الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الوحي المقدس والكوكايين والحشيش واستعارة الفروج

ناصر المنصور

2017 / 4 / 30
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الكتاب المقدس
سفر التكوين
فصل 30
1 فلما رأت راحيل أنها لم تلد ليعقوب، غارت راحيل من أختها، وقالت ليعقوب: «هب لي بنين، وإلا فأنا أموت!».
2 فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال: «ألعلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن؟».
3 فقالت: «هوذا جاريتي بلهة، ادخل عليها فتلد على ركبتي، وأرزق أنا أيضا منها بنين».
4 فأعطته بلهة جاريتها زوجة، فدخل عليها يعقوب،
5 فحبلت بلهة وولدت ليعقوب ابنا،
6 فقالت راحيل: «قد قضى لي الله وسمع أيضا لصوتي وأعطاني ابنا». لذلك دعت اسمه «دانا».
7 وحبلت أيضا بلهة جارية راحيل وولدت ابنا ثانيا ليعقوب،
8 فقالت راحيل: «مصارعات الله قد صارعت أختي وغلبت». فدعت اسمه «نفتالي».
9 ولما رأت ليئة أنها توقفت عن الولادة، أخذت زلفة جاريتها وأعطتها ليعقوب زوجة،
10 فولدت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا.
11 فقالت ليئة: «بسعد». فدعت اسمه «جادا».
12 وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب،
13 فقالت ليئة: «بغبطتي، لأنه تغبطني بنات». فدعت اسمه «أشير».
14 ومضى رأوبين في أيام حصاد الحنطة فوجد لفاحا في الحقل وجاء به إلى ليئة أمه. فقالت راحيل لليئة: «أعطيني من لفاح ابنك».
15 فقالت لها: «أقليل أنك أخذت رجلي فتأخذين لفاح ابني أيضا؟» فقالت راحيل: «إذا يضطجع معك الليلة عوضا عن لفاح ابنك».
16 فلما أتى يعقوب من الحقل في المساء، خرجت ليئة لملاقاته وقالت: «إلي تجيء لأني قد استأجرتك بلفاح ابني». فاضطجع معها تلك الليلة.
17 وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا.
18 فقالت ليئة: «قد أعطاني الله أجرتي، لأني أعطيت جاريتي لرجلي». فدعت اسمه «يساكر».
19 وحبلت أيضا ليئة وولدت ابنا سادسا ليعقوب،
20 فقالت ليئة: «قد وهبني الله هبة حسنة. الآن يساكنني رجلي، لأني ولدت له ستة بنين». فدعت اسمه «زبولون».
21 ثم ولدت ابنة ودعت اسمها «دينة».
22 وذكر الله راحيل، وسمع لها الله وفتح رحمها،
23 فحبلت وولدت ابنا فقالت: «قد نزع الله عاري».
24 ودعت اسمه «يوسف» قائلة: «يزيدني الرب ابنا آخر».
25 وحدث لما ولدت راحيل يوسف أن يعقوب قال للابان: «اصرفني لأذهب إلى مكاني وإلى أرضي.
26 أعطني نسائي وأولادي الذين خدمتك بهم فأذهب، لأنك أنت تعلم خدمتي التي خدمتك».
27 فقال له لابان: «ليتني أجد نعمة في عينيك. قد تفاءلت فباركني الرب بسببك».
28 وقال: «عين لي أجرتك فأعطيك».
29 فقال له: «أنت تعلم ماذا خدمتك، وماذا صارت مواشيك معي،
30 لأن ما كان لك قبلي قليل فقد اتسع إلى كثير، وباركك الرب في أثري. والآن متى أعمل أنا أيضا لبيتي؟»
31 فقال: «ماذا أعطيك؟» فقال يعقوب: «لا تعطيني شيئا. إن صنعت لي هذا الأمر أعود أرعى غنمك وأحفظها:


