الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل المسيح لم يمت على الصليب بل أغمى عليه ؟!

لطيف شاكر

2017 / 5 / 11
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


الرد علي : د.جعفر الحكيم

وتقول هذه النظرية أن المسيح لم يمت على الصليب بل أغمى عليه!! ونزل من على الصليب حياً!! ودفن في قبر يوسف الرامي الرطب البارد وكان مازال على قيد الحياة. وبعد عدة ساعات، تسبب الهواء البارد في إفاقته، فقام بطريقة ما وغادر القبر وظهر لتلاميذه الذين تصوروا أنه قام من الأموات!!

يقول ج. ن. أندرسون معلقاً على هذه الافتراضات النظرية: ” هذه النظرية ظهرت أولاً بمعرفة رجل اسمه فينتوريني منذ فترة طويلة جداً، وقد انتعشت هذه النظرية في أيامنا هذه إلى حد ما بأشكال مختلفة من قِبَل جماعة تنسب نفسها إلى الإسلام تسمى بالأحمدية، ومقرهم الأساسي مكان اسمه قاديان، ولهم مقر فرعي في لندن.


وتفسيرهم يجري هكذا: لقد تم تثبيت يسوع على الصليب بالمسامير، وعانى بشكل مريع من الصدمة وفقدان الدم والألم، لذا أُغمى عليه، لكنه لم يمت ولم تكن المعرفة الطبية متقدمة في تلك الأيام، لذا ظن التلاميذ أنه مات فعلاً. وقد نما إلينا، أن بيلاطس تعجَّب من موته السريع أليس كذلك؟ والتفسير المؤكد أنه عندما أُنزل من الصليب وهو مغمى عليه، ظن الجميع أنه مات، لذا وضعوه في القبر. وكان الجو بارداً في القبر فأفاق وقام وخرج من القبر، لكن تلاميذه الجهلاء لم يصدقوا أن هذا عبارة عن إفاقة وانتعاش، لذا أصروا أنه قام من الأموات ].

ويضيف الأستاذ كيفان على نظرية الإغماء هذه بأن الحنوط التي وضعت بين الأكفان كان لها تأثير على إفاقته من الإغماء.

وقد تبنى هذه النظرية الملحدون والعقلانيون واللادينيون والعصرانيون الغربيون، بسبب عدم إيمانهم بالمعجزات؛ أما لإلحادهم وعدم إيمانهم بوجود إله للكون وعدم وجود عالم أخر أو ملائكة أو أرواح! أو لعقلانيتهم الشديدة التي ترفض المعجزات وتقول أن الكون يسير بحسب نواميس ثابتة لا تتغير ويرون أن المعجزة تكسر هذا الناموس وهم يرون أن كسره مستحيل!! أو لأنهم لا يصدقون المعجزة إلا إذا رأوا مثلها بأعينهم، وعلى سبيل المثال فهم لا يصدقون أن شخصا قام من الموت إلا إذا رأوا ميتاً يقوم أماهم!! ونقلها عنهم في الهند القديمة، في باكستان قبل الانفصال عن الهند، جماعة الأحمدية أو القاديانيين المسلمين، والذين يتبرأ منهم غالبية المسلمين الذين يعتبرونهم كطائفة مارقة عن الإسلام، بل ويكفرونهم . وقد تبنوها لنفس الأسباب وغيرها، كما سنبين؛ فهم لا يؤمنون بميلاد المسيح من عذراء ولا بقيامه بعمل أي معجزات من أي نوع ويفسرون القرآن تفسيرا رمزيا باطنيا يرفض المعجزات نهائياً!! وليمهدوا الطريق لمسيحهم المزعوم ميرزا أحمد غلام الذي أدعى أنه المسيح المنتظر الذي زعموا، وزعم هو نفسه، أن الله كان يوحي إليه!! وقد جمع أتباعه هذا الوحي المزعوم بعد موته في كتاب أسموه ” تذكرة”

وقد راجت هذه النظرية في نهاية القرن الثامن عشر وانتشرت عند البعض في القرنين التاسع عشر والعشرين، وقد راجت بدرجة أكبر في نهاية القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين. وفيما يلي لمحة عن القائلين بهذه النظرية وملخص لأفكارهم ونظرياتهم المتعارضة المتناقضة التي لا تستند على أي مرجع أو وثيقة أو دليل أو برهان بل على مزاعمهم فقط

في سنة 1780م زعم كارل فريدرك بارت (Karl Friedrich Bahrdt) اللاهوتي الألماني العقلاني، والذي كان أول من قال بها، أن يسوع أدعى موته حيث استخدم بعض العقاقير الطبية التي قدمها له لوقا الطبيب ليظهر لإسرائيل كالمسيح الروحي حتى يتخلى هذا الشعب عن فكرة المسيح السياسي المحارب!! ثم زعم أن يوسف الرامي الذي كان يرتبط معه برباط سري عن طريق الاسينيين، يهود منطقة قمران!! هو الذي قام بإنعاشه من هذا الموت الظاهري! وبعد ذلك ظهر الكثيرون الذين تأثروا بهذه النظرية وتبنوها ونادوا بها!!

وحوالي سنة 1800م افترض كارل فينتوريني (Karl Venturini) أن يسوع أجتمع مع جمعية سرية يرتدي أعضاؤها الثياب البيضاء، هذه الجمعية التي لا يعرف عنها أحد أي شيء ولا وجود حقيقي لها في الواقع والتاريخ! وقد خمن وافترض فكرته من ظهور ملاكين للنسوة عند القبر لإعلان قيامة الرب يسوع المسيح من الأموات: ” وفيما هن محتارات في ذلك إذا رجلان وقفا بهن بثياب براقة ” (لو24 : 4)، وزعم أن هذه الجماعة ظنت أن المسيح سيموت على الصليب وأنه سيكون المسيح الروحي لبني إسرائيل بدلا من المسيح المحارب الذي انتظروه وتوقعوا انتصاره على الرومان!! وزعم أن هذه الجماعة لم تتوقع أن يبقى المسيح حياً بعد الصلب!! وعند القبر سمع واحد منهم كان يرتدي زياً ابيض، في إشارة إلى الملاك الذي دحرج الحجر، أنينا من داخل القبر حيث عاد يسوع إلى وعيه فأخاف هذا الرجل اللابس الثوب الأبيض الحراس وأنقذ المسيح!! فاستخدم يسوع طاقته المتبقية في الظهور لتلاميذه وبعد ذلك اختفى من المشهد متقاعدا بشكل نهائي!! وهو هنا يحول الملاك الذي ظهر للمرأتين ” فأجاب الملاك و قال للمرأتين لا تخافا أنتما فاني اعلم إنكما تطلبان يسوع المصلوب ” (مت28 :5)، إلى عضو في جمعيته السرية المزعومة!!

والسؤال هنا هو إذا كان هذا الرجل بثوبه الأبيض، حسب، زعمه، مجرد رجل وعضو في هذه الجمعية السرية فكيف أخاف الحراس، الجنود الرومان الذي كان الهرب بالنسبة لهم يعني الموت المحقق؟!! كما لم يقل لنا كيف تقاعد؟! وكيف ظهر لتلاميذه بهذه القوة الباقية، أي الضعيفة جدا،؟! وكيف اقتنعوا أنه قام من الأموات منتصرا على الموت لدرجة أنهم ذهبوا فكرزوا بقيامته وماتوا جميعاً شهداء من أجل هذه الشهادة؟! وأين اختفى؟!

وابتداء من سنة 1802م بدأ اللاهوتي الألماني العقلاني هنريك بولوس (Heinrich Paulus) الذي فسر معجزات الكتاب المقدس .تفسيرا طبيعياً عقلانياً ينادي بأن المسيح لم يمت على الصليب بل دخل في غيبوبة (coma) مؤقتة وعاد على الوعي بدون أي مساعدة من أحد في القبر. وفي سنة 1828م قدم نسخة تفصيلية تفترض أنه عندما حدث الزلزال وقت الصلب (مت27:51)، انطلق دخان كثيف سبب صعوبة في التنفس جعل يسوع يبدو ميتا قبل أوانه على الصليب. وقد ظل يسوع حيا بكيفية ما في القبر بدون أي مساعدة!! وقال مثل فينتوريني أن يسوع استخدم طاقته المتبقية في الأيام التالية واختفى بعد ذلك في سحابة جبلية في نهاية مقابلته الأخيرة مع تلاميذه على جبل الصعود !! وقد تبنى البعض هذه النظرية في الأيام الأخيرة التي تنفي الموت وتتكلم عن الصعود!!

وهنا نسال هؤلاء الذين يدعون هذه النظرية الأسئلة التالية:

1-هل هذا يعني أن الذين قاموا بتنفيذ الصلب من الجنود الرومان والذي كانوا محترفين في تنفيذ الصلب والذين من المفترض أنهم وقعوا على تقرير الصلب الذي يؤكد على موته وكذلك قائد المئة الذي تأكد منه بيلاطس أن المسيح قد مات ” فتعجب بيلاطس انه مات كذا سريعا فدعا قائد المئة وسأله هل له زمان قد مات. ولما عرف من قائد المئة وهب الجسد ليوسف ” (مر15 :44)، قد أخطئوا جميعاً؟!

2-وهل هذا يعني أن يوسف الرامي ونيقوديموس عندما كفنوا جسد يسوع بأكفان مغلفة بـ 100 منّ (36 كيلو) من المر والعود، حنوط الدفن، والمر مادة صمغية لاصقة، بطريقة تجعل الحنوط والكفن ملتصقين تماما بالجسد، لدرجة لا يمكن معها فصل الجسد عن الحنوط والأكفان إلا بانتزاع الطبقة الخارجية من الجسد، كانوا مخطئين؟! لأنه بحسب هذه النظرية المزعومة كانوا يعرفون أنه حي!! فهل كانوا فعلا يفعلون ذلك لو أنهم كانوا يعرفون أنه حي؟!

3-وهل كان بإمكانه أن يتنفس من خلال الأكفان التي لفت حول جسمه ورأسه، فقد كان وجهه ملفوف بمنديل مخلوط بهذه الحنوط اللاصقة والتي كانت ملتصقة به تماماً؟!

4-وهل كان في إمكانه أن ينزع عن نفسه الكفن بيديه الملفوفتين بالأكفان الملتصقة بالحنوط والمصابة بالمسامير التي أخترقت الرسغين وأن يضغط بقوة على الحجر الصلب الصخري، من الداخل، والذي يزيد وزنه عن طنين ويحتاج لأكثر من عشرين رجلاً ليدحرجوه من الخارج، بقوة تفوق هؤلاء وتجعله يتحرك من مكانه ويتزحزح عن باب القبر ويخرج ويذهب دون أن يلاحظه الحراس؟! ثم يذهب ويظهر لتلاميذه بدون أي فساد أو تلف جثماني أو أي آثار للجلد أو أي إصابات أخرى تبقى على جسده باستثناء علامات المسامير في يده ورجليه؟!

5- وهل يعني هذا أنه كان مجرد شخص عادي لا حول له ولا قوة أم أنه كان ساحرا يستطيع أن يخرج من القبر دون أن يراه الحراس؟! أو يمشي متخفيا ويدخل على التلاميذ في العلية والأبواب مغلقة، بل ويختفي خلف السحاب ويتخيل التلاميذ أنه صعد إلى السماء؟!

6-وهل يدرك هؤلاء الذين قالوا بهذه النظرية المزعومة ما يقولون؟! بل وهل يتصورون أن الناس سيلغون عقولهم ويصدقونهم دون تفكير أو دراسة أو فحص؟

للموضوع بقية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بين الحنين والغضب...اليهود الإيرانيون في إسرائيل يشعرون بالت


.. #shorts - Baqarah-53




.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح