الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المظاهرات والمسيرات ليست طريقا للتغيير والنهضة

الأسعد بنرحومة

2017 / 5 / 6
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


انّ ما يسلّط من ظلم وقهر على الشعب و- أي شعب من الشعوب- لا يمكن ان يبقى او يستمر الا اذا وجد ارضية قابلة له في العامّة ,امافي ماعدى ذلك- اي عندما يكون هناك رفض ومقاومة له - فانه لن يتمكن ولن يدوم,فما بالك اذا كان هذا الظلم مسلطا على امة هي صاحبة رسالة ومعتنقة لدين منزّل من ربّ العالمين , و الدولة منه .
وان الامة اليوم ومنذ سقوط دولتها وهي في حراك ورفض لهذه الانظمة الباطلة ,فهي في حالة مقاومة وسعي للتحرر من هؤلاء الحكام وانظمتهم,وان تعددت صور المقاومة ,وان كان الطريق المسلوك خاطئا,وان كان في كل مرة يقع اجهاض حركتها لكنها ستظل تهدر وتزمجر وتتحرك ,وستهتدي للطريق الذي يخلصها من هذا الاستعمار وهذه الدول الكرتونية.
وما هذه التحركات التي نشاهدها اليوم على الساحة سواء الرافضة لقانون المالية او المصالحة أو اتفاقية سيدلو او المتعلق بالميزانية او تلك الرافضة للدستور الذي يسن بمتابعة ومراقبة من وفود عن الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الأمريكية ,وان كانت هذه التحركات جزئية ولها مطالب جزئية لكنها تعبر عن حالة جماعية عند المسلمين وهي حالة الرفض والتمرد وعدم الاستسلام والرضوخ .
فهذه الاضطرابات والمسيرات والمظاهرات من الجنوب الى الشمال تعبر عن واقع صادق لا يدركه الا المتبلد ولا ينكره الا العميل منهزم ,واقع يكشف عن حقيقة الدولة والحاكم والافكار التي لا تعبرجميعها عن مفاهيم الامة ولا عن افكارها ولا عقيدتها ,فهي دولة غريبة وان سموها "جمهورية تونسية"وحاكم غريب وان جاءت به "حركة اسلامية" أو صورة انتخابية مزوّرة , ومفاهيم غريبة وان تجمّلت بالحرّية والمساواة.وسيستمر هذا الرفض,وستستمر هذه الاحتجاجات والمسيرات والمظاهرات الى ان تهتدي الامة الى سبيل خلاصها الصحيح ,وهو التحرك على اساس عقيدتها بوصفها روحية سياسية ,وتحت قيادة سياسية واعية ,فسيطرة الغرب الكافر على الامة قد مرت ,وبسط نفوذه فوق ربوعها قد تعرى وهو في ادواره الاخيرة.
اليوم لقد وصلت رصاصة المستعمر التي انطلقت لتذبح الامة مداها الاخير الذي تفقد فيه حرارتها واندفاعها ,والامة لا تزال حية
وقد ازدادت معرفة وقوة ,لذلك فان تحركها صار اسهل من قبل واقرب الى للنجاح من اي وقت مضى ,وحاجة العالم باسره اليها والى دعوتها وصلت حد الجوع الملح ,ولذلك فانه آن الاوان لان تتحرك الامة وتندفع وتزمجر لانقاذ هذا العالم التعيس.
ولكن تحركها بالاضرابات والمظاهرات والمسيرات والمؤتمرات لا يغير واقعها ,بل هو الفخ الذي تستدرج اليه ,لان مثل هذه التحركات تثبت الحاكم ولا تزيحه,وتنجح الانظمةالحالية ولا تقتلعها ,وتقوي هذه الدول الكرطونية ولا تقوضهها ,هذا زيادة على ما تسببه من اتلاف للمرافق وهي ملك للامة وليست للحاكم وما فيها من تعطيل للمصالح وكل حرام شرعا عدا عن كونه ليس طريقا للتغيير.
فحقيقة هذه الاضرابات والمسيرات والمؤتمرات انها متنفس للجموع ,والهيات للناس,وهدر لطاقاتهم,ومضيعة للوقت,وانحراف بالسير,ولذلك يرتضيها الحاكم بل ويحميها بل ويقننها ,ولذلك تدعمها منظمات المجتمع المدني واحزاب المعارضة وهم جميعهم من الحكم الديمقراطي اذ الحكم في الديمقراطية هو حاكم ومعارضة ومنظمات وليس فقط من يحكم.
لذلك : اذا اردتم اسقاط النظام وازالة وصمة العار المتمثلة في هؤلاء الحكام فيجب ان يكون التحرك قويا مدويا حتى تكون النتيجة مزلزلة وهي التغيير الانقلابي الجذري الشامل ,وهذا تحرك سهل ميسور وفي مقدور الجميع .
ان كانت المظاهرات والمسيرات من اجل اسقاط قانون الضرائب فالاولى ان لا يدفعوا هذه الضرائب..
وان كان التشكي من ظلم المؤسسات فالاولى ان لا تعمل هذه المؤسسات وتتوقف,وان كانت الشركات والبنوك فاسدة فالاولى وقف التعامل معها وسحب الاموال من البنوك , بل ونقف عن ارسال ابنائنا للمدارس والادارات ,
اذا اردتم ان تحدثوا التغيير , فقط يفلح العصيان العام وشل الحركة دون اطلاق حجارة واحدة , فلتقف الحياة واصبروا على شظف العيش فالحرة تجوع ولا تاكل من ثدييها .
ان الله تعالى حرم على الحاكم ان ياخذ مالا بدون وجه حق من الناس فتوقفوا عن دفعه اذن..
ليسحب كل واحد ماله من البنوك ولو كان فلسا او دينارا ويحوله الى مصوغ او يشتري به اراض او يقيم به شركة مضاربة .
لتتوقف كل عائلة عن ارسال ابنائها الى المدارس والمعاهد , ليتوقف العمال والموظفين عن التوجه لاعمالهم واداراتهم , لتوقفوا نشاط الشركات الاجنبية الناهبة المستعمرة لخيراتكم وثرواتكم ..لتحاصر المؤسسات السيادية والمطارات , لتتحدث العائلات لابنائها في الجيش وقواة الامن الداخلي ..فهم اهلنا وعشيرتنا واخواننا واحباؤنا..
ليحدث كل هذا في اطار مشروع واحد يقوم على عقيدة الامة وتحت قيادة سياسية واحدة تقوم على عقيدة الامة وتعبر عن افكارها ومفاهيمها ومشاعرها ,
الامة اليوم قادرة على فعل هذا وميسور لها , والتحرر قريب منها , فقط يلزمه الوعي على المقصود والمراد ,وادراك الواقع ومكامن السلطة فيه ,فقط يلزمه وعيا سياسيا واخلاصا خالصا وفكرا قواما وارادة صادقة .اني ارى هذا راي العين , واراكم قادرين على تحقيقه ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلام ستات | أسس نجاح العلاقات بين الزوجين | الثلاثاء 16 أبري


.. عمران خان: زيادة الأغنياء ثراء لمساعدة الفقراء لا تجدي نفعا




.. Zionism - To Your Left: Palestine | الأيديولوجية الصهيونية.


.. القاهرة تتجاوز 30 درجة.. الا?رصاد الجوية تكشف حالة الطقس الي




.. صباح العربية | الثلاثاء 16 أبريل 2024