الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شبهة الكتابة : تأنيثها..

مقداد مسعود

2017 / 5 / 7
الادب والفن


شبهة الكتابة : تأنيثها ..
قراءة مجاورة ..
هذه الورقة أكتفيت ُ بوجيزها بصفتي كمقدّم الأمسية الثقافية التي أقامها منتدى أديبات البصرة لمحاضرة الدكتور ساجد الشرقي (العنف الأجتماعي والثقافي ضد المرأة ) 3/ 5/ 2017 مبنى اتحاد أدباء البصرة
مقداد مسعود

(*)
اللاعنف : كسلوك وكراية يحتاج وعيا صوفيا كبيرا ، لايتوفر إلاّ بصعوبة عند الناس ..لكن هذا اللاعنف أقوى الأسلحة على المدى البعيد ، اللاعنف سلاح قوي من خلاله تصدأ الأسلحة وتنهار المؤسسات ..لهذا السلاح : أعني اللاعنف طراوة الماء الهادىء ..الصبور ..يتقدم ببطء وبحكمة ، يثقب الأرض المغلونة ، ويسيح ويغمر فضاءات يبيسة ، فترتوي وتعشوشب وتتسامق منها للمعارف أشجارا مثمرات ..
(*)
كلاهما تتشرف بهما الأرض : المهاتما غاندي ونبي أمريكا اللاتينية جيفارا لكل تجربة ٍ خصوصيتها ..مقارنة بعنف غابة الرأسمال وهو عنف أخطبوطي في تنويعاته ،فأن العنف الثوري المسلّح بقيادة القديس جيفارا هو اللاعنف ..
(*)
العنف الذي تكابده المرأة ، يلاحقها مثل رمحٍ بثلاث شعب : ويصيرها فريسة ثلاثة إجناسيات فقهية : دينية – أجتماعية – لغوية .. لكن على الشاطىء الآخر هذا الإنتصار العظيم للأنثى التي أعلنته عالمة الكيمياء الحيوية ليندا جين شيفرد في كتابها( أنثوية العلم / ترجمة الدكتورة يمنى طريف الخولي – عالم المعرفة – عدد آب – أغسطس – 306- 2005) و كتابها هذا يدحض بأدلة دامغة العلم الذكوري ضمن إختصاصها
(*)
ثمة عنف له دوي المدفعية والصورايخ البعيدة المدى : يتقوّل عليك أحدهم وهو في الأقاصي ويبث زفرة لسانه على حبال الألكترون ..وستشتد زفرة اللسان بموثرية الأغلبية الصامتة ، خصوصا وأن نفرا منهم يآزرك على الخاص !! والأقاصي لادخل لها بخرائط بالجغرافيا ، بل أقاصي المشتركات الأخلاقية - نحذف المشترك الثقافي - فهو معطّل بسبب عطل المشترك الأول .. هذا النوع من العنف لة وظيفة إعلان مدفوع الثمن فالمتقوّل محض أنبوب فارغ يتم من خلاله تمرير كلام من يقفون خلف الكاميرا ، إلى الطرف الآخر: حزب / تجمع / قوة تنويرية / منتدى ثقافي : هذه المنظومة الواعية تشترك بوظيفة شجاعة ، أعني بذلك أن وظيفتها : مانعة صواعق في الحراك الوطني والثقافي ..
(*)
ثمة عنف لفظي في الهواء الطلق ، يتجسد بتسليح اللسان الذكوري بفاحش القول حين يرى ذلك الذكر العاطل عن الضوء الجواني : امرأة مثقفة لها حضورها في الحراك الثقافي ، فيسعى برجمها لسانيا وبنبرة خفيضة بكل مايعتمل فيه وأحيانا يكون هذا الذكر مؤجرا لصالح امرأة أخرى ترى في الأولى غريمتها ومنافستها في المجال نفسه .أو يكون التحرش الجنسي اللفظي عبر عنكبوت التقانة ..وهناك عنف ضمن سيكلوجية الملابس فالمرأة ترتدي ضمن مشروطية السلطة الحاكمة التي ترى المرأة عورة أو نصف عورة !! وهذه السلطات تنفذ مشروطيتها في شعبها إرضاءً لسلطة التزمت الأصولي ..

(*)
منتدى أديبات البصرة : فاعلية ثقافية جديدة في البصرة ، خطوة ريادية أستحدثتها الهيئة الإدارية الجديدة، برئاسة الدكتور الناقد سلمان كاصد، وبطلب تحريري من الشاعرة بلقيس خالد حول ضرورة وجود منتدى خاص بأديبات البصرة وهذا المنتدى كفعل إستباقي : علامة مضيئة في روزنامة مدينتنا ، وظيفته : المساهمة في تفعيل النشاط الثقافي من خلال مساهمات المثقفات البصريات والعراقيات : كخطوة أولى ، واتسع قوس نشاط المنتدى ، من خلال تضيّف الادباء وهم يقدمون نتاجاتهم بالتشارك معهن .. أو يتفردون في بعض الأماسي في جلسة ثقافية
(*)
كل خطوة ريادية في أي راتوب من التراتبية الأجتماعية ، تنتج معها رضة ً تصيب بعضنا وتحديدا أولئك الذين يتمتعون بقوة طاردة عالية الجودة ، أعني من لايريدون في المرايا سواهم وتوأمهم ..خلافا لذلك ستكون المرايا : خائنة الأعين ويجب تهشيمها ...!! أخوتنا هؤلاء لا نحمل لهم في قلوبنا إلاّ محبة بصرتنا وطيبتها التي هي بمذاق البرحي دائما..ومنهم أولادنا الذين نتمنى لهم فرحا عراقيا يليق بقاماتهم وهم عكازنا في ليل الشدة .. وما يجري في بصرتنا العريقة بحضاريتها : طارىء عليها فبصرتنا هي وحدها من أسبغت علينا من رخمتها ، وقد أدرك ذلك قبلنا أبو حيان التوحيدي فناداها من الجانب الأيمن :
( ياخير بلاد الناس
للجائع والمفلس والعزب ..)..
(*)
حين تكتب المرأة فهي تريد تأنيث حياتنا بأسرها ..تريد أن تزيدها عطراً وضوءا ً ورحمة ً ..وأثناءها كتابتها تقترب من ذاكرة تحتضن أحاسيسها ثم تمسك وعيها الخاص وتتقدم ..بنية (تأسيس الشيء عن الشيء ) وهنا يحصل التفارق في الكتابة ،وبشهادة يُسرى مقدّم ..(مستوى العالم باعتباره محوراً يستقطب اهتمام الرجال ويستدرج كتاباتهم ، ومستوى الذات التي تتمحورُ حول كتابات النساء / ص19- مؤنث الرواية ).. وهناك من لم تعجبه هذه الأثنية فحشر كل مؤنث القصيدة في مصطلح جائر :(الشعر الذاتي) !! وكأن الشعر الذكوري : شعر ماكنة ! الشاعرة والناقدة الدكتورة ظبية خميس ترى في هذا المصطلح : (محاولة يائسة من النقد الأدبي العربي الحديث لتحجيم مالم يتمكنوا من تحجيمه فيما بعد مماجاء في النص المفتوح للذات الشعرية الأنثوية في العالم العربي 57- ظبية خميس- الذات الأنثوية – دار المدى- دراسات في النقد الأدبي النسائي – دار المدى- دمشق – 1997)..ولا يقف الأمر عند النقد التطبيقي هذا العنف اللغوي فكتابات الأنثى ستعاني من عنف اللغة العربية ..(..في علامات التنوين أو التصريف حيث تمنع الأسماء المؤنثة من التنوين والتصريف وتصبح مساوية للأسماء الأعجمية ، وتعامل معاملة الأقليات من حيث الأصرار على حاجتها للدخول تحت حماية أو نفوذ الرجل ، لأن المذكر أصل والمؤنث معدول عنه، وفرع لافاعلية له 57- أمينة غصن – نقد المسكوت عنه ).. وما أن بدأت المرأة في خطواتها الثقافية الأولى ، تعقبها العنف المسلفن ضدها وتكون المفاجأة هي مايقوله (المثقف الذكوري للمرأة المثقفة : لن تؤخذي على محمل الجدّ . يقصد : أنت ِ موجودة لتصغي فحسب ،لا لتعبري عن أفكارك 128- جمانة حداد – سوبرمان عربي – دار الساقي)..وضمن السياق نفسه ، تسلّط زليخة أبو ريشة ضوءا لغويا على العنف اللغوي في كتابها (اللغة الغائبة ) سعيا منها إلى (لغة غير جنسوية ) فهي ترى أن التخطيط اللغوي وحده لايكفي لإحداث التغيير وتلفت الأنظار في قولها وتقتطف أنموذجا لغويا عنيفا جاء على لسان اللغوي إبن الأنباري(اعلم أن المذكر والمؤنث إذا اجتمعا، غلب المذكر على المؤنث ، تقول من ذلك : الرجل والمرأة قاما وقعدا وجلسا ، ولايجوز : قامتا، وقعدتا، وجلستا، لأن المذكر يغلب المؤنث ، لأنه الأصل والمؤنث مزيد عليه 32)..وضمن السياق نفسه تتساءل الناقدة يسرى مقدّم ( أن للمثنى الذي هو في الأصل تجسيد للشراكة بين مختلفين أو مُتتامين، أن يكون شرطاً إنسانيا لإعمار الأرض، وشرطا لغوياً لإخصاب اللغة في آن؟ فأين مثنّى اللغة العربية اليوم من هذا، بعدما تحنّط في اللغة ِ وشُلّت فاعليته في الحياة والسّياسة والاجتماع...وقد تكون ثنائية المرأة والرجل الأكثر عرضة للأستباحة والانتهاك بصفتها التمرين القواعدي الاجتماعي الأول لتأهيل الذّكر على احتلال مكانة السيد الوكيل، بوصفه الوريث الأوحد لآدم الرجل ، لا الإنسان 149- 150/ الحريم اللغوي – شركة المطبوعات للتوزيع والنشر- بيروت- ط1- 2010) في مثل هذه الأسلاك اللغوية الأجتماعية يقتصر دور المرأة على الانفعال لا الفعل ، فهي رد فعل محض ، هي مجرد صدى : لصوت الفحولة وفعلها ..كل هذا يجسد العنف اللغوي ضد المرأة وهذا العنف استرسل في اللغة مستقوية بالسيادة المطلقة للرجولة وهكذا نكون ضمن أثينة : (بلاغة الوفرة / بلاغة الندرة) ستكون الوفرة ذكورية أما الندرة فهي القسمة الضيزى للأنثى !! وبشهادة الناقدة نور الهدى باديس فأن الوفرة تعني (كل الاساليب التي تفيد التكثير بمختلف وجوهه كالمبالغة والتكرار والتتميم / 7) وتكون الندرة (الإيماء والإيحاء والإشارة ).. وسنجد الجسارة الأدبية في الصدد في كتاب فقيدة الأدب اللبناني والعربي الروائية والكاتبة والنحاتة والمسرحية مي غصوب في كتابها الضروري( الرجولة المتخيلة / دار الساقي – بيروت – ط1- 2002) وهذا الكتاب الماتع ثقافيا والمعد بالتشارك مع إيما سنكليرويب ، يحتوي على مقالات متنوعة تشتغل على تفعيل عنونة الكتاب استوقفتني عميقا عنواته الفرعية والاسماء الثقافية المشاركة فيه :
*القسم الأول : صنع الرجال ،والمؤسسات والممارسات الاجتماعية
*القسم الثاني : الذّكر حكاية السرود والصور والأيقونات
*القسم الثالث : الشهادات والهوية الذكورية
(*)
في جلسة (العنف الأجتماعي والثقافي ضد المرأة ) لم يتسع القوس فقط بل أتخذ جهة ثقافية أخرى ، يمكن ان ننضدها ضمن النقد الثقافي ، من خلال المحاضرة الثمينة للدكتور ساجد الشرقي وتفعيله لعنوان الجلسة وكيفية معالجة ماجرى ويجري وأرتباط كل ذلك بالنظام السياسي وأنعكاساته المعتمة في الذات البشرية..
وقد أثرت المساهمات والمشاركات على هامش الجلسة ، وبادر الدكتور رئيس كلية العلوم الإنسانية قائلا : أن الكلية وكادرها التدريسي على استعداد للمشاركة وقيام جلسات للمنتدى : خدمة للحراك الثقافي في مدينتنا البصرة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل الزوايا - -شرق 12- فيلم مصري يشارك في مسابقة أسبوع المخرج


.. الفيلم اللبنانى المصرى أرزة يشارك فى مهرجان ترايبيكا السينما




.. حلقة #زمن لهذا الأسبوع مليئة بالحكايات والمواضيع المهمة مع ا


.. الذكاء الاصطناعي يهدد صناعة السينما




.. الفنانة السودانية هند الطاهر: -قلبي مع كل أم سودانية وطفل في