الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


والله ما عندي أسم

قحطان محمد صالح الهيتي

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


وصفوا النظام السابق بأنه نظام دكتاتوري، وارتضينا الوصف لأسباب عدة أهمها أنه نظام حكم الحزب الواحد والرجل الواحد. و(خلصونا) منه وشرّعوا لنا دستورا جاء في مادته الأولى ما نصه:" جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة، نظام الحكم فيها جمهوري نيابي (برلماني) ديمقراطي. وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.
-
ما يهمني من نص هذه المادة هو أن نظام الحكم ديمقراطي، أما الاستقلال والسيادة فأمرها بيد من له الأمر من الدول الصديقة وغير الصديقة، فضلا عن أن موضوع الدستور ضامن لوحدة العراق، متروك لساسة كوردستان والاستفتاء المنتظر.
-
نرجع الى فوضى (الديمقراطية) والى حقوق الأنسان العراقي؛ فنجد في عراق ما بعد الاحتلال تهمة أسمها (تشابه الأسماء)، هذه التهمة التي يجري -بعد توجيهها – للمشتبه بأسمائهم انتهاك صارخ لحقوقهم ورميهم بالسجون لأشهر عديدة.
-
ولأن المشتبه باسمه، برئ لأن اسمه يشبه اسم مجرم حقيقي، سيُطلق سراحه بعد أن يقضى بضعة أيام أو شهور وقد تصير سنوات، وحين يطلق سراحه؛ فإن خير ما يفعلوه معه قولهم له: نحن اسفون.
-
نتفق مع الحكومة والسلطات الأمنية والعسكرية والقضائية بأن أسماء العراقيين تتشابه الى الاسم الرباعي وحتى اللقب، تيمنا بالمقولة (خيرُ الأسماء ما عُبّدَ أو حُمّد)، أو على وفق مبدأ: كل علي أبو حسين، وكل محمد أبو جاسم، وكل خلف أبو زيدان، وكل فاضل أبو عباس، وغير ذلك من الأسماء المعروفة. ولكن علينا الا نتفق بل ألا نقبل بالتشابه في المعلومات الأخرى، ومنها اسم الأم الثلاثي، والمواليد، والعمل، ومحل السكن، ودائرة الأحوال المدنية التي أصدرت الهوية، وتاريخ إصدارها وغير ذلك من البيانات التعريفية؛ فلا يمكن أن تتطابق كل هذه البيانات بين شخصين.
-
إن هذه القضية تشغل اليوم بال العراقيين، سواء منهم من لازال (يركض) لرفع التشابه وكف التحري عنه،أو ممن يخاف من التهم التي قد يقيمها عليه شخص ما لتصفية حسابات او لأغراض كيدية.
-
ومع المعاناة من التوقيف والاستجواب يكون المشتبه باسمه ضحية عمليات ابتزاز متنوعة الاشكال والأنواع من قبل بعض ضعاف النفوس والفاسدين من منتسبي الشرطة وأقسام مكافحة الإجرام والاستخبارات ومكافحة الإرهاب، فضلا عما يدفعه للمحامي من أتعاب، أو للمسؤول الذي توسط له من أجل إطلاق سراحه، وحين يطلق سراحه، ويسأل كيف أطلقوا سراحك يقول: "حِلبوني... حَلِب". ولا ينتهي الامر عند قرار القاضي بالبراءة، أو الإفراج بكفالة فلا بد للمفرج عنه من أن يدفع (الجزية) من أجل أن تستكمل إجراءات الإفراج عنه.
-
لقد صار (تشابه الأسماء)، تهمة دفع الكثير من المواطنين ثمنَها (سجنا) و(إهانة) و(حلْبا) وعلى الدولة بسلطاتها كافة إيجاد حل لهذه المشكلة، وإلا سيأتي يوم يقول كل منا حين يسأل عن أسمه: والله ما عندي إسم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -تكتل- الجزائر وتونس وليبيا.. من المستفيد الأكبر؟ | المسائي


.. مصائد تحاكي رائحة الإنسان، تعقيم البعوض أو تعديل جيناته..بعض




.. الاستعدادات على قدم وساق لاستقبال الألعاب الأولمبية في فرنسا


.. إسرائيل تعلن عزمها على اجتياح رفح.. ما الهدف؟ • فرانس 24




.. وضع كارثي في غزة ومناشدات دولية لثني إسرائيل عن اجتياح رفح