الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شارع القبط التكوين4

مارينا سوريال

2017 / 5 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


فيما مضى غادرت هى الى سويسرا مرة واحدة بصحبة هدية مع خدمهن وهناك حصلت على اول قلادة منها هدية اقسمت لها ان لاتنتزع منها ابدا وستكون لابنتها ايضا مثلما فعلت جدتها مع امها ..لكنها لن تستطيع ان تفى بهذا الوعد..قلادات بيت هيدرا كانت هيلانة تتحدث عن سفر ابنها الى جنيف حتى يبتعد عن السياسة ابوه يريده شىء اخر مثل الاكابر ..هناك حيث قضت الصيف الاخير مع هدية اخبرتها انها ستعيش دوما فى القاهرة اخبرتها هدية ان جدها الاكبر عاد ووالدها ..هدية لم ترد السفر الى باريس مثلما قيل عنها من قبل هدية ارادت الموت فى بيتها بيت هيدرا وهى تشاهد حديقتها وازهارها مثلما كانت دائما ..لقد خذلتها ترى عيناها فى الظلام حزينة وهى ترقد جوار تشارلز تريد ان تخبرها انها فقط سعيدة الان لكن هدية لاتصغى ترحل فحسب ..يردد لايمكن ان تكون هدية حزينة انت مخطئة ..هى ايضا احبت فى السابق ولم تنسى هذا قط تذكرى هذا ..تتذكرهوهى ترتدى ملابسها وتخفى وجهها جيدا وترحل متخفية فى الليل ماذا لو راها عابر مصادفة ماذا لو احد سكان الحارة تتبعها ؟ لايعرف احدهم هدية او بيت هيدرا او حياتها السابقة لن تغفر لها وزارة المعارف ولا زملائها ولا تلميذاتها انها احبت ..هى من تراقب استدارة جسدها كل ليلة الى الازدياد لم تعد ملامح ايزيس السابقة كما كانت بهتت لكنها معه تنسى كل هذا لانه يتقبلها هكذا فحسب لم يرى كيف كانت ايزيس منذ سنوات مضت حينما قررت انها لن تتزوج وستصير معلمة ..معلمة وحيدة سرق منها ميراث هيدرا لانها امراة زور توقيعها وابن عم هاربا يعيش فى سويسرا ..لو رأها رجل من بيت هيدرا لكان وصفها بالسافرة فهى ترتاد الفنادق مع سارة ومارجريت فى ملبس الاجنبيات وكانها واحدة منهن تتحدث الانجليزية والفرنسية فحسب ..وعليها ان تحافظ على مظهرها كمعلمة وسط حارتها الجديدة لكنها تسمع زينب والاخريات يصفونها فى بعض الاحيان بالسافرة لانها تخرج للعمل ..كان عليها ان تغالى فى الدقة من كثره الخوف فهى ايزيس وسط الجميع واخرى يمكنها رؤية تشارلز والتفكير فى السفر معه الى الصحراء ربما العيش هناك اذا استطاعا لكنه لايكف عن مهماته لصالح انجلترا ..كانت تردد لنفسها انا لست خائنة لم اخن احدا انا فقط احببت لايمكن ان لا افعل ..فكرت فى انها نادمة على كونها صارت معلمة سافرة اهكذا تنعوت من تعلم الفتيات نحن وهبنا حياتنا لتلك الخدمة الجليلة فتربية المراة هى تربية الامة باسرها وتاهيلها كما يجب حتى تكون اما فاضلة تجيد رعايو شئون بيتها وزوجها وابنائها الامم لن تتقدم سوى تعليم الاميين والنساء تذكرت كلماتهن السابقة بعد مرور ثورة 19 والان بعد ان مات سعد واصبح هناك اخريين تخاف ..
لاغفران لك ايتها المعلمة الصبيه فى المدارس خرجوا ضد صدقى والانجليز وانت متيمة بعسكرى انجليزى من سيغفر لك ؟ شهقت استيقظت فزعة خرجت من فراشها الدافىء صوب النافذة تفتحها على مصرعيها تدخل اشعة الشمس وتطرد الظلام من غرفتها ..كانت هى هناك وحيدة لم تكن هناك فاطمة عاد الصوت اليها من جديد .منذ اسبوع فحسب علمت ان فاطمة قد ماتت وهى تضع مولدها الثالث من يصدق هذا فاطمة قد تركت كل شىء ورحلت ..لو لم يضع ميراث هيدرا لكان كل شىء اسهل الان ..اشتاقت الى الفيوم عندما كان يذهب بيت هيدرا الى هناك حيث رحلة الصيد التى ينظمها والدها لكبار رجال الدولة وليالى الحراملك التى شهدت زوجات رجال الدولة حين كان الحديث مقبولا بلا نعوت فتشعر بالغيرة من جمال اذواقهن وحديثهن هن يخرجن سافرات ويختلطن بالرجال دون اتهامات اليهن بينما ممنوع عليهن الخروج خارج الحرملك والظهور للناس هكذا تعلمت ايزيس ان رؤيتها ليست للجميع هناك حيث رات الفتيات يتحدثن عن فيكتور سميحه ومن سيقع عليها الاختيار لتكون زوجة له ونساء عائلة ويصا ومنشه وهبة وخياط كم حضرت حفلات راس السنة لديه بينما السماء تلمع فى ظلام الحرب وهى وحيدة ..فى بيت والدها رات سلفاجوس وبيناتشيس وسرفوداكويس فى بيت الاسكندرية ..وحضرت اخر حفلاتها فى بيت الموصيرى وحفلاتها لاتزال تضرب عبوس الحرب بالخارج بينما الكل يشرب نبيذ الجند وهم يقتلون ..كان تشارلز غاضبا من قادته اخبرها انه تجادل فى امر العسكريين امام الكونيل لكنه لم ينصت اليه وهاقد ارسله الى احد المهمات من جديد كانت تعرف انها ضد النازى لابد ان يتم التخلص منهم هكذا يردد تخاف من مرور الوقت من عدم عودته من توقف رسائله او سماع اخباره من خوفها من عدم قدرتها عن سؤال احدهم عنه .انها وحيدة تمام ولا تنفعها لان ثرثرة سارة حول وضع زوجها ولا تزمر مارجريت ولا تلك الفتاة البولندية التى وجدت لها عملا فى دور صغير بمسرحية لاحد الفرق الفرنسية العابره الى مصر قبل ان ترحل وربما ترحل معها البلاد تجوب المسارح ..منذ ان قررت الهروب الى الشرق فقدت شىء ما انه اكثر مااحبت اكثر من خوفها من الموت البعد عن المسرح طمانتها مارجريت انها بامكانها مساعدتها فى تدبير عمل باحد المسارح هنا وهناك يمكنها رؤية اعضاء الفرقة فلابد من عمل اولا وربما تذهب الى جورج ابيض او وهبى هل رأيتم تلك الفتاة الجديدة قالت ماجريت
من تقصدين ردت سارة بعدم اهتمام
ليلى مراد الم تستمعى الى صوتها بعد ..ايزيس ايزيس من تنتظريه فى النافذة كل هذا الوقت!
انه واحد ومن سواه سوف تنتظرالعسكرى الانجليزى
اصمتن ..لقد غادر منذ ثلاث اشهر الان اى مهمة تلك
لاتخافى الحلفاء سوف ينتصرون فى النهاية على المحور تلك الحرب لن تدوم الى الابد حينها سيعود ويبقى معك .اليس هذا ما تريدينه ايزيس؟
اتخافين لانه اجنبى
اتعلمون فيما مضى لو كنت لاازال ببيت هيدرا لما تمكنت من رؤية تشارلز ولاسمح لى به ..انا من اختارت عدم الزواج والتعليم والان حتى لو تزوجت المعلمات فلم اعد ايزيس الماضية بل اخرى انه فحسب من راى اكثرمن المعلمة
مما تخافى اذن ؟ من ان يرحل لانجلترا ولا يعود لرؤيتك قالت مارجريت
رددت ايزيس :من يعلم...من يعلم
كان غاضبا فى اخر مره قد راته فيها اخبرها انه ذهب لمقابلة كامبل الذى يدير ماركونى للراديو التلغراف فهو لم ينسب حلم برنامجه الاذاعى ابدا .تمنت لو كا موظف بالسلك المدنى المصرى مثلما فعل زوج مارجريت التى تشتكى من خادمتها التى لاتجيد رعاية صغيرها كما تريد ..
هل تشعر بالراحة لموت فاطمة حاولت تأنين ذاتها ادعاء الحزن ارتداء الملابس السوداء اعلان الحداد على موت صديقتها صديق المدرسة الداخلية للبنات صديقة الحلم والعمل والقلم الذى ماعاد يكتب من جديد ..لولا دفتر مذكراتها الذى واظبت كل مساء على الكتابة فيه مثلما كانت تفعل هدية لماتت من الوحدة..والنشوة التى اصابتها عندما بدأت ترسل خطابات مجهلة الاسم لسارة ومارجريت لمديرة مدرستها الجديدة وبعض الزميلات تصفهن بشدة كما تراهن من دون كذب عندما تكتب خطاب احتجاجى على اقتصار تعيين المديرات بمدرستها على الاجنبيات دون المصريات على تعيين نبوية موسى وهى غير جديرة كما تراها بهذا المنصب وهناك من هن احق منها ..تردد يكفى يكفى يا فاطمة الملك نفسه يحب الانجليز ويحتمى بهم من النحاس والنحاس يريد ان يصبح ملك الشعب ونبوية مع الملك واين انت يا فاطمة تركت مدرستك وتزوجتى بمن ارادوا وانجبتى وقتلوك وانت تنجبين ؟ علمت ان ولدك الاكبر قد امسك به عده مرات فى تظاهرات ضد الانجليز انه يشبهك لايشبه ابيه ..علمت انه خرج مع بقيه الطلبه وعادوا الى مدرستهم من جديد ..لن تقوم ثورة اخرى مثل ثورة 19 ترتدى النسوة الملابس الافرنجية خاصا بنات العائلات الكبرى ..تعرفت على مدام رومنى انها خياطة بارعة لاتعرفها سارة او مارجريت انها حتى لاتعرف اسمى الحقيقى تختار لى افضل التشكيلات الحديثة ..اتعلمين اننى ندمت الان على عملى فى التعليم لايسمعون سوى اسم نبوية وكانها لوحيدة التى تعلمت والوحيدة التى ضحت ببيت وزوج واولاد لاجل ان تعمل معلمة هى تحصد الترقيات والعدوات من قبل زملائنا مدير المدارس فترحل من مدرسة الى اخرى لاتزال تكتب بالجرائد ..فقدت بيت هيدرا يا فاطمة حفيد عزيز كان اخ لجدى استولى على بيت هيدرا ولكن قدمه لم تعرفه بعد ..اتعليمن انى اشتقت لنافذتى القديمة ..الان عليه ان اطهو لنفسى لولا سارة لمت جوعا انها تعلمنى الطهو انا لاابرع فى شئون المطبخ ولن افعل اخبرت تشارلز بهذا قال لاباس سيكون لدينا خادمة او اثنين لشئون البيت ..انه ليس شرقيا ..عرفت فرويد بالمصادفة ..هل اريد ان اصبح رجلا اتعلمين ربما الم يكن اسهل العيش كرجل فى عالم الرجال ..ولدك الثانى ليس مثل اخيه سيصبح تاجر مثل ابيه اما الصغير ..لااعرف كيف اخبرك لكن زوجته الجديدة تعتنى به الان لقد تزوج منذ شهر واحد ..ابنك الاكبر يعيش مع خاله الان ..سيصبح سياسى لن يكف عن التظاهر انه احد اعضاء الوفد ..ربما قد قابل مصطفى بمكان ما الان ولكن لايعرفه ..غريب اليس كذلك؟ اتعرفين ساخبرك بامرا لم اخبر به سارة او مارجريت ..اشك ان تلك البولندية تراقبنى استيقظ اجدها تتجول ليلا بالقرب من غرفتى بدات اشك بها ولكن لااملك سببا لطردها من الشقة ستغضب سارة منى اذا علمت بطردها ..ارسلت قصة كتبتها هدية الى صحيفة الوطن باسم باسيلى هيدرا وقد فعلوها وقاموا بنشرها فى العدد الماضى هاهو امامى اطالعه وانا اكتب اليك الان..فاطمة احفظى سرى فقد جازفت وارسلت اخرى اليهم ولكنها تخصنى انا تلك المره انها عنا نحن الاربع انا وانت وسارة ومارجريت ..تلك البولندية تخيفنى تقول انها وجدت لها عملا بمسرح جورج ابيض وربما تجد لها دور فى احدى رواياته لقد دعتنى للذهاب ..تريدين ان اذهب مشكوفة وانا اجلس فى الصف المختلط كما الاجنبيات اما الجميع ..لا انها مجنونة لم اوافقها قبل ان اتاكد من اننى ساكون بقسم النساء غير الاجنبيات ..لن اخبر تشارلز عن هذا .
دخل سير روبرت الى حياتنا بشكل مفاجىء ..كانت مارجريت قد افتتحت محل التحف والاثاث الذى طالما حلمت به ودعتنا الى حفل شاى لديها هناك ..حيث كان هو يبحث بعينه عن تحفته الهندية قال انه من وجدها واحضرها الى هنا ولكن سرقةاللصوص فى الطريق .كانت زوجته جوليا الامريكية تضحك وهى تراقب الخزف الصينى الفرنسى بينما يلمح مارجريت بعينيه ..تعلمت ان انام بنصف عين مفتوحة اراقب البولندية طوال الليل وهى تتجول فى البيت كنت افكر فى طريق لاتخلص منها كل ما كنت افكر فيه انها قدمت وهى تعلم بشأن قلاداتى انها مجرد لصة اتذكر ذلك اليوم الذى عدت فيه من عملى لاجلس مع قلادات امى اتحسسها واوراقها عندما لمحتها هناك تتحرك عندما سألت سارة عن عمل السكندرا الحقيقى قالت انها تعمل ببوفية المسرح لقد كذبت عليه ولا يوجد دور لاجلها ..لايأتيها سوى رجل ينتظر كل ليلة فى السادسة مساء ..اعين اهل الحارة تزجرنى تخيفنى حتى ام سمعان ما عادت تاتى مثل السابق ربما لانى لم اوافق على الذهاب معها الى مساء الاحد حيث الصلاة..كنت اسمع صوت زينب من خلف المشربية ستجعل بناتنا مثلها لن اوافق على تعليم ابنتى ما التعليم الا تعليم البيت ولسنا مثل اولاد الاكابر فتياتهم ترتطن بالفرنسية والانجليزية سافرات اخبرتها لسنا مثلهن ولا تلكالمعلمة كله من جراء نصحى افندى نحن حارة حرة ولن نقبل بامراة تعيش بمفردها دون رجل وكل يوم هناك امراة غريبية تسكن لديها وكلهن خواجات من يدرى ربما احداهن تحضر الرجال كما يقولون عنهن الى منازلهن وهل نسمح بهذا ؟ ام سمعان قدمت لى سرا ليلة امس نساء الحارة غاضبات وقد منعوا البيع لى قلت لها انا امراة وحيدة ومهنتى ان اعلم الفتيات ولست الوحيدة قالت لاامراة تعيش بمفردها نصحى افندى تعيشى انت لاامراة تعيش من دون رجل فى حارة مثل حارتنا وتلك الخواجاية تحضر رجلا على اطراف حارتنا امام الجميع دون خشى او خوف وربما...ربما لديك ايضا ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب.. موجة عنف تجاء النساء المؤيدات لمدونة الأسرة


.. حرام في في هذه الحالات .. حكم مهنة المرأة لـ«ميكب أرتست» وت




.. عوام في بحر الكلام - أبنة الشاعر حسين السيد بتحكي عن دور وال


.. مهرجان بيروت الدولي لسينما المرأة انطلق.. واكثر من 70 فيلما




.. انتقال التحيز ضد النساء من الواقع الحقيقي ا?لى الافتراضي