32 أجتاز بين غنمك كلها اليوم، واعزل أنت منها كل شاة رقطاء وبلقاء، وكل شاة سوداء بين الخرفان، وبلقاء ورقطاء بين المعزى. فيكون مثل ذلك أجرتي.
33 ويشهد في بري يوم غد إذا جئت من أجل أجرتي قدامك. كل ما ليس أرقط أو أبلق بين المعزى وأسود بين الخرفان فهو مسروق عندي».
34 فقال لابان: «هوذا ليكن بحسب كلامك».
35 فعزل في ذلك اليوم التيوس المخططة والبلقاء، وكل العناز الرقطاء والبلقاء، كل ما فيه بياض وكل أسود بين الخرفان، ودفعها إلى أيدي بنيه.
36 وجعل مسيرة ثلاثة أيام بينه وبين يعقوب، وكان يعقوب يرعى غنم لابان الباقية.
37 فأخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب، وقشر فيها خطوطا بيضا، كاشطا عن البياض الذي على القضبان.
38 وأوقف القضبان التي قشرها في الأجران في مساقي الماء حيث كانت الغنم تجيء لتشرب، تجاه الغنم، لتتوحم عند مجيئها لتشرب.
39 فتوحمت الغنم عند القضبان، وولدت الغنم مخططات ورقطا وبلقا.
40 وأفرز يعقوب الخرفان وجعل وجوه الغنم إلى المخطط وكل أسود بين غنم لابان. وجعل له قطعانا وحده ولم يجعلها مع غنم لابان.
41 وحدث كلما توحمت الغنم القوية أن يعقوب وضع القضبان أمام عيون الغنم في الأجران لتتوحم بين القضبان.
42 وحين استضعفت الغنم لم يضعها، فصارت الضعيفة للابان والقوية ليعقوب.
43 فاتسع الرجل كثيرا جدا، وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير.
^^^^^^^^^^^
شرح كلمة لُفّاح

نبات من العائلة البطاطية ويسمى باللاتينية Mandragora Officinarum (ماندراجورا أوفيسناروم) كانوا يعتقدون أنه تعويذة أو دواء يثير في الشخص عاطفة الحب (تك 30: 14-16), وهو معدوم الساق تشبه أوراقه أوراق التبغ وأزهاره أزهار الباذنجان ويزهر في الربيع وله ثمر يعرف بـ"اليبروح". أوراقه كبيرة خضراء قاتمة يصل طول الورقة إلى قدم، وعرضها نحو أربع بوصات. وثمرة اللفاح صغيرة صفراء أو حمراء فاتحة أشبه بالطماطم، ولكنها ناعمة لحمية قليلة السمية. وللنبات رائحة نفاذة (نش 7: 13).
وتتفرع أصوله (جذر كبير متشعب) على شكل الجسم البشري، ولعل هذا هو السبب في الاعتقاد بأنه مثير للشهوة الجنسية. يوجد في وادي الأردن وعلى ضفاف الأنهر التي تصب فيه، ينبت بريًا في الكثير من نواحي الشام وحوض البحر المتوسط، واسمه في العبرية "دوادي" المشتقة من كلمة تعني "المحبة"، ولذلك يسمى "تفاح المحبة".

^^^^^^^^^
تفسير الآصحاح الثلاثون من سفر التكوين للقس أنطونيوس فكري
كان يعقوب يعيش حياة هادئة في بيت أبيه إلي أن سقط في خطية الخداع والاحتيال فتمررت حياته ونجد هنا صورة للصراعات في حياة يعقوب. فهو هرب من الصراع مع أخيه عيسو ولكن نجد خاله لابان يخدعه ويعطيه ليئة عوضًا عن راحيل فيضطر للزواج من كلتيهما وينشأ عن الزواج المتعدد صراعات بينهما ولم يعد بيت يعقوب البيت الهادئ. بل صار هناك صراع مع خاله لابان بسبب أجرته.

آية 1:
" 1 فلما رات راحيل أنها لم تلد ليعقوب غارت راحيل من اختها وقالت ليعقوب هب لي بنين والا فانا اموت "
وإلا فأنا أموت = أي بدون أولاد أحسب كميتة أو أنني أموت من الحسرة. هذه حالة يأس من المؤكد أنها أحزنت قلب يعقوب رجل الصلاة. فهي تشكو وتتمرد ولكنها لا تصلي.

آية 2:
" 2 فحمي غضب يعقوب على راحيل وقال العلي مكان الله الذي منع عنك ثمرة البطن "
العلي مكان الله: أي لماذا تشتكي لي اذهبي إلي الله وتعلمي أن تصلي وتشتكي له.

الآيات 3-13:
" 3 فقالت هوذا جاريتي بلهة ادخل عليها فتلد على ركبتي وارزق أنا أيضًا منها بنين 4 فاعطته بلهة جاريتها زوجة فدخل عليها يعقوب 5 فحبلت بلهة وولدت ليعقوب ابنا 6 فقالت راحيل قد قضى لي الله وسمع أيضًا لصوتي واعطاني ابنا لذلك دعت اسمه دانا 7 وحبلت أيضًا بلهة جارية راحيل وولدت ابنا ثانيا ليعقوب 8 فقالت راحيل مصارعات الله قد صارعت اختي وغلبت فدعت اسمه نفتالي 9 ولما رات ليئة أنها توقفت عن الولادة اخذت زلفة جاريتها واعطتها ليعقوب زوجة 10 فولدت زلفة جارية ليئة ليعقوب ابنا 11 فقالت ليئة بسعد فدعت اسمه جادا 12 وولدت زلفة جارية ليئة ابنا ثانيا ليعقوب 13 فقالت ليئة بغبطتي لانه تغبطني بنات فدعت اسمه اشير "
دخلت الصراعات بين الأختين إلي مجال آخر في التنافس فكل منهن أعطت يعقوب جاريتها ليلد منها. فمن بلهة جارية راحيل جاء ليعقوب دان بمعني يدين أو يقضي وراحيل تعني بهذا الاسم أن الله قضي لها وأنصفها فأعطاها ابنًا لأن ابن الجارية كان يحسب لسيدتها، فالجارية وكل ما تملك ملك لسيدتها. والابن الثاني نفتالي: متسع أي أعطاها الله أن تتسع وتغلب حينما زاد الأبناء. ثم أنجبت زلفة جارية ليئة جاد = أي توفيق وهي تعني أنها في صراع مع أختها قد وفقها الله وأسعدها بسعد فأنجبت أشير = سعيد أو مغبوط فليئة قد صارت مغبوطة. مصارعات الله: أي مصارعات عظيمة.

الآيات 14-21:
" 14 ومضى راوبين في أيام حصاد الحنطة فوجد لفاحا في الحقل وجاء به إلى ليئة امه فقالت راحيل لليئة اعطيني من لفاح ابنك 15 فقالت لها اقليل أنك اخذت رجلي فتاخذين لفاح ابني أيضًا فقالت راحيل إذا يضطجع معك الليلة عوضا عن لفاح ابنك 16 فلما أتى يعقوب من الحقل في المساء خرجت ليئة لملاقاته وقالت إلى تجيء لاني قد استاجرتك بلفاح ابني فاضطجع معها تلك الليلة 17 وسمع الله لليئة فحبلت وولدت ليعقوب ابنا خامسا 18 فقالت ليئة قد اعطاني الله اجرتي لاني اعطيت جاريتي لرجلي فدعت اسمه يساكر 19 وحبلت أيضًا ليئة وولدت ابنا سادسا ليعقوب 20 فقالت ليئة قد وهبني الله هبة حسنة الآن يساكنني رجلي لاني ولدت له ستة بنين فدعت اسمه زبولون 21 ثم ولدت ابنة ودعت اسمها دينة "
رأوبين أبن ليئة وجد في الحقل نبات اسمه اللفاح ويسمونه تفاح الجنة وكانوا يعتقدون أنه يجلب محبة الزوج لزوجته. وأعطي رأوبين اللفاح لأمه ليئة. ويبدو أن يعقوب كان قد هجر ليئة ليعيش مع راحيل (رمز لأن الله ترك شعب اليهود بسبب محبته للكنيسة). وطلبت راحيل من ليئة أن تعطيها اللفاح. وهذا خطأ آخر لراحيل أنها تؤمن بهذه الخرافات فهل نوع من النبات يجلب محبة الزوج أو يعطيها أولاد هي محاولات بشرية فاشلة عوضًا عن أن تصلي وتلجأ إلي الله. علي أن ليئة انتهزت هي الأخرى هذه الفرصة وسمحت لها بأن تأخذ اللفاح علي أن تترك لها يعقوب يعاشرها فأخذت اللفاح وذهب يعقوب إلي ليئة فأنجبت يساكر = أي جزاء وهي تعني أن الله قد أعطاها أجرتها. وأنجبت ليئة بعد ذلك زبولون = مسكن وتعني الأن يساكنني رجلي لأنها ولدت له ستة بنين. ثم ولدت له دينة. والإشارة لدينة هنا بسبب قصتها التي ستأتي بعد ذلك.

الآيات 22-24:
" 22 وذكر الله راحيل وسمع لها الله وفتح رحمها 23 فحبلت وولدت ابنا فقالت قد نزع الله عاري 24 ودعت اسمه يوسف قائلة يزيدني الرب ابنا اخر "
لقد سمح الله بعقم راحيل حتى يفتح قلب يعقوب فيحب ليئة. وسبب آخر هو أن تصبح راحيل رمزًا للكنيسة أو للأمم الذين كانوا في حالة عقم وأصبحوا مثمرين. وأنجبت راحيل أخيرًا وأسمت ابنها يوسف: يزيد فهي تشتاق لأولاد أكثر وحتى تنمو الكنيسة وتزداد وتظل مثمرة علي الدوام. مع ملاحظة أن ابن راحيل الثاني والذي ماتت بعد أن ولدته مباشرة كان اسمه بنيامين والمعني أن بعد نهاية هذا الزمن (الموت) تجلس الكنيسة عن يمين الله في السماء مثل الخراف وليس عن اليسار المرفوضين مثل الجداء والأم راحيل في الولادة ثم موتها تعبير عن الآلام التي تجتازها الكنيسة في العالم وتنتهي بآخِر عدو يُبطل وهو الموت ولكن النتيجة أن تصبح بنت اليمين فبنيامين يعني ابن اليمين. مع أن راحيل كانت تود تسميته ابن أوني أي ابن حزني لكن أباه يعقوب أسماه بنيامين، فالموت الذي نظنه حزنا (كما فهمت راحيل) ينقلنا إلى السماء، كما عبَّر يعقوب عن هذا.

الآيات 25-34:
" 25 وحدث لما ولدت راحيل يوسف أن يعقوب قال للابان اصرفني لاذهب إلى مكاني والى ارضي 26 اعطني نسائي وأولادي الذين خدمتك بهم فاذهب لانك أنت تعلم خدمتي التي خدمتك 27 فقال له لابان ليتني اجد نعمة في عينيك قد تفاءلت فباركني الرب بسببك 28 وقال عين لي اجرتك فاعطيك 29 فقال له أنت تعلم ماذا خدمتك وماذا صارت مواشيك معي 30 لأن ما كان لك قبلي قليل فقد اتسع إلى كثير وباركك الرب في اثري والان متى اعمل أنا أيضًا لبيتي 31 فقال ماذا اعطيك فقال يعقوب لا تعطيني شيئًا أن صنعت لي هذا الأمر اعود ارعى غنمك واحفظها 32 اجتاز بين غنمك كلها اليوم واعزل أنت منها كل شاة رقطاء وبلقاء وكل شاة سوداء بين الخرفان وبلقاء ورقطاء بين المعزى فيكون مثل ذلك اجرتي 33 ويشهد في بري يوم غد إذا جئت من أجل اجرتي قدامك كل ما ليس ارقط أو ابلق بين المعزى واسود بين الخرفان فهو مسروق عندي 34 فقال لابان هوذا ليكن بحسب كلامك "
نجد هنا يعقوب يود أن يعود إلي أرض الميعاد. وفي آية (27) نري كيف أن يعقوب صار بركة لبيت لابان وأن لابان أحس بهذا فكان يود لو بقي يعقوب معه حتى تستمر البركة. ثم نجد أن يعقوب ولابان يتفقان علي طريقة يأخذ بها يعقوب أجرته.
البلقاء: السواد والبياض موزعان علي السواء. الرقطاء: سوداء يشوبها نقط بيضاء.
وهذه الصفات للغنم (سواء من الخرفان أو الماعز) قليلة ونادرة والأغلب هو الأبيض للخراف، والأسود للماعز.
تم الأتفاق علي أن يقسم القطيع إلي قسمين:
الأول:
ما هو أبيض وأسود فقط غالبا الغنم تكون بيضاء والماعز سوداء
الثاني:
ما هو (بلقاء ورقطاء) والمنقط هو النادر
والقسم الأول يستمر مع يعقوب يرعاه
والقسم الثاني يأخذه لابان معه ويبتعد مسيرة 3 أيام عن يعقوب، لمدة معينة من الزمن.
قبل لابان عرض يعقوب لأنه افترض أن القطيع الأبيض والأسود سيكون نتاجه غالبًا أبيض وأسود وأن البلقاء والرقطاء فيه أي نصيب يعقوب المتفق عليه سيكون هو القليل. ولابان قبل العرض نتيجة جشعه وطمعه ظانا بهذا أنه سيخرج بنصيب الأسد. ولكن الله خيب ظن لابان وكان النصيب الأكبر ليعقوب فجاءت الغالبية بلقاء ورقطاء ونفهم من (10:31) أن الله هو الذي أوحي ليعقوب بهذه الفكرة أي أن تكون أجرته هي البلقاء والرقطاء. فالله كان ناويًا أن يعوضه عن أمانته وخدمته لخاله بأمانة كل هذا العمر، والله كان يعرف جشع خاله وأنه سيخدعه مرارًا فأرشده الله لهذه الخطة.
ولكن نجد يعقوب مرة أخرى يسقط في الحلول البشرية والخداع والمكر. فنجده يقشر أعواد بعض النباتات حتى تبدو منقطة ويضعها أمام الغنم التي ستلد حينما يجد الغنم قوية. وهو اعتمد علي فكرة الوحم عند الإناث اللواتي يلدن. فحينما تتوحم الشاة التي ستلد وأمامها ألوان منقطة تكون الشاة المولودة منقطة


