الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يشعلني الحنين

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

2017 / 5 / 12
الادب والفن


كلما شعرتُ أنّني قاربتُ على الوصولِ . أرى أمامي بوّابةً ُكتبَ عليها لازال الطريق طويلاً . توجهي إلى جهة أخرى وابدئي من جديد.
كلّما حاولتُ أن أمسكُ بقبضتي على نوعٍ من المعرفةِ أكونُ قد حضّرتُ له كثيراً .أفتحُ يدي ولا أجدُ شيئاً كأنّي قبضّتُ على ريحٍ .
في مرةٍ ناداني بها الليلُ ليعلّمني فنّ البكاءِ. أسرعتُ إليهِ فإذ بهِ لا يعرفُ من الألمِ إلا العويل . علّمتُه الصّبر الطويل .
أنزعُ إلى الرحيلِ، إلى الليلِ ، إلى الفناءِ، وإلى إلى محطةٍ علويةٍ أفجّرُ فيها ينابيعَ الأملِ، أرسلُها عبر الضوء دون رحيل.
تتقاذفني أمواجٌ بينَ الحينِ والحين.، ويشعلُ الاحتكاكُ بالموجِ جسدي يشتعلُ الموج، يعلو ،أضمُّه إلى صدري، يصبح حنيناً ، ثمّ يصبحُ بعدَها رماداً . يحلّ بي السكونُ .
أسألُ : من أنا ؟
يأتي صدى السنينِ: أنتِ مولودةٌ في برجِ الأنين .
برجُكِ قابل للانفجار، قد يلهبُ الشمسَ . هذا ما يفعله اللهب المجبولٌ بالحنينٍ.
هل كنتِ آلهةً للحبٍّ يوماً ؟ أرى فيكِ ذلكَ الهوى ،العشقُ ، السرُّ المكنون
كوني ناراً تخرجُ من فم تنين .
من الذي يتحدّثُ عنّي ؟
صدىّ. لا أعرفُ لمن يكونُ . أتحدّثُ إليكِ يا نفسي :
لماذا أنتِ خائفةٌ ؟
كوني صّدى . امنحيني بعضَ الدفء.
أعيديني آلهةً . يأتي صوتي من ماضٍ سحيق.
في روحي تضطربُ أنثى منذورةٌ للحبّ . تحاولُ الخروجَ منّي .
يقف في طريقها سيوفٌ ،أبطالٌ شجعانٌ . يريدونَ قتلي . يبحثونَ فيّ عن أسماء باهتة .
يخطفونَ منّي أثوابي ،ألقابي ، ويكونُ في يدِ الفارس حبّي وعقابي .
محاصرةٌ روحي بينَ الحبّ ، والشرفِ ، والذنبِ .
مجبولةٌ بالخطيئةِ . لا تفارقني حتى لو كنتُ في حصنٍ، ربما رفّ قلبيَ بالحبّ في غفلةٍ عنهم . ليس حبيبي فقط من يرصدُ حياتي، حركاتي، رفاتُ الحبّ في حياتي . بل كلّ الجموعِ وجدتْ لتكونَ سداً في طريقِ حياتي .
حبيبي !من أنتَ ؟
لو لم أكن في حياتكَ عنواناً لكانتْ حياتُك صحراءَ موحشة.لاازلتَ تبحثُ عني .
يناديني الليلُ، يشعلني .
يا ليلُ! غنّي معي.
تعالَ إلي نحزمُ حقائبَنا ونرحلُ . تعودتُ على رحيلكَ منّي ، فيهِ أذوبُ من فرطِ الحبِّ والحنينِ .
حبيبي غادر في عزّ الظهيرة. يخافُ أن أعديهِ، ويشتعلُ بهِ الفتيلِ. فقطْ وأنتَ معي . تمتلئُ بالشعرِ دواويني . فليرحلْ حبيبي أنّى يشاءُ . لي في نفسي اكتفاءٌ .
قد أحملُ حقائبُك، أذهبُ بها إلى عالمٍ من سكونٍ ، أسطّرُ فيهِ عن رحلتِنا حكاياتٍ، وأعطي للفصولِ من ألوانِي فيشتعل الزّهر في الحقول ،ويكونُ فيكَ ربيعُ العمرِ . يعودُ إليَّ الحبُّ مضرجاً بلونِ الزهرِ . موعدنا مع الفجر








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اعرف وصايا الفنانة بدرية طلبة لابنتها في ليلة زفافها


.. اجتماع «الصحافيين والتمثيليين» يوضح ضوابط تصوير الجنازات الع




.. الفيلم الوثائقي -طابا- - رحلة مصر لاستعادة الأرض


.. تعاون مثمر بين نقابة الصحفيين و الممثلين بشأن تنظيم العزاءا




.. الفنان أيمن عزب : مشكلتنا مع دخلات مهنة الصحافة ونحارب مجه