الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ما خلف الضربتين؟! ((وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة)) القسم الخامس) أجزاء المقال الثلاثة (ج2)

خلف الناصر
(Khalaf Anasser)

2017 / 5 / 3
مواضيع وابحاث سياسية


نعيد التذكير بأننا قد نوهنا في بداية هذه الدراسة ، إلى أن ما خلف الضربتين ـ الكيميائية والصاروخية ـ لسورية ، يكمن مشروع خطير وكبير بُدء بتنفيذه منذ أواسط تسعينات القرن الماضي.. وقد اتخذت تلك الضربة الكيميائية المزعومة ذريعة، لضم أجزاء من سورية إلى هذا المشروع الخطير .. وفي بداية مقالنا التمهيدي لهذه الدراسة: الأول (1)] قلنا بالحرف الواحد:
((مقال تــمــهــيــدي:
تبدو معطيات الأوضاع الحالية، أن العدوان الذي قامت به الولايات المتحدة على سورية الدولة ذات السيادة والعضو في الأمم المتحدة قبل عدة أيام سوف لن يكون الأخير، إنما ستتبعه عدوانات مشابهة كثيرة، وسيكون للأردن فيها جميعها دور كبير أعد لها وأعدت له منذ زمن طويل..وربما ستفرض الأردن ـ طبعاً بمساعدة أمريكية صهيونية ـ (منطقة عازلة) في جنوب سورية على الحدود المحاذية لها، شبيهة بــ (المنطقة العازلة) التي فرضتها تركيا في شمال سورية، لتقطيع أوصال سورية وضمها إلى مشروع أكبر يجري العمل به حالياً، وتم الاشتغال به والإعداد له منذ أواسط تسعينات القرن الماضي!!.)).....إلى آخر ذلك المقال!!
وها هي الأخبار المتسارعة تشير إلى أن الولايات المتحدة والأردن والكيان الصهيوني ومعهم ما يسمى بــ " التحالف الدولي " يريدون فتح الجبهة الجنوبية مع سورية بذريعة محاربة (إرهاب داعش والنصرة) لكن الغرض الحقيقي هو فصل الجنوب السوري ـ درعا وما جاورها ـ عن سورية وضمها إلى ذلك (المشروع الخطير) الذي يجري الإعداد له في المنطقة منذ زمن طويل!!
وكما صدقت قراءتنا في هذه اللحظة الآنية ، سيجد القارئ الكريم قراءات صادقة كثيرة مشابهة لها [في مقالنا الأصلي بأجزائه الثلاثة والذي كتب قبل ثمان سنوات ونشر في جريدة العربية البغدادية]..طبعاً إذا ما قرأ هذا المقال (والهوامش الموضحة لبعض نقاطه) بتمعن .. وأريد هنا أن أنبه فقط إلى بعض النقاط المهمة التالية:
إن هذا هو (الجزء الثاني من المقال) وقد نشرته جريدة " العربية " البغدادية الأسبوعية بتاريخ: 2009-7-11 عدد: 167.
النص: الموضوع بين مزدوجين هكذا ((....)) تعني أن النص منقول عن مصدر آخر .
الجملة أو الكلمة: الموضوعة بين قوسين هكذا (......) تعني أنها موجودة في النص الأصلي للمقال .
الجملة أو الكلمة: الموضوعة بين قوسين متعرجين هكذا {.......} تعني أننا وضعناها لاحقاً للمقال ، لأهمية هذه الجملة أو للفت النظر إليها .
الجملة أو الكلمة: الموضوعة بين قوسين مربعين هكذا [......] تعني أنها تعليق على بعض النقاط الواردة في المقال وليست موجودة في نصه الأصلي .
**************************************************
(نص المقال)
وصفة بريجينسكي..والأقاليم التسعة

إن تفتيت المنطقة العربية وتصفية فكرة " القومية " العربية هدف غربي قديم سابق لوصفة بريجينيسكي بعدة أجيال ، وربما يرقى إلى الحروب الصليبية . وما كان تمزيق الوطن العربي باتفاقيات سايكس/ بيكو وزرع الكيان الصهيوني بين أضلاعه وإجهاض الثورة العربية الكبرى والثورة الناصرية وعدوانات 1956 و 1967 إلا محطات مفصلية على طريق هذا الهدف الغربي القديم .. وهذه كلها أحداث ووقائع سبقت بريجينيسكي بوقت طويل ، لكن ما امتازت به الوصفة {البريجينيسكية} على غيرها من الوصفات ، أنها حددت أهدافاً واضحة ووضعت طرقاً عملية لتصفية {الفكرة القومية} وتفتيت المنطقة العربية وتمزيق الأمة العربية .. وهذا ما نعيش تفاصيله المريرة اليوم على كل الجبهات الداخلية والخارجية!! [ نذكر: هذا الكلام كان قبل ثمان سنوات وقبل ظهور داعش والنصرة...إلخ]
وكانت خمسينيات وستينيات القرن الماضي كأنها قمة الجبل الذي بلغته القومية العربية ، ثم انحدرت منه في سبعينيات القرن الماضي (تاريخ الوصفة البريجينيسكية) إلى هاوية سحيقة لا زالت تغوص في مجاهلها .
{لكنها} قبل هذا التاريخ كانت الأمة شعوباً ـ وأنظمة: (صدقاً أو نفاقاً) ـ موحدة على أهداف إستراتيجية واضحة كل الوضوح:

o عدو واحد هو الكيان الصهيوني .. وحدة عربية تلم شتات الأمة .. نهضة عربية شاملة تبني كيان الأمة ..عِلْمْ يقيني يقود كل خطواتها .. وأفكار علمية وعصرية وتنويرية وتحديثية وتقدمية تتسرب في كل خلاي المجتمع .. وأخيراً قائد عظيم أجمعت الأمة على قيادته للأمة ومسيرتها نحو المستقبل هو القائد جمال عبد الناصر .

لكن {بعد ذلك التاريخ} أخذت تلك الأهداف القومية بالانهيار الواحد تلو الآخر ، فهدف الوحدة العربية كان زاداً يومياً للجماهير ، وكانت بعض الأنظمة تنصب (وزيراً للوحدة) .. هذا الهدف أخذ بالتراجع والانحسار حتى لم يعد يذكره أو يتذكره أحد [ أما اليوم فقد تمزقت كل المدن والأحياء الأقطار العربية بدلاً من أن تتوحد] ونمت الروح الإقليمية إلى الحد الذي فكك كل مقومات الأمن القومي العربي ، وتصاعدت الخلافات العربية إلى مستوى استخدام السلاح بين قطر عربي وآخر (مصر وليبيا ، مصر والسودان حول حلايب ، العراق والكويت ، الجزائر والمغرب......إلخ).. وأكثر من هذا اشتراك قوات عربية مع الأمريكان والصهاينة والغربيين في ضرب العراق وتدميره عام 1991 ثم غزوه واحتلاله عام 2003. [وجاء الدور الآن على سورية]
ولولا تسهيلات ومشاركة بعض الأنظمة العربية المحيطة بالعراق ، ما كان ممكناً احتلاله من قبل القوات الأمريكية ، وإيصاله وإيصال الأمة العربية والمنطقة العربية إلى هذا الوضع المُدَمِر على كل المستويات والصعد .

كل هذه الأحداث المتلاحقة أدت إلى تفكيك النظام الرسمي العربي ، وكل مؤسسات العمل العربي المشترك ، بدءاً باتفاقية الدفاع العربي المشترك والسوق العربية المشتركة وصولاً إلى الجامعة العربية نفسها .. مما أدى بالنتيجة إلى الاجهاز الكامل على كل ما تبقى من أشكال الروابط العربية .
وهذا الانهيار والتفتت والتفكك على المستوى الرسمي العربي ، أدى بالمقابل إلى انهيار وتفتت وتفكك مماثل على المستوى الشعبي والاجتماعي العربي .. وغابت أو غيبت عنه {الفكرة القومية} الجامعة للأمة .. وتنازل (سقف الأحلام والآمال العربية) من قمته العالية شيئاً فشيئاً إلى مستوى الأرض اليباب . وهرست المجتمعات العربية وتفككت إلى طوائف وأديان ومذاهب وأعراق وقبائل ومفاهيم وأفكار ظلامية وتكفيرية ورجعية متخلفة ، ورجعت إلى الماضي تنبش في مشاكله وزواياه المظلمة.. {ف}غابت عنها أنوار العصر وأفكاره ومنجزاته وآمال التحديث والنهضة المستقبلية والوحدة القومية .
ولو رجعنا إلى وصفة بريجينيسكي ثانية نجد:
أن كل ما حدث وما يمكن أن يحدث للأمة العربية والمنطقة العربية من {تصفية الفكرة القومية} وإحياء للروح الإقليمية والعرقية والمذهبية والطائفية والقبلية..............إلخ يقع ضمن (قائمة مفردات وصفة بريجينيسكي) ويعتبر تمهيداً وبناءً {لأرضية وبنية تحتية} لأخطر ما ورد في قائمة بنود تلك الوصفة على الإطلاق وهو:
o ((سوف يكون هناك شرق أوسط مكون من جماعات عرقية ودينية مختلفة على أساس مبدأ الدولة / الأمة تتحول إلى كانتونات يجمعها إطار إقليمي))
أي أن هذا البند يعني ـ بصريح عبارة بريجينيسكي ـ تحويل كل جماعة عرقية ودينية إلى أمة ودولة ، وربط هذه الدويلات ببعضها ((يجمعها إطار إقليمي كونفدرالي)) وبهذه الطريقة تتفتت وتتمزق الأمة العربية والمنطقة العربية[وهذا هو بالضبط الذي يحدث للعرب الآنً] ويمكن أن تكون بداية تطبيق هذا البند الخطير من الوصفة بــ " مشروع الأقاليم التسعة " .

فما هو هذا الــمــــــــــــــــــــــشــروع؟؟:

بعد (اتفاقيات أوسلو) عام 1993 بين الكيان الصهيوني ومجموعة ياسر عرفات ، طرح {شمعون بيريس} الرئيس الحالي ـ أنذك ـ للكيان الصهيوني تصوراته عن ما يجب أن تكون عليه المنطقة العربية بعد تلك الاتفاقيات ، وما تليها من اتفاقيات {مماثلة} مع أطراف عربية أخرى .. {وقد} طرح تصوراته تلك في كتاب أسماه " الشرق الأوسط الجديد " !.
ويكاد يكون بيريس هو الشخص الثاني بعد بريجينيسكي الذي يستخدم مصطلح " الشرق الأوسط الجديد " في السياسة الدولية ، وتربط بين الرجلين علائق وشيجة ، وكانت الوصفة {البريجينيسكية} تشكل الصورة الخلفية لما يراه بيريس للشرق الأوسط الجديد .
ثم وقعت { اتفاقيات وادي عربة} بين الأردن والصهاينة عام 1994 ، فتكامل الضلع الثاني لمشروع {الأقاليم التسعة} القائم على ثلاثة أضلاع ، ولم يتبق منه إلا الضلع الثالث العصي الذي يمثله العراق .
وحينما وصل (جورج دبليو بوش) إلى السلطة عام 2000 تبنى هذا المشروع تحت أسماء {الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الموسع} ووسع دائرته لتشمل الوطن العربي بكامله والعالم الإسلامي برمته . وقد أدمج بوش في مشروعه هذا تصورات بيريس والأفكار الجوهرية لــ {وصفة بريجينيسكي} وما أضافه الإستراتيجيون الأمريكيون وخبراء CIA {إليهما} .
ثم افتعلت أحداث {11 سبتمبر} واحتل أفغانستان ، ثم غزا العراق وأحتله ، وهكذا تكاملت حلقات هذا المشروع الخطير ، وبُدء بالتنفيذ الفعلي لــ {وصفة بريجينيسكي} بصورتها الموسعة .
لكن المقاومة الباسلة في العراق {قبل أن تتمذهب وتتوهب وتكفر} أربكت هذا المشروع وجعلته يترنح ، ثم اشتدت مقاومة طالبان في أفغانستان وتصاعدت بصورة مثيرة .
وبعد هذه التطورات الخطيرة دخلت الولايات المتحدة ، وأدخلت العالم معها في أزمة مالية واقتصادية كبيرة ومعقدة وطويلة الأمد .. ثم سقط بوش وإدارته ومعهم المحافظون الجدد .
لكن مشروع الشرق الأوسط الجديد أو الكبير أو الموسع نفسه لم يسقط بعد ، وعهد بتنفيذ أجزاء منه إلى أدوات محلية [منها السعودية وتركيا وقطر والأردن وسلطة عباس وداعـــــــــــــــــــش والنصرة وباق التنظيمات المسلحة والمتأسلمين] .. وتكون بدايته بمشروع {الأقاليم التسعة} .
ـ يتبع في الأسبوع القادم ـ))
[يــــــــــــــــــتــــــــــــــــــــــــبــــــــــــــــــــــــــــع]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254