الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تكهنات القاع

احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)

2017 / 5 / 3
الادب والفن



لا أحدَ يَستيقظُ مُبكراً
إلا المَوت
وَلا أحدَ يَنامُ مُبكراً إلا الفُرصة
هَكذا قالتْ عارفتي
التي ما حظيتْ بِشيءٍ من إقناعي
لولا أن رَأيتُ المَوت
يَتسولُ بينّ عيونِ الشَّارعِ
وَرصيفِ بَيتِنا المُسكونِ بِالخَواء
وَلأنَّ يَدَ العَونِ
مُكبلةٌ بِواقعٍ ضَال
رَأيتُ الفُرصةَ تَترنحُ بِجانبي
كسنبلةٍ يَابسةٍ القَوام
مُحملةٍ بِكبريتٍ حار
يَتفجرُ عكسياً مع قَدَحات يَدي البَاردة
حينها انتبهتُ بِأنني لا أعلم
وَلا يُمكنني أن أعلم
وَلا أعلمُ كيفَ تَموتُ العَرافةُ
قبلَ أن تَخبرَني بِحبكِ لِي !!
_____________________

وَأنا مُنقضٌ على نَفسي
في قَاعِ شُرفتي العُليا
أحاولُ أن اتداركَ زحلقةَ العَناوين
من بينِ يدِ المَعابد
لا أعلمُ أهي لله حيثُ يُذكرُ اسمه
أم للشياطينِ حيثُ دَعواهم لِسفكِ الدَّم
أم للبشرِ وهم يَتصارعونَ في بَاحاتِها !!
أم لقضاءِ الحَاجة !!
هكذا اتناسى نَفسي
كسربٍ من النَّمل
يَسري نحو أقدامِ طفلٍ
يُقفِّزُ... وَيُقفِّز فرحاً ....
بِعودةِ أبيهِ الذي نَجى من الحَتفِ !!
لأدعَ نَاصيتي تَزدحمُ بِطلاءِ المَشيب
أُعيدُ تَرتيبَ هوةَ العَناوين
على شَكلِ روايةٍ ماتَ كاتبُها
رِوايةٌ مُصفرةُ الوَجه
كأنها مولودةٌ من أبوينِ
مُختلفين بفصيلة الدم
وَها هو يَرقانُ التَّساؤلِ 
هيمنَ على جَسدِ حقيقتِها
لِئلا تَنتهي بِخير
نَعم لاتَنتهي بِخير
كالعناوينِ نَفسها
أو أشدُّ وقعاً 
من أن تَتناسبَ طردياً مَعي
وَأنا مُنقضٌ على نَفسي
في قاعِ شُرفتي العُليا...
____________________

قَررتُ أن أتزوجَ
نعم سَأتزوجُ 
من تلكَ التي تُحيطُني بِذبذباتِها
كَصوتٍ خَفيض
يُلاحقُني منذُ الوِلادة


وَالتي لاتجيدُ التَّحدثَ مُطلقاً
إلا بِلغةِ الشَّتيمة
وَلا تَعرفُ فعلاً يُكافئُها الزَّمانُ عليهِ سِوى أذيتي
ولاتستأنف عملا يمكن الإشادة به
إلا العهر

وَالتي تَتربعُ 
على قمةِ الفرحِ وَالسَّعادة
كلما فَتحَ أحدُهم خُرطومَ المَلامةِ
بِوجهي الحَزين

وُالتي لاتنزعجُ من شيءٍ 
مثلنا تُزعجُها رَاحتي المُوصودة
بينَ الجُدران

وَالتي تَتماهى في حُبي كثيراً
مثلَ تَماهي الصَّبارِ في عزلتِهِ
حيثُ لامساس

وَالتي تّغدقُ على رَأسي
بؤسَها على شَكلِ رَطبٍ جني
من دون أن أفكرَ في هَزِّها حتَّى !!

وَالتي تُقيدُ أطرافي بِحبلٍ 
كي ترميني صَوبَ العَافية
وَتسحبُني إليها مثلَ فريسةٍ ضَحلة
وَكأنها طفلٌ يَشدُ حِجارةً بِخيطٍ صَغير
وَيَرميها في عينِ ماءٍ عَذبة
ثم يَسحبُها لِتعلقَ في الطِّين
بِحجةِ أنهُ اصطادَ سَمكةً !!

سَأتزوجُ مِنها أذن
أتزوجُ خَيبتي
نعم خَيبتي
لكنني....
لا أعدُها بِشيءٍ من الوَفاء....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفنان الجزائري محمد بورويسة يعرض أعماله في قصر طوكيو بباريس


.. الاخوة الغيلان في ضيافة برنامج كافيه شو بمناسبة جولتهم الفني




.. مهندس معماري واستاذ مادة الفيزياء يحترف الغناء


.. صباح العربية | منها اللغة العربية.. تعرف على أصعب اللغات في




.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/