الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟

يوسف حمك

2017 / 5 / 7
ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة


هل المرأة ناكرةٌ للجميل ؟ .

لست من الناقمين على المرأة ، كما لست من الذين يعتبرونها لقمةً سائغةً ، أو ممن يهضمون حقوقها .
تطرقت إلى هذا الموضوع ( نكران المرأة للجميل ) الذي ربما فيه غبنٌ لها ، أو لعله يحتوي في طياته نصف الحقيقة .

يعرف القاصي و الداني أن الاستغناء عن مساعدة الآخرين – في الصغر و الكبر على السواء – محالٌ ، و الاعتماد على الذات في صغائر الأمور و كبائرها ليست من صفات العباد .
فكلنا – ذكراً أو أنثى – نمد يد المساندة لغيرنا ، و الرشد لضالتنا ، لاستحالة استمرارية الحياة بالاقتصار على الذات .
و لا يخفى عليكم أن النفوس الكريمة لذوي الفضل عليها وفيةٌ ، و لإسداء الأفعال الحميدة إليها نبيلةٌ ، و لصنائع المعروف لها شكورةٌ ودودةٌ .
كما أن هذه النفوس بسخائها تكسب النفوس ، و على القلوب تهيمن بلطفٍ و وداعةٍ .

أما أن تتلقى نفعاً من غيرك و تنكره فذلك لؤمٌ ، و من يهبك نعمةً تجحدها فذلك لفضله نكرانٌ ، و لمعروفه تضييعٌ ، و لحقه تقصيرٌ .
و الأشد سوءاً و فجوراً أن تسند معروفه إلى غيره ، ففي هذا انسلاخٌ تامٌ من القيم النبيلة ، و اقتلاعٌ كاملٌ لجذور الإنسانية .

إلا أن الرسول قد حصر هذا النكران في دهاليز ذات المرأة ، و بفارقٍ كبيرٍ على الرجل .
فلم يكتفي بذلك ، بل عاقبها بأن جعلها حطباً تلتهمه نيران الجحيم ، و للهيبها وقوداً .....
فقد ورد في الصحيحين ( مسلم و البخاري) عن ابن عباس : عن الرسول قال : (( إني رأيت الجنة ، فتناولت عنقوداً لو أصبته لأكلتم منه ، ما بقيت الدنيا ، و رأيت النار فلم أر منظراً كاليوم قط أفظع ، و رأيت أكثر أهلها النساء . قالوا : بم يا رسول الله ؟ قال: بكفرهن . قيل : يكفرن الله ؟ قال : يكفرن العشير ، و يكفرن الإحسان . و لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله ثم رأت منك شيئاً قالت : ما رأيت منك خيراً قط .))

و ها هو المعتمد بن عباد يساند النبي من خلال تجربته الزوجية .
فقد قيل : إن اعتماد الرميكية – زوجة ابن عباد – أعجبت يوماً بفلاحات يمشين في الطين ، و ينشدن بنشاطٍ و فرحٍ و حيويةٍ . فاشتهت المشي في الطين ، حيث أمر زوجها المعتمد أن يصنع لها طيناً من الطيب و المسك و الكافور و ماء الورد ، و وضعت على هيئة عجينٍ ، حتى بدى كالطين ساحة القصر ، فخاضته مع جواريها .
و حدث أن غاضبها زوجها المعتمد ذات يومٍ ، فأقسمت أنها لم تر منه خيراً قط . فقال لها : ( و لا يوم الطين . ) .
و جرى هذا القول مثلاً للمرأة التي تنكر فضل زوجها عليها ، و تجحد الإحسان .

أنأى بنفسي عن شن هجومٍ على المرأة ، أو أن أشارك في خوض معارك حامية الوطيس عليها ، فربما استخلاص تجربةٍ شخصيةٍ و تعميمها على كافة النساء غبنٌ لهن و مغالطةٌ ، أو فيها الكثير من الصواب .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سبع سنوات وما يزال الإصرار على النضال خيارهم


.. بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر




.. رجل استخبارات إيراني يتنكر كامرأة ويتجسس على قدرات إسرائيل ا


.. الرجال أكثر صدقاً مع النساء الجميلات.. دراسة تكشف أسرار سلوك




.. موجز أخبار الواحدة - منظمة دولية: غزة أصبحت مقبرة للنساء وال