الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مسألة الناسخ والمنسوخ

أحمد حمدي سبح
كاتب ومستشار في العلاقات الدولية واستراتيجيات التنمية المجتمعية .

(Ahmad Hamdy Sabbah)

2017 / 5 / 7
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


ان مسألة الناسخ والمنسوخ تعتبر مسألة مستحدثة من قبل بعض من يسمونهم فقهاء كثير جدآ منهم يبررون بها آيات القتال والحرب في سورتي التوبة والممتحنة وذلك استجابة لظروف عصر ما يعرف بالفتوحات وغزو الدول والقبائل التي لم تعتدي على المسلمين ولم تخرجهم من ديارهم فيمحون بها آية لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ، وغيرها من آيات كثيرة تدعوا الى السلام والحكمة والموعظة الحسنة ، واستجابة لاغراء قوافل الغناءم والسبايا والاموال والكنوز التي بدأت تتوافد عليهم وعلى سلاطينهم من كل الامصار .

هذا ان استثنينا حسنوا النية منهم ومن كانوا يسيرون على سنة العصر كواقع وسياق سياسي مفاهيمي فيما يتعلق بالغزو والحرب للتوسع وتامين الحدود كعمر بن الخطاب مثلآ او حتى كاستجابة خاطئة لزخم متواتر أخذ دفعته وفيضه تحت ضغط التفسيرات الخاطئة للقرآن الكريم .

أي أن الموضوع في هذا الصدد لا نستطيع متابعته على استقامة معينة لتشابك عناصره وتعقدها وتتبع النوايا المضمورة ، على كل كان ولازال هذا الفكر سائدآ حتى عصر النهضة الاوروبية وامتد لزمن الاستعمار تارة تحت رايات الصليب وشعوب كالهنود الحمر أفنيت باسم الصليب ، وتارة تحت راية نشر التقدم والعلم والنور لدى الشعوب المتخلفة وفقآ لقولهم ، وفي النهاية ما هي الا مسألة صراعات على المال والجاه .

ما ننسخ من آية او ننسها نأت بخير منها او مثلها ، هذه الآية التي يستند اليها القائلون بالناسخ والمنسوخ ، لابد ان تفهم في اطار كلي غير مجزئ ، فقد قال تعالى انا جعلناه قرآنآ عربيآ لعلكم تعقلون وانه في (أم الكتاب لدينا) لعلي حكيم ، وهو اللوح المحفوظ الذي ذكره المولى عز وجل في أكثر من موضع .

ومعنى ذلك أن أوامر الله التي أنزلها للبشرية عير الرسالات المتعددة كالزابور والتوراة والانجيل والقرآن وغيرهم عبر أنبيائه ورسله صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين ان كان منها من تغير او تدرج في حكمه التشريعي لم يكن تناقضآ أو أن الله حاش لله قد غير امره بل هو تناسب مع الظرف الزماني والمكاني ومدى تطور العقلية البشرية من مهدها الى نضجها .

فمثلآ الله تعالى أمر برجم الزناة في التوراة ، ولكنه ألهم المسيح بغير ذلك حين دافع عن امرأة زانية وقال من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر اي انه هنا نسخ حكم الرجم ليعطي الفرصة للبشر لايجاد عقاب جديد يتناسب مع تطورهم الذهني والضميري والحضاري بعد ان علموا بشاعة هذه الجريمة لدرجة ان الله امر بالرجم في يوم من الايام ، ثم انزل الله تعالى بالقرآن الكريم وامر بالجلد ، وكل ذلك كان مخططا له ومحفوظ في ام الكتاب وفقا لقاعدة التدرج والتناسب مع ظروف البشرية اي ان نسخ لايات واوامر بين الكتب السماوية خاصة فيما يتعلق بالشرائع والمعاملات .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهدافها هدفا حيويا بإيلا


.. تونس.. ا?لغاء الاحتفالات السنوية في كنيس الغريبة اليهودي بجز




.. اليهود الا?يرانيون في ا?سراي?يل.. بين الحنين والغضب


.. مزارع يتسلق سور المسجد ليتمايل مع المديح في احتفال مولد شبل




.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت