الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيدراليّة، أم موّحدة؟

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


رغم أنّ أحداً لم يسألني رأيي، ورغم أنّني لم أقرّر العودة إلى الوطن الآن أو في المستقبل، وبما أنّني لا منتمية بطبعي. بعد أن أستقر في الأمكنة عاماً، أو عامين. أملّ منها، لكنّه الفضول دفعني للتفكير بسوريّة التي لم أكن يوماً أنوي تركها، مثلما لا أنوي اليوم العودة لها.
عدت من المشوار الصباحي الذي أقوم به لوحدي كلّ يوم. هي فرصة في الخروج كي أحدّث نفسي عن الذي ضاع ، والذي مات، والذي يحرق أسفله في السجون، وقطفت وردة زهريّة ذات طبقتين من الأوراق، عدّت مستعجلة إلى البيت.
جرّدت أوراق الوردة، وأنا أقول: فدراليّة، أم موحدة! وهكذا إلى أن انتهت أوراق الوردة وتوقف تجريدها من جمالها.
كيف، ومن ، وأين؟ هذا سؤال تتوجه صديقتي به لكل من يعطيها حدث غامض. صحيح أنّها ليست سوريّة، لكن استفسارها مشروع، وهي تقوم به بشكل لطيف غير مستفز.
أما أنا فلدي سؤال آخر: من سوف يصنعها-أعني الفيدراليّة-؟
وليس مهماً أن تكون ضمن اتحاد سوريّ كما فصّل لنا بعضهم. بالنسبة لي أهتمّ فقط أن يكون فيها مساواة، وعدالة اجتماعية حقيقيّة، وسوف أكون مستعدّة لتقديم طلب لجوء إليها، والانتماء إلى مكوّنها القومي سواء كان كردياً، أو علويّاً، أو سنيّاً. ما المانع لو كانت تعطيني مقومات الحياة الكريمة؟
أعود إلى نفَسي السًوري المحبّ للمماحكة.
أقول رأيي فقط: السوري يعيش الطّائفيّة، والقوميّة منذ مئة عام، ولا أعرف كيف كان قبلها. سيطر القوميون العرب على مقدرات الوطن العربي، وعندما أقول قومي أعني إسلامي، لأنّ قريش فرضت لغتها عندما سيطرت على السّلطة، وفرضت لغتها، وعقيدتها، أعرف أنّ الجميع سوف يصحّح لي المعلومة، لكن كوني سوريّة لن أقبل إلا برأيي، ورأيي أنا.
سوف أقوم باستعراض بسيط.
إذا كان الكثير من العرب في مكان سيطرة القوات الكرديّة قد استبدلوا البعث بأفكار أوجلان، وهم مع فكر أوجلان أكثر من أوجلان نفسه. بل يقوّلونه أحياناً مالم يقل، والمقدمات الصحيحة تقود إلى نتائج صحيحة، ولكم أن تسألوا أنفسكم كم كان عدد المؤيدين للنظام؟
سوف يصبح عدد المؤيدين للفدرالية بقيادة كردية بنفس النسبة أي 99 في المئة من كلّ فئات الجزيرة العليا.
ينطبق هذا على سورية الجنوب، والغرب، والشرق.
الحرب هي الحرب، أغلب السّوريين لا مصلحة لهم فيها، وزّجوا فيها إما عن جهل أو مرغمين.
أمر السّوريين اليوم موزّع بين عواصم العالم حتى تأتي " أمريكا على حصان أبيض"
يوم تصل أمريكا بشكل مباشر، أو غير مباشر سيكون الحلّ الذي يرتضيه السّوريون السياسيون الذّين يعومون فوق الدّماء، وسوف يغيّر مقدّمي برامج الواقع وجوههم، وسوف تكون الوحدة السورية موجودة مثلها مثل الفيدرالية، فإن كانت فيدراليّة سوف يسمونها سوريّة الموحدّة، وإن كانت غير فيدراليّة سوف يسمونها سوريا التي تعطي الأقليات حقوقها. سوريّة الفيدرالية الموحدة أيضاً. ألم نخرج إلى السّاحات محتفلين بالنّصر على إسرائيل عندما خسرنا جميع المعارك؟
الحلّ هو في يد الشركات المتعدّدة الجنسيات التي تحكم العالم، ومن مصلحتها أن تبيعنا الوهم. هذه الشركات تحكم أمريكا والغرب أيضاً.
فقط نسيت أمراً هامّاً، وهو الحرب على الإرهاب. بدأت الكثير من الأقلام تسميه الإرهاب المحمّدي، وأخرى الإسلامي، وفي رأيي أنّه حتى الإسلام يمكن التّغيير فيه لو أرادت أمريكا. ففيه أبواب واسعة للاجتهاد والقياس، وتغيّر الأحكام بتغيّر الزّمان. هم يرغبون بإسلام يدعو إلى الإرهاب، لكن عندما يتّهم البعض الإسلام كعقيدة، وبغض النظر عن محتواها فإنّه يمهدّ لقتل كل مسلم سنّي عربي، مع أن المسلم الشيعي يحمل نفس الأفكار.
لو وجد في سورية مكان ولو قدر شبر " آمن" بشكل حقيقي، ونشأ فيه حكم" سمّه ما شئت"، وكان الحكم فيه يضمن عيشنا الكريم، ويمنحنا الحد الأدنى للعيش، وفرصة عمل، وضمان حق المرأة والأطفال، وعدم إلزاميّة الجيش" لوجدت السّوريين يتوافدون إليه للاحتماء. لكن ذلك المكان لن يكون. هي شعارات إلى أن يحين يوم الدّين. ويوم الدين هو قرار أمريكي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التصعيد بين إيران وإسرائيل .. ما هي الارتدادات في غزة؟ |#غرف


.. وزراء خارجية دول مجموعة الـ7 يدعون إلى خفض التصعيد في الشرق




.. كاميرا مراقبة توثق لحظة استشهاد طفل برصاص الاحتلال في طولكرم


.. شهداء بينهم قائد بسرايا القدس إثر اقتحام قوات الاحتلال شرق ط




.. دكتور أردني يبكي خلال حديثه عن واقع المصابين في قطاع غزة