الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وحدة اليسار العراقي : خلاصة قراءة متجددة

وليد يوسف عطو

2017 / 5 / 4
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



تبرز اهمية جلوس قوى اليسار العراقي على طاولة مستديرة في ظل سقوط السرديات الكبرى والايديولوجيات الحزبية ,وانهيار مشروع الدولة الوطنية والقومية .وفي ظل هيمنة قوى النيوليبرالية المعولمة والاسلام السياسي , وسيطرة الفئات الطفيلية الرثة والعسكر على السلطة في البلدان العربية ,وتراجع الحريات وانعدام التنمية في بلداننا .

لذا يبرز مشروع وحدة اليسار العراقي كنوع من الضرورة يفرضه الواقع العراقي للتوحد حول برنامج مشترك يتضمن استقلالها الفكري والتنظيمي ويعمل على توحيد جهودها للقيام بفعاليات وانشطة مشتركة على مختلف الصعد .وتبرز ايضا اهمية العمل في صفوف الشبيبة والطلبة وفي التجمعات السكانية.

من اشكاليات اليسار العراقي :

1 – تعريف معنى اليسار:كلمة ( يسار ) كلمة ضبابية وفضفاضة وغير محددة .ورغم ان كلمة يسار نتاج الثورة الفرنسية ,الا انها اتخذت اثناء الحرب الباردة ومابعدها معنى ايديولوجيا وثنائية استقطاب وفق سياسة التاطير ( يساري – يميني),(تقدمي – رجعي)..الخ .لذا برزت اهمية جلوس قوى اليسار العراقية في اللقاء التحاوري الاول لليسار العراقي بتاريخ 26 نيسان – ابريل 2017 حيث ادار اللقاء السيدين فرحان قاسم وكامل عبد الرحيم .وقد توسعت اللجنة الى ثمانية اعضاء .
مقالتنا(اللقاء التحاوري لليسار العراقي )والمنشورة على الرابط التالي :

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=556914

ان اجتماع اطراف اليسار العراقي والاقرار بالتعددية الفكرية والتنظيمية للاحزاب الشيوعية والماركسية والاقرار بوجود عدة ماركسيات ادى عمليا الى الغاء مصطلحات العمالة والتخوين وماشابه ذلك من مصطلحات .لذا على قوى اليسار العراقي فتح ورشة فكرية من اجل انضاج الافكار وتداولها والوصول الى توافقات فكرية وسياسية مشتركة والعمل على تطبيقها .

2 – عدم وجود منظمات مجتمع مدني مستقلة تماما عن الاحزاب , الا ماندر .وبالتالي اصبحت الاحزاب والايديولوجيا هي المسيطرة على منظمات المجتمع المدني ,دون النظر الى تجاوز الوقائع على الارض في العراق وفي العالم , بسبب تراجع دور الاحزاب السياسية وتقدم دور النقابات ومنظمات المجتمع المدني ,ووسائل التواصل الاجتماعي والاعلان التلفزيوني والالكتروني وشاشات الحواسيب والهواتف الذكية .

ويكفي متابعة احداث مباريات فريقي لشبونة وريال مدريد في الشارع العراقي وانغماس الاطفال والطلبة والشبيبة وحتى المثقفين في متابعتها وتحليلها لنكتشف قوة تاثير الدعاية والاعلان والاعلام على المواطن العراقي .
3 – جمود معاني المصطلحات التي يستخدمها اليسار العراقي واستخدامها كما كانت في فترة الحرب الباردة , ومحاولة اعادة استنساخ التجارب الاشتراكية .
4 – عدم قدرة اليسار العراقي على ايجاد تمويل ذاتي له لاصدار صحيفة يومية تتحقق فيهاجميع الشروط المعيارية للصحيفة الناجحة ,والتي تعتمدعلى الاخراج الطباعي الراقي . وعلى جاذبية الصورة والكلمة , وعلى الاعمدة اليومية والاسبوعية والتنوع في الصفحات . وتكوين كادر شبابي لادارة الجريدة .حيث تبرز ضرورة عمل الشباب في هذه المطبوعات لكي تعكس مشكلاتهم وثقافتهم ونظرتهم الى الواقع والى المستقبل .

5 –عدم قدرة اليسار العراقي على تجاوز اخطائه وتقديس رموزه وسياساته وتراثه السياسي .
6 – عدم التعويل على مفهوم الكتلة التاريخية لاختلاف ظروف العراق عن ظروف مجتمعات اميركا اللاتينية .

خلاصات واستناجات :

اتمنى على اليسار العراقي استبدال شعار (الدولة المدنية) بشعار (الدولة العلمانية ).لان الاسلاميين يدعون ايضا الى الدولة المدنية , ويقصدون بها الدولة التي تطبق الشريعة الاسلامية.هذا الخلط بين المفاهيم والمصطلحات يعمل على فقدان اليسار لتاثيره في الشارع العراقي .الخلط بين المصطلحين يشبه عقيدة الكنيسة المسيحية والقائمة على الايمان بصاب وموت وقيامة المسيح .اما اذا قالت الكنيسة بان المسيح لم يصلب ولم يموت بل شبه لهم , فقد تحولت الكنيسة الى الاسلام وخرجت من نطاق المسيحية.

كتب الاعلامي عماد جاسم عمودا في الصفحة الاخيرة من جريدة المشرق الصادرة في بغداد ليوم الثلاثاء 2 آيار 2017 جاء فيه بان خطوة اللقاء التحاوري الاول لليسار العراقي جاء كمحاولة لتكوين جبهة مضادة لتحالفات الاحزاب الاسلامية والتمهيد لدخول الانتحابات القادمة بتوجهات تتقارب مع شعارات الحراك الجماهيري المطالبة بالاصلاح وانهاء المحاصصة الطائفية – الاثنية .

ويتساءل عماد جاسم :
( هل يمتلك اليسار العراقي ارضية شعبية تمكنه من ذلك ؟وما مدى واقعية افكار اليسار الجديد الذي بدا التنظير له في اجتماعات تمهيدية لعدد من المهتمين بتوحيد الصفوف اليسارية والاشتراكية؟).ويكمل عماد جاسم ( الايتطلب هذا الحال الى معرفة مزاج الشارع اليوم الذي يعده الكثيرون مزاجا اسلاميا ؟وربما يتطلب ايضا التعريف بمفهوم اليسار الان الذي يلفه الغموض والضبابية . اذ ان الخطوة لابد ان تكون ممهدة لمواجهة حقيقية لاخطاء اليسار وكبواته واخفاقاته السابقة , وان يرافق الحراك السياسي حراكا ثقافيا واجتماعيا ).في الختام يؤكد عماد جاسم اعتراضه الاتي :
( وربما اكثر الاعتراضات التي طرحت اثناء عقد الملتقى اليساري تتوقف عند غياب الاطار النظري للتجمع وعدم حضور شخصيات ومنظمات واحزاب يسارية متعددة ,بل كان الملتقى تجمعا للشيوعيين السابقين وبعض الشخصيات المتعاطفة مع الحزب الشيوعي , ما اعتبره البعض مؤشرا على غياب الجدية في مد جسور التواصل مع تيارات قومية او احزاب وشخصيات متنوعة مؤمنة بعودة اليسار ,لكن ضمن اطار تنظيري واقعي وتفعيل حوارمتعقل ينسجم مع مصالح البلد في ظل تحولات سياسية واجتماعية تتطلب فهما عميقا لطبيعة المرحلة المصيرية التي تتطلب بالتالي الكثير من التسامح وانهاء الخلافات الثانوية والصراعات السابقة ).

خاتمة المقال :

1- لقد تمت تسمية السيد كامل عبد الرحيم منسقا للقاء التحاوري اليساري , على ان تكون صفحته الشخصية على الفيسبوك مكانا مؤقتا لادبيات ووثائق اللقاء حتى اعدادالصفحة الالكترونية الخاصة باللقاء.
2- التاكيد على توضيح معنى اليسار والفكر اليساري في العراق .
3- اتمنى ان تضم اللجنة المنبثقة عن اللقاء التحاوري عن ممثلين للاحزاب الشيوعية التي شاركت في اللقاء حتى لايتسم عمل اللجنة بالهيمنة من طرف واحد ومد جسور الثقة بين اطراف اليسار العراقي .
4- لازالت الاحزاب الشيوعية في العراق تفكر بعقلية العقل الدائري الجماعي(عقلية القبيلة الشيوعية) وليس بالعقل الفردي الحر .
5- على الاحزاب الشيوعية تثقيف منتسبيها وجماهيرها باهمية العمل اليساري المشترك واهمية تبادل الحوارات للوصول الى قناعات وفعاليات مشتركة .
نعم لوحدة اليسار العراقي !
لنعمل من اجل حاضر ومستقبل شعبنا وبلدنا العراق
لنعمل من اجل اجيالنا القادمة !








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العزيز وليد الورد
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 5 / 4 - 20:11 )
الجزيل الاحترام
شكراً لك اخي الفاضل على ما تتفضل به عن موضوع الساعة في الداخل العراقي
و شكراً لاشراكنا معكم عن بُعد لتضعنا بالصورة
نتمنى لكم التوفيق و نتمنى ان يتصاعد الاهتمام بالموضوع
الطريق طويل و صعب...لكن السير فيه ليس صعب فهو مفيد لليوم و الغد
دمتم بتمام العافية
رافقتكم السلامة اخي العزيز


2 - الاخ عبد الرضا حمد جاسم المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 5 / 4 - 22:43 )
اسعدني حضوركم وتعليقكم على مقالتي ..
نعم..الطريق صعب وطويل ولم اكتب كل شيء بل كتبت الاشياء المتيقن منها فقط ..

الخطوة الاولى كانت ناجحة وننتظر اللقاء الثاني قريبا..

اتابع مقالااتكم عن الانتخابات الفرنسية..

ااكرر شكري اليك لتناولك الانتخابات الفرنسية ..اليوم اصبح عندي صورة واضحة عن الوضع الفرنسي..

ختاما تقبل وافرمودتي وتقديري واحترامي ..

ننتظركم في زيارتكم القادمة الى بغداد ..


3 - التفكير المريض
جاك حكيم ( 2017 / 5 / 5 - 05:30 )
التفكير المريض يقول أن هناك عدة ماركسيات
بينما الماركسية تقول بقيادة المجتمع حتى الوصول لدولة دكتاتورية البروليتاريا وما تبقى إنما هو فراطة وهذيان


4 - التنوير لا اليسار
متابع ( 2017 / 5 / 5 - 08:06 )
تحية طيبة
نحن لسنا بحاجة الان لا لليسار ولا لوحدة اليسار. نحن بحاجة الان للتنوير ولتيار تنويري عقلاني.
التنوير ياتي من اليسار ومن اليمين والظلامية تاتي من اليسار ومن اليمن ايضا.
لقد بنى اليسار صروحا فوق الرمال وقد انهارت تلك الصروح وسادت الظلامية لاننا لم نمر بمرحلة التنوبر.
انا معجب بكتاباتك خاصة عن العهد الملكي المجيد
شكرا ودمت بخير


5 - السيد متابع المحترم
وليد يوسف عطو ( 2017 / 5 / 5 - 16:49 )
ارحب بك .. واسعدني اعجابكم بمقالاتي ..

وحدة اليسار العراقي جزء من التنوير

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=553734ر ..

اتفق معك عن ضرورة تبديل اسم اليسار بكلمة اخرى لان اليسار الاوربي بدا يقترب من اليمين كما اقترب اليسار الاسرائيلي من اليمين المتطرف ايضا والتقى اليسار العربي باليمين .. وفي اكثر من لحظة تاريخية التقى اليسار العراقي في لحظة طفولية باليمين وبالقوى الدولية المعادية لمصالح الشعب العراقي.


6 - مقال يشبه النكتة
علي حبيب ( 2017 / 5 / 6 - 11:53 )
مقال بلا طعم يكتبه مبشر عن موت التاريخ
وعن موت الحزب.. وموت الفكرة الجماعية.. ويبشر بالفردية الانطولوجية..
ويدعو الى تغيير اسم اليسار بالقاء صبغة (جوتن) الصفراء فوقه لكي ينتصح اليسار بحكمته ويدعوه احمر..
انها مقالة (تخر) سوء فهم من السطر الاول بل (ناكعة) بجهل الحقائق السياسية اليومية والمتكررة والبسيطة -على حد تعبير (المرحوم) غرامشي طيب الذكر وصاحب فكرة العصر والفكرة الحداثية عن التغيير وجوهره التي انبنت لديه على عنصري التناقض (الهيمنة والمقاومة).. ولكم وللسامعين تحياتي....


7 - الى على حبييب
emad ( 2017 / 5 / 6 - 17:19 )
بالرغم انى لست متابع جيد لا حوال العراق
لكنى متابع جيد للسيد الباحث وليد يوسف عطو
هو اكبر من تفهمه
انت فى حاجه الى البحث والتعليم
ليس والبحث وليد جاهلا
من لم يقهم كلامه هو الجاهل
على ليست لى اى معرفه شخصيه للباحث وليد

اخر الافلام

.. الشرطة الأميركية تعتقل عدة متظاهرين في جامعة تكساس


.. ماهر الأحدب: عمليات التجميل لم تكن معروفة وكانت حكرا على الم




.. ما هي غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب؟


.. شرطة نيويورك تعتقل متظاهرين يطالبون بوقف إطلاق النار في غزة




.. الشرطة الأرمينية تطرد المتظاهرين وسياراتهم من الطريق بعد حصا