الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الحرب البرمائية
رحمن خضير عباس
2017 / 5 / 6مواضيع وابحاث سياسية
الحرب البرمائية
رحمن خضير عباس
لا أدري هل هي تسمية ساخرة أم جادة، تلك التي أطلقها اهل البصرة على تبادل أطلاق النار بين عشيرتين. من العشائر المحيطة بالبصرة. حيث تم الهجوم بالزوارق البخارية في شط العرب. من قبل احد العشيرتين تجاه بيوت العشيرة الأخرى. وكان إطلاق النار بالأسلحة المتاحة تحت أيديهم. ومن المعتقد انها رشاشات اتوماتيكية. المهم ان هؤلاء أشعلوا ليل البصرة نارا وشرارا. في منطقة مأهولة بالسكان. دون مراعاة لسلامة الضحايا أو احترام للقيم الحياتية. فالرصاص الموجه في الليل لايعرف أبناء العشيرة المعادية حتى يتوجه اليها. وانما ينغرس في أجساد بريئة لاحول لها ولا قوة. وليس لها ذنب سوى انها وُجدتْ في مجتمع متأزم فقد بوصلته.
قيل بان القتال نشب بين عشيرتين من أجل قضية لاتساوي أكثر من ألفين من الدولارات!
لقد كانت قيمة الرصاص الذي انطلق من الجانبين يساوي أضعاف المبلغ الذي كان سببا في القتال.
هنا تبرز اسئلة عريضة.
اين الدولة وقوانينها وجيشها وشرطتها المحلية أو الاتحادية ؟
اين القضاء. الحكومة. أين التدين وإقامة الشعائر المذهبية التي تمجد الأخلاق ؟
اين العقل؟؟؟؟
لقد أهدتنا القوات الغازية وصفة ( الديمقراطية) وهي وصفة لاتتلائم مع مجتمع أكثريته جاهلة ومتعصبة وأمية ومتمذهبة. مجتمع تمزقه الانتماءات القبلية والولاءات المذهبية. مجتمع أكثريته تدّعي الورع والزهد والخشوع. ولكن هذه الأكثرية تتحول الى وحش خرافي في الانتقام والتدمير والقتل.اذا تعلق الامر بالخلاف
انها ليست المرة الأولى التي تأتي العشائر لتمارس إطلاق النار في المدن العراقية للإجهاز على قيم المدن.بل ان الامر تجاوز ذلك فقد تحولت المدن الى عشائر متطاحنة حتى اننا فقدنا اسمنا الثلاثي ولجأنا الى ألقاب العشائر التي ننتمي اليها. كما نشأت فكرة الأنساب وأصبحت العشيرة هي الحل والعقد. لتحل محل الوطن. وتحل محل أجهزة الدولة على جميع الأصعدة القضائية والتنفيذية والتشريعية. فشيوخ العشائر هم الذين يحكمون وهم من يشرعون أيضا، كما انهم ينفذون أمر العقوبة. !
ان المعركة البرمائية في البصرة ، تكذّب فكرة الصراع الطائفي أو العرقي في العراق. وتؤكد فكرة العمى والجهل الذي يسود الأكثرية. فنحن على استعداد لتدمير الاخر حتى من ملتنا وطائفتنا وعرقنا. لأننا نجهل القوانين المدنية التي تدعو الى احترام الاخر كما نجهل ماذا تعني الحرية . فهناك صراع شيعي/ شيعي يصل حتى العظم وهناك صراع سني/ سني كما ان هناك صراعا كرديا/ كرديا.
ان الكيان العراقي هو خيمة الجميع. وان أوتاد الخيمة وعمادها هو تفعيل القانون وتأكيد مبادئ العدل وتكافؤ الفرص بين الناس. لذا فان هذا الامر لايتحقق وفق مباديء الديمقراطية العرجاء التي تسودنا.
ديمقراطية محاصصة البرلمان
ديمقراطية توزيع الغنائم بين من يمثلون الشيعة والسنة والكرد. بينما رعاياهم يعيشون تحت خط الفقر.
الحل هو : حكومة طواريء قوية وقادرة على فرض القانون بالقوة
تأجيل العمل بالبرلمان لمدة عامين حتى تستطيع الحكومة تصحيح المسار
سحب كل الامتيازات عن المسؤولين وإبقاء الضروري منها
تنقيح الدستور من قبل خبراء دوليين. وتقديمه الى الاستفتاء
إعادة الاعتبار الى القضاء من خلال التخلص من العناصر التي عليها شبه الفساد
محاكمة الفساد من خلال رموزه ، بدون تمييز اية جهة او فرد.
عندذاك. لن يستطع أي فرد او جهة او عشيرة او مليشيا على انتهاك السلم الأهلي والوئام الاجتماعي.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. الشيف عمر يجهز أشهى برياني وكبسة ومندي شغل أبو راتب ????
.. الذيل أو الذنَب.. كيف فقده الإنسان والقردة قبل ملايين السنين
.. في تونس.. -الانجراف- الاستبدادي للسلطة يثير قلق المعارضين •
.. مسؤول أميركي: واشنطن تنسق مع الشركاء بشأن سيناريوهات حكم غزة
.. إسرائيل تعلن القضاء على نائب قائد وحدة الصواريخ في حزب الله