الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأيديولوجية الفاشية التركية … توسع وإبادة الشعوب

دلشاد مراد
كاتب وصحفي

2017 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


بعض القبائل التركية الغازية منذ مجيئهم إلى منطقة الشرق الأوسط في سياق التحرك والتنقل الواسع للشعب التركي من أواسط آسيا بدءاً من القرن العاشر الميلادي؛ فحاولوا تقمص ثقافات المجتمع الشرق أوسطي خدمة لمصالحهم القومية الخاصة والتوسع في المنطقة، تلك القبائل وأثناء مرورها من تركمانستان حتى الأناضول الحالية اعتنقت الدين الإسلامي وراحت تتستر وراءَه لتثبِّت وجودها في المنطقة فتكون مقبولةً من قبل أبناء المنطقة المسلمين حقاً، وبهذا أفلحوا في إنشاء دويلة لهم في الأناضول، وفيما بعد ونتيجة لنجاحهم باستغلال التناقضات المذهبية في المنطقة “الصراع السني الشيعي” تمكنوا من فرض نفوذهم وسلطتهم على مساحات واسعة من المنطقة تحت اسم “السلطنة العثمانية”.

فرض الفاشيون الأتراك التخلف والتبعية والأمية على الشعوب التي حكموها ومنعوها من المشاركة في إدارة السلطنة، بل وأصبح أبناء تلك الشعوب وقوداً وقرابين لحروبهم التوسعية في البلقان ومناطق أخرى ولمحاربة الانتفاضات والثورات الداخلية. وعندما رأت الشعوب المقهورة الفرصة سانحة لهم للتحرر من الاحتلال التركي العثماني في بدايات الحرب العالمية الأولى في الأعوام 1914-1916م أعلنت العصيان والثورة كالثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين في البلاد العربية، وحرب التحرر التي أعلنها الشعب الأرمني في شرق تركيا الحالية، وكذلك الشعب الكردي الذي قام بعدة انتفاضات آنذاك في مناطق كردستان، والشعوب الآشورية والسريانية أيضاً والذين طالبوا بحقوقهم في تلك الفترة. ردت الفاشية التركية على مطالب الشعوب باتباع سياسة الإبادة والتنكيل والقمع والاعتقالات والنفي، فأبادوا نحو مليون ونصف أرمني وقرابة 300 ألف من السريان والآشوريين والكلدان وعشرات الآلاف من الكرد استشهدوا ونفوا من مناطقهم، فيما لوحق أحرار العرب وتم إعدام ونفي العشرات من أعضاء وزعماء الجمعيات العربية التحرريَّة.

بقي التوسع واستهداف الشعوب وإبادتها في مقدمة برامج وأهداف الأيديولوجية الفاشية التركية، فبعد تقهقر حدودها بموجب اتفاقية لوزان عام 1923م إلى حدود تركيا الحالية والتي تضم الأناضول وجزءاً كبيراً من كردستان، استمرت بتطبيق سياسة الإبادة الثقافية والجسدية بحق الشعب الكردي، وطالبت في عدة مناسبات بإلحاق الموصل وحلب بأراضيها واحتلالها من جديد. وهذه النوايا التركية لاحتلال شمال سوريا والعراق تعززت لدى حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بزعامة أردوغان في خضم الأزمة التي تعاني منها سوريا منذ العام 2011م، مستغلاً الصراعات الداخلية السورية، وفي خطاب أطلقه أردوغان في 29 أيلول 2016م قال فيه: إنَّ معاهدة لوزان كانت هزيمة بالنسبة للأتراك وبالتالي فعليهم العمل على ترجمة المفهوم المضاد لها، أي أنه كان يقصد التوجه نحو احتلال أراضي شمال سوريا والعراق.

ولم يمر وقت قصير حتى احتل الجيش التركي جزءاً من شمال سوريا (الواقع بين جرابلس وأعزاز) وإلى جانبها فصائل سورية مرتزقة، في محاولة يائسة لمنع شعوب المنطقة التي اتحدت طوعياً تحت سقف “قوات سوريا الديمقراطية” لاستكمال تحرير مناطق الشمال السوري، والوصول إلى سوريا اتحادية ديمقراطية.

وما العدوان التركي على روج آفا وشنكال مؤخراً، واعتداءاته اليومية على الحدود واستمرار احتلاله لمناطق في الشمال السوري، ومشاركته في إنشاء ما يسمى بالمناطق الهادئة في سوريا ليس إلا استكمالاً لمخططه القديم الجديد في التوسع واحتلال المنطقة واستهداف شعوبها الأصيلة التي هي بأمس الحاجة إلى التوحد والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال التركي ودعم قوات سوريا الديمقراطية لاستكمال تحرير بقية الأراضي السورية، وتحقيق طموحات الشعوب السورية في الحرية والسلام والاتحاد الحر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء