الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من تداعيات الانتخابات الحرة :

فلورنس غزلان

2017 / 5 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


من تداعيات الانتخابات الحرة :ــ
لماذا يظل الحلم محبوساً في طيات أرواحنا وثنايا قلوبنا؟ لماذا نحن شعوب ملعونة ومغضوب عليها ؟ لماذا إن سعينا وانتفضنا من أجل حلمنا بتغيير وجه ينتمي لآل الأسد ، التي أمسكت برقابنا منذ أربعة عقود ونصف نتمنى أن نكون سواء كباقي سكان الأرض الحالمين بحرية الانطلاق في الآفاق الرحبة تحملهم أجنحتهم على اكتشاف الكون بكل مكنوناته ..اكتشاف كيفية الحكم بحرية وديمقراطية والوقوف بأدب جم في طوابير الانتظار لاختيار رئيس تجتمع حول برنامجه أكثرية الشعب السوري ، تختاره من بين عشرات الأسماء لا لشخصه ولا لأسرته ولا لجمال عينية وإنما لبرنامجه الذي يهتم بشؤونهم ويحل معضلات حياتهم ويساهم في تقدم البلد وتطويرها، لا لأن والده استخدم الدبابة والعسكر والأمن كي يستوطن وأسرته وكل حراميي العصر يجندهم لحماية مصلحته ومصالحهم على حساب قوت الشعب، وحين يعتقد أن الفرصة حانت تشجعه دولا عربية مثله عاشت ويلات الديكتاتور الفرد واستبداد الأسرة الحاكمة وانتفضت ونهضت تملأ شوارع المدن والحارات بأهازيج الفرح تريد أن تقطف ثماره بعد تضحيات جسيمة ، تأتي أيدي العسكر والفاسدين لتجهض الحلم وتغتال من تجرأ على الحلم جهارا نهارا ، فيكون مصيره الموت أو التهجير أو الهرب ...ويكون مصير البلاد الخراب والدمار ...لأن الرئيس لايسمح لأحد بأن يحلم خارج وجوده وخارج رغبته ، ويجد في دول العالم التي تشبهه ولها أطماع في بلدنا...تدعمه وتسميه " الرئيس المنتخب"!!! فهل من انتخاب لرئيس وحيد ؟ لايٌسمح لمواطن أن يترشح إلى جانبه ...لأنه لاينتمي لعراقة البعث ولا لدبابة العسكر أو لجهاز الأمن المكلف بحماية النظام من الشعب!
ولم يكتف بهذا ، بل أطلق من سجونه كل إرهابيي العالم العربي والمسلم، ليجعل منهم " قميص عثمان" فيشعل فتيل الحقد وتجد كل دول المحيط فرصتها في تعويم الثورة وسورنتها للتحول لساحة صراعات مذهبية مقيته ..فنسقط جميعنا في مصيدة الطائفية ومصيدة التفكيك ، نقع بين مطرقة الأسد وسندان داعش ومن كبرت شوكة أحلامه في إمارة إسلامية ، فيصبح الصراع خارج إطار إرادتنا، وها تمضي ستة أعوام ونحن لم نحصد إلا الموت والخراب والضياع.
دمعات حرى سقطت تحرق قلبي قبل وجنتي ، وأنا أرى " ايمانويل ماكرون" يسير باتجاه جموع اختارته وانتظرته ، ونجح لأن الخيار وقع عليه ...ولست هنا في وضع محاكمة الكيفية التي نجح فيها ، ولا دوافع المنتَخِبين وأسباب تصويتهم له...وإنما لأنه جاء بشكل حر وديمقراطي، أغمضت عيني لأحلم بشاب سوري يخطو بثبات نحو شعب أجمع معظمه على برنامجه ، الذي يحقق بعض أحلامهم في التغيير والحرية والرفاه والكرامة والخطو إلى الأمام راسماً علاقات حسن جوار ومحبة وتبادل تجاري ومعرفي مع باقي شعوب وحكومات الكون، رجل اختاروه ...لا لكونه ابن هذا المذهب أو ذاك ، بل لأنه ابن سوريا كل سوريا على تنوعها وتشكيلاتها المختلفة...لأنه ابنها ويريد لها الخير وهي أرادته ومنحته ثقتها بأنه خير من يأخذها نحو عالم الحرية والديموقراطية.
استيقظت من حلمي لأرى خراب مدن سوريا ودمارها وتهجير أهلها ، لأرى مارسموه لنا في أستانة بوتين وكيف قسموا الكعكة بين نفوذ وآخر ومزقوا الخريطة إرباً ، دون أن يقدموا ولو خطوة واحدة تدل ــ على الأقل ــ على حسن نية الموقعين الضامنين لمزيد من التفتت والتمزق ، فما هو الضمان الذي تطرحه إيران؟ وباي صفة تأتينا من هناااااك كي تضمن سلامنا وسلامة أرضنا ، وماهو نوع السلام الذي يحرره بوتين أو أردوغان ؟ إنهم يضمنون لأنفسهم قضمة تشبع جوعهم لمسخ سوريا ومسحها وقد أجادوا المسح والحرق والفتك وما تركوا إلا فتات لشعب مفتت هو الآخر ...تعب واهترأت كل أحلامه وذهبت أدراج رياح المتدخلين ...والضامنين والمانحين ....سأحترق وأقضي بحلمي مثلي مثل كل الصامتين من شعب سوريا ، والذي اختنق بحلمه وأمله ...وسيقضي دون أن يرى شيئا منه قد تحقق.

ـ باريس 08/05/2017








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي