الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انسيابات

شعوب محمود علي

2017 / 4 / 30
الادب والفن


سكب العقل خمره في كؤوس
فاض كالمسك لاذعاً شفتيّا
لاذعاً يشعل الحشاشة منّي
تحت ليل تفيض فيه الحميّا
في صعود والنفس تدرك ما في
فلك الروح كونه كان عيّا
ودموع النجوم في كلّ سطر
بمداري تجوس مذ كنت حيّا
000
قلت لمّا رأيتها
ملك جاء فامتلك
من بحاري لألأً
ومن النجم في الفلك
دار في محور الهوى
ومن المكر ما حبك
كان قلبي محلّقاً
وعلى برجه هلك
فهوى من علوّه
اسرته بلا شبك
وسقته مرارة
ومن المرّ ما فتك
فالتوى مثل نخلة
تحته ينبت الحسك
...
انّما يهزم الظلام بنجم
نوره فاق روعة المهرجان
وعلى الأفق من سماه اتقاد
لا يجاريه غير ركض الزمان
كلّما مرّ موكب كان يدنو
للينابيع في محيط الثواني
مثل خيل طليقة في مداها
فرّت الأرض تحتها بالمكان
حرت لمّا رأيتها في سحاب
تتخطّى الوميض في الامتحان
...
لاحت ملوّحة على قدح الهوى
فسكرت عند تغنّج الحسناء
وسرحت بين جنانها وجحيمي
ظمآن احسو الخمر في خيلاء
وأهيم في حب النخيل لسعفها
الميّال بين تغنّج وبلاء
ملكت عليّ زمام ما حكم الهوى
فغدوت صيد اللّعبة النكراء
لم اتّعظ يوماً فسرت بركبها
سلس القياد مشيّعاً برجاء
وخطوت خلف خطا (دليلة)عازماً
ان ابلغ الفردوس في بيدائي
فاذا المتاه يجرّ خلف متاهة
تيهاً وراء النكبة السوداء
فمنحت قلبي دفقة من صحوة
برقت فأمطر ضوؤها ظلمائي
فنفضت كفّي من غبار عالق
ونزعت شوك الحيّة الرقطاء
وسرحت في دنيا الفراسة هارباً
ومحوت ما سطرت من أسماء
...
اذوب كشمعة فيشعّ ضوئي
كذاك النبع حين يفيض نهرا
وأمخر بالجذور تراب عمري
لأمطر من عذوقي الخلق تمرا
وذاك العطر يبعث من ورودي
وفوق لساني العسل استقرّا
وكلّ تجاوز للعرف يجري
مع النكران كاد يكون كفرا
فلا يمح القبيح سوى جمال
وما اجترح الجمال يعود بحرا
وكلّ محاسن خولطن قبحاً
يراكم عسرها عسراً فعسرا
...
أرى الحياة محيطاً لا حدود لها
ونحن من حلها في غابة الوجل
كأنّ من مائها خمراً غرفنا بلا
حدّ وفي حانها نشكو على جذل
ربّ السفينة تبقى في متاهتها
لا سهل تلقى ولا ترسو على قلل
وكلّ ربّان يأت في فراسته
والافق يطبق بين الذئب والحمل
ونحن نحمل وشماً في متاهتها
وفي المتاهة احباطاً بلا امل
...
عبث الزمان بقوسه فرماني
وعتا بحرب سجاله فغزاني
اُخبرت كلّ تقلّب من غدره
وحذرت لمس نعومة الثعبان
وضربت اوتاري ادغدغ بعضها
فغدت تحرّك جمرة الوجدان
فجنيت من ورد ومن شوك لها
يدمي ويرسم طالع الاحزان
فطفقت اكرع خمر نحس خالص
ربّ الفؤاد يطير بالخفقان
وتراءت الظلماء في افق الدنا
تدنو وتورق في مدى القمران
فرجعت منتكساً وراء تفاؤل
حلمي يفرّ وتختفي الواني
ويلفّني صمتي ويغمر كوّتي
موج من الاشباح والأحزان
...
اجود بأحلامي وما كنت مقتراً
ولا نرجسيّاً في تأمّل باطن
هواي هوى لا ينثني عن وصاله
وان وضحت دربي اظلّ كساكن
وكلّ فسيلي ضارب حول نخله
ولا رطباً اجني ومن عذق خازن
تذوّقت تمراً ليس للنخل مثله
وليس كنخل بين (عبس) و (مارن)
رأيت بساتين الهوى في ربيعها
تتوق الى بستان امّ المفاتن
تقرّبت حتى ما رأيت لبعدها
مسافة ما في عالم الحلم رابني
وكلّ يقيني سرت من فوق تربها
ولم اتلمّس تربها في مدائني
كأنّي غصناً مورقاً في محيطها
وما كنت يوماّ في المحيط بقاطن
...
إنّي لأجهل فيما كنت ملتمساّ
حبل الوريد على قرب بلا نظر
في غفلة من خيال صعق ومضته
غطّت على هول ما في القلب من أثر
أقيم اهرام قد ترقى مصاعده
الى سراج نهايات من الفكر
الجنح يحملني والفجر يغمرني
والطين قيّد ما في الروح من خطر
اضجّ حتى جليد العشق أوقده
مع كلّ بسملة في الخطو من سوري
أجوز حقلاً لأشواك دميت بها
والورد يغمرني في موجه العطر
رضيت بالبعد حتى فاض عن قدحي
صبري وحرّك ما في عزلتي قدري
...
يا ساكن الروح جرحي بعد غفوته
تكويه ناران من وجدي ومن سهد
اغريت قلبي في خمر بلا عنب
وصرت ارشف أقداحاَ بلا عدد
ورحت انسج ايّامي وانسخها
كالامّ ترفع كفّيها عن الولد
أسيان أسقط مدحوراً ومنكسراً
أتل من الشعر ما يضفي على عقد
دجّنت قلبي مصلوباً على وتر
يميل من نشوة الذكرى بلا سند
والجرح ينزف من قلبي ومن كبدي
كالجمر يسقط من نار على برد
أغلقت سمعي عمّا هاج في خلد
ذكرى سناناً عتيّاً غاص في جسدي
يا أغل ما ضمّت الدنيا بموطئها
جلد الغزال وصوت الطائر الغرد
دنيا تسربلها الاحزان تحكمني
عبداً وسيّدتي في حلمها الرغد
...
لا تأمنن الليالي فهي غادرة
وفي المدار لها من غدرها شرك
كأنّما الأرض بحر في مصائدها
ونحن من صيدها في مائها سمك
تظلّ في كلّ يوم نحن غايتها
فاين ما سدّدت قالت هنا هلكوا
بعض الذين تسامرنا ونجمهم
يشق في الأفق الشرقي مذ سلكوا
درباً كأنّ لهم في دربهم قدراً
فيه توقّفت الأقلام والفلك
......


خمر الخنوع نحتن في اقداحها
صور الارانب في خيال مبدع
لو انّ شاربها يحلّق عالياً
بجناح حلم او بقلب مشرع
فالعقل ينتزع الزمام ويحتف
لمبادر كفئ لطمر المقلع
فالعقل بات سراج نجم ثاقب
قطع الطريق ولم يمل للأفرع
كانت جموع الشاربين مضلّة
بين التقهقر وانهمار الادمع
بطلت محاسنها وذلّ مقامه
بين المميّز وانكسار المقطع
فالخمر مذ فقأت عيون دنانه
هجرته مدمنة وخيّب في السعي
يا ايّها المتجذّرين بحانها
سقط المعربد حيث ما من رافع
سنن الحياة كسلّم لمصاعد
تدع الطيور لضوء مجد شاس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منهم رانيا يوسف وناهد السباعي.. أفلام من قلب غزة تُبــ ــكي


.. اومرحبا يعيد إحياء الموروث الموسيقي الصحراوي بحلة معاصرة




.. فيلم -شقو- بطولة عمرو يوسف يحصد 916 ألف جنيه آخر ليلة عرض با


.. شراكة أميركية جزائرية لتعليم اللغة الإنجليزية




.. الناقد طارق الشناوي : تكريم خيري بشارة بمهرجان مالمو -مستحق-