الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل إلى نظريات إدارة الأعمال الإقتصادية

تامر البطراوي

2017 / 5 / 6
الادارة و الاقتصاد


الإدارة هي دمج وتوجيه عناصر باتجاه معين ، فكل عنصر بصورته المفردة لن يتمكن من الحركة ، بينما بإجتماعهم يتشكل كائن جديد قادر على فعل الحركة ، الشق الأول من الإدارة الدمج وهو التنظيم التشكيلي بصياغة علاقات تربط بين العناصر الموضوعة في منظومة واحدة ، الشق الثاني التوجيه وهو التنظيم التسييري بمتابعة انتظام سير تلك العلاقات ، في مجال الأعمال الإقتصادية يبحث الإقتصاد في الإجابة على تساؤل ما هي عناصر الإنتاج وما هي النسب أو المقادير المُثلى بينها لتعمل بأعلى إنتاجية؟ ، أما الإدارة فتبحث في الإجابة على تساؤل كيف تعمل تلك العناصر؟ كيف يمكن صياغة علاقة بينها لتحويلها من عناصر ساكنة إلى عوامل فاعلة لغرض إنتاجي ، وما بين كون المعرفة الإدارية علم أم فن اختلف الفكر الإداري ، ففي حين اعتبرت الكلاسيكية (خاصة المدخل العلمي مع الأمريكي تايلور) أن العملية الإدارية يجب أن تخضع للقواعد العلمية والتي تتسم بالثبات والتعميم وتؤدي فيها المقدمات إلى نتائج محددة وثابتة ، فإن الإتجاه الموقفي جادل بأن الإدارة فن اختيار ومرونة تغيير الإسلوب الذي يتناسب مع موقف المؤسسة ، التقليدية اختزلت الإدارة في أسلوب تنظيم وتوجيه الأفراد ، فالآلة والأرض لا يمكن مخاطبة أي منهما لكونهما لا يتسمان بالعقل ، أما الأفراد أو عنصر العمل فهو العنصر الفعال والقادر على تفعيل سائر عوامل الإنتاج ، المدرسة التقليدية أوصت بالرسمية والحزم وتحييد العلاقات الشخصية والإجتماعية من العمل والتحفيز بالقيمة الإقتصادية ، بينما التقليدية الحديثة أوصت بتخفيف حدة الرسمية وسياسة الأفراد بالتودد والعلاقات الإنسانية الإيجابية ، لم تزل نظرية التقليديين والتقليديين الجدد تحصر الإدارة في منظور حُسن تنظيم وتوجيه الأفراد وحتى ظهور مدرسة الإتجاهات الحديثة ، والتي وسعت من ذلك المنظور إلى عدة مداخل أخرى كمدخل صناعة القرار والذي اعتبر الإدارة هي صناعة القرار ، فالقرار هو العامل الحاسم في نجاح المنظمة ويتوقف عليه مصيرها وليس أسلوب سياسة الأفراد فقط ، ولذلك يجب تركيز الإهتمام الإداري بصياغة القرار وبالإعتماد على البيانات الكمية واستخلاص المعرفة التي تمكن من صياغة أصح قرار ، نظرية الإقتصاد الإداري قامت على مسلمة مفادها أن الوحدة الإنتاجية قيمة اقتصادية تستهدف إدارتها قيمة إضافية ، ومن ثم فإدارة القيمة ليست مجرد حلقة وظيفية وإنما نسيج يمتد بكافة عناصر التنظيم يختص بحسن توزيع مخصصات القيمة الإقتصادية وحسن ادارة تدفقاتها الخارجة والداخلة وفق مبادئ الجدوى الإقتصادية ، وبناءًا عليه فإن أي قرار إداري يجب أن تتم صياغته واتخاذه في ضوء النظرية الإقتصادية من أجل تحقيق هدف الإضافة ، نظرية إدارة المعرفة جادلت بأن تحقيق غاية الإضافة الإقتصادية لا يمكن أن يتحقق فقط بسياسات الأفراد أو القرار الراشد القائم على جدوى القيمة الإقتصادية ، وإنما يجب أن يتوجه التركيز الإداري بشكل أكيد حول الحفاظ رأس المال الفكري وتنميته ، وهو مصطلح يُشير إلى المعرفة والقيم والعلاقات الإنتاجية المملوكة للمنظمة أو الأفراد العاملين بها ، باعتباره الفهم القادر على الإبتكار وخلق الميزة التنافسية محور النجاح الإقتصادي للمؤسسة ، وعلى هذا الأساس يجب صياغة علاقات تنظيم عناصر الإنتاج وتسيير نشاطها ، وبظهور الوحدات الإنتاجية الضخمة التي تضم جيوش من العاملين المدججة وبرؤوس الأموال الصناعية والفكرية الضخمة وتحول عالم الأعمال الإقتصادية إلى عالم تتصارع فيه وحدات الأعمال صراعات اقتصادية أشبه بالحروب التي تتم بين الجيوش العسكرية ، كانت المناسبة لإنتقال مصطلح الإستراتيجية من المجال العسكري للمجال الإقتصادي ، فالإستراتيجية في الأصل اصطلاح عسكري يُشير إلى خطة الحرب الموضوعة برسم مسارات حركة الجنود والإمدادات لمواجهة تحدي جسيم وتحقيق هدف صعب ، وبناءًا عليه فهي تعتمد على معلومات دقيقة بالإستطلاع المسبق وحصر المعلومات عن الإمكانيات الذاتية والعناصر الخارجية المؤثرة وتقدير حجم التحديات المتوقعة ، وغالبا ما تخلص الإستراتيجات إلى التوجه نحو الهجوم أو الدفاع أو الإنسحاب ، نفس المفهوم انتقل إلى عالم الأعمال الإقتصادية وتصاعدت النداءات بضرورة إدارة الأعمال الإقتصادية إدارة استراتيجية ، بحصر دقيق للمواقف الداخلية والخارجية لوحدات الأعمال والتنبؤ بشكل المستقبل لرسم مسار مستقبل العمل ، فالإدارة الإستراتيجية هي سيناريو موضوع لحركة ظاهرة اقتصادية بحيث تتغلب على جوانب قصور بها وتعظم استغلال مراكز القوة التي تمتلكها ، وتتفادى تحديات وتستغل فرص تتوقعها القيادة ، رسم المستقبل بشكل دقيق والتنبؤ بالمستقبل بناء على أي تحرك في الحاضر لا يمكن أن يحدث بغير تشخيص دقيق حول وضع المتغيرات الداخلية والخارجية ، خاصة أن ذلك التنبؤ سيتبعه تنبؤ بالآثار الناتجة وما يمكن فعله حيالها وإلى أي اتجاه ستتجه الظاهرة وهكذا وحتى تصل الظاهرة لنقطة معينة محددة سلفاً ، فالإستراتيجية سلسلة من التحركات المتوقعة والمرسومة سلفا لتحريك ظاهرة من موضع لآخر تحرك غير مباشر يلتف حول عوائق ويتخطى عقبات وأغوار للوصول إلى هدف محدد سلفًا وغالبا ما ترتبط بالأعمال الإقتصادية الكبيرة والهامة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تعمير- خالد محمود: العاصمة الإدارية أنشأت شراكات كثيرة في جم


.. تعمير - م/خالد محمود يوضح تفاصيل معرض العاصمة الإدارية وهو م




.. بعد تبادل الهجمات.. خسائر فادحة للاقتصادين الإيراني والإسرائ


.. من غير صناعة اقتصادنا مش هيتحرك??.. خالد أبوبكر: الحلول المؤ




.. عيار 21 الآن.. سعر الذهب اليوم الجمعة 19-4-2024 بالصاغة