وهذه الفكرة موجودة حتى الآن ولكنها لم تثبت علميًا. فنجد أن كثرة الغنم المنقطة القوية التي صارت ليعقوب كانت نتيجة بركة الرب وليس لخداعات يعقوب. هي عدم إيمان وثقة في وعود الله الذي قال له أنه سوف يبارك. وهذا حدث مرتين في حياة يعقوب. فالله وعد رفقة بأن كبير يستعبد لصغير. والله وعده بأنه سيبارك وفي المرة الأولي خدع أبوه إسحق ليضمن البركة والمرة الثانية خدع خاله لابان ليضمن بركة لنصيبه. وكان الله سيعطيه البركة في المرتين دون خداع! وما نتيجة الخداع؟ أنه خدع مرتين الأولي في موضوع ليئة والثانية في موضوع يوسف!! " كما فعلت يفعل بك" (عو 15).

آية 30:
" 30 لان ما كان لك قبلي قليل فقد اتسع إلى كثير وباركك الرب في اثري والان متى اعمل أنا أيضًا لبيتي "
لقد زاد قطيع لابان من قطيع صغير تقوده راحيل إلي قطعان يفصل بينهما مسيرة 3 أيام أي حوالي 65 كيلو متر. وهذه المسافة دليل ضخامة قطعان لابان.

آية 32:
" 32 اجتاز بين غنمك كلها اليوم واعزل أنت منها كل شاة رقطاء وبلقاء وكل شاة سوداء بين الخرفان وبلقاء ورقطاء بين المعزى فيكون مثل ذلك اجرتي "
أجتاز بين غنمك.. وأعزل أنت: أي الاثنين يمران سويًا لكن لابان هو الذي يعزل ويختار ويشرف علي عملية الفصل ليضمن حقه. فيكون مثل ذلك أجرتي: أي بعد عزل كل ما هو بلقاء ورقطاء يبقي ما هو أبيض وما هو أسود. وناتج هذا القطيع الأبيض والأسود كل ما يوجد فيه من بلق ورقط مثل الذي عزله لابان يكون من نصيب يعقوب.

آية 33:
" 33 ويشهد في بري يوم غد إذا جئت من أجل اجرتي قدامك كل ما ليس ارقط أو ابلق بين المعزى واسود بين الخرفان فهو مسروق عندي "
يشهد في بري: صيغة قسم والمعني أن بره وشرفه يشهدان له أو عليه إن حاول أن يغير أجرته التي عينها لنفسه. فهو مسروق عندي: كل ما ليس له هذه الصفات يكون مختلسًا منك.

آية 34:
" 34 فقال لابان هوذا ليكن بحسب كلامك "
هوذا ليكن بحسب كلامك: لابان وافق ظانا أنه الفائز في هذه الصفقة فالمنقط نادر.

آية 37:
" 37 فاخذ يعقوب لنفسه قضبانا خضرا من لبنى ولوز ودلب وقشر فيها خطوطا بيضا كاشطا عن البياض الذي على القضبان "
اللبني: نبات له لبن كالعسل يسمي الميعة. والدلب: نبات يوجد في السهول وعلي شواطيء الأنهار. ويعقوب وضع هذه الأعواد بعد أن قشرها في المساقي أمام الغنم حين كانت تأتي لتشرب. والله وعده بالبركة حين أرشده لاختيار المنقطة ولكنه لم يرشده لهذه الخدعة.

آية 41:
" 41 وحدث كلما توحمت الغنم القوية أن يعقوب وضع القضبان أمام عيون الغنم في الاجران لتتوحم بين القضبان "
نلاحظ أن يعقوب كان يصنع هذا مع الغنم القوية ليكون نصيبه قويًا ولا يصنع هذا مع الضعيفة فتكون البيضاء نصيب لابان هي الضعيفة.

آية 43:
" 43 فاتسع الرجل كثيرا جدًا وكان له غنم كثير وجوار وعبيد وجمال وحمير "
اتسع الرجل كثيرًا جدًا: ليس بسبب الخدعة ولكن لأن الله يريد أن يباركه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هنية: نرحب بأي قوة عربية أو إسلامية في غزة لتقديم المساعدة ل


.. تمثل من قتلوا أو أسروا يوم السابع من أكتوبر.. مقاعد فارغة عل




.. العقيدة النووية الإيرانية… فتوى خامنئي تفصل بين التحريم والت


.. العالم الليلة | ليست نيتساح يهودا وحدها.. عقوبات أميركية تلا




.. شاهد: مع حلول عيد الفصح.. اليهود المتدينون يحرقون الخبز المخ