الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطريق الذي تبدأ منه الحلول

حمدى عبد العزيز

2017 / 5 / 9
مواضيع وابحاث سياسية



أحد القناعات الوطنية لدي - كمواطن مصرى - تتمثل في أن مصر لن تنتقل إلي مصاف الدول المتقدمة إلا إذا ماأصبح لديها تعليم حقيقي ينتمي إلي نظم التعليم العصرية المتقدمة لتتراجع معه تماماً أساليب التعليم البدوي التلقينى ومؤسساته الخاصة والعامة والتى تحصر العلم فيما يسمى بعلوم الفقه والعلوم الشرعية
وكذلك اقتصاد حقيقي (صناعي - زراعي) وتنمية حقيقية للموارد لاتعتمد علي العناصر الريعية واقتصاد الرسوم والجباية وواقتصاد تصدير الموارد الطبيعية دونما مرورها عبر عمليات تصنيع تحقق لها قيمة مضافة وتضمن أوسع مساحات تشغيل ممكنة
إلي آخره ممايعظم الثروة الوطنية ويؤهلها لصنع رفاه وعدالة اجتماعية وهذا لايتأتى إلا عبر تجاوز سياسات تحقيق المزيد من الدمج الهيكلى التى توصى بها المؤسسات المالية الدولية والخروج التام من تحت وصاية هذه المؤسسات

ذلك بالتوازي مع فتح الآفاق لنهوض تنويري وتحديث لمناهج البحث العلمي وأدواته في سياق تحديث ثقافي يهدف إلي بناء إنسان يعيش في حرية وكرامة في مناخ من تكافؤ للفرص بما يتيح له الحق في أن يحقق ذاته ويبدع دونما احتباس ذهنى وشعور بالاغتراب فى مناخ ثقافى وهابى الطابع تسيطر عليه الاستهانة بنشاط العقل وتحقيره فى مقابل تعظيم ثقافة النقل

أما فيما عدا ذلك من أحاديث نسمعها في كل حقبة من الحقب التي بدأت منذ آواخر السبعينيات وحتي تاريخه عن إصلاح إقتصادي وبناء لمصر الحديثة وما إلي ذلك فهى لاتشبه إلا أحاديث تسويق الوهم التى خبرها المصريون منذ عقود طويلة من حيث أن حقيقتها لاتعبر إلا عن سوي تنفيذ برامج التكيف الهيكلي التي تكرس تخلفنا الإقتصادي والمجتمعي وتبقي علينا مستهلكين لناتج الآخرين لتبتلع غالبيتنا موجات الغلاء والبطالة وترمي بنا في مستقبل علي غير مانتمني أو علي وجه الدقة علي غير ماتتمناه غالبية شرائح المجتمع المصري التي خرجت عبر انتفاضتين ثوريتين عظيمتين خلال ثلاث سنوات فقط
وهي حينما ثارت فقد ثارت - ضمن ماثارت - في الأساس علي حالة من الظلم الإقتصادي والتخلف الإجتماعي والتردي التي أفرزتها سياسات مايسمي بالإصلاح الإقتصادي التي أسس لها السادات ووصل بها خليفته مبارك إلي مراحل موغلة في عملية التكيف الهيكلي وتنفيذ برامج المؤسسات المالية الدولية التي دوماً ماتسببت في خراب الدول وتفشي ظواهر الفساد والفقر والبطالة فيها
وللأسف يبدو أن السلطة السياسية الحالية لم تتجنب هذا الطريق بل تصر علي مواصلة السير فيه لتحمل الشعب المصري نتائجه وانعكاساته الضارة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - العالم وحدة واحدة
فاخر فاخر ( 2017 / 5 / 9 - 22:20 )
أيجوز أن تتقدم مصر وحيدة بينما العالم كله يتخلف !؟

اخر الافلام

.. امتعاض واعتراض وغرامات.. ما رأي الشارع العراقي بنظام المخالف


.. عبد الله حمدوك: لا حل عسكريا للحرب في السودان ويجب توحيد الم




.. إسرائيل أبلغت دول المنطقة بأن استقرارها لن يتعرض للخطر جراء


.. توقعات أميركية.. تل أبيب تسعى لضرب إيران دون التسبب بحرب شا




.. إبراهيم رئيسي: أي استهداف لمصالح إيران سيقابل برد شديد وواسع