الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تنازلات حماس تتلاحق

محمود فنون

2017 / 5 / 5
القضية الفلسطينية


تنازلات حماس تتلاحق
محمود فنون
5/5/2017م
لم يمض وقت طويل قبل أن يفسر خالد مشعل جوهر الوثيقة الي أعلنها في 2/5/2017 إي قبل ثلاثة ايام من اليوم .
فبعد يومين فقط أي في 4/5/2017م توسع مشعل في بند رقم 20 وأكد أن حماس تقبل بالمفاوضات ولكن إسرائيل غير جاهزة . سنرى :
يند رقم 20 في الوثيقة المتعلق بالموافقة على إقامة دولة فلسطينية في حدود 1967م في الضفة والقطاع :
" فإن حماس تعتبر أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على خطوط الرابع من حزيران/ يونيو 1967، مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة."
إن المطالبة بإقامة مثل هذه الدولة وعلى لسان وثيقة حماس قد جاء تكرارا لمطالبة منظمة التحرير بإقامة مثل هذه الدولة على اراضي الضفة والقطاع .
وكانت مطالبة المنظمة حالة من تدهور موقفها السياسي وتنازلها عن المطالبة والنضال من أجل تحرير كل فلسطين التاريخية .
وقد انشقت الساحة الفلسطينية وظهرت جبهة الرفض الفلسطينية مقابل عرفات ومن معه.
لم يتأخر خالد مشغل سنة او حتى شهور ليؤكد أن وثيقة حماس جاءت من أجل تكريس هذه الصيغة .
إن كل بنود الوثيقة عبارة عن إطارا تجميليا لهذه الصيغة الجديدة .
قال مشعل عن المفاوضات كما نشرت الرسالة نت نقلا عن الأناضول: "التفاوض مع الأعداء مشروع من حيث المبدأ حين يلزم؛ فهو سياسة قابلة للتغير؛ فمن حق أي حركة أو دولة أن تفاوض عدوها حين يكون ذلك ضرورياً ومحققاً لغاياته، بشرط اختيار اللحظة المناسبة التي يكون فيها ميزان القوى والوضع على الأرض مناسباً ويجبر العدو على التسليم بحقوقنا، وتاريخ أمتنا والأمم الأخرى حافل بالأمثلة على ذلك. "
هنا شرٍع التفاوض سياسيا دون ان يدعم ذلك بأسانيد من الآيات والأحاديث. تحدث خالد مشعل كسياسي وفتح الباب للتفاوض وتشريع التفاوض.
ولكن قال خالد مشعل : سياسة الحركة في هذه الفترة الحالية هي عدم التفاوض المباشر مع (إسرائيل)"،
لماذا ؟ هل لأن التفاوض الآن حرام أو لأن حماس لا تحمل تفويضا من الشعب الفلسطيني ؟
لاـ بل لأن إسرائيل ليست جاهزة أو ليست مستعدة للتفاوض : " فالعدو لم يجنح للسلام ولم يعترف بحقوقنا" فما أن يجنح حتى يجد حماس جالسة على كرسي المفاوضات ولكن إن قبلها !
إذن وفقا لخالد مشعل : فإن حماس جاهزة للتفاض مع إسرائيل ولكن إسرائيل لا تجنح للسلم ويقول : " ولا يشعر ( العدو) اليوم أن هناك ما يجبره على التراجع والانسحاب والاعتراف بحقوق شعبنا؛ وبالتالي فالتفاوض هنا غير مجد ومخاطره كبيرة."إذن لماذا تطرح المفاوضات من الأساس؟؟ وبناء على رغبة من ؟
واستمر مشعل وتهور في الحديث وأخذ يهاجم إسرائيل دون خوف لإنها لا تفاوض جيدا ...
" وذكر مشعل بأن (إسرائيل) "اعتادت استخدام التفاوض كعلاقات عامة لخداع العالم بأنها تريد السلام؛ وتستغل كذبها وخداعها هذا لفرض المزيد من مشاريعها في الاستيطان وسرقة الأراضي والتهويد وتغيير الواقع على الأرض بما يحول دون أي خيارات مستقبلية." وهذه كما هو واضح شكوى ضد إسرائيل بأنها " تستغل كذبها وخداعها هذا لفرضالمزيد من مشاريعها في الإستيطان وسرقة الراضي والتهويد.. أي يشتكي على إسرائيل ويتهمها أنها لا زالت تنفذ مخططات المشروع الصهيوني من أجل تهويد كل فلسطين .
وأضاف قائلاً، إن (إسرائيل) تستغل هذه المفاوضات في استنزاف سقوف المواقف الفلسطينية والعربية؛ وإغراق المفاوض الفلسطيني والعربي في التفاصيل، والبدء في كل جولة جديدة من حيث انتهى التنازل والتراجع في الجولة التي سبقتها، وهذا أمر بالغ الخطورة." أي ان إسرائيل في كل جولة مفاوضات تستنزف المفاوض الذي يقدم التنازلات دون مقابل . ولكن في الجولة الثانية تبدأ معهم من حيث وصلوا في التنازلات لتحصل على تنازلات جديدة دون مقابل وتظل تتقدم بمشروعها الصهيوني بينما الفلسطيني يتراجع عن مواقفه ويتنازل عن وطنه .
جوهر الأمر : المفاوضات تكون مع إسرائيل !
ولا يمكن ان تكون المفاوضات على الأراضي التي أقامت عليها إسرائيل دولتها عام 1948م . إذن وقبل التفاوض يكون المفاوض الحمساوي قد تنازل عن ثلثي فلسطين دفعة واحدة ثم تبدأ الحلقات في التتابع والتنازلات تستمر دون ان تقدم إسرائيل شيئا وهي لا تريد أن تقدم شيئا.
ولكن مشعل يقول لا نوافق على التفاوض قبل ان يكون مجديا !!!
والله !!!
ما دمت أعلنت عن الموافقة على التفاوض فأنت في نفس الوقت اعلنت التنازل عن ثلثي فلسطين . هذا ما قاله ميثاقكم عام 1988م وبحق وانت وكل كادرات حماس تدركون ذلك .
ما قول المريدين ؟
المريدون قسمان :
المثقفين الذين يفهمون ويقيضون ، وهؤلاء ينظرون لكل ما تفعله القيادة ويشرحون ويفسرون ويكذبون ..
المريدون أصحاب المصالح والمغانم : هؤلاء لا يعلمون لماذا تغير الموقف وهم مع كل ما تفعله القيادة ويتهالكون معها ويشرحون ويبررون ويدافعون امام العناصر والناس بل ويمتدحون التنازلات على انها الخير العميم .
المريدون الذين لا يتخيلوا ان تقع قيادة حماس في الخطأ ولا يمكن أن تتنازل عن شيء : وهم لا يعرفون الحقيقة وهم كالقطيع وعلى قول الشاعر :
"إنما أنا من غزية إن غوت غويت وإن ترشد غزية أرشد"
وماذا عن بقية الوثيقة : سيستمر ذكر الوثيقة لفترة قادمة ولكن الصوت العالي سيظل يركز على فتاوى التفاوض والتهجم على إسرائيل لإنها غير جاهزة بينما حماس جاهزة وهكذا .
قلنا ان هذا رقص وليس حجلان








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازح من غزة ينشئ صيدلية مؤقتة في خيمة برفح


.. غالانت يتعهد باستمرار الحرب ضد حزب الله | #رادار




.. بايدن: القانون الذي صدق عليه الكونغرس يحفظ أمن الولايات المت


.. رويترز نقلا عن مسؤول إسرائيلي: جيشنا يستعد لعملية رفح وينتظر




.. العاهل الأردني وأمير الكويت يشددان على أهمية خفض التوترات في