الأنترنيت

المشكلة عندكم فقط في نوعية الكتب ؟

استريحوا فهذا سهل بسيط سيعمل الوزير على تطبيقه ويعوض الكتب الاسلامية بكتب ماركسية

وعقلانية هههه

مشاكل التعيلم كثيرة أكبر من هذا

هذا طرح ايديولوجي وزائف

المدرسة لاتعد المصدر الأول والوحيد لتلقي المعرفة الدينية

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah