الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


منظومة الإجرام الإسلامية..!! 3 الإجرام بحق الأطفال..

صباح كنجي

2017 / 5 / 10
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات




منظومة الإجرام الإسلامية..!! 3

الإجرام بحق الأطفال..

تمنحنا المصادر الاسلامية الكثير من المؤشرات والدلائل على مواقف الاسلام من الاطفال ونستطيع أن نؤكد.. انّ أول تجاوز على حقوق الطفولة في الاسلام.. يمكن تصنيفه بالجريمة.. قد اقترفه محمد بحق الطفلة عائشة.. اقترانه بها وممارسته المفاخذة معها يشكل حالة زواج غير متوازنة تلغي انسانية طفلة اغتصبت قبل البلوغ..
تحدثنا في ما مرّ من صفحات عن قتل طفلين ترافقاً مع جرائم ارتكبت اثناء مقتل الحسين وحادثة عبدالله بن خباب بن الارت.. وتلك الواقعتين لا يمكن اعتبارها استثناءً أو نادرة حدث فيها القتل سهواً..
الدلائل تؤكد انه منذ بداية الاسلام شكل الأطفال الأبرياء.. هدفاً معادياً للمهاجمين المسلمين الأوائل على القبائل العربية في اطراف قريش.. التي رفضت الاسلام وقاومته.. وكذلك كان الحال مع الاطفال من اتباع الديانات الأخرى.. بالأخص أطفال اليهود.. الذين تم الحاقهم بذويهم اثناء قتلهم في واقعة بني قريظة في يثرب ..
وكان المقياس العجيب في استحقاق قتل الاطفال مع ذويهم.. ممن اعتبروا كفاراً ومشركين .. من نبت لهم شعر العانة.. استناداً لجواب محمد في واقعة بني قريظة عن المشمولين بالقتل والذبح الذي اختصرته جملته الشهيرة وفقاً للمصادر الاسلامية (من انبت اقتلوه).. وهذا النص المعتمد وهو ليس الوحيد في تشكيل القاعدة الفقهية المؤسسة لمنظومة الاجرام الاسلامية التي تبيح قتل الاطفال وتصفيتهم وتشرعنه..
قد يكون صادماً ومستغرباً للعقول.. ان نتحدث أو مجرد التنويه لاحتمال وجود فقه لقتل الأطفال في منظومة الاجرام الاسلامية !!.. نشأ مع بدايات الاسلام في زمن محمد اثناء الاغارة على اليهود الذين استهدفهم المهاجمون المسلمون في ديارهم ليلاً.. حينما بدأ البعض منهم بالتساؤل عن الموقف من الاطفال اليهود وكيف يمكن التعامل معهم .. إذا ادركنا أن الموقف من ابائهم كان محسوماً وبيناً ولا يحتاج للجدال والنقاش ..
إذ كان الجواب وفقاً للمصادر الاسلامية .. التي وثقت الموقف بعد أن جرى الاستفسار من الرسول .. (يا رسول الله أطفال المشركين نصيبهم في الغارة بالليل؟.. قال: لا حرج فان أولادهم منهم" (كنز العمال ـ المتقي الهندي- رقم الحديث 11288 ـ ج4، ص435).
وقيل ايضاً (انظروا فان كان انبت الشعر فاقتلوه" (كنز العمال ـ المتقي الهندي- رقم الحديث 11275ـ ج4، ص433).
وعموماً يمكن تصنيف الاحاديث المنسوبة لمحمد الخاصة بالموقف من الأطفال والتي يتفاخر بها المسلمون الى ثلاثة محاور ..
المحور الاول.. يخص أطفال مَنْ صنفوا بالكفرة المشركين..
المحور الثاني.. يبيح استرقاقهم و استعبادهم..
المحور الثالث يؤكد جواز التخلص منهم بذبحهم وقتلهم.
وهو موقف ينطلق في جوهره من قاعدة تكفير الآخر وتبشيعه وحق المسلم في التخلص منه وافناؤه.. تطور لاحقاً ليشمل الكثير من معتنقي الاسلام نفسه.. بعد أن انقسم المسلمون الى طوائف وشيع وفرق متنافرة ومتناحرة.. لم تتوانى لحظة بالدخول في حروب متواصلة .. كما يحدث الآن في اكثر من بلد من صراعات طائفية مقيتة .. استناداً على ذات الحجة التكفيرية كمقدمة ومنطلق للفتك بالآخر واستئصاله وفقاً لشريعة الله التي يستوجب تطبيقها كما وردت في النصوص الاسلامية..
في العهود الاولى من الإسلام تقاتل المسلمون فيما بينهم في معارك طاحنة.. كما حدث في الجمل وصفين والنهروان، التي ذهب ضحيتها مئات الألوف من الرجال والنساء والأطفال. لم يتوقف تكفير الآخر في حدود القتال بين البالغين من المؤمنين المختلفين.. بل انه شمل أيضا أطفالهم وذراريهم الذين تم تكفيرهم.. وكان مصيرهم كمصير أطفال المشركين وقوداً لنيران الجحيم كما يستوضح من الاحاديث النبوية التالية وهي مجرد عينة مما استقيناه من المصادر الاسلامية مما لها علاقة بموضوع بحثنا ودوافع جريمة قتل الأطفال في الاسلام..
نقل عن عصمة بن سليمان الخزاز .. حدثنا أبو عقيل المدني عن عائشة قالت:

سألت رسول الله .. عن أطفال المسلمين أين هم يا رسول الله يوم القيامة؟
ـ قال في الجنة يا عائشة
ـ قالت فقلت فأطفال المشركين أين هم يا رسول الله يوم القيامة؟
- قال في النار يا عائشة.
ـ قالت فقلت له وكيف ولم يبلغوا الحنث ولم تجري عليهم الأقلام؟
- قال ان الله قد خلق ما هم عاملون لئن شئت لأسمعنك تضاغيهم في النار.

( بغية الباحث، الحارث بن أبي أسامة، ص 237 - باب ما جاء في الأطفال ( 752)
ونقل عن .. عثمان بن أبي شيبة... عن علي قال: سألت خديجة رسول الله عن أولادها، فقال رسول الله: "هم في النار." فلما رأى ما في وجهها قال:
" لو رأيت مكانهم لأبغضتهم."
قالت : قلت فأولادي منك؟
قال: "في الجنة، و المشركين وأولادهم في النار." ثم قرأ رسول الله: "والذين آمنوا وتبعتهم ذرياتهم." ( كتاب السنة، عمرو بن أبي عاصم، ص 94 - باب: في ذكر أطفال المشركين 213-1).
عندما حاصر محمد ومن معه من قتلة أهل الطائف وخيبر وبني قريظة والنضير و نصب المنجنيق واستخدمه في القتال. كان الأطفال من بين المحاصرين ممن جرى استهدافهم وقتلهم بحكم تواجدهم مع ذويهم مع النساء والشيوخ.. الذين اعتبروا كفاراً يحق للمهاجمين المؤمنين الفتك بهم.. ولا توجد اشارة أو تأكيد عن نهي محمد لاتباعه بالتوقف عن قتل الاطفال او استثناؤهم من ذلك الموت الجماعي .. واعتبر هذا الموقف منه سنة جرى اقرارها والالتزام بها من قبل فقهاء الاسلام في العهود التالية.. التي شهدت ممارسات ابشع مع نشوء وتوسع الامبراطورية الاسلامية ومهاجمة بقية الشعوب والقبائل من الاعاجم..
ونرى الشافعي يؤكد على شرعية قتل الاطفال:
"أما ما احتج به من قتل المشركين وفيهم الأطفال والنساء والرهبان ومن نهى عن قتله فإن رسول الله.. أغار على بنى المصطلق غازين في نعمهم وسئل عن أهل الدار يبيتون فيصاب من نسائهم وذراريهم، فقال هم منهم يعنى أن الدار مباحة لأنها دار شرك وقتال المشركين مباح."(كتاب الأم، الإمام الشافعي، ج 7، ص 369)
روي عنه ايضاً.. سئل عن أطفال المشركين فقال: "هم خدم أهل الجنة." وقيل: "هم من خدم الجنة على صورة الولدان خلقوا لخدمة أهل الجنة." (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 8، ص 108).
امّا جعفر بن محمد بن شاذان فقد نقل عن... ابن عباس قال:
"قال عزير يا رب إني نظرت في جميع أمورك وأحكامها فعرفت عدلك بعقلي، وبقي باب لم أعرفه، إنك تسخط على أهل البلية فتعمهم بعذابك وفيهم الأطفال، فأمره الله تعالى أن يخرج إلى البرية وكان الحر شديداً، فرأى شجرة فاستظل بها ونام، فجاءت نملة فقرصته فدلك الأرض برجله فقتل من النمل كثيرا، فعرف أنه مثل ضرب" (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 371).
كما اوردت المصادر الاسلامية الحديث الخرافي الاشكالي التالي :
"إذا كان يوم القيامة جمع الله الأطفال وأجج لهم نارا وأمرهم أن يطرحوا أنفسهم فيها، فمن كان في علم الله عز وجل أنه سعيد رمى نفسه فيها وكانت عليه بردا وسلامة، ومن كان في علمه أنه شقي امتنع فيأمر الله تعالى بهم إلى النار، فيقولون: يا ربنا تأمر بنا إلى النار ولم يجر علينا القلم؟! فيقول الجبار قد أمرتكم مشافهة فلم تطيعوني، فكيف لو أرسلت رسلي بالغيب إليكم" (بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 801، ص 71).
أمّا الإمام المكنى بالصادق.. يا للسخرية.. فقد سئل عن أولاد المشركين يموتون قبل أن يبلغوا الحنث، قال: "كفار، والله أعلم بما كانوا عاملين، يدخلون مداخل آبائهم."
وتبعه العشرات والمئات من فقهاء الدجل والقتل يؤكدون ويصرون على أن .. "أولاد المشركين مع آبائهم في النار، وأولاد المسلمين مع آبائهم في الجنة."
او كما يستبدل الكافي بعض الكلمات.. للمزيد من الايضاح والتفسير ليمنحها صورة اليقين المدرك للنصوص الموحية بشرع الله.. "فأما أطفال المؤمنين فإنهم يلحقون آباءهم، وأولاد المشركين يلحقون آباءهم، وهو قول الله عز وجل: "بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم." ولا ينافي ذلك ما ورد في غير واحد من الأخبار من تأجيج النار للأطفال في يوم القيامة فيؤمرون بالدخول إليها ليعرف المطيع منهم والعاصي (جواهر الكلام، الشيخ الجواهري، ج 6، ص 44).
أتوقف من جديد كي اعيد السؤال .. هل يجوز قتل الأطفال؟!.. هل يجوز تصنيفهم بالكفار؟ هل يجوز استباحة دماء الابرياء من أجل قهر الآخرين ممن وصموا بالكفر والتجاوز على شريعة الله؟ ..
هل يحق للدين الاسلامي ان يدفع بالمؤمنين به لساحات الحرب لقتل اطفال الآخرين؟..
هل يحق لسفهاء الدين شرعنة قتل الاطفال .. و اختصاراً..
هل هناك في الاسلام فقه يبيح قتل الاطفال؟!! ..
أجل هل هناك فقه لقتل الاطفال!!!
ما هو حكم الاطفال الابرياء في ظل الحروب الاسلامية؟ ..
كيف تعامل محمد واتباعه الاوائل في بدايات الإسلام تجاه أطفال الشعوب والأقوام التي قهروها بسيوفهم؟..
كيف احتضن أصحاب محمد والرعيل الأول من الدعاة يتامى من ذبحوا بأيدي الغزاة المسلمين.. وفقاً لقوانين الجهاد والفتوح؟!! ..
هل هناك ما تفيدنا به المصادر الاسلامية؟..
روى ابن عباس عن الصعب بن جثامة قال:
قلت: يا رسول نبيت ( نهجمُ ليلا ) على المشركين وفيهم النساء والصبيان..
فقال: إنهم منهم. وأما تخريب المنازل والحصون وقطع الأشجار المثمرة فإنه جايز إذا غلب في ظنه أنه لا يملك إلا بذلك. فإن غلب في ظنه أنه يملكه فالأفضل ألا يفعل فإن فعل جاز كما فعل النبي بالطائف وبني النضير وخيبر" (المبسوط، الشيخ الطوسي ج 2، ص 11؛ سنن ابن ماجة: ج2، ص947، حديث 2839 ؛ سنن أبي داود :ج3، ص54، حديث 2672).
ويبدي ابن حزم عجبه من الذين تأخذهم الرحمة.. أو تحركهم العاطفة الإنسانية تجاه الآخرين المخالفين لمعتقداته الاسلامية . ويعلل ذلك بقوله: " أننا نضجع الخروف الصغير ونذبحه ونطبخ لحمه ونأكله ونفعل ذلك أيضا بالفصيل الصغير، ونثكل أمه إياه، ونولد عليها من الحنين والوله أمرا ترق قلوب سامعيه له، وتؤلم نفوس مشاهديها. و قد شاهدنا كيف خوار البقر وفعلها إذا وجدت دم ثور قد ذبح. و كل هذا حلال بلا مأمور به ويكفر من لم يستحله، ويجب بذلك سفك دمه. فأيّ فرق في العقول بين هذا وبين ذبح صبي آدمي لو أبيح لنا ذلك؟ .. وقد جاء في بعض الشرائع.. أن موسى عليه السلام أمر في أهل مدين إذا حاربهم بقتل جميع أطفالهم أولهم عن آخرهم من الذكور، وقد سئل رسول الله عن أطفال المشركين يصابون في البيات، فقال: "هم من آبائهم." فهل في هذا كله شيء غير الأمور الواردة من الله عز وجل؟" (الأحكام، ابن حزم ج 4، ص 4522).
اجاز الاسلام واباح الحق للمسلم المهاجم استعباد البشر واذلالهم وقهرهم ومصادرة اموالهم.. و سمح بالتفريق بين الطفل وأمه من عمر سنتين للذكور وسبع سنوات للإناث.. ومنحه حرية الاحتفاظ بهم وجعلهم من عبيده وجواريه او بيعهم او التفضل بهم كهدايا للغير .. بهذا الصدد يقول..
علي بن إبراهيم نقلا عن أبيه عن ... معاوية بن عمار قال :
سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:.. أتى رسول الله بسبي من اليمن. فلما بلغوا الجحفة نفذت نفقاتهم فباعوا جارية من السبي كانت أمها معهم.. فلما قدموا على النبي سمع بكاءها فقال:
ـ ما هذه؟ قالوا:
يا رسول الله احتجنا إلى نفقة فبعنا ابنتها. فبعث بثمنها فأتي بها. وقال: بيعوهما جميعاً أو امسكوهما جميعاً. رواه الصدوق بإسناده عن معاوية بن عمار مثله" (وسائل الشيعة (الإسلامية)، الحر العاملي، ج 31، ص 41).
ما الحرج الديني والفقهي تحديداً.. الذي يمنع أو يصد من اندفاع المنظمات الاسلامية المتطرفة المعاصرة.. بما فيها دولة الخلافة الاسلامية ـ داعش التي يقودها البعثي المثقوب إبراهيم البغدادي إذاّ عندما يقدمون على ذبح الأطفال وقتلهم في العراق وبقية البلدان المبتلية بالإجرام الاسلامي؟!!.
خاصة وانّ التاريخ الاسلامي فيه الكثير من الشواهد على هذه الممارسات الشاذة التي يتقبلها المسلمون ويتباهون بها كأنها ليست اعمال جرمية يندى لها الجبين.. بل بطولة يمكن التفاخر بها!!..
وهذا ما حدث في عهد ابي بكر وقسوته مع من وصفوا بالمرتدين من العرب والاعاجم الذين سعوا للانفلات من طوق الدائرة الاجرامية للإسلام.. فشدد عليهم وأوقع بهم بالسيف واعتبر نساؤهم و صبيانهم فيء واسترقهم وقسمهم بين المهاجمين المشتركين بالقتال كما حدث مع بني حنيفة.. وطبق بحق من اعتبروا مرتدين احكام الآيات التي خصصت للكفار.. أي الذين لا يؤمنون بالله.. وما اكثرها في النص القرآني " (التوبة 29) "اقتلوهم حيث ثقفتموهم.." (النساء 91) "إذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى اذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق.." (محمد 4) ".. فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان" (الأنفال 12).
جميع هذه الآيات القاتلة لا تستثني الاطفال من احكامها في تواصل تاريخي شاذ من ممارسات اجرامية بحق الاطفال.. إذا ادركنا أن جريمة قتل الأطفال ليست وليدة العصر الاسلامي و تعد من أقدم الجرائم البشرية.. إذ كانوا يقدمون كأضاحي وهبات للآلهة لكونهم الفئة الاكثر ضعفاً في المجتمع كما هو الحال مع قصة ابراهيم وابنه اسماعيل التي وردت في سفر التكوين من التوراة.. (يا أبي أنا شاب وأخشى أن جسدي قد يرتعش خوفاً من السكين وسوف أحزن عليك، حيث قد يكون الذبح غير صالحٍ وبالتالي لا يتم احتسابه على أنه قربان حقيقي، لذلك اربطني ربطاً وثيقاً) .. واستوعبها القرآن في سورة الصافات.. ( قال يا بُنَيّ إنّي أرى في المَنام أنّي أذبَحُك فانْظُر ماذا ترى.. وناديناه أن يا إبراهيم قد صدّقتَ الرّؤيا إنّا كذلك نجزي المُحسنين إنّ هذا لَهُوَ البلاءُ المُبين وفَدَيناه بِذِبحٍ عظيمٍ ) .. (فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ) ..
وجوهر الموقف في هذا القربان يتجسد بالذبح المقدس كهبة تساهم في التقرب من الله وانقاذ الآخرين وهي فكرة متوارثة سابقة للإسلام تواجدت بصيغ مختلفة في عدة ديانات تقبلت فكرة الذبائح في المناسبات التي يجري تصويرها والترويج لها كممارسة طقسية مقبولة انبثقت منها مقولة (جئناكم بالذبح) التي يرجع اليها الأصوليون لتبرير حكم الذبح الذي اشاعه الدواعش في هذا العصر من جديد تيمناً بما ورد في النص ..( فإِذا لَقِيتُم الذين كَفَروا فَضَرْبَ الرِّقاب حتّى إذا أثْخَنتُموهُم فشُدّوا الوَثَاق فإمّا مَنًّا بعدُ وَإِمّا فِدَاءً حتّى تَضَع الحرب أوزارها" (سورة محمد - 47).
معطوفة على الحادثة الأشهر التي سبقتها عن تواجد محمد في الحرم المكي، خلال السنوات الأولى من الدعوة الإسلامية، عندما اجتمع عدد من القرشيين وبدأوا يتحدثون عنه، لينتهي بهم الأمر إلى القول "ما رأينا مثل ما صبَرنا عليه من هذا الرجل قط، سفَّه أحلامنا وشتم آباءنا وعاب ديننا"، فبينما هم كذلك ظهر محمد طائفاً بالكعبة، وكلما مرَّ بهم شتموه غمزاً، حتى إذا تكرر الأمر التفت إليهم وقال: "تسمعون يا معشر قريش.. أما والذي نفس محمد بيده لقد جئتكم بالذبح". هذا الحديث الذي ورد في مسند "أحمد" وغيره، يُعد مرجعاً للأصوليين المعاصرين في أحكامهم، ومنه انطلقت تلك الكلمات الشهيرة التي يتغنى بها الجهاديون الإسلاميون من مختلف المنظمات المتطرفة.. هذا التهديد الذي تحول في مجرى التاريخ الدموي للإسلام الى فعل جنائي وممارسة قاتلة تفتك بالبشر الذين يجري تكفيرهم ويستحقون الذبح كقربان للإله الذي حول جمهرة من المسلمين الى قتلة وذباحين خطرين مؤذين لغيرهم .. فاقت جرائمهم وغطت على جريمة هيرودس في اليهودية بالتخلص من الاطفال وارتكابه لما عرف في التاريخ المرافق لنشوء الاديان بـ (مذبحة الأبرياء) .. وهي المذبحة التي امر بها هيرودس بذبح الأولاد الذكور الذين ولدوا في بيت لحم ليتجنب فقدان ملكه كما روت الأساطير الدينية اليهودية.
وقد طبقت دولة الخلافة الاسلامية هذه التعاليم الدينية بقسوة وبشاعة في القرن الواحد والعشرين.. وتم زج الاطفال في اتون فوضى حرب اجتماعية فتاكة وجرى تجنيدهم وتدريبهم في معسكرات للأطفال وتهيئتهم كقتلة غير ابهين بمصيرهم و تمت التضحية بالأطفال في عمليات انتحارية في الكثير من الاحيان..
وهي ذات الفوضى الممتدة لتلك الايام من باكورة الجرائم الاولى في الاسلام التي ترافق فيها الجدل في تحديد عمر الأطفال ووصولهم للسن التي تؤهلهم للقتل وفقاً للشريعة الاسلامية بظهور الشعر والمقصود به هو شعر العانة الذي يظهر على الجسد الأدمي ..
ففي السودان الذي يطبق الشريعة الاسلامية.. مثلا تمت اعادة محاكمة طفل لثلاث مرات.. في محاكم ام درمان.. من اجل تثبيت حكم الاعدام بحقه شنقاً حتى الموت.. بعد طعنه زميلا له في المدرسة إثر مشادة وقعت بينهما.. وتم نشر الخبر عن هذه الجريمة يوم 5 ديسمبر 2012.. و يبدو اضطراب الموقف القانوني في هذه المحكمة المهزلة ظاهراً من خلال إعادة المحاكمة لثلاث مرات.. بناء على طلب محكمة الاستئناف العليا .. فهل يجوز إعدام الأطفال في الاسلام ؟!!..
لقد تمادى الدواعش في عرض جرائمهم وعملياتهم الانتحارية للأطفال في سوريا والعراق عبر شاشات ضخمة في الساحات، ليشاهدها المدنيون والأطفال في المدن التي سيطروا عليها.. او التي سلمت لهم دون قتال. وفضح ناشطون سوريون من الرقة في تسجيلات تم بثها من خلال شبكة الانترنيت الكثير من هذه الممارسات الاجرامية للدواعش وسط حشود من الجماهير، بينهم أعداد كبيرة من الأطفال والصبيان اجبروا على متابعة مقاطع فيديو لعمليات إعدام نفذت في اوقات سابقة ..
ورصد الناشطون المشرفون عن حملة "الرقة تذبح بصمت"، في إشارة لممارسات داعش، هذه الظاهرة المنتشرة في شوارع الرقة، واتهموا داعش بتعمد عرض عمليات إعدام وصفوها بالوحشية أمام المدنيين، خاصة الأطفال.
وحذروا من تأثير هذه المشاهد العنيفة على نفسية الأطفال وانعكاسها على سلوكهم، لاسيما في ظل الظروف الصعبة التي يكابدها السوريون من جراء أعمال العنف القاسية في العديد من المدن والقرى.
لم يكن العرض عبر الشاشات وحده الأسلوب الذي لجأ اليه الدواعش في التأثير على المدنيين والأطفال، وسبقها تسجيلات لجموع من المحتشدين اصطفوا مجبرين في الساحات لمشاهدة تنفيذ أحكام إعدام ميدانية للدواعش على مرأى ومسمع منهم مباشرة.
كما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي ورصد الناشطون صوراً يظهر فيها أطفال
مسلحين لا تتجاوز أعمارهم الأربعة عشر عاماً يلوحون بأعلام ورايات تنظيم داعش السوداء .
وسبق وان اكدت وسائل الإعلام المختلفة، أن داعش يلقن الأطفال دروساً في الجهاد المتطرف، ويعرض عليهم مقاطع فيديو لتفجيرات انتحارية وعمليات إعدام ميدانية. وفي العراق تم عرض شريط فيديو لطفل يبايع داعش على الموت لا يتجاوز عمره الـ12 عاماً، يظهر مردداً كلام ملقنه جملاً صعب عليه ترديدها ناهيك عن فهمها او ادراكها مما اضطر الملقن ليعيدها مرتين او اكثر أمامه.
وبعد أن انتهى من المبايعة اقترب الطفل من حامل الكاميرا ليسأله الأخير عن شعوره بعد أن بايع داعش، وليختم الفيديو بعبارة توضيحية استفهامية.. أنت الآن مستعد أن تقتل؟.. فيجيب الطفل " إن شاء الله".
وفي هذا الشأن كتب كمال قبيسي.. في أرض "داعش" الممتدة على مساحات شاسعة من سوريا والعراق "دور حضانة" ومدارس من نوع دموي على ما يبدو، ففيها يتعلم الأطفال على شحذ السكاكين لذبح وجزّ الرؤوس، لكنها رؤوس لدمى يزودهم بها التنظيم لاستخدامها كأدوات في دورات ودروس تطبيقية، يقومون خلالها بقطع أعناقها ورميها مذبوحة على الأرض، فيعتادون على نحر رقاب الأعداء مستقبلاً...
ويستخدم الدواعش مواقع التواصل الاجتماعي لنشر افكارهم وتوجهاتهم الخاصة بالأطفال، على شكل نصائح للمسلمين ليعلموا صغارهم على ذبح الأعناق وجزّها من خلال دمى الاطفال، تمهيداً لنحر "أعداء" من لحم ودم.( علموا أولادكم جزّ الرقاب) مع صورتين لطفل ملثم في يمناه دمية برتقالية اللون ويسراه سكيناً شبيهة بسيف صغير.
وفي عودة لتعاليم و توجيهات محمد.. التي تم ذكرها في الاسطر السابقة.. عن واقعة بيع الاطفال .. اقدم الدواعش على احياء هذا التقليد البشع وتم تحديث اسواق النخاسة من جديد لبيع النساء والأطفال والاستفادة من هذا العمل اللا انساني البشع كمصدر لتمويل "داعش" عبر المتاجرة بالبشر وفي المقدمة منهم النساء والاطفال..
وقام تنظيم "داعش" بعمليات بيع واسعة للنساء والأطفال الذين اختطفهم لتوفير المال من هذه التجارة من جهة و لإغراء واستقطاب المزيد من المقاتلين من مختلف أنحاء العالم ممن يتم تأمين النساء لهم كــ "سبايا وعبيد" فور وصولهم الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم.
والمعلومات الموثقة تؤكد منذ الثالث من آب 2014 .. انه تمت عمليات اختطاف واسعة النطاق للنساء الإيزيديات مع اطفالهن في سنجار وسهل نينوى.. حيث يتواجد الايزيديون والمسيحيون والشبك والتركمان المعتنقين للمذهب الشيعي، الذين شملهم الاختطاف والقتل.. وكشفت جريدة "تايمز" البريطانية لأول مرة عن سوق لتجارة البشر قام "داعش" بفتحه في منطقة القدس بمدينة الموصل العراقية، يتم فيه عرض النساء والأطفال للبيع والتداول العلني مقابل مبالغ مالية .. او اتفاقات بين البائع والشاري من المسلمين ".
واكدت ذات الصحيفة إن سوقاً لتجارة البشر افتتحت في مدينة الرقة السورية أيضاً بعد الموصل، وفي كلاهما يجري بيع النساء والأطفال من الطائفتين الإيزيدية والمسيحية علناً، و بأسعار مشجعة غالباً ما يكون 10 دولارات فقط لكل طفل او طفلة.
ويشكل هذا اسلوباً لجذب المزيد من المنتمين للدواعش عبر صفقات البيع والشراء في اسواق النساء والأطفال المغرية للمزيد من الشباب في مختلف أنحاء العالم حيث يتم منحهم نساء وأطفالاً عند وصولهم مناطق نفوذ الدولة الاسلامية ..
وأكدت تقارير الأمم المتحدة ومنظمات حقوق الانسان ولجان التوثيق .. واللقاءات الصحفية التي انجزها العديد من الكتاب والصحفيين.. وفي المقدمة منهم ناشطون وناشطات من الايزيديين انفسهم بالناجيات ..
بأن اعداد كبيرة من نساء والفتيات التي تم اختطافهن من قبل "داعش" في أواخر أغسطس الماضي تمكن من الاتصال بمحققين أمميين وأبلغوهم بأنهن تعرضن لانتهاكات جنسية متكررة امام انضار اطفالهن كما تعرض اولادهن للتعذيب وسوء المعاملة والتجويع المتعمد الذي عرضهم لسوء التغذية والعديد من المشاكل الصحية .
وفي اطار هذه التطورات المنفلتة .. لمتابعة المزيد من التفاصيل عن الجرائم المرتكبة بحق الاطفال .. ابدى المجتمع الدولي قلقه حيال جيل كامل من الأطفال يجندهم داعش للقتال في صفوفه.. وابدت منظمات حقوقية محلية وعالمية تخوفاً على مستقبل آلاف الأطفال الذين يكبرون في مناطق يسيطر عليها تنظيم "داعش" الذي لا يتوانى من تجنيد هؤلاء الأطفال في اجندته .
وبدأ يروج بشكل كبير لعمليات تجنيد الأطفال في المناطق التي يسيطر عليها، رغم تحدث منظمات حقوقية وخصوصاً "هيومان رايتس ووتش" عن انتشار كبير لهذا النوع من الانتهاكات، لكن مؤخراً بدأت هذه العمليات تأخذ شكلاً أكثر علنية.
وأظهرَتْ تسجيلات نشرها التنظيم أطفالاً تقل أعمارهم عن الثماني سنوات في محافل عامة لحثهم على الالتحاق بمعسكرات التدريب.. كمَا تظهرْ التسجيلات دفعات من المقاتلين الصغار الذين يطلق عليهم الأشبال يتخرجون من دورات التدريب.
وتتخوف كثير من المنظمات من أن جيلاً كاملاً.. في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم ينشأ في هذه الظروف على يد مقاتلين متطرفين، سيلجأ لممارسة العنف ويستسهل القتل والتطرف بسبب هذه التنشئة الشاذة . وهذا ما جرى رصده وتوثيقه لاحقاً حيث شوهدت مجاميع من الاطفال وهي تحمل السلاح مع الدواعش لم تتجاوز الـ 12 سنة من العمر ..
كما رصدت مراكز التوثيق الانتهاكات بحق الاطفال ومقتل اكثر من 300 طفل صنفوا خارج نطاق المجموعات المدنية مع الدواعش في مناطق الموصل وسهل نينوى وسنجار، حشروا في صفوف مقاتلي الدولة الاسلامية بشتى الطرق والوسائل ..
وفي هذا السياق لفت انتباهي حالة الطفل عبدالله الكازاخستاني.. الذي حوله التنظيم الى قاتل محترف نفذ حكم الاعدام ببرودة اعصاب متناهية برجلين برصاص مسدس.. بإطلاقتين في العنق أنهى الطفل حياتهم.. بعد إدانتهما بالتجسس على التنظيم لصالح الاستخبارات الروسية.. ونشر التنظيم على شبكة الإنترنت شريط الإعدام كوسيلة من وسائله لنشر الإرهاب وترويع الآخرين.. ويبدو وفقاً لتحليلات علماء النفس والعاملين في مجال حقوق الانسان ان الدواعش يعتمدون على الاطفال في تنفيذ جرائمهم ويعطونهم الاولية في نطاق رؤية ستراتيجية لسهولة ضمان ولائهم لمخططات بعيدة المدى.
كما لفت انتباهي ايضاً..
ما بثه تنظيم داعش عن إعدام 25 من قوات نظام بشار الأسد وسط آثار مدينة تدمر، وتحديداً في مسرحها الروماني.. بمشاركة اطفال يرتدون زياً عسكرياً بنياً كلفوا بإطلاق النار على رؤوس الجنود.. و بحضور عدد من المتفرجين من الرجال والأطفال جلسوا على مدارج المسرح الروماني.
وفي الموصل نفذ تنظيم داعش الاسلامي الاعدام بحق .. 12 طفلاً من الذين يتم تدريبهم عنوة في معسكر السلام شرقي المدينة.. حاولوا الفرار.. لكن ألقي القبض عليهم لاحقاً، وتم إعدامهم في منطقة الغابات.
وفي نطاق الاعمال الاجرامية التي ارتكبها المسلمون بحق الشعوب.. التي مورست ازاءها سياسة القهر والاذلال.. اثناء الغزوات الاسلامية وفرض عليها الدين عنوة.. تمت ابادة مجاميع كبيرة من البشر بينهم آلاف الأطفال شملت الفرس والكورد والهنود واصقاع الصين وأسيا الصغرى وعدة بلدان اوربية وصلتها جحافل الاسلام.. تميزت من بينها سياسة الابادة الجماعية بحق الأرمن والسريان والاشوريين والكلدان والايزيديين الذين تكررت المذابح المرتكبة بحقهم في العهد العثماني.. وكان الاطفال من بين الضحايا حيث شملهم القتل والحرق والسبي والاستعباد.. وسوف يكون لنا وقفة إزاء الجرائم التي ارتكبت بحقهم في فصل قادم مستقل..
ولتركيز البحث و تكثيفه في مجال التجاوز على حقوق الاطفال واستهدافهم من قبل دولة الخلافة الاسلامية الاجرامية.. سأتطرق الى ما كتبه محمد عايش من لندن عن سفاح داعشي كان يقطع رؤوس الأطفال ويعلقها على أبواب المدارس.. ترك تنظيم دولة الخلافة الاسلامية وفضح ممارساتها بعد ان ولى هارباً منها، لنكتشف.. أن أحد قادة التنظيم ويدعى صدام جمال كان تاجراً للمخدرات قبل أن ينضم إلى "داعش" ويتحول إلى قاطع لرؤوس الأطفال.
وبحسب الشهادة المروعة التي نشرتها جريدة "ديلي تلغراف" البريطانية.. فإن أبا عبد الله الذي كان يعمل حارساً شخصياً للقيادي في "داعش" صدام جمال.. فرّ هارباً وانشق عن التنظيم بعد أن تأكد بأن مقاتلي "داعش" يرتكبون جرائم لا علاقة لها بالدين، وليست بدوافع دينية، وإنما هي نتيجة لــ"بزنس" خاص بهم.
ويروي أبو عبد الله الجريمة الأبشع التي ارتكبها صدام بحضوره، حيث أجبر عائلة سورية نازحة تعيش في إحدى المدارس على الخروج والاصطفاف بالترتيب من الصغير إلى الكبير، وبدأ بقطع رؤوس الأطفال أمام أعين الأب والأم واحداً تلو الآخر ثم علق الرؤوس على جدار المدرسة، وغادر المكان..
والى حدثين جرى الكشف عنها مؤخراً.. يتعلق الاول بالطفلة المسيحية كريستينا ذات الـ 3 أعوام فقط .. من اهالي قره قوش التي جرى انتزاعها وخطفها من حضن امها.. من قبل احد المجرمين الدواعش الذين دخلوا قضاء قره قوش بدون مقاومة.. وهي قصة مؤثرة جرى توثيقها من خلال برنامج صناعة الموت.. عرضت بتاريخ 5/5/2017 في قناة العربية بعد ان بقيت مع امها التي رفضت الهروب ولم تتخلى عن زوجها الكفيف وكان مصيرها الاذلال وفقدانها لطفلتها.. التي ما زالت تنتظر معرفة شيئاً عن مصيرها.. بعد ان نشرت صورتها مع داعشي تونسي مبتذل قرر استعبادها.. وترك جرحاً في نفس امها لا يمكن شفاءه مهما طال الزمن ..
اما الثاني.. فتلخصه قصة الطفل الايزيدي الذي نشر تفاصيل اللقاء به مع والدته الناجية من براثن الدواعش داود الختاري ووثقها بالصور البليغة الدامغة.. تحت عنوان (تعذيب طفل لان الله خلقه من ابوين إيزيديين).. ويمكن العودة اليه لمشاهدة صور الطفل المعذب.. فسوف نختصرها في نطاق بحثنا عن جرائم الاسلام بحق الاطفال في هذا الفصل من فصول منظومة الاجرام الاسلامية .
ويمكن ان تكون مثالاً حياً وصارخاً على جرائم الدولة الاسلامية.. التي يندى لها الجبين وتشكل مفصلا حاداً في التعامل مع الاطفال الابرياء.. تعكس همجية الدين وافتقاد الدواعش لأية سمة من سمات الانسانية والرجولة .. يصعب مقارنتها حتى بما تفعله الحيوانات المفترسة المتوحشة في الغابة..
فعل لا يطيق على ممارسته وتقبله .. الا تلك الشرذمة الوسخة من اشباه البشر ممن انضوت في تشكيلات الدولة الاسلامية الاجرامية.. وسعت بفعل ممارساتها المنحطة لاستكمال منظومة الاجرام الى هذه المديات.. التي يتوقف عندها العقل وتتطلب رؤية علماء و خبراء علم النفس..
والحديث عن الطفل الضحية.. (خيري حازم خدر باجو - من مجمع تل قصب) .. لا يخلو من ابعاد فنطازية في ممارسة التعذيب والتلذذ بعذابات الاطفال الى حد يمكن وصفها بالأبشع من القتل والموت.. هذا الطفل السنجاري.. الذي وقع في قبضة مقاتل داعشي همجي من ليبيا يعاني من مجموعة عقد نفسية دفعة واحدة.. يدعى ( ابو سياف الليبي) واسمه الحقيقي (صالح) من مدينة أدرنه في ليبيا..
الذي مارس قسوته اللامحدودة وسعى لتعذيب الطفل وقتله بشتى الطرق ابتداء بضرب رأسه بالجدار لحين خروج الدم من انفه وفمه عدة مرات.. وتكرار تعذيبه الذي تسبب له بصمت وذهول جعلت المجرم الليبي يتمادى في غيه ويمارس معه شتى فنون التعذيب وكان من بين ما ارتكبه بحق هذا الطفل البريء مجموعة عاهات تمثلت في:
1ـ عضه المتكرر لأذني الطفل حتى ثقبهما بأسنانه.. وفي احدى المرات اسفر العض عن قطع جزء من صيوان اذنه اليسرى وتشوهها ..
2ـ ضربه بشدة على اليدين وكسر احداها من العضد..
3ـ كسر مفاصل الركبتين مما تسبب له في انحراف واعاقة ..
4ـ كسر أنفه مما تسبب له في صعوبة التنفس..
5ـ تعرضه للرفس على البطن تسبب له في أورام.. مع وجود كتل دموية بارزة وواضحة العيان ..
6ـ تعرضه لتمزق في عضوه الذكري.. وجرحه بالة حادة ..
والطفل المشوه هو وصمة عار وشاهد تاريخي على بشاعة جرائم دولة الخلافة الاسلامية التي توارثت منظومة الاجرام الاسلامية وسعت بهذه الاعمال الجبانة لتطويرها وتحديثها عبر تطبيقاتها المنفلتة .. كما حدث مع آلاف الاطفال ولم يكن الطفل الايزيدي خيري باجو السنجاري.. الا حالة من حالاتها في العهد الداعشي ..

ـــــــــــــــــــــــ
صباح كنجي
للبحث صلة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي