الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ترامب واستراتيجية تحالف الغرب في المشرق العربي والشرق الاوسط .... الى أين ؟؟؟

زياد عبد الفتاح الاسدي

2017 / 5 / 1
مواضيع وابحاث سياسية


الصراع المحتدم في سوريا والمشرق العربي بين محوري الصراع التقليدين في المنطقة لم يزل يمر بمُتغيرات مرحلية واستراتيجية متعددة فرضتها من جهة طيبعة الصراع السياسي والعسكري القائم والتبدلات في موازين القوى الاقليمية والدولية .. وكذلك احتدام الصراع المذهبي والطائفي في المنطقة وتعثر الحلول السياسية للصراع العسكري المتواصل في كل من سوريا واليمن من جهة أخرى .... وقد شاهدنا أهم هذه المُتغيرات خلال عام 2014 مع سقوط مدينة الموصل في صيف 2014 مع كامل محافظات نينوى والانبار وصلاح الدين بيد تنظيم داعش أو ما يُسمى بالدولة الاسلامية في العراق والشام , والتي تُعتبر من أكبر وأخطر الجماعات التكفيرية المُتطرفة التي شهدتها المنطقة والتي تعود في أصولها ونشأتها كما نعلم الى تنظيم القاعدة والجماعات الجهادية في أفغانستان .. وهي جماعات تلقت كافة أشكال الدعم والتمويل والتدريب والتسليح من الاستخبارات الغربية بمشاركة عملائها في السعودية وباكستان .... وقد كان حكام آل سعود على أية حال وراء هذا السقوط التآمري المروع لمدينة الموصل وبعض المحافظات العراقية بدعم ومشاركة تركية وقطرية وتواطؤ من بعض القيادات العسكرية في الموصل .. وبتخطيط وتوجيه شامل من تحالف الغرب بقيادة الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ..... وهنا فليس من قبيل الصدفة أن يأتي هذا التمدد التكفيري الواسع والمفاجئ في المناطق العراقية المتاخمة لسوريا, في الوقت الذي فشلت فيه جميع محاولات التحالف الغربي والصهيوني والتركي والخليجي ولاكثر من ثلاث سنوات في اسقاط النظام السوري باستخدام جيوش من مختلف الجماعات الاخوانية والتكفيرية الهمجية المُتطرفة بقيادة جبهة النصرة وأحرار الشام وجيش الاسلام وتنظيم داعش ..
وقد شاهدنا من جهة أخرى في سبتمبر من عام 2014 , الانقلاب الرئسي في الصراع على السلطة اليمنية الذي قادته جماعة أنصار الله وعبد الملك الحوثي في اليمن بالتحالف مع حزب المؤتمر الشعبي العام ومشاركة القوات التابعة للرئيس اليمني السابق علي عبدلله صالح , وذلك في مواجهة حزب التجمع اليمني للاصلاح الاخواني وقوات الفرقة المدرعة الاولى بقيادة علي محسن الاحمر والرئيس اليمني السابق عبد ربه منصور هادي بدعم سعودي شامل ... لتندلع بعد ذلك حرب الابادة المُدمرة على اليمن والشعب اليمني بقيادة تحالف أل سعود الذي شاركت فيه بكل همجية مجموعة من الدول الخليجية والرجعية العربية التي تلقت كافة أنواع الاسلحة والدعم والتوجيه من منظومة الغرب بقيادة الولايات المُتحدة . لتدخل هذه الحرب الاجرامية عامها الثالث دون أي أفق لنهايتها في المدى المنظور, رغم كل الدعم الذي يُقدمه الغرب والولايات المُتحدة للتحالف السعودي , ورغم التصعيد والانزال العسكري المُباشر لقوات المارينز الامريكية في بعض المناطق اليمنية (مع وصول ترامب الى السلطة) بحجة محاربة تنظيم داعش .
وبالعودة للميدان السوري والعراقي فمن الواضح لكل مراقب للصراع الدائر في سوريا أن الهدف من استيلاء داعش على الموصل ومناطق شاسعة من الاراضي العراقية المتاخمة للحدود السورية , وما تبع ذلك من سيطرة داعش في شهر آب 2014 على كامل محافظة الرقة السورية والتمدد في محافظاتي الحسكة ودير الزور, هو فتح المجال لتحالف الغرب بقيادة الولايات المُتحدة وبالتنسيق مع تركيا وعملائها الخليجيين لتغيير استراتيجيته العسكرية في الصراع الدائر في سوريا والتي اعتمدت خلال السنوات الاولى على الجماعات التكفيرية فقط . وذلك بزيادة الانتشار والتواجد العسكري المُباشر لتحالف الغرب في المناطق العراقية المتاخمة لسوريا التي يُسيطر عليها داعش , حسب اتفاقية الدفاع المُشترك التي تم توقيعها مع الجانب العراقي ... ومن ثم توسيع الانتشار العسكري الى الاراضي السورية المُتاخمة للحدود العراقية , لتأمين التدخل العسكري المُباشر في سوريا الى جانب الجماعات التكفيرية من أجل اسقاط النظام السوري عسكريأ وتقسيم سوريا الى جانب العراق الى دويلات طائفية وعرقية ...... ولكن ما لم يحسب له تحالف الغرب حساب هو الظهور المفاجئ لما يُعرف بقوات الحشد الشعبي في العراق لمحاربة تنظيم داعش , لا سيما مع نمو وتمدد هذه القوات على نطاق واسع لتشمل مكونات من العشائر السنية العراقية في محافظتي الانبار وصلاح الدين وأعداد كبيرة من المكونات العرقية والمذهبية الاخرى في العراق شملت المسيحيين والايزيديين وبعض العشائرالتركمانية الشيعية والسنية التي تعرضت للقتل والاضطهاد من قبل تنظيم داعش ... حيث خاضت هذه القوات مع الجيش العراقي خلال العامين الاخيرين معارك ضارية في مواجهة مقاتلي داعش , لتتم هزيمة هذا التنظيم ودحره الى مناطق محدودة جداً في العراق لا تتعدى أحياء الموصل القديمة ومدينة تلعفر غرب الموصل والجزء الغربي من الانبار تجاه الحدود السورية ... هذا في الوقت الذي تابعت فيه قوات الحشد الشعبي وبعض الميليشيات والقوى السياسية العراقية المقربة من ايران رفضها بقوة لزيادة حجم التدخل العسكري والجوي لتحالف الغرب في العراق بحجة محاربة داعش .. كما هددت بتنظيم كل أشكال المقاومة المسلحة ضد هذا التدخل .
أما على الصعيد السوري , فقد جاء التدخل العسكري الروسي الحازم منذ سبتمبر 2015 ليزيد من ارباك وفشل التغيير الذي سعى اليه الغرب بالتدخل العسكري المُباشر في سوريا الى جانب الجماعات التكفيرية .... وهنا استفاقت ادارة أوباما السابقة على خطورة المواجهة المُباشرة مع الطيران الحربي الروسي وخطورة تورط سلاح الجو التابع للولايات المُتحدة وتحالف الغرب في ضربات جوية مُدمرة فوق الاراضي السورية , لاسيما مع تزويد الجيش العربي السوري من قبل الجانب الروسي بأحدث منظومات الدفاع الجوي والصواريخ الباليستية المُتطورة للغاية ...... لذا اكتفت حينها ادارة أوباما وتحالف الغرب بالتنسيق مع الجانب الروسي لتفادي أي صدامات جوية , وسعت لزيادة الانتشار التدريجي لقوات التحالف الغربي في شمال شرق سوريا والخاضع في معظمه لقوات سوريا الديمقراطية, من خلال انشاء بعض القواعد العسكرية الجوية والتي كان من أهمها القاعدة الجوية الامريكية في محافظة الحسكة التي تم انشاؤها عام 2015 على أرض تابعة لمطار رميلان القديم , هذا بالاضافة الى انشاء قاعدتين جويتين, احداهما أمريكية والاخرى فرنسية, تم بناؤهما بالقرب من عين العرب كوباني .
وهنا تابعت إدارة ترامب ليس فقط انتهاج استراتيجية الكذب والمراوغة والخداع والتضليل الاعلامي التي مارستها الادارة السابقة , واستكمال الانتشار العسكري الميداني والجوي في شمال وشمال شرق سوريا الذي بدأته ادارة أوباما , بل سارعت الى زيادة حجم قواتها وتوسيع انتشارها الجغرافي بما في ذلك استكمال السيطرة على معظم الحدود السورية العراقية لتشمل الحدود الاردنية في الجنوب , بهدف المزيد من التهديد للنظام السوري ولقطع خطوط التواصل العسكري والميداني بين ايران وسوريا وحزب الله عبر الحدود السورية العراقية ... اضافة الى تصعيد التوتر العسكري والاعمال العسكرية في الجغرافيا السورية , والتي شاهدناها بوضوح ليس فقط من خلال المجزرة التي ارتكبتها غارة التحالف الغربي بحق المدنيين في قرية المنصورة بريف الرقة , وأزمة الهجوم الكيماوي في خان شيخون بأدلب , وما تبعها من قصف مطار الشعيرات العسكري , بل أيضاً ما تم قبل ذلك من عملية عسكرية واسعة بالقرب من مدينة الطبقة في الريف الغربي للرقة, للسيطرة على مطارها العسكري من تنظيم داعش , حيث اشتركت في هذه العملية الى جانب وحدات من قوات سوريا الديمقراطية وقوات المارينز الامريكية , مجموعة من قوات النخبة المظلية البريطانية وكانت تهدف حينها الى وقف تقدم الجيش السوري في ريف حلب الشرقي وتوجهه نحو مدينة الرقة غرب الفرات ,في الوقت الذي لا تزال فيه قوات سورية الديمقراطية تتابع التنسيق والتواصل مع الجانب الروسي .
من كل ما تقدم نستطيع القول أن البنتاغون ومنظومة الناتو عموماً والادارة الامريكية الجديدة تسعى بكل جهدها الى اتباع استراتيجية التصعيد العدواني ضد سوريا وإيران وحزب الله , واعادة الاعتبار لهيمنة وتسلط الولايات المُتحدة وتحالف الغرب في المنطقة على نحو أكثر جدية من الادارة الامريكية السابقة ... ولكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة
في هذا الاطار هو هل سيتمكن التحالف الغربي من تحقيق أهدافه المنشودة ضد سوريا وإيران وحزب الله واحتواء الوجود العسكري الروسي الداعم بقوة للنظام السوري من خلال التنسيق والتحالف مع ايران .. أم ستفشل هذه الجهود ....؟؟؟ , وهل ستتابع الولايات المُتحدة مع حلفائها الاوروبيين الضغط على الجانب الروسي للتخلي عن دعمه المُطلق للنظام السوري , أو التخفيف على الاقل من هذا الدعم من خلال تهديد روسيا بمزيد من العزل والتصعيد العسكري والتلويح بالعقوبات الاقتصادية ...؟؟؟ ... لا يبدو من خلال مراقبة التطورات الجارية في المنطقة ان الغرب سينجح ولو جزئياً في هذه المساعي ... فالروس ليسو بهذا الغباء والسذاجة السياسية .... وعلى أية حال ستثبت الاحداث المقبلة على المنطقة الى أين ستتجه الامور ..... وغداً لناظره قريب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي