الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخطر هجوم إعلامى روسى على المكارثية الجديدة فى واشنطون ..تعقيب على مقال - -مكارثية- مطاردة الساحرات وأشباح روسيا في أمريكا! - بشبكة روسيا اليوم

بشير صقر

2017 / 5 / 6
السياسة والعلاقات الدولية


نشرت شبكة روسيا اليوم بتاريخ 3 إبريل 2017 مقالا للكاتب سعيد طانيوس بعنوان [ "مكارثية " مطاردة الساحرات وأشباح روسيا في أمريكا! ]، على الرابط التالى..

https://ar.rt.com/iki4 .. جاء فيه :

1- ما تشهده الولايات المتحدة من حملة مجنونة لمطاردة الساحرات وملاحقة أشباح روسيا بحجة التدخل في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، هو أكثر من هوس واضح الأهداف والمرامي ويصب في تعميق هوة الودّ المفقود بين موسكو وواشنطن وتشبه إلى حد كبير عفريت المكارثية الذي انطلق من قمقمه أواسط القرن الماضي في بلاد العم سام.


2- وقف عضو الكونغرس الأمريكي الجمهوري جوزيف مكارثي عام 1950 وسط ناخبيه في ولاية ويست فيرجينيا ليعلن أن ( وزارة الخارجية الأمريكية أصبحت مليئة بأعضاء الحزب الشيوعي وجواسيس روسيا تلك كانت الضربة الأولى التي ضربها مكارثي لتبدأ بعدها حملة هي الأسوأ في التاريخ الحديث من حيث مصادرة الرأي وإطلاق هستيريا الاتهامات دون أدلة واغتيال آلاف المثقفين والفنانين والنخبويين، وإشعال فتيل الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا. وطال الظلم الأكبر والأثر الأعظم للمكارثية هوليوود ومبدعيها. سرطان "المكارثية" امتد لجميع قطاعات المجتمع الأمريكي في زمن مكارثي، وراح ضحيته أكثر من 200 شخص تم الزج بهم في السجون، فضلا عما يزيد على 10 آلاف تم طردهم من وظائفهم والتنكيل بهم.)


3- أولى ضحايا المكارثية الجديدة، كان مايكل فلين، مستشار الرئيس دونالد ترامب لشؤون الأمن القومي الذي شنّ الإعلام الأمريكي "حربا حقيقية" عليه، وصلت الى حدّ اتهامه بأنه "أداة في يد موسكو".ثم كرّت السبحة لتطال وزير العدل بعده، جيف سيشنز، ثم كارتر بيج وجيفري غوردون، المستشارين السابقين للحملة الانتخابية للرئيس ترامب، فتنبه الأخير إلى أن خصومه يحفرون الأرض تحت أقدام إدارته ويحاولون وضعه ووضع مساعديه في قفص الاتهام، فسارع للرد معربا عن ثقته "الكاملة" في وزير العدل جيف سيشنز.


4- فالأمريكان لا يريدون سماع صوت أخر غير أصواتهم، فلا إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا لم تتدخل في عملية الانتخابات الأمريكية ، ولا نفي الناطق الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف مرارا وتكرارا ، لقيت آذانا صاغية أو اهتماما كافيا.


5- وهذا الوضع حمَل الوزير لافروف على القول " إن هؤلاء الذين تدخلوا في هذه الحملة الانتخابية، يوجهون اتهامات إلينا ".. مشيرا إلى أن عددا كبيرا من زعماء الدول الحليفة للولايات المتحدة – وبينهم أنغيلا ميركل وتيريزا ماي وفرنسوا هولاند وغيرهم – دعموا المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون بشكل علني.و لم يخجلوا من "شيطنة" صورة ترامب، مشيرا إلى أن نظيره الألماني الأسبق فرانك-فالتر شتاينماير وصف ترامب بأنه داعية كراهية، بينما قال وزير خارجية بريطانيا بوريس جونسون "أن ترامب ليس سليما "، أما رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانوئيل فالس فقال إن العالم كله يرفض المرشح الجمهوري.


6- التقرير حول الهجمات الإلكترونية على المؤسسات السياسية الأمريكية، التي حاولت واشنطن تحميل روسيا المسؤولية عنها، لم يتضمن أي دليل يثبت صحة هذه التهم.


7- لذا ( كتبت ماريازخاروفا- المتحدث باسم الخارجية الروسية- على الفيس بوك "عند دخولي مبنى الخارجية لاحظت خروج السفير الأمريكي ( جون تافت ) فقلت له أنت تعرض نفسك للخطر عند اللقاء مع الدبلوماسيين الروس، قد تعلم "سي أن أن" بذلك". )


8- جوزيف مكارثي تلقى بعد أن أبكى آلاف الأمهات وشرّد عشرات ألاف العائلات تعنيفا شديدا من الكونغرس، خاصة حينما فشلت كل تحقيقاته في تقديم دليل حول وجود جيش الجواسيس الشيوعيين المزعوم، وادمن مكارثي المخدرات بعد ذلك ولكنه توفي سريعا في 2 مايو/أيار 1957 ،وبعده تحولت المكارثية لفكرة جابت العالم أجمع فأصبح هناك اشخاص ومؤسسات تلقي بالاتهامات جزافا لكل من يخالفها الرأي وهذا ما يجري في الولايات المتحد ة حاليا.


التعقيب :



• حيث أن الميل العام للقوى المتنفذة فى المجتمع الأمريكى يرفض التقارب مع الدب الروسى ؛ فقد اعتادت الإدارات الأمريكية المتعاقبة على إيجاد عدو وهمى مخيف تستخدمه فى ترويع العالم المحيط وتمثل الحماية منه مطلبا عاما وملحا. هذا وقد أصبح ذلك الوهم أوالإيهام أحد الأركان الأساسية للسياسة الأمربكية على امتداد القرن الماضى ؛ فأيا كان الرئيس الذى يتولى المنصب وبصرف النظر عما يروجه فى حملته الانتخابية والبرنامج الذى يتبناه والشعارات التى يرفعها بل والحزب الذى يقدمه للناخبين.. فمجرد دخوله البيت الأبيض يعنى خضوعه لكتالوج السياسة المعتمدة بتقاليدها الصماء وإلا غادر المنصب.

• حالة الهياج غير المسبوقة فى الدوائر الإعلامية والسياسية فى واشنطون والتى تتخذ من ادعاءات التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية وهجماتها الإلكترونية منصة إطلاق للاتهامات يمينا ويسارا داخليا وخارجيا ،تثير روائحها ذكريات اجتياح المكارثية للولايات المتحدة بين عامى 1950 – 1955.. كما أكد المقال.

• وفى تقديرنا أن وراء تلك الحالة أسباب شتى لا يستنفدها ما يراه كاتب المقال من سعى للتقارب بين الإدارتين الأمريكية والروسية. صحيح أن فكرة التقارب تعنى هدم أحد أركان السياسة المعتمدة ( وجود عدو وهمى يخلق حالة الترويع المنشودة ) ؛ لكن السعى نحوها من رئيس أمريكى لايفهم سوى مقولة المكسب والخسارة بمعناها التجارى الضيق لا يمكن أن يستثير بمفرده حالة الهياج الراهنة فى دوائر الإعلام والسياسة الأمريكية.. لذا نرى أن ا لأسباب الحقيقية تكمن فى الآتى :

• حالة الاضطراب التى انتابت الإدارة الأمريكية منذ التدخل الروسى فى سوريا وتغيير ميزان القوى العسكرية على الأرض وإدراك دوائر سياسية عديدة فى العالم وقطاعات واسعة من الشعوب لذلك التغيير.

• ومنها حالة النهوض الواضح للروس اقتصاديا وعسكريا والذى تتمثل مؤشراته فى تصاعد الروبل ، وتفوق السلاح الروسى فى سوريا وارتفاع معدلات الطلب العالمى عليه ) ، وقد فاقم ذلك- فيما بعد- إلى حد بعيد انكشاف ماجرى فى خان شيخون والشعيرات وفشل الهجوم الأمريكى على سوريا بالصواريخ واتضاح أبعاد الدور الروسى فى تضليل الهجوم وإفشاله.


• إضافة إلى ضعف التأثير الناجم عن العقوبات الغربية ضد روسيا والوزن المطرد لهيبة روسيا السياسية المستعادة فى الأوساط العالمية الذى يتممه من الناحية الأخرى التدهور الواضح للهيبة الأمريكية سواء بين حلفائها أو على مستوى الشعوب والذى اتضح فى الاحتجاجات على عدوانها على سوريا خارج نطاق الأمم المتحدة وبالمخالفة للقانون الدولى.


• وعلى العكس مما اكتنف السياسة الروسية العملية من تجاوز لبعض أخطاء الماضى ومراعاتها لاعتبارات التواجد بنظام " سياسى جديد " فى عالم أحادى القطب؛ ما زالت الإدارة الأمريكية تعانى من وطأة التكلس على سياساتها المعتمدة منذ عام 1990 "بصفتها زعيمة العالم ومحط قيمه ومبادئه".. واعتبار روسيا مازالت الدولة " الاشتراكية المعادية " التى تقهقرت لدولة من الدرجة الثالثة أو الثانية.

• يضاف إلى ذلك الخلط الشديد القائم بين ضعف خبرة الإدارة الأمريكية الجديدة.. وبين تعجل الديمقراطيين لنصب الفخاخ لترامب وتحريك الاحتجاجات ضده لإزاحته من منصبه.. وبين صيحات التأييد والدعم التى يؤججها صقور البنتاجون وتقف وراها كارتلات البترول وشركات إنتاج السلاح إزاء أكذوبة غاز خان شيخون.. وبين عقلية ورغبات المقاول فى ارتداء ثوب الرئيس الحازم المقدام.


• هذا ورغم أن المقال مكتوب بصياغة أدبية ناضجة ؛ وعبارات مدببة ساخرة ؛ وهجوم كاسح على ماأسمته واشنطون بالقيم الأمريكية كما جاء فى الخاتمة [ بئست الديمقراطية الأمريكية التي يطيح بها لقاء أو محادثة مع سفير روسي، وبئست الحريات التي طالما تغنّت أمريكا بها، إذا ما تمّ اختصارها فى حرية إطلاق الاتهامات وتوزيع الشائعات.. ومطاردة الساحرات وملاحقة الأشباح والسابحات في الهوام. ] رغم ذلك فالمقال يعتمد على ركيزة واحدة ( محاولات التقارب الأمريكى الروسى ) مهملا ركائز شتى تعتمل فى التداعيات الواضحة للمكانة الأمريكية التى تغرب شمسها يوما بعد آخر.


الجمعة 5 مايو 2017 بشير صقر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ بشير المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2017 / 5 / 5 - 21:53 )
تحية و تقدير
هذه المرة الثانية التي التقي مع ما تتفضل به علينا
مفيد جداً ما تفضلت به
و توضيح و مقاربة مهمة اعتز اني التقيها منكم
روسياً تعلمت الدرس...و هو ان العالم ليس خيراً كما كانت تضن و قدمت الكثير في هذا الاتجاه من خلال الاتحاد السوفييتي
قدم الاتحاد السوفييتي كل شيء مجاناً حتى انه قدم اكثر من 20 مليون كريم من الشعوب السوفييتية في سبيل تحرير الانسانية لكنها قابلته بجفاء
اليوم عرف الروس ما هو العالم و اخذوا ما يريدون بهدوء و قوة
لكن ينقصهم اليوم هو استعمال السلاح النووي في مكان ما لينتبه الاخر لهم كما انتبه لامريكا عندما استعملته اول مرة
.....
عليهم الاسراع بذلك و اقترح عليهم مكان مهم تسبب بمقتل عشرات الاف الروس و اقصد السعودية
لن تقوم قائمة لروسيا او السلم العالمي دون ذلك
و الفرصة مؤاتية الان
.................شكرا لكم ايها الكريم


2 - ياويلي حم،،،! شلون حلمّّ،،،؟!
حميد كركوكي ( 2017 / 5 / 6 - 03:57 )
يا ويلي حمد !!!! أنت اليوم شارب نرگيلة كلّش ثجيله!
يا عمي الله همينه مايگدر على القرود والجردان الصعروية!
دير بالك لاتسوگ سيارة وتنجطل وإحنه النوب نلطم بجنازتك!
عندهم,650 بليون على طاولة الملك يگدرون يوقفون البورصة الأمريكية و تخطيط و معاونة الموساد لهم في صنع مجاميع من إرهابية جديدة بأسماء براقة ومحمدية وخرنگعيات جاي من أواسط آسيا إلى چچنيا٠-;-٠-;-٠-;-!
مع تحياتي وقبلاتي على جبينكم البّرّاق... خدودكم الملحية..
وآني كلّش ممنون.


3 - فكرة يا استاذ حمد جاسم
ور الحرية ( 2017 / 5 / 7 - 17:17 )
كل الشكر والامتنان لصاحب المقالة التحليلية الرائعة والثناء للاستاذ رضا حمد جاسم لاقتراحه النبيه والضروري في هذه المرحلة الحساسة لروسيا.وحق هبل والعزى انها لفكرة رائعة وخاصة المكان المقترح لالقاء القنبلة فبذلك تضرب روسيا الغرب الامبريالي وقوى الارهاب الوهابي بحجر نووي واحد

اخر الافلام

.. حماس تواصلت مع دولتين على الأقل بالمنطقة حول انتقال قادتها ا


.. وسائل إعلام أميركية ترجح قيام إسرائيل بقصف -قاعدة كالسو- الت




.. من يقف خلف انفجار قاعدة كالسو العسكرية في بابل؟


.. إسرائيل والولايات المتحدة تنفيان أي علاقة لهما بانفجار بابل




.. مراسل العربية: غارة إسرائيلية على عيتا الشعب جنوبي لبنان