الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


توحيد قوى اليسار لمواجهة الهجمة الامبريالية الشرسة

فلاح أمين الرهيمي

2017 / 5 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تناقلت وسائل الإعلام عن مبادرات واجتماعات من أجل توحيد قوى اليسار في العراق المذبوح وشعبه المستباح لمواجهة الهجمة الامبريالية الشرسة المتمثلة بالعولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة وما أفرزته من الأوضاع السياسية والاقتصادية التي تركت آثار سلبية على الشعب. وبالرغم من أن هذه المبادرات جاءت متأخرة إلا أنها تعتبر ظاهرة جيدة وإيجابية من المفروض على جميع القوى التقدمية وجميع الفئات الاجتماعية والسياسية التي أدركت ولمست من خلال الواقع والتجربة أن تتوحد في جبهة واحدة من أجل إنقاذ الوطن والشعب من هذه المحنة الكارثية التي تهدد كيانه ووجوده إلى الضياع والمأساة والفناء وقد استفزت هذه المبادرات الإيجابية خواطري فتركت العنان لقريحتي لتعبر عما تفيض به روحي من آثار ونتائج سلبية مؤلمة نعيشها الآن وتكون نتائجها أكثر سوءاً ومأساة على الأجيال القادمة.
1) إن أي متتبع للأحداث السياسية في العالم يلاحظ أن أية دولة تتعرض إلى خطر خارجي أو كارثة داخلية تتوحد جميع القوى السياسية والاجتماعية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار من أجل الدفاع عن الوطن ضد الخطر الخارجي وإنقاذه من الكارثة التي تعرض لها.
2) إن المواقف السياسية والاجتماعية للقوى الفعالة والمدركة تأتي من خلال المعلومات المستخلصة من التجربة وما أفرزه الواقع الملموس الذي يجثم على صدورنا بكابوسه من خلال توظيف العلاقة بين السبب والنتيجة للظاهرة وإفرازاتها.
يقول المفكر سلامه موسى بتصرف : إن أية حركة تؤدي إلى التغيير يجب أن تسير إلى الأمام وإذا بقيت ثابتة أو تتراجع إلى الوراء ما هي إلا فتنة وشغب.
إن التغيير الذي حدث في العراق في 9/4/2003 لم يحدث من قبل الشعب العراقي حتى يسير إلى أمام وإنما حدث من قبل رأس الامبريالية في العالم الذي كان يشكل القطب الأوحد للشر في العالم وهو الولايات المتحدة الأمريكية لأن إزاحة نظام صدام حسين الدكتاتوري الدموي لم يكن من أجل عيون الشعب العراقي وإنما من أجل مصلحة الامبريالية الأمريكية وفق مخطط مرسوم وغاية وهدف هو القوس النفطي الذي يبدأ من العراق مروراً بالسعودية والكويت ودول الخليج وإيران حتى بحر قزوين لأن الولايات المتحدة الأمريكية بعد انهيار خصمها وعدوها اللدود النظام الاشتراكي أصبحت تمثل القطب الأوحد سياسياً في العالم، لم تكتفي بذلك وإنما أرادت أن تمسك بقبضة حديدية على رقاب الدول الكبرى الأخرى وهو (النفط) الشريان الاقتصادي لها فتصبح بذلك القطب الأوحد من الناحية الاقتصادية. أصبح العراق الخطوة الأولى دولة محتلة ومستعمرة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية بموجب قرار صادر من مجلس الأمن الدولي فأصبح من الطبيعي أن لا يسير التغير إلى أمام وإنما رجع إلى الوراء وعين بول بريمر حاكماً عسكرياً عاماً على العراق (مهندس الفوضى البناءة) فأفرز الحكم الاستعماري الأمريكي في العراق ظاهرتين سلبيتين الأولى (الطائفية والفئوية والاثنية) والثانية (العمل على تحويل الاقتصاد العراقي إلى اقتصاد السوق أي (العولمة المتوحشة). إن الطائفية في العراق لم تكن قبل الاحتلال الأمريكي بهذا العمق والعنف فأصبح في ظل الحكم الأمريكي قيام حكم طائفي فئوي اثني بشكل رسمي ومعترف به حينما تم تشكيل مجلس حكم يقوم على النسبية الطائفية والقومية وتم تشكيل الدولة بحيث يصبح رئيس الجمهورية من القومية الكردية ورئيس مجلس الوزراء من الطائفة الشيعية ورئيس مجلس النواب من الطائفة السنية أما الطوائف الأخرى فقد طبقت نسبتها الدينية والقومية في مجلس النواب.
والظاهرة الثانية السلبية المدمرة (العولمة المتوحشة وربيبتها الخصخصة المتعجرفة) فكان أول قرار أصدره (بول بريمر) الحاكم العام على العراق المحتل حلّ الجيش العراقي وقوى الأمن الداخلي فأصبحت الحدود العراقية مع دول الجوار منفلته ومتسيبة حسب قاعدة العولمة المتوحشة (دعه يدخل ودعه يخرج) فدخل العراق من دول الجوار من مختلف الفئات الإرهابية والمافيات واستطاعت المافيات سرقت نفائس ما تحتويه المتاحف العراقية بدون رقيب أو حسيب وكأنهم على موعد مع تلك الأحداث ثم بدأت السلع والحاجيات المتنوعة والمختلفة تدخل العراق فأغرقت الأسواق بها حتى السيارات المختلفة من مقابر السيارات في دول الخليج وغيرها وهربت مليارات من العملة والذهب من العراق وسادت مدن العراق الفوضى السلب والنهب والاغتصاب عدة أيام وقد أفرزت هذه الظاهرة ما عدا المبالغ الطائلة التي صرفت عليها، إغلاق كثير من المصانع التي تنتج الملابس والمنسوجات وغيرها الوطنية لعدم مقدرتها منافسة البضاعة والسلع الأجنبية من حيث الجودة والسعر وبسبب دخول أعداد كثيرة من السيارات ولعدم وجود شوارع تستوعب هذه الأعداد ازدحمت الشوارع بشكل غير طبيعي كما خلقت أزمة في الوقود والمواد التي تحتاجها تلك السيارات كما ازدادت أزمة الماء والكهرباء وانقطاعها لعدم توفر الكهرباء والماء للمكيفات والمبردات والثلاجات والمجمدات المستوردة وغيرها كما أفرزت هذه الظاهرة البطالة بسبب غلق كثير من المصانع والمعامل والحرف اليدوية وأصبح كثير من أبناء الشعب بدون عمل. كما أفرزت الطائفية والقومية في السلطة صعود وتسنم عناصر غير كفوءة ولم تمتلك المعرفة والتجربة هي الحاكمة وبيدها الأمر والنهي مما جعل قاعدة (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً) حسب الطائفة والقومية فأصبح عدد موظفي الدولة العراقية ما يقارب (خمسة ملايين موظف ومنتسب) بعد أن كان أعدادها لا يتجاوز (ثمانمائة ألف بين موظف ومستخدم ومنتسب) مما سادت قاعدة أطلق عليها بـ (الفضائيين) أي العناصر التي لا تعمل ولكنها تذهب في نهاية كل شهر تستلم راتب المركز والمنصب التي عينت فيه مما أدى أيضاً إلى تفشي ظاهرة الفساد الإداري والتسيب. وبسبب ما تصدره دول الجوار من خضروات وفواكه وحبوب وغيرها من المزروعات خفضت من مناسيب الأنهار التي كانت بالعهود السابقة تسقي المزروعات في العراق من القضاء نهائياً على ما تنتجه الأراضي الزراعية كغذاء للشعب العراقي مما جعل العراق مستورداً لهذه المواد بعد أن كان يكتفي ذاتياً بما ينتجه الفلاح العراقي من الزراعة مما جعل الأراضي العراقية تصبح غير صالحة للزراعة وأدى ذلك إلى هجرة كبيرة للفلاحين للعمل في المدن مما أدى إلى زيادة (البطالة) العاطلين عن العمل. ونتيجة للفساد الإداري والتلاعب بأموال الشعب لم تنجز كثير من المشاريع لعدم توفر الأموال اللازمة لإنجاز تلك المشاريع مما دفع بالسلطة الحاكمة إلى استقطاع نسب مئوية من رواتب الموظفين والمتقاعدين وزيادة الرسوم على وسائل العلاج في المستشفيات الحكومية والكهرباء والماء وغيرها وتخفيض أو سحب الدعم لبعض المواد التي تقدم للشعب والمحتاجين وبسبب عدم وجود مشاريع إنتاجية كالمصانع والمعامل وعدم صلاحية الأراضي الزراعية وقلة المياه والزراعة والاعتماد على اقتصاد السوق (العرض والطلب) بين المواد الحيوانية والزراعية المستوردة وعدم دعم الدولة للإنتاج الوطني انتشرت البطالة بين خريجي الكليات أي أصبح خريج الكلية والجامعة يجد نفسه مرمياً في مستنقع البطالة مما دفع بالكثير من الخريجين إلى الهجرة خارج العراق وهذه الظاهرة المؤلمة والمؤسفة أدت بأولياء الطلبة إلى سحب أولادهم من كراسي الدراسة ودفعهم للعمل عمال في بناء الدور الأهلية أو عتالين في الأسواق أو بائعي أكياس نايلون في أسواق الخضروات أو غيرها كما أدت ظاهرة البطالة وعدم توفر الأعمال إلى انتشار ظاهرة التسول بين الأطفال والنساء وأصبح نسبة كبيرة من أبناء الشعب يعيش تحت مستوى الفقر وأفرزت هذه الظاهرة الخطيرة الأمراض النفسية والأمية والجهل بين أبناء الشعب العراقي. وبسبب البطالة بين خريجي الكليات أصبح كثير منهم سائقي سيارات تكسي أو يفترشون الأرض ببيع ملابس الأطفال المختلفة المستوردة أو لعبهم. وقد هاجر كثير منهم العراق في البحث عن لقمة العيش في الدول الأخرى وقد ابتلع البحر الأبيض المتوسط العشرات منهم ماتوا غرقاً.
بعد النظر إلى هذه الصورة المأساوية التي يعيشها الشعب العراقي ما هو المطلوب من القوى الحية والواعية والمدركة لهذا الواقع المأساوي والعمل والنضال من أجل تغييره.
1) يجب أن تكون السلطة من العناصر التي تمتلك المعرفة حسب قاعدة الرجل المناسب في المكان المناسب ومن أصحاب الأيادي البيضاء النظيفة والنزيهة. لأن السلطة هي العقل الموجه والمدرك في التقدم والتطور.
2) بناء وتشييد المشاريع الإنتاجية حسب ما تمتاز به كل محافظة في العراق من مواد أولية وفنيين وأيدي عاملة.
3) الاهتمام بالزراعة في العراق ودعم المزارعين والفلاحين من حيث توفير الأسمدة والماكنات في حراثة الأرض وحصاد الإنتاج الزراعي. وتنظيف وكري الأنهر وفروعها من الرواسب وما لحقها من إهمال.
4) الضغط على دول الجوار لإطلاق مياه الأنهار التي تسقي الأراضي الزراعية في العراق.
5) على الدولة حماية الإنتاج الصناعي والزراعي الوطني وفرض رسوم كبيرة أو منع المستورد منها.
6) الاستفادة من مراقد الأئمة الأطهار والعناية بها كمرافق سياحية.
7) العناية والاهتمام بالأماكن الأثرية التي تمتد من الموصل إلى البصرة التي تمتد من العصر البابلي إلى العصر العباسي التي تمثل التاريخ الحضاري لوادي الرافدين.
8) دعم وتشجيع رأس المال الوطني من أجل بناء الاقتصاد الوطني وتنميته.
فلاح أمين الرهيمي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عودة على النشرة الخاصة حول المراسم الرسمية لإيقاد شعلة أولمب


.. إسرائيل تتعهد بالرد على الهجوم الإيراني غير المسبوق وسط دعوا




.. بتشريعين منفصلين.. مباحثات أميركية لمساعدة أوكرانيا وإسرائيل


.. لماذا لا يغير هشام ماجد من مظهره الخارجي في أعمالة الفنية؟#ك




.. خارجية الأردن تستدعي السفير الإيراني للاحتجاج على تصريحات